العدد 4111 - الأحد 08 ديسمبر 2013م الموافق 05 صفر 1435هـ

هواجس وتحديات يواجهها الفلسطيني مع غياب المشروع الوطني

في اليوم الثاني لمؤتمر «قضية فلسطين» في الدوحة

في مناقشات اليوم الثاني أمس الأحد (8 ديسمبر/ كانون الأول 2013)، من مؤتمر «قضية فلسطين ومستقبل المشروع الوطني الفلسطيني»، سيطرت الهواجس والتحديات الكبرى التي يواجهها الفلسطيني في أرضه وبلده، مع التركيز على غياب المشروع الوطني.

المؤتمر الذي ينظمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ومقره الدوحة، ويديره المفكّر الفلسطيني عزمي بشارة. وفي اليوم الثاني ركزت الأوراق البحثية المقدمة على تفاصيل الهم الفلسطيني، وما يعانيه من مشاكل قضم الأرض والتهجير والسجن والتوسع الاستيطاني، وبعضها يهتم بتطور العلاقة الكولونيالية بين إسرائيل ومواطنيها الفلسطينيين، والانتخابات الإسرائيلية والتغيرات الحزبية والسياسية، بينما تحول البعض الآخر إلى جلسات لاستعادة الجرح الفلسطيني، وهو ما أشار إليه مهدي عبدالهادي مشرف إلى القول بأننا أصبحنا سفراء غير معتمدين لإسرائيل لاستعراض ما حققته من إنجازات وسياسات على الأرض، دون أن يكون لنا أي مشروع وطني أو عربي.

الباحث غازي فلاح استعرض واقع الحال من خلال قراءة في ست صحف أميركية خلال فترة ثلاثة أشهر، في الفترة الأولى من ولاية الرئيس باراك أوباما،حيث رصد 73 اقتباساً لنتنياهو، و41 اقتباساً لهيلاري كلنتون، و30 لمحمود عباس، و27 لأوباما نفسه، مع امتناع هذه الصحف عن استخدام كلمة «احتلال»، حتى لو كانت على هيئة إعلان مدفوع بقيمة 1000 دولار، كما حدث من قبل صحيفة «نيويورك تايمز». وخلص إلى غياب أي أفق للحل مع إصرار الإسرائيلي على السيطرة على الأرص وعدم الاعتراف بوجود الآخر.

وأشار فلاح إلى دراسة جديدة تتكلم عن استيعاب «إسرائيل» لنصف يهود العالم البالغ عددهم عشرين مليوناً، بحلول العام 2020، أكثرهم من الشباب.

مهند مصطفى، الذي قدم ورقة عن المستوطنين والكولونيالية اليهودية، استدرك على تعليقات الكثير من المعقبين، بالقول إن إسرائيل ليست دولة محكمة السياسات، وينبغي عدم النظر إليها على أنها دولة ذات سياسات محكمة، فهي دولة لها اخفاقات داخلية وخارجية، كما لها نجاحات. وأضاف: «لا ينبغي للمثقفين والباحثين الأكاديميين عقلنة حتى أخطاء إسرائيل، فهي ذات مجتمع ودولة لها أخطاؤها وإخفاقاتها، وتخضع سياساتها لتأثير القيادات الأمنية والسياسية، وكذلك الأحزاب والمجتمع المدني، حتى في الحزب الواحد هناك خلافات داخلية بين أعضائه». حاتم عبدالقادر كان له رأي آخر: «اليهود مبرمجون دينياً على ألا يقبلونا، ونحن لن نتنازل ولن ننسحق، فقد خضنا الانتفاضة الأولى والثانية».

خليل التفكجي من القدس، استعرض السياسات الإسرائيلية لقضم الأرض، وتغيير الواقع التاريخي والديمغرافي، بفرض مناطق خضراء، ومستوطنات، وهدم منازل الفلسطينيين وتهجيرهم، وإقامة الأنفاق، وسحب الهويات وإقامة الجدار العازل الذي أخرج 140 ألف فلسطيني من محيط القدس وإفراغها من جزء مهم من أهلها.

الباحث بلال الشوبكي تحدث عن الهوية الفلسطينية ومحاولات الاستئصال، حيث أكد أن استمرار الخلافات العميقة بين فتح وحماس، سيسهم في إضعاف هذه الهوية، حيث ذكر بما قام به الرئيس الراحل ياسر عرفات بعد عودته إلى فلسطين، من إحياء لدور العشائر لإحساسه بوجود منافس قوي له في الداخل (حماس). واستشهد بما قامت به السلطة من خطوات في هذا الطريق، مثل إعطاء كوتا للبدو والمسيحيين، إحياءً للأقليات السكانية والدينية، و»نحن لم نكن بحاجة إلى إعطاء المسيحيين مقعداً، لأن قضيتنا وطنية» كما قال.

الشوبكي أشار أيضاً إلى إشكالية السياسات الاقتصادية للسلطة، كالسماح لمشاركة الفلسطينيين في بناء المشاريع الاستيطانية الإسرائيلية. وختم بالإشارة إلى دراسة حديثة سئلت بموجبها العينة عن هويتهم، فأجاب 40 في المئة بأنها هوية دينية.

السلطة الفلسطينية تعرضت في هذه المنتديات الكثير من الانتقادات، وفي مقدمتها التساؤل بشأن من خولها بحق التنازل عن 70 في المئة من أراضي فلسطين 67، والآن التنازل عن حق العودة، وهل هناك سقف نهائي لهذه التنازلات. ومن الانتقادات أن منظمة التحرير أضاعت البوصلة كحركة تحرر وطني وتحولها إلى المفاوضات على طريقة التاجر الذي يساوم من أجل توقيع عدة صفقات تجارية. وهو ما دفع مهدي عبدالهادي إلى التعقيب بقوله: «لقد طالبت البارحة عزام الأحمد (من فتح)، وأسامة حمدان (حماس) بالاستقالة».

في الجلسة الختامية لليوم الثاني من أيام المؤتمر، قدمت ليلى فرسخ ورقة حول تجاوز التشظي الفلسطيني، الخيارات السياسية والضرورات الوطنية. وقدم إيميل بدران ورقة بعنوان «عشرون عاماً على عملية السلام، إعادة تخيل فلسطين». وفي الورقة الثالثة، قدم آلان غريتش من «لوموند دبلوماتيك»، ورقة بعنوان «فلسطين: الشرعية الدولية وحركة التضامن منذ الستينيات»، مؤكداً أن التضامن الدولي في هذه الأيام، بسبب ضعف الحركة الوطنية الفلسطينية وانقساماتها الداخلية، ليس مسألة أقل أهمية من أي وقت مضى فحسب، بل يجب أن يكون عنصراً مركزياً في أية استراتيجية فلسطينية. ودار ورقة حميد دباشي حول «حركة التحرر الفلسطيني في التعبيرات الثقافية المختلفة».

الكثير من الأوراق تناولت قضية فلسطين وأبعادها وحضورها في الدول الأجنبية الأخرى، بريطانيا وإيطاليا وألمانيا وهنغاريا وإسبانيا من دول الاتحاد الأوروبي، إلى الهند والصين، وكثيرٌ منها قدّمها أكاديميون فلسطينيون من الجيل الثاني أو الثالث من جيل الشتات والدياسبورا الفلسطينية.

العدد 4111 - الأحد 08 ديسمبر 2013م الموافق 05 صفر 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً