العدد 4124 - السبت 21 ديسمبر 2013م الموافق 18 صفر 1435هـ

أغلب أمراض العقم قابلة للعلاج

الدكتور وليد علي:

قال استشاري أمراض المسالك البولية الدكتور، وليد علي، إن أغلب أمراض العقم قابلة للعلاج، وأن نسبة الإصابة بالحصوات في المسالك البولية مرتفعة في البحرين، والخليج عموماً، بالمقارنة مع أوروبا بسبب مناخ الخليج الجاف.

وأوضح علي أن اختصاصيِّي المسالك البولية في البحرين والخليج يمتلكون أفضل الخبرات على مستوى العالم في هذا المجال.

وكشف أن هناك غياباً لإحصاءات طبية دقيقة تتعلق بأمراض المسالك البولية، من حيث عدد المصابين، وأكثر الأمراض انتشاراً، مستدركاً «لكن يمكننا الإشارة لبعض الظواهر من خلال متابعة المراجعين لعيادات المسالك البولية».

ولفت إلى أن الثقافة الصحية في البحرين مرتفعة، وهي تساعد المجتمع والفرد على اللجوء للأطباء، وخصوصاً في مثل هذه الأمراض التي كان مجرد الحديث عنها مخجلاً في الفترات الماضية.

وبدأ الدكتور علي بتعريف أمراض المسالك البولية، قائلاً: «إن تخصص أمراض المسالك البولية يهتم بعلاج الأمراض التي تصيب هذا الجهاز، وأهمها أمراض الحصوات، سواء كانت في الكلى أو الحالب أو المثانة. إضافة لأمراض أورام الجهاز البولي، والعيوب الخلقية، والعقم عند الرجال وأمراض الذكورة».

ولفت إلى أن الأمراض الجنسية يندرج معظمها تحت تخصص طبيب أمراض المسالك البولية فيما عدا الأمراض المتعلقة بالعدوى الجلدية. وأشار إلى أن هناك أمراضاً يُعتقد أنها من اختصاص المسالك البولية، ولكنها من اختصاص طبيب الكلى كالأمراض التي لها علاقة بالفشل الكلوي، أو البروتين في البول «الزُلال»، وأمراض ضغط الدم الناتجة عن قصور في وظائف الكلى.

وأوضح: «وحين يشعر المصاب بآلام في الجهاز التناسلي، عليه مراجعة الطبيب؛ ليُشخّص له المرض المصاب به، ثم يُوجَّه للطبيب المختص».

الجفاف يكوّن الحصوات

وحول أكثر أمراض المسالك البولية انتشاراً في البحرين، قال: «أستطيع من خلال خبرتي في هذا المجال أن أضع ثلاثة أمراض على رأس القائمة وهي: حصوات المسالك، أمراض غدة البروستات، ومشاكل العقم عند الرجال».

وأوضح أن أسباب هذه الأمراض تأتي من الجفاف، وقلّة شرب الماء الذي ينتج عنه ترسب أملاح في المسالك البولية، والالتهابات المتكررة التي تسبب تكوين الحصوات، العيوب الخلقية، والطابع الوراثي، لافتاً إلى أن «مناخ منطقة الخليج يساعد في الإصابة بالجفاف، ولذا نرى أن المصابين بحصوات المسالك في البحرين والخليج مرتفعة مقارنة بغيرهم من الدول الغربية».

وأضاف: «كما أن أغلب الناس في البحرين لا يشربون الماء بالقدر الكافي، ما يجعل إصابتهم بالجفاف كبيرة، وبالتالي الإصابة بحصوات المسالك»، مشيراً إلى أن «المعدل الطبيعي لشرب الماء للشخص العادي يتراوح بين لتر ولتر ونصف. وهذا المعدل يختلف بالنسبة للذين يعملون تحت الشمس فهم يحتاجون لشرب سوائل أخرى لتعويض ما يفقدونه من سوائل. وبالعكس فإن المصابين بأمراض الكلى عليهم أن يشربوا معدلات أقل من الماء».

ورأى علي أن «حبس البول لفترات طويلة يسبّب الحصوات، ونلاحظ شيوع هذا السلوك عند النساء والأطفال في البحرين؛ لأنهم لا يحبون استخدام المرافق العامة».

وأشار إلى أن أغلب المصابين بحصوات المسالك البولية هم فوق الأربعين، لكن هناك عدداً غير قليل من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و30 سنة يصابون بها. وقال: «وأصغر مريض عالجته عن الحصوات كان عمره 4 أشهر، وآخر كان عمره نحو 10 سنوات».

ليس من السهل

تحديد أرقام

وبسؤاله عن الإحصاءات قال: «من الصعب جداً إعطاء إحصاءات دقيقة لعدد المصابين، وأكثر الأمراض انتشاراً؛ لأنّ مثل هذه الأرقام تصدر من جهات ومراكز بحثية متخصصة لا مِن أشخاص. لكن طبيعة عملنا تجعلنا نرصد أعداد المراجعين لدينا في العيادات والأمراض التي تصيبهم، فنجد أن نسبتها مرتفعة مقارنة بدول في أوروبا».

وأوضح: «فعندما كنت أعمل في مركز متخصّص في لندن كان عدد متوسط المراجعين على المركز شخصين في اليوم، أما في البحرين فإنّ متوسط أعداد المراجعين يتجاوز العشرة؛ وذلك لارتفاع معدلات الجفاف في المملكة والخليج للأسباب التي أسلفناها».

وأضاف: «ونتيجة لذلك نجد أن استشاري دول الخليج يملكون خبرات عالية في علاج هذه الأمراض نتيجة لممارستهم الطويلة».

وتابع: «أعتقد أن المنطقة العربية بحاجة لجهود كبيرة في مجال البحوث الطبية؛ لأنها دراسات مُكلفة وتحتاج إلى فرق بحث علمية بحثية متخصصة ومتفرغة»، مشيراً إلى أن هناك أنواعاً أخرى من البحوث منتشرة في الوطن العربي وهي ذات طابع يستند إلى الخبرة، وهذا النوع من البحوث يعتمد على خبرة الطبيب الطويلة في المجال الذي يتخصص فيه.

إزاحة الحاجز الاجتماعي

وبالعودة للحديث عن أمراض المسالك البولية، قال: «تتشابه في أغلب الأوقات أعراض أمراض المسالك البولية، فغالباً ما يشتكي المريض من آلام في الخاصرة أو دم في البول. وعند مراجعة الطبيب يحتاج لتشخيص دقيق لمعرفة المرض بالضبط عبر التحاليل المخبرية، والأشعة بجميع أنواعها، وأدق أنواع الأشعة في تشخيص أمراض المسالك البولية الأشعة المقطعية؛ إذ تصل الدقة فيه إلى نسبة 99 في المئة».

وعن مراحل العلاج المتبعة لهذه الأمراض، قال: «بداية أود أن ألفت إلى أن البحرينيين يتمتعون بثقافة صحية عالية، ساهم في بنائها الإنترنت. كما أن المريض يسأل كثيراً عن أفضل الأطباء الموجودين لتشخيص وعلاج الأعراض التي يعاني منها».

وأضاف: «كما أنهم يثقون بالطبيب وأخلاقياته؛ لأن مثل هذه الأمراض في السابق كان الحديث عنه مخجلاً؛ لحساسية الجهاز التناسلي، إضافة إلى الحاجز الاجتماعي الذي يتعلّق بأمراض العقم عند الرجال. لكن اليوم نجد أن المجتمع البحريني أزاح حاجز الخجل، والحاجز الاجتماعي، وبدأ يتعامل مع هذه الأمراض بصورة طبيعية».

وأوضح أن أمراض المسالك هي «كأي مرض يتدرّج العلاج فيها من العلاج بالعقاقير الطبية التي نعالج بها نحو 10 في المئة من مجموع المرضى الذين لديهم حصوات، إلى تفتيت الحصى عبر جهازي الليزر أو الموجات فوق الصوتية، أو الجراحة وهي آخر مراحل العلاج». وقال: «ويعتمد نوع العلاج حسب تشخيص الطبيب الذي يأتي من خلال تقييم حالة المريض، ومكان الحصوات وحجمها. فالحصوات الكبيرة لا ينفع معها إلا التدخل الجراحي».

أغلب أمراض العقم

يمكن علاجها

وقادنا الحديث للقسم الثاني من أمراض المسالك البولية، وهو العقم عند الرجال، فقال: «لمسنا تحوّلاً كبيراً في التعاطي مع أمراض العقم في المجتمع البحريني؛ ففي السابق نجد أن مَن لا ينجب يتزوّج مرة ثانية، وثالثة دون اللجوء للطبيب لمعرفة السبب الحقيقي وراء عدم أو تأخر إنجابه الأولاد»، موضحاً أن «هذه الصورة تغيّرت تماماً في وقتنا الحالي؛ فنرى أن من لديه هذه الحالات يسارع إلى الطبيب المختص؛ ليتعرف على السبب فيخضع للعلاج».

وأكد أن أغلب أمراض العقم يمكن علاجها من خلال الأدوية، أو التدخلات الجراحية، أو بتقنية أطفال الأنابيب. وقال: «إن مسببات تأخر الإنجاب متعدّدة كضعف الحيوانات المنوية، أو انعدامها، أو التشوهات الخلقية، أو خلل هرموني».

وشددّ قائلا: «يسبب تعاطي الهرمونات خصوصاً للرياضيين الذين يمارسون رياضة كمال الأجسام تأخر الإنجاب نتيجة اختلال التركيب الطبيعي للهرمونات في الجسم».

وقال: «ويُعدُّ علاج العقم عند الرجال من الأمراض التي يتشارك فيها طبيب المسالك البولية مع طبيبة مختصة. حيث إن الطبيب يُعِدُّ الزوج وبالمقابل يجب أن تكون الزوجة متهيئة أيضاً حتى ينجح العلاج».

وختم الدكتور علي اللقاء بالتشديد على أهمية الفحوصات الدورية للتعرف على الأمراض التي تصيب الأفراد مبكراً، وهو ما يسهّل علاجها في مراحلها الأولى والوقاية من مضاعفاتها. وقال: «فعلى سبيل المثال نجد أن الدراسات العالمية تشير إلى نسبة الإصابة مرة أخرى بحصوات المسالك تبلغ 30 في المئة للذين أصيبوا بها من قبل»، موضحاً أن أهمية الفحوصات الدورية لا تتعلق بأمراض المسالك البولية، بقدر ما تتعلق بالصحة العامة للفرد.

العدد 4124 - السبت 21 ديسمبر 2013م الموافق 18 صفر 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً