العدد 4109 - الجمعة 06 ديسمبر 2013م الموافق 03 صفر 1435هـ

موت مانديلا حداد شخصي لأوباما

في خطوة نادرة لوفاة لا ترتبط مباشرة بالولايات المتحدة، أمر أوباما بتنكيس الاعلام على كل المباني العامة في البلاد وخارجها خلال اربعة ايام.

فضلا عن ذلك أكد البيت الابيض أمس الجمعة (6 ديسمبر / كانون الأول 2013) ان الرئيس اوباما وزوجته ميشيل سيذهبان الى جنوب افريقيا "الاسبوع المقبل" للمشاركة في القاء النظرة الأخيرة على "ماديبا" بدون اعطاء مزيد من التفاصيل على الفور.

وهناك ثلاثة عظماء يجلهم اوباما اول رئيس اسود للولايات المتحدة، وهم ابراهام لينكولن ومارتن لوثر كينغ ونلسون مانديلا الذي تحدث عنه مطولا في كتابه "احلام والدي".

وفي نعيه مانديلا بتأثر بالغ بعد دقائق قليلة من اعلان وفاته الخميس ربط اوباما ضمنا بينه وبين بطليه الاخرين. وقال "انه لم يعد بيننا، اصبح في الابدية"، مستعيدا عبارة القيت بعد اغتيال الرئيس ابراهام لينكولن الملقب ب"محرر" العبيد في 1865.

ودعا ايضا الى التعبير عن "امتناننا لحياة نلسون مانديلا، الرجل الذي صنع التاريخ وحول مسار العالم الاخلاقي نحو العدالة" وهي عبارة كررها مارتن لوثر كينغ المناضل البارز من اجل المساواة العرقية في الولايات المتحدة.

وخلافا للجيل السابق من رجالات السياسة السود الاميركيين امثال جيسي جاكسون رفيق درب مارتن لوثر كينغ، كان اوباما صغيرا جدا لخوض المعركة ضد التمييز في بلاده، اذ لم يكن قد بلغ سن الثالثة عندما اصدر الرئيس ليندون جونسون القانون التاريخي حول الحقوق المدنية في العام 1964.

وصحوة ضميره السياسية في اواخر السبعينات كما ذكر مساء الخميس، يدين بها لمانديلا الذي وضعه النظام العنصري الابيض في السجن.

وقال "انني من ملايين الاشخاص الذين استوحوا من حياة نلسون مانديلا" مضيفا "فاول خطوة في مسيرتي السياسية واول فعل قمت به متعلق بالسياسة، كانت مشاركتي في تظاهرة ضد الفصل العنصري. وقد درست كلماته وكتاباته".

وروى الرئيس الاميركي ايضا "في اليوم الذي خرج فيه من السجن اعطاني فكرة ان بامكان البشر ان يفعلوا عندما تكون امالاهم مرشدهم وليس خوفهم. وككثيرين من الناس في العالم لا استطيع تصور حياتي كلها بدون مثال نلسون مانديلا".

لكن هذا المبدأ يتناقض مع السياسة الرسمية التي اعتمدتها الولايات المتحدة مع نهاية الحرب الباردة عندما توافقت واشنطن مع بريتوريا على وصف نلسون مانديلا ب"الارهابي".

فحين كان النظام العنصري حليفا للولايات المتحدة في وجه النفوذ السوفياتي، اعترض الرئيس الجمهوري رونالد ريغان على فرض عقوبات على جنوب افريقيا اقترحها انذاك السناتور الديمقراطي تيد كينيدي. لكن الكونغرس تجاوز اعتراض الرئيس --في خطوة استثنائية-- وصوت على خفض المساعدة الاقتصادية لبريتوريا في العام 1986.

ووعد اوباما الخميس "طالما بقيت حيا سابذل كل ما بوسعي لاتعلم" من مانديلا الذي لم يلتقيه سوى مرة واحدة بالرغم من كل الاجلال الذي يكنه للذي كان مثله اول رئيس اسود لبلاده.

وجرت تلك المقابلة القصيرة في احد فنادق واشنطن في العام 2005. وكان اوباما انتخب لتوه سناتورا عن ايلينوي (شمال).

وعندما توجه الى جنوب افريقيا في زيارة رسمية في اواخر حزيران/يونيو في اطار اول جولة رئاسية كبيرة له الى القارة الافريقية اضطر اوباما للعدول عن لقاء "ماديبا" الذي كان مريضا جدا.

لكنه زار مع زوجته وابنتيه بتأثر زنزانة روبن آيلند قبالة مدينة الكاب حيث قبع مانديلا طوال ثمانية عشر عاما.

كما تحادث ايضا هاتفيا مع عائلة الرئيس الجنوب افريقي السابق ودعا الاجيال الشابة الى اقتفاء اثره.

وعلى الكتاب الذهبي لروبن آيلند كتب اوباما "باسم عائلتي نقف بكل خشوع هنا، في المكان الذي واجه فيه رجال بشجاعة كبيرة الظلم ورفضوا الخضوع".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 2:57 م

      كلنا لها

      روح اقرأ الفاتحة على الرجال احسن ليه بلا خشوع وتواقيع

اقرأ ايضاً