العدد 4124 - السبت 21 ديسمبر 2013م الموافق 18 صفر 1435هـ

الأمراض الوراثية في البحرين تحتاج لمزيد من الدراسات

د. العريض:

قالت استشارية الأمراض الوراثية، الدكتورة شيخة العريض، إن «أمامنا الكثير لعمل الدراسات للحدِّ من معدل الاضطرابات الوراثية بين البحرينيين، والخليجيين».

ولفتت إلى أن الرعاية الصحية تحسّنت خلال العقدين الماضيين، وأن مشاكل الاضطرابات الوراثية بدأت تصبح موضعاً لاهتمام كبير.

وأوضحت أن الموقع الجغرافي للمملكة جعلها عرضة للتأثيرات المختلفة من الحضارات المختلفة على مدى العقود السابقة، والذي سمح بتكوين مزيج من الجينات عالمية الاختلاط مع السكان المحليين؛ بسبب وجود الأجانب من الثقافات والحضارات المختلفة عبر الزمن.

وأضافت «كل ما تقدم عزّز فكرة زواج الأقارب للحفاظ على هوية المجتمع الدينية والثقافية، وترك هذا السلوك بصماتٍ وراثية على البحرينيين على مر الزمن»، موضحة: «ونتيجة لذلك نتجت لدينا العديد من الصفات الوراثية الخاصة».

ومن هذه الصفات والأمراض الوراثية: أمراض الدم الوراثية، أمراض التمثيل الغذائي، التخلّف العقلي، الصمم وكفّ البصر الوراثي، التشوهات الخلقية، أمراض الكروموسومات وأمراض الجينات وجميعها موجودة بنسب مختلفة في كل دول العالم.

ووجدنا أن أكثر الأمراض انتشاراً هي أمراض الدم الوراثية، تليها أمراض التمثيل الغذائي، أما الأمراض الأخرى فنسبتها عادية وتقارب النسب العالمية.

ولفتت العريض إلى أن الدراسات الطبية حول التشوهات الخلقية، لاحظت وجود حالات شاذة - وهذا أمر طبيعي في جميع المجتمعات - والإحصاءات تدل على أن معدّل التشوهات الخلقية يقع في المعدل المعترف به عالمياً.

ومملكة البحرين هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي لديها إحصاءات دقيقة عن أمراض التشوهات عند الأطفال منذ العام 1970 إلى الآن.

وأوضحت: «أظهرت الدراسات أن الشذوذ في الجهاز العضلي الهيكلي كان أعلى نسبة ( 2.28 لكل 1000 و3/1000)، تليها البولي التناسلي بواقع 2.13 لكل 1000 ولادة و2/1000)». وأضافت: «أن بعض الدراسات كشفت نسبة اضطرابات الكروموسومات. فكانت النتائج كالتالي: ففي الدراسة الأولى معدل اضطرابات الكروموسومات كان 0.9 لكل 1000 ولادة، في حين كـان في الثانية 1.2 / 1000».

وعلى صعيد آخر، قالت العريض: «إن نسبة الشذوذ في الكروموسومات كانت في البحرين أقل من المعدل الدولي في العام 1993؛ فقد كانت 0.9 لكل ألف حالة، وكان المعدل الدولي 1.4 لكل ألف حالة. لكنه ارتفع ليبلغ 1.2 لكل ألف حالة في الفترة ما بين 1991 و2000».

وأضافت العريض في تعديدها للأمراض: «إن مرض التليّف الكيسي هو اضطراب وراثي يؤدي إلى الأمراض الرئوية المزمنة. وتبلغ نسبة الإصابة به في البحرين نحو 1/ 7700 بين أطفال ولدوا في البحرين في الفترة ما بين 1978 و1994»، معتبرة أن هذه النسبة منخفضة في المملكة، ولكنها عالية في الدول الأوروبية والأمريكية».

ومن هذه الدراسات الدراسة التي تناولت انتشار مرض فقر الدم المنجلي في الفترة ما بين 1980 و1990، والثانية تحت عنوان برنامج فحص الطالب لمرض الدم الوراثي (1999 - 2010 ). ولوحظ انخفاض نسبة الإصابة بمرض فقر الدم المنجلي بنسبة 75 في المئة.

ولفتت إلى أن بعض الدراسات تشير إلى أنه يمكن تشخيص هذه الأمراض في فترة ما قبل الولادة ويمكن تلقي العلاج المحتمل مثل عمليات زرع النخاع وعملية زرع الخلايا الجذعية في الحالات الشديدة.

وحول الجهود المبذولة لمكافحة هذه الأمراض، قالت العريض إن هناك مقترحاً لدراسة الخريطة الجينية لكل هذه الأمراض في كل دول الخليج، ويشمل الطفرات الجينية لكل مرض، موضحة أن المقترح يشمل ست نقاط أساسية وهي: أولاً تحديد الأمراض الوراثية المنتشرة والنادرة، ثانياً دراسة العوامل والأسباب المؤدية إلى حدوث تلك الأمراض. ثم دراسة عوامل الخطورة التي تساعد على انتشار تلك الأمراض.

وأضافت: «بعد انتهاء الخطوات الثلاث الأولى يُطرح تصور لتجنّب تلك العوامل الخطرة وتجنّب الأسباب المؤدية لحدوث الأمراض الوراثية. ثم القيام بدراسات لمكافحة الأمراض الأكثر شيوعاً في كل دولة من دول الخليج على حِدَة والأمراض المشتركة بين دول مجلس التعاون، وفي النهاية القيام بإجراء دراسات لمعرفة مدى نجاح الدراسات السابقة وفاعليتها».

العدد 4124 - السبت 21 ديسمبر 2013م الموافق 18 صفر 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً