العدد 4123 - الجمعة 20 ديسمبر 2013م الموافق 17 صفر 1435هـ

مسلسل حبس الأطفال لن ينتهي

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

صدر تقرير منظمة العفو الدولية الذي اتهم بصراحة حكومة البحرين بـ«تعذيب الأطفال المعتقلين» وتناقلته وكالات الأنباء العالمية والقنوات الفضائية، ولم يصدُر أي تعليق رسمي بعدُ بخصوص ذلك الحديث، ولم تنفِ السلطة أو تؤكد صحة ما ورد في التقرير.

من الوهلة الأولى نعلم أن الرد سيكون كالآتي: «كل ما جاء في تقرير ما تسمى بـ «أمنستي» أو منظمة العفو الدولية عارٍ عن الصحة ومجافٍ للحقيقة، وينطوي ضمن الحملة التي تشنها منظمات دولية، ودول غربية ضد البحرين»، داعية تلك المنظمات والدول إلى استقاء المعلومات من مصادرها الرسمية الحقيقية، وعدم الاعتماد على مصادر أحادية، هدفها تشويه ما حققته البحرين من إنجازات عالمية على صعيد حقوق الإنسان.

وسبق تقرير منظمة العفو الدولية تقرير آخر لمنظمة «هيومن رايتس ووتش» في سبتمبر/ أيلول 2013 اتهمت فيه أيضاً السلطات البحرينية بـ «احتجاز الأطفال وبشكل روتيني دون أسباب، وإخضاعهم لإساءة معاملة، يمكن أن ترقى إلى مصافِّ التعذيب»، وذلك بناءً على تقارير من الضحايا وأفراد عائلاتهم ونشطاء في مجال الحقوق القانونية.

الحديث عن سجن الأطفال أمر مؤلم في هذه المملكة الصغيرة، فهذا الحديث لم يتوقف منذ سنوات، على رغم كل النداءات، والمناشدات المحلية والدولية.

المشهد الأخير، هو مشهد الطفل جهاد السميع البالغ من العمر 10 سنين فقط، والذي بُثت له صور وهو يبكي في مركز شرطة بعد صدور أمر بحبسه أسبوعاً على ذمة قضية الاعتداء على دورية أمنية مع زميله يوسف عبدالله، البالغ هو الآخر من العمر 13 سنة فقط. ولحق ذلك بيوم، تجديد حبس الطفلين سيدتميم ماجد وسيدهاشم علوي لمدة أسبوع بتهمة حرق إطارات.

هذه القصة، ليست جديدة على المشهد السياسي البحريني، ففي (28 أغسطس/ آب 2012) شهدت قاعة المحكمة حدثاً مشابهاً لتلك الأحداث، وهو تجديد حبس حدثين (12 و13 عاماً) لمدة 7 أيام في قضية حرق جنائي، وهو التحفظ الثالث لهما، إذ إن سبب التجديد هو تقصير جهات رسمية في عدم تقديم تقرير الباحثة الاجتماعية عن حالة الحدثين بحسب ما كشفت عنه المحامية، ذلك التقصير «المتعمد» تحمّل تبعته طفلان صغيران قبعا في مركز الأحداث أسبوعاً إضافيّاً.

المشهد المؤلم في القصة، هو سقوط أم أحد الحدثين مغشيّاً عليها، وصراخ وبكاء الحدث ذي 12 عاماً، ومطالبته من أهله بألا يغادروا المحكمة من دونه.

وفي ظل توقيف الأطفال وحبسهم، على ذمم قضايا كالحرق الجنائي، أو الاعتداء على دوريات أمنية وغيرها نشهد إصراراً من نوع آخر في قضايا مختلفة يكون فيها المتهمون من منتسبي رجال الأمن في قضايا قتل مواطنين لا يتم توقيفهم على ذمة تلك القضايا.

ويبقى السؤال، ما هو الخطر الذي سيسببه الأطفال المعتقلون على الأمن الوطني؟ ولماذا لم يطلب من الأهل تسلمه وتقديم جميع التعهدات التي توفر للجهات الرسمية ضمان الحفاظ عليه وتسلمه متى ما طُلب منهم ذلك؟ ما هو الفرق بين هذين الحدثين، وغيرهما من الأطفال الذين يقبعون في السجون بتهم التجمهر والشغب، وبين منتسبي الأجهزة الأمنية المتهمين من قبل السلطة بقتل مواطنين؟ لماذا يتم التحفظ على الأطفال خوفاً منهم على الأمن الوطني، فيما يتم إخلاء سبيل المتهمين في قضايا الانتهاكات التي يصل بعضها إلى القتل، كما وثق ذلك تقرير بسيوني.

قضايا اعتقال الأطفال لا تتوقف، ومازلنا نتذكر قضية الطفل ياسين الذي أسميناه بـ «هرقل» بعد اتهامه بتمزيق قميص شرطي وضربه أيضاً، إذ استطاع طفل صغير ضرب شرطي!

قضايا الأطفال متكررة، فقبل أحداث فبراير/ شباط 2011، كانت قضايا الأحداث محل جدل كبير. فمازلت أذكر قضية الطفلين أيمن جعفر حسن عباس ومحمد علي حسن عباس وكلاهما من مواليد العام 1998، (أي عمرهما 13 عاماً)، الموقوفان في أغسطس/ آب 2010، وحُكم عليهما بالسجن ستة أشهر، وهما ضمن 65 طفلاً احتجزتهم الجهات الأمنية بتهم أمنية لا يفقهون التهم التي وُجّهت إليهم.

لست ضد تجديد الحبس لأحد، إذا ما كانت الأدلة واضحةً، لكن ضد أن يحاسب طفل يعتقل أسابيع، يمنع عن أهله، ويحرم من مواصلة دراسته، فيما أشخاص وجهت إليهم السلطة ذاتها تهم القتل العمد، في منازلهم نائمون، يحضر بعضهم محاكماتهم بكامل أناقتهم، ويغادرون قاعة المحكمة عبر سياراتهم ليتوجهوا إلى منازلهم وأعمالهم.

ما هو الفرق بين هذا الطفل، وذلك الشرطي؟

الفرق كبير في حجم الجناية، وتحمل المسئولية، والإدراك العقلي، والتفريق بين الصواب والخطأ... أضف إلى ذلك الصلاحيات القانونية.

قضايا اعتقال الأطفال لم ولن تقف في ظل تعمد السلطة إيجاد قانونين، الأول: «قانون الطفل» للبهرجة الإعلامية الخارجية وهو يحدد سن الطفل بـ18 عاماً، والثاني قانون الأحداث الذي يرى أن الطفل هو الذي لم يتجاوز 15 عاماً، في تناقض رهيب مع اتفاقية الطفل التي صادقت عليها البحرين.

ولذلك ليس غريباً أن تؤكد منظمات دولية كـ«أمنستي» و«هيومن رايتس ووتش» وجود «تعذيب لأطفال معتقلين في البحرين»، وأن «هناك ما لا يقل عن 110 أطفال، تتراوح أعمارهم بين 16 عاماً و18 عاماً، محتجزون على ذمة التحقيق أو المحاكمة في سجن الحوض الجاف، وهو سجن للبالغين يقع في جزيرة المحرَّق».

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 4123 - الجمعة 20 ديسمبر 2013م الموافق 17 صفر 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 30 | 3:00 م

      يهالو! شاهد عيان!

      عندما هاجم البعض محلات 24 ساعة في البسيتين وأغلبهم من الشباب، اخبرنا مركز الشرطة عنهم واقتيد عدد منهم للمركز وبعد عدة دقائق اطلق سراحهم ولما سألنا آمر المركز اذا أخذ بحقهم اي إجاء قال الامر: هذول: يهالو! أولادهم يهالو بس أولادنا يقادون للسجن. لا حول ولا قوة الا لله!

    • زائر 28 | 7:09 ص

      غض الطرف

      لماذا لم تذكر من يحرض الأطفال للخروج للشارع والوالدين الذين يجبرون بالتهديد على ذالك وبعد ذالك المتاجرة بدمه

    • زائر 25 | 5:02 ص

      اولادنا مربيين وموءدبين

      اولادنا يعرفون من الحراامي الكبير ولا يرضون بالظلم وان كانت هناك بعض الحالات الشاذه فنحن حتما نرفضها وندينها لكن انتون علمتون اولادكم عل ويش؟ ..........................

    • زائر 29 زائر 25 | 7:10 ص

      صحيح

      انت جود روحك وجود ربعك وعيالك عن بوق برادات جواد احسن ليك وترك عنك ترى ترد عليك

    • زائر 22 | 4:20 ص

      وفق القانون

      يطلع لك واحد من المسئولين ويصرح بلا خجل ولا حياء كل اجراءاتنا وفق القانون تعذيب الاطفال وسجنهم وفق القانون هدم بيوت الله وفق القانون انتهاك حرمات البيوت في منتصف الليل وفق القانون الشتم والسب بالالفاظ السوقية وفق القانون الازدراء من مذهب طائفة وتكفيرهم وفق القانون قطع ارزاق مئات المواطنيين الاصليين وسحب جنسياتهم وفق القانون وغيرها ، ....

    • زائر 21 | 3:46 ص

      الي زاير 7 افتكر انك ا اااهعالم الغيب (يالفاته)

      ارجواء النطر بعينين وليس بعين واحدة . الكاتب قارن بين سجن الاطفال المتهمين ليس الا و بينما اطلاق سراح رجال الامن الثابته تهمهم والمقدمين من وزارتهم الي القضاء,الا اذا كنت واحد منهم ( ا اااه يشفي العين الثانية يالحبيب).

    • زائر 19 | 2:49 ص

      حادثة الثمانينات

      لا ننسى ايضا في بداية الثمانينات, تحديدا بعيد اغتيال الشهيد جميل العلي وتبضيع جسده الطاهر بالدريل والادوات الحادة, تم اعتقال صبي من عائلة المحروس لم يتجاوز عمره الاربعة عشر عاما وكانت تهمته تهريب اسلحة والمشاركة في تنظيم هدفه قلب نظام الحكم! فماذا يقول الاغبياء من بنو .......... في حادثة كهذه؟

    • زائر 17 | 2:08 ص

      اخ عليكم اطفالنا

      نتكلم في خرابه اخي المبدع في كتاباتك لا اشك في لحظة قراءة المقال انه يحوي ادلة واقول واثباتات على السلطة وادانات الا انهم لايصابون بشي ولكن كتاباتك تريح امهات بان اباءهم ليسوا بوحيدين هناك بعد الله انت والكتاب الاخرين الذين ان شالله بكتاباتكم تتحرك شعرة في جسد حكومة ...........

    • زائر 12 | 1:17 ص

      لا لن انساه فى ذاكرتي لحين لقاء ربي حتى اقتص

      كنت لم اتجاوز ال12 من سنين طفولتي وذلك فى عام 69 جئت للبيت بعد لعبي مع اصدقاء طفولتي بالبحر الذي لا يبعد سوي كيلومتر عن بيتنا وافاجيء ان والدتي تخبرني انه جلبوا لك حضارية للمثول وين فى القلعة ذهبت للقلعة وحدي دون احدا من اهلي كون والدي منفيا من 61 ووالدتي مريضة وذهبت برفقة احد الجيران الذي طلبت منه والدتي مرافقتي وهناك بالقلعة القسم القديم للتحقيقات تلقاني (...) واستلمني من 7صباحا حتى 2ظهرا بالتهديد والوعيد ومقص الاضافر الكهربائي ووو لا لشيء الا لاعترف له لموت طفل دهسا..

    • زائر 11 | 1:14 ص

      ما هو الفرق بين هذا الطفل و هذا الشرطي

      الفرق بأن هذا الشرطي أعطي أوامر وأن الطفل شارك في تجمهر او مسيرة سلمية لأجل إرجاع الحقوق المغتصبة

    • زائر 10 | 1:13 ص

      إنعدام التربية ‏

      قبل مانلوم الحكومة نلوم السبب الأول الأهل !!

    • زائر 7 | 12:43 ص

      عيالكم

      اقول قعدو عيالكم في بيوتكم احسن لكم يهال يحرقون تواير و يبوقون سيارات حشى مب يهال ماشوف عيالنا يسون هلون.....

    • زائر 14 زائر 7 | 1:59 ص

      عيالنا شافو الظلم بعينهم

      اقول خل ......يطلعون من ديرتنا ويحاكم ........وبعين بنقعد....

    • زائر 18 زائر 7 | 2:32 ص

      أنت تعرف من السرّاق ومن يؤيدهم

      عيالنا لا يسرقون وأنت تعرف من سرق لقمة غيره بعد أن وشى عليه ليأكل بذلك السحت في بطنه ويطعمه عياله..
      عيالنا علمناهم بأن الظلم والسرقة يتنافيا مع الدين الإسلامي لذلك خرجوا يحتجون على الظلم والسرقات..

    • زائر 24 زائر 7 | 4:36 ص

      حرااااام

      انه ماشوف يسجنون عيالنا،الحين بيرد علي واحد وبيقول انتو طبالة وووووو يا اخي يودو عيالكم عن الشوارع حرام والله يهال كله في الشوارع ويتعلمون الأشياء الخطرة من إخوتهم

    • زائر 6 | 12:34 ص

      تقارير محلية ودولية داخلية وخارجية والاكثر تقارير هذا الشعب ولن يكفّوا عن المكابرة

      26 توصية بسيونية من داخل سجونهم
      176توصية من منظمات حقوقية
      الاكثر من هذا وذاك هو هذا الشعب الذي يرى على اجساد ابنائه هي اكبر شاهد واكبر ما يجعل هذا الشعب مصرا على مواصلة المسير

    • زائر 5 | 12:26 ص

      الله فوق

      كلاام يحرق ويفجع القلب .. إلى متى يا حكومة إلى متى هذا العذاب الى شعبك الاصلي .. لا نريد سوا عداله فقط و مساواه .. ( الله يمهل ولا يهمل )

    • زائر 4 | 12:01 ص

      لا تخاف يا بن الفردان ستنتهي قريبا .... وسيرون كيف ينزل عليهم. الحكم كالصاعقة

      هم يعلمون انهم واردون لمثل هذا المكان ويعلمون ان انتقام الشعب سيكون اشد وطئا لذلك هم يستبقون الانتقام

    • زائر 3 | 11:56 م

      لاتستغرب من القبيح أفعاله القبيحه!

      القاتل حر والمقتول مسجون بأمر من الداخليه وتحدد مقبرته عن طريق الداخليه؛! والطفل الشيعي يبلغ الحلم وهو ابن 10 اما الطرف الآخر يبلغ الحلم وهو ابن 20 لهذا في قانونين أعوجين. ما اقبح الفعل من القبيح.

    • زائر 1 | 10:16 م

      حسبنا الله ونعم الوكيل

      لكم يوم . ان سلمتم من عدالة الدنيا.. لن تسلمو من عدالة الآخرة... الآخرة ,,,, الآخرة. يوم يتبرئ منكم سادتكم.

اقرأ ايضاً