العدد 4109 - الجمعة 06 ديسمبر 2013م الموافق 03 صفر 1435هـ

وقفة حداد على روح مانديلا في «حوار المنامة»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

العالم أجمع وقف إجلالاً لشخصية نيلسون مانديلا، وفي يوم وفاته تحدث الجميع عن جوانب من هذه الشخصية العظيمة التي أحدثت نقلة نوعية في هذا العصر. مانديلا ناضل ضد الهيمنة البيضاء التي ظلمت السود في جنوب إفريقيا، كما أنه ناضل ضد الهيمنة السوداء، وآمن بفكرة المجتمع الديمقراطي والحر حيث يعيش جميع الناس معاً، في وئام وتكافؤ للفرص، وآمن بأن المصالحة ممكنة، وترك الماضي للماضي، والبدء معاً من أجل بناء مستقبل مختلف، من دون أحقاد موروثة، ومن دون تمييز ظالم لأي فئة سواء كانت من هذا اللون أو الأصل، أو من أكثرية أو أقلية.

أمضى مانديلا في السجن 27 عاماً، وخرج في 1990 مسامحاً سجّانيه، وواضعاً يده بيدهم لمنع انفلات الأمور أو انفجار الأوضاع بما يتسبب بحمامات دم، وعمل على تثبيت معادلة جديدة للعملية السياسية القائمة على احترام كرامة الإنسان. كان مانديلا أفضل هدية لبلاده، وللعالم أجمع، واعتُبر أسطورة في كيفية تحقيقه الانتقال السياسي السلمي بطريقة فاقت جميع التوقعات، إذ تمكن من استبدال طاقة الكراهية وتحويلها إلى طاقة احترام الآخر وحب الوطن، وقاد شعبه نحو السلام والمصالحة والشراكة دون مرارة الماضي، ولذا أطلق على مجتمعه المتساوي في الحقوق والواجبات «أمة قوس القزح» في إشارة إلى تعدد أعراقه.

ويوم أمس افتُتح مؤتمر الأمن الإقليمي التاسع «حوار المنامة» في فندق الرتز كارلتون، ووقف المجتمعون دقيقة واحدة حداداً على روح مانديلا، وذلك قبل أن تبدأ الكلمة الافتتاحية لوزير الخارجية البريطاني وليام هيغ. هيغ يُعتبر واحداً من أهم أصدقاء البحرين، وهو شارك في سبعة مؤتمرات لحوار المنامة من مجموع تسعة، وهو يشارك لأول مرة منذ توليه وزارة الخارجية البريطانية في هذه الفترة الحساسة. بدأ هيغ حديثه بإعلان دعم بلاده لمساعي إجراء إصلاح دائم وشامل في البحرين، داعياً في الوقت نفسه جميع الأطراف المعنية لأن تلعب دوراً مهماً في الحوار السياسي في البحرين.

بين وقفة الدقيقة الواحدة على روح مانديلا والجمل الافتتاحية لكلمة هيغ روابط كثيرة، فنحن جميعاً يجب أن ندرس التجربة الرائدة لجنوب إفريقيا، وعلينا أن نتعلم منها كيفية تحقيق إصلاح دائم وشامل للبحرينيين عبر المصارحة والمصالحة والعدالة والمساواة في أحضان وطن يسع الجميع.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4109 - الجمعة 06 ديسمبر 2013م الموافق 03 صفر 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 10:48 ص

      قصدك شلون؟

      نوقف دقيقة؟ لو ساعة؟ لو ما نوقف نمشي

    • زائر 7 | 2:57 ص

      رحمك الله يا مانديلا

      هناك الكثير من شخصية مانديلا في السجون، فرحمة الله عليه وعليهم، والله ياخذ الحق

    • زائر 6 | 1:14 ص

      شكرا

      شكرا دكتور على ما تفضلت به

    • زائر 5 | 12:50 ص

      شرف النضال يضيق به البعض

      لا يعرف الشرف الحقيقي وهو شرف النضال من اجل الحرية والكرامة الا الانسان صاحب الذوق والوعي الانساني

    • زائر 4 | 12:25 ص

      اكيد كانوا يصفونه بالصفوي والمجوسي والخائن

      هناك صفات متشابهة من المؤكد كان يوصف بها المناضل الراحل مانديلا هي ما تطلق على قرابة نصف مليون انسان هم اهل البحرين. الحمد لله لنا أمل في الله ان يكشف الحقيقة ولو بعد حين وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون
      هذه سنة الحياة كابروا وعاندوا ما شئتم

    • زائر 3 | 11:23 م

      جنوب أفريقيا والبحرين

      جنوب أفريقا السابقة والبحرين في أوجه شبه في مجالات كثيرة والمتتبع للحالة البحرينة يشعر بذالك إلا المصلحجية لا يحسون بآلام غيرهم ï»·ن أعماه الحقد .

    • زائر 2 | 10:58 م

      في جنوب افريقيا اعترفت الحكومة العنصرية بالمشكلة و مسبباتها فحاورت المعارضة

      نجح الحوار في جنوب افريقيا رغم تجذر المشكلة و تعقيدها لان السلطة العنصرية اعترفت بالمشكلة و حاورت المعارضة السوداء فقط لان البيض لا خلاف معهم معها فلم تدعهم بعدد يفوق عدد افراد اليود المعارض باكثر من النصف ليناكفوا وليس ليصلوا لحل هذا لم تفعله سلطة جنوب افريقيا العنصرية انما حاورت اصحاب الشأن فحلت المشكلة.

اقرأ ايضاً