العدد 4115 - الخميس 12 ديسمبر 2013م الموافق 09 صفر 1435هـ

بين المال والشهرة والمبدأ

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

قد نجمع المال وتأتي الشهرة جزافاً، وقد يكون المبدأ في آخر ركن من أركان حياتنا، ولكن المال قد يذهب والشهرة قد تولّي في يوم من الأيام، ولكن المبدأ إن بقى بقي معه كل شيء، وحينها نعلم بأنّ الإنسان لم يفقد إنسانيّته!

بين المال والشهرة والمبدأ عوامل مشتركة ومتضادّة، فمن منّا لا يحب المال؟ إنه زينة الحياة الدنيا، ومن منّا لا يريد الشهرة فهي جاه ومنصب وقوّة، ولكن المبدأ يحتار فيه البعض ويضعه البعض الآخر من ضمن أولوياته، وآخرون يجعلونه هدفاً، وما المبدأ إلاّ قيمة معنوية يستشعرها ذوو الضمائر الحيّة، فهم بمبادئهم يرفضون الفساد ويحاربون المفسدين ويجعلون الآخرين قبل أنفسهم، عندها تظهر إنسانيّتهم الحقيقية.

وقد يكون المبدأ حياً ومثالاً كبيراً عند بعضهم، ولكنّه –نفس المبدأ- عمل مقزّز ومكروه جملةً وتفصيلاً عند البعض الآخر، فعلى سبيل المثال في البحرين نجد البعض يحارب الفساد بشتّى أنواعه، والبعض الآخر يؤثر الاستتار، وبين هذا المبدأ وذاك، البشر هم من يحدّدون قيمته الحقيقية.

لا نريد لملفّات الفساد أن تبقى سجينة الأوراق، بل نريد التوجّه بها إلى النيابة العامة ومن ثمّ القضاء حتى يبت في أمر الفساد والمفسدين، فقضيّة أملاك الدولة ونفطها، وقضيّة فساد ألبا/ ألكوا، وقضيّة فساد الاسكان والتربية والتعليم، كلّها تؤثّر سلباً على المصلحة العامة، ولا تجعلنا نتقدّم، بل نتأخّر للوراء كثيراً!

هل نستطيع محاربة هذا الطوفان بالمبدأ فقط؟ هل المبدأ هو ما يحرّك الشعوب؟ أم أنّ المبدأ كُتب من قبل الفلاسفة الأقدمين ليضيفوا بعض الإنسانية على الإنسان؟ حقيقة نتمنّى أن يحرّك المبدأ الشعوب، ولا يجعلها تتخاذل عن حق أبنائها أجيال المستقبل، فإن ذهب المبدأ ذهبت الإنسانية، وعشنا في قانون الغاب، قانون البقاء للأقوى!

للمبدأ قوّة لا يعلمها إلاّ من يعمل بها، فالمال نحن نصنعه ونجمعه، والشهرة سهلة المنال وقشرية، أما المبدأ فقد يكون ثقيلاً في حياتنا العامّة وصعباً عند الممارسة.

ليتنا نُنشيء مبدأ «أنا بحريني فقط»، فهو مبدأ مهمّ بَعُدَ عنه البعض، فأصبحنا بعده مِللاً وأطيافاً متفرّقة، ولن تهدأ البحرين ما لم نأخذ به فعلياً، ونطبّقه على الكبير والصغير، فأنا بحريني فقط تجعلنا مجتمعاً متعايشاً إن استشعرنا قيمة هذا المبدأ، وتخلق منّا أمّةً لا أمماً متنوّعة، وتقدّم حالنا للأفضل، وترفع من شأننا جميعاً!

ليتنا نقبل النقد، وليتنا نغيّر الحال، وليتنا نعدّل الوضع، وليتنا نستطيع زرع هذه الكلمة معنى وتطبيقاً بين صفوفنا، فإن وصلنا إلى هذا الشأن، صدّقونا سيتغيّر كثير من الحال المتردّي، وسنعيش في حال أفضل وأعلى. وجمعة مباركة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4115 - الخميس 12 ديسمبر 2013م الموافق 09 صفر 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 9:31 ص

      حسام

      يبدوا أنك تردد الكلام كالببغاء ولا تدري أصلاً ما هي التقية ولا تدري أنها مبدأ يطبقه السنة والشيعة والمسحيون واليهود والبوذيون والهندوس و الزرادشت والشيوعيون والحكام والمحكومون وكل من على الأرض كل بظروفه.
      إسمع هذه القصة:
      أحد مشايخ السنة المعارضين للحكم في دولنا تمت دعوته لأحد المؤتمرات في لندن وكان يعرف أن السلطات لن تسمح له بالخروج فادعى أنه مريض ويحتاج للعلاج في بريطانيا و فعلاً سافر وشارك وأول مابدأ به مشاركته الهجوم الشرس على التقية ... التقية التي استخدمها مع حكومته ليتمكن من السفر !!

    • زائر 12 | 5:09 ص

      البحرين

      ماراي الكاتبة في التقية وهل هي مبدأ ؟ هل يعقل ان الامام علي الذي لم يسجد لصنم ان يستخدم النقية . و ماراي الكاتبة في الولاء للطائفة و الولاء للوطن في هذا الوطن الصغير ؟

    • زائر 13 زائر 12 | 6:23 ص

      القرآن يأمر بالتقية فراجع التفاسير لعل الله يزيل الغشاوة عن بصرك

      - لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير [آل عمران : 28]

    • زائر 16 زائر 12 | 6:48 ص

      مبدأ

      التقية مبدأ قرآني فاقرأ "الا من أكره و قلبه مطمئن بالايمان". و لكن اين استخدم الامام علي ع التقية ؟

    • زائر 11 | 5:08 ص

      البحرين

      ماراي الكاتبة في التقية وهل هي مبدأ ؟ هل يعقل ان الامام علي الذي لم يسجد لصنم ان يستخدم النقية . و ماراي الكاتبة في الولاء للطائفة و الولاء للوطن في هذا الوطن الصغير ؟

    • زائر 10 | 4:26 ص

      انا بحريني

      بلد واحد وقلب واحد ...وحده وحده ... كل ذلك نعرفه وندركه ولكن ما نراه على الارض فئة كبيرة مهمشة ويفع عليها التمييز في التوظيف في التعليم في الاسكان يعني مواطنة متساوية في عناوين الجرائد والقنوات والاعلام لكن على الارض لايوجد مواطنة متساوية مذهب وطائفة واسرة وولاء كل ذلك يعطي تمييز

    • زائر 9 | 3:15 ص

      الزاد ويوم المعاد لكن من يتعض ومن لا يعتبر؟

      يقال هنا أن الله خلق من الماء كل شيء حي بينما من المال يعمي ويميت القلب – يعني ورق مطبوع ومرسوم عليه رسومات لكنه من الشجر الأخضر الذي جعله الله نارا! فمن يجمع مال لا بد له أن يرحل عن الحياة لكن يقال ترك مال المعدد والذي لم يمجده إلا المداحون من الناس لكي ينالوا رضا صاحب المال المزعوم. فقد لا يكون ملعون لكنه مزعوم أي يزعمون أنه مال ولكنه ورق من أوراق الشجر! تعجب جحا هنا من بائع آخرته بدنياه وماله الورقي! الناس أموات أو أحياء وأهل العمل بالعلم أحياء؟

    • زائر 8 | 2:52 ص

      مافي مبادئq

      للأ سف يتخلى البعض عن المبدأ في سبيل المال والشهرة، بما فيهم ن...

    • زائر 7 | 2:51 ص

      مافي مبادئ

      للأ سف يتخلى البعض عن المبدأ في سبيل المال والشهرة، بما فيهم ...

    • زائر 5 | 2:07 ص

      بعض

      وماذا عن بعض مشايخ الدين أفسدوا طائفة بكاملها وحسسوها دائمآ بالمظومية،،، أهذا من فساد العقول؟؟؟

    • زائر 6 زائر 5 | 2:48 ص

      زائر 5

      يا أخي انت وين عايش ما في داعي شيوخ الدين يحسسون الناس بالمظلومية الواقع المر الي يعيشه طائفة كبيرة من الشعب هي الي تحسسهم بالمظلومية روح شوف الناس اشلون عايشين

    • زائر 4 | 2:07 ص

      العمل الصالح

      يقول الله فى كتابه الحكيم يوم لاينفع فيه مال ولابنون الى من اتى الله بقلب سليم ويقولون اعمل لدنياك صالح خل يسجله دفتراه نسئل الله حسن الخاتمه والله يبعد عن شعب البحرين كل ظالم ظلم وسلب حقوق الشعب المظلوم الطيب خساره ينكل بهادا الشعب بمجرد طالب بحقوقه المشتكى لله

    • زائر 3 | 1:41 ص

      كلام جميل با مريم

      شكرا على هذا المقال ، نعم ليتنا نسمع النقد البناء ، ولكن اين من يسمع الكلام

    • زائر 2 | 1:29 ص

      {{{ شمس الحقيقة }}}

      وأنا أقرأ فقرتك الأخيرة تذكرت.. الذي أطلق شعار "لاشيعي ولاسني - أنا بس بحريني" وطبعها شارات نعلقها على صدورنا ... تم اعتقاله والتحقيق معه !

    • زائر 1 | 10:54 م

      تقول لمن؟ ومن يسمع؟ أيسمع من به صممُ؟!!

      لا نريد لملفّات الفساد أن تبقى سجينة الأوراق، بل نريد التوجّه بها إلى النيابة العامة ومن ثمّ القضاء حتى يبت في أمر الفساد والمفسدين، فقضيّة أملاك الدولة ونفطها، وقضيّة فساد ألبا/ ألكوا، وقضيّة فساد الاسكان والتربية والتعليم، كلّها تؤثّر سلباً على المصلحة العامة ..

اقرأ ايضاً