العدد 4109 - الجمعة 06 ديسمبر 2013م الموافق 03 صفر 1435هـ

في مثل هذا اليوم... ولي العهد دعا للحوار

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يدور الحديث حاليّاً حول جدوى استمرار جلسات الحوار «التوافق» أو «التشاور» سمِّها ما شئت، فهي في النهاية لن توصل أحداً للهدف، ما لم تقم على أسس حقيقية وواضحة يرتضيها الجميع.

وفي ظل ضياع البوصلة، أو بشكل أكثر وضوحاً، الإصرار على إضاعتها، وعدم الرغبة الجدية في الوصول إليها، ستبقى كل تلك المسميات والمصطلحات لـ «الترويج الإعلامي» الخارجي لا غير.

قبل عام كامل، وفي مثل هذا اليوم (7 ديسمبر/ كانون الأول 2012) استمع/ فهم العالم دعوة سمو ولي العهد للحوار من خلال منتدى «حوار المنامة»، على أنها دعوة واضحة للمعارضة إلى الخروج من الأزمة الخانقة، إذ أن السلطة لا مشكلة لديها مع «الموالين»، وخلافها مع المعارضين، إلا أن لبعض الأطراف الرسمية نظرة مختلفة عبَّرت عنها بصراحة بعد دعوة ولي العهد للحوار «لقد فهمتم الدعوة للحوار بشكل مغلوط»!

وللتاريخ فقط، ولأننا في أيام «حوار المنامة 9»، لابد أن نُذكِّر بما قيل بعد دعوة ولي العهد في «حوار المنامة 8»، لنفهم حقيقة مجريات الأمور حاليّاً على طاولة الحوار.

شهد مجلس الشورى في (10 ديسمبر 2012) حملة شرسة من قبل عضو مجلس الشورى محمد المسلم، على دعوة الحوار التي أطلقها ولي العهد أمام «حوار المنامة 8». وفي يوم الثلثاء (11 ديسمبر 2012) وفي مجلس النواب، شنَّ نواب هجوماً أيضاً على دعوة ولي العهد للحوار، وقال وزير العدل إنه «لن يكون هناك حوار فوق الطاولة وآخر تحت الطاولة، وكل شيء معلن وشفّاف».

ولي العهد في منتدى «حوار المنامة 8»، دعا «القيادات السياسية، وكذلك المرجعيات الدينية، وعلى أعلى مستوياتها، إلى نبذ العنف»، مؤكداً أن الحوار هو الحل الأمثل لأي خلاف، كما دعا إلى تهيئة للبدء في حوار يضم مختلف الأطراف في البحرين.

المعارضة أول من رحَّب بدعوة ولي العهد للحوار، وأعلنت «استعدادها للمشاركة في هذا الحوار، الذي من المفترض أن يصادق الشعب على نتائجه؛ كونه مصدر السلطات جميعاً»، وفي ظل صمت رسمي مستغرب، ورفض القوى الموالية لها، والتي كانت دائماً تدعم «الحل الأمني» على السياسي.

بعد أسبوع كامل من دعوة ولي العهد إلى الحوار، اتهمت السلطة المعارضةَ بـ «الإساءة إلى دعوة الحوار، واستغلاله بشكل مغرض، وتسويقها إعلاميّااً بشكل مغلوط»، وهو الأمر الذي أثار استغراب الجميع؛ فكيف صمتت السلطة أسبوعاً كاملاً عن «الاستغلال السيّىء لحديث ولي العهد، وتسويقه بشكل مغلوط»!، ليس فقط من قِبل المعارضة، بل من قِبل جميع وكالات الأنباء العالمية والصحف العربية والأجنبية، وحتى الحكومات الغربية، التي عبّرت عن ترحيبها ودعمها لدعوة الحوار.

كما صدر بيان على لسان «مصدر مسئول» في ديوان ولي العهد في (14 ديسمبر 2012)، أكّد أن «ما جاء في كلمة ولي العهد في حفل افتتاح حوار المنامة 2012، أن أي حوار مستقبلي سيكون بين ممثلي مكونات المجتمع البحريني كافة».

دعوة ولي العهد للحوار قبل عام كامل فاجأت الجميع، وخلقت إرباكاً كبيراً لها في ظل ترحيب العالم والمعارضة بها، ورفض القوى الموالية، التي رأت في الدعوة «إقصاء» لوجودها، وبالخصوص من قِبل أعضاء مجلسي الشورى والنواب.

السلطة وجدت نفسها في موقف «المرتبك» مع الدعوة المفاجئة لولي العهد، خصوصاً إذا ما عرفنا أن مسئولين كانوا يؤكدون دوماً قبل دعوة ولي العهد، أن «المطالب لها مكانها وقنواتها الدستورية، وهي قبة البرلمان التي تحتضن كل الآراء والمطالبات باعتبارها ممثلاً لصوت الشعب»، وهي بذلك تؤكد رفض فكرة وجود حل خارج قبة البرلمان كالحوار مثلاً.

احتاجت السلطة 45 يوماً لتدارك ذلك «الإرباك»، فسارت إلى الإعلان في بيان مقتضب جدّاً من وزير العدل إلى دعوة ممثلي الجمعيات السياسية والمستقلين من مكونات المجتمع السياسي لاستكمال حوار التوافق الوطني في المحور السياسي. بعد 100 دقيقة من بيان وزير العدل، صدر بيان سريع من تجمع الوحدة (معارضة المعارضة) يرحّب بالحوار، حتى وإن كان مع من يسميهم بـ «قوى التأزيم»، والذي رفض مراراً الجلوس معهم على طاولة واحدة قبل تنفيذ شروطه بوقف العنف و «العمليات الإرهابية»، والاعتذار، على حد قوله.

فما الذي غيّر قناعته عن الحوار، على رغم أنه رفض وبشدة من قبل دعوة ولي العهد؟ لتخرج السلطة وتبرّر ذلك بأن جميع العالم «فهِمَ غلط» كلام ولي العهد.

ربما أن ما غيَّر تلك القناعات، هو «تشويه» فكرة الحوار التي طرحت أمام «حوار المنامة 8»، ولذلك لم يعلن عن حوار جديد، بل عن استكمال حوار التوافق (2011) في شقه السياسي، وهو الحوار الذي فشل بشكل واضح، ولذلك سعت السلطة عبر إعادة السيناريو ذاته وآلياته وأدواته لاستكمال ذلك الفشل.

العالم الذي رحَّب بدعوة ولي العهد للحوار، هو ذاته الذي يدعو الآن إلى حوار له مغزى، وهو ما يعيدنا للمربع الأول في (7 ديسمبر 2012)، وكأن «حوار السلطة» الموجود حاليّاً لم يكن.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 4109 - الجمعة 06 ديسمبر 2013م الموافق 03 صفر 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 3:03 ص

      وبعد عشرين عام ستكون هناك دعوة للحوار

      وبعد عشرين عام وأسبوع سيكون هناك تفنيد من "صحَّاح" آخر بأنكم فهمتم غلط.
      وكله تضييع وقت وتضييع لحقوق الناس.
      الحق يؤخذ ولا يهدى فمن ينتضر الحق ان يصل اليه في طرد بريدي أو معلبات فسوف يطول انتضاره. وما نيل المطالب بالتمني...

    • زائر 15 | 2:49 ص

      نقترح على المتحاورين في المنامة اعتماد حوار البحرين الناجح الناجع المثمر البناء العادل الصحيح المسدد من ؟؟

      نقترح اعتماد هذا الهراء لحل أزمات المنطقة
      وعلى رأسها أزمة سوريا
      وأزمة البرنامج النووي الايراني
      وأزمة مصر
      وأزمة اليمن
      وكذلك الشعب الفلسطيني
      وأن يعتمد في كتاب بخط من ذهب لحل أزمات العالم الحالية والمستقبلية.

    • زائر 14 | 2:36 ص

      لا تحتار هم يريدون فشل اي حوار

      فهم يريدون حوار الى 1000عام يتوارثه الأجيال و يبقون هم يسلبون قوت الشعب باسم الشعب بدعم من ا....

    • زائر 13 | 1:36 ص

      استاذ هاني لو دعيتك ببيتى لوليمة هل ادعك لوحدك حولها دون ان اشاركك الاكل؟؟

      الغريب وليس بغرابة لدى طبعا لماذا ولي العهد وهو من دعا وتحت ضيافته لحوار المنامة9 لماذا لم تكون له كلمة ؟ سؤال ليس محير بالنسبة لي طبعا لااعلم تفكير الاخر العام ولكني اجزم ان التركيبة والتوليفة (الداخلية بالبيت والمحلية للمجتمع)ربما قد منعته ان يدلوا بدلوه حول مرور عام لما اطلقه لحوار وسوف تفتح ابوابا ولن تغلق من س وج وخذ بعدها كيف نكون ويكونون؟؟؟؟؟؟؟

    • زائر 11 | 12:43 ص

      اهلا بكم في بلدنا وعلى ارضنا ولكن هل عسى ان نحظى ببعض اهتمامكم

      غريب عجيب ما يحصل في حوار المنامة، يأتي المتحاورون كل عام ويذهبون ولا يِتطرق احدهم لآلام هذا الشعب وآماله؟
      ايها المتحاورون الارض التي تستضيفكم اهلها يئنون من الظلم والتنكيل والقمع المتواصل فهل لكم اعين تبصر وآذان تسمع وعقول تدرك والسن تنطق؟
      لماذا لا تهمكم امورنا وحالنا ومساجيننا وعدد شهداءنا

    • زائر 10 | 12:37 ص

      حوارات الطرشان ام طرشان الحوارات

      حوارات تعود وتعود وتعود وحال الشعب البحريني ومن تقوم على ارضه هذه الحوار تتحوّل من اسوأ الى أسوأ الى أسوأ.
      هل من يتحاورون في المنامة طرشان ام هم صمّ بكم عمي؟
      من بداخل القاعات الا يكلفون انفسهم الجهد بالخروج قليلا ليسمعوا صوت الشعب؟
      اذا لماذا هم على ارضنا وفي وطننا اذا لا يريدون سماع صوتنا

    • زائر 9 | 12:34 ص

      اسد من اسود الفاتح

      وفي هذا اليوم رفضتم الحوار

    • زائر 8 | 12:26 ص

      نجاح

      اي نجاح تحققه البحرين ويشهد له العالم يتسبب لكم إرباك

    • زائر 7 | 12:21 ص

      رسالة للمتحاورين تحاوروا على المعتقلين بالسجون وعلى دماء الشهداء

      اذا لم يكن عدد الشهداء قرابة 150 غير كافيا لكم لكي تذكروهم في حواركم.
      اذا لم يكن قرابة 3000 سجين ومعتقل رأي غير كافيا لكم لكي تهتموا بذكرهم في حواركم.
      اذا لم تكن آلام نصف مليون من بني البشر وعذاباتهم كافية لكم لكي يصبحوا ضمن اجندة حواركم
      فكل حواركم فشوش بل هو نعتبره اعانة على الظلم

    • زائر 6 | 11:59 م

      الحوار الممل

      دعوات الحوار التى يطلقها النظام بين الفينة والاخرى لا تجدي نفعا سوى المماطلة والهروب من الواقع لان المتنفذين يشترون الوقت لطبخ مؤامرة كبيرة ضد الشعب كما ذكره التقرير المثير لن ننسى ماذكره هذا التقرير الذي يستهدف طائفة بعينها ..هذا الشعب المظلوم لا يملك الا الدعاء والتضرع الى الله سبحانه لينقذه من جور الظالمين ..اللهم احفظ شعب البحرين من كل سوء ومكر المجرمين اللهم فرج عنا فرجا عاجلا غير آجل يا رب العالمين اللهم انصرنا على القوم الظالمين بحق محمد وآل محمد.

    • زائر 5 | 11:32 م

      هؤلاء

      معروفه النتائج والكل شافها تنكيل قتل هتك اعراض هدم مساجد... فكيف يتحاور السيد مع العبد وقولو لي اذا كلامي غلط

    • زائر 4 | 11:27 م

      أريد أفهم فقط ؟

      لماذا الموالين مشاركين في الحوار من الأساس !!! أنتم موالون لنظام ومشكلتنا مع النظام والحل لابد من الطرفين .. 10 أشهر من بدأ الحوار والموالين لنظام معارضين على بند المملكة الدستوريه !! لا أنسى رموت كنترول ،.

    • زائر 3 | 10:43 م

      الماضي لا يفنى وانما يصبح تاريخا ...

      من المفيد جدا ان يبقى التاريخ ماثلا امام المرأ لكي يتدارك اخطاءه خصوصا اذا كانت مهلكة وقاتلة . وان الذي ذكرت به يااستاذنا الجليل هو حري ان نقف عنده لندرك كيف ان التعنت والعناد والمكابرة لا يفضي الا الى الخسارة . ولقد خسرنا سنة من عمر هذا البلد العزيز بسبب مواقف من لا تهمه الا مصالحه الضيقة وان اودت بهذا البلد العزيز الى الخراب .

    • زائر 2 | 10:43 م

      قبل الحوار كان يفترض تحدد االسلطة طبيعة المشكلة

      عندما تنشب ازمة فان عنوان الازمة يكون متفق عليه ولا يختلف عليه احد هنا السلطة و توابعها يقولون انها ازمة امنية تحدثه شرذمة ارهابية و المعارضة تقول انها ازمة سببها سلب الشعب سلطته و احتكار السلطة بغيان تعريف المشكلة فان السلطة و توابعها لديهم هدف واحد وهو حمل المعارضة التوقف عن ارهابها و المعارضة تحاول اقناع السلطة بتداول السلطة و طبيعي هذا يكون حوار الطرشان .واي ازمة لها اطراف هنا في البحرين اطراف الارمة بعضها مفبرك لا علاقة له بها فكيف تحاور من لا قرار له

    • زائر 1 | 9:58 م

      مجرد كلام

      مجرد كلام للكسب الوقت ورسالة للخارج مع إستمرار القمع والقتل اليومي للشعب البحريني

اقرأ ايضاً