العدد 4130 - الجمعة 27 ديسمبر 2013م الموافق 24 صفر 1435هـ

احذروا... «صدمات» الحوار

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أعلن عضو «جمعيات الفاتح»، رئيس المكتب السياسي لجمعية ميثاق العمل الوطني أحمد جمعة، «إن الجمعيات المعارضة التي انسحبت من الحوار قد تُصدم من السقف العالي للمخرجات التي سيقدمها الحوار، الذي سيستمر بدونهم».

أعراض «الصدمة» التي تحدّث عنها جمعة لازالت مبهمة حتى الآن، فالكل يسأل عن طبيعتها، فجمعة الذي أعلن من قبل أنهم يتشرّفون بأن يكونوا «ريموت كنترول» بيد السلطة، هل سيعلن عمّا سيصدم المعارضة من سقفٍ عالٍ للمطالب تتخطى مطالب المعارضة بمملكة دستورية مثلاً، ومجلس نيابي كامل الصلاحيات، وقضاء مستقل، ودوائر انتخابية عادلة، وتوزيع عادل للثروات، ومحاسبة المفسدين، وإرجاع أملاك الدولة المنهوبة، وإطلاق سراح السجناء السياسيين ووقف التمييز في التوظيف... وغيرها؟

إذا كانت الصدمة التي يتحدث عنها جمعة وجمعياته تفوق ما تتصوره المعارضة من سقوف ومطالب، فبالتأكيد أن هذه الصدمة لن تكون للمعارضة التي سترحب بها وتؤيدها وتقبلها، بل ستكون للسلطة، اللاعب الرئيسي على أزرار «الريموت كنترول».

الصدمة ستكون حقيقة لدى الشارع العام البحريني، سواء كان مؤيداً للسلطة أو معارضاً، في أن تكون لدى جمعة ورفاقه القدرة على خلق هذه النوعية من الصدمات المطلبية، والتي ستكون بمثابة خلع «عباءة السلطة» من على ظهورهم، والاستقلال في قرارهم.

علامات الصدمة التي تحدّث عنها السياسي المخضرم أحمد جمعة، بدت واضحةً في جلسة الحوار الأربعاء الماضي (25 ديسمبر/ كانون الأول 2013) عندما خرجت الجلسة «بلا شيء» من التوافقات، أو حتى خطوات مبدئية لبوادر أية صدمة حقيقية.

جلسة الحوار الماضية جاءت لتؤكد حقيقة «فشل الحوار»، الذي لم يستطع منذ شهور طويلة أن ينعقد على مدى أسبوعين متتاليين، فكل جلسة يكون أهم ما فيها من توافق هو قرار «تأجيل» الجلسات، والقفز على الأسابيع، ومحاولة «سلق الزمن».

علامات الصدمة كانت فيما أُعلن عنه من نتائج الجلسة الماضية، وهما بندان مهمان، الانعقاد الثاني سيكون بعد 15 يوماً (8 يناير/ كانون الثاني 2014)، والعذر هذه المرة هو التفرغ لاحتفالات أعياد الميلاد، وأن ما تم مناقشته في الجلسة «سري جداً»، ولا يمكن الإعلان عنه للرأي العام!

من الواضح أنه لم يكن لدى المتحاورين (الحكومة وموالوها) ما يمكن أن يقولوه للرأي العام بعد جلستهم الأخيرة، ففضّلوا الحديث عن السرية، وأن ما دار سيكون محصوراً بين المتحاورين أنفسهم يكتمونه في صدورهم، حتى لا ينصدم الرأي العام بما دار بينهم في تلك الجلسة المغلقة!

أصبحت جلسات الحوار والمتحاورون على طاولتها يتوارون وراء التمديد الطويل وتأجيل جلسات الانعقاد.

ليس صعباً على المتتبع لجلسات الحوار والمخرجات، التي نشهدها في تصريحات الجالسين على طاولته، أن يتلمس «الإرباك» لدى السلطة ومواليها، سواء كانوا «ممثلي جمعيات الفاتح» أم «المستقلين»، الذين غابوا عن المشهد قبل وبعد جلسة حوار يوم (الأربعاء) الماضي.

وليس صعباً أن نفهم من خلال الفوارق الزمنية الطويلة بين جلسات الحوار، حقيقة الصدمة التي تتحدث عنها «جمعيات الفاتح»، فالجلسة المقبلة للحوار (رقم 28) ستكون بعد 15 يوماً، والجلسة الماضية (25 ديسمبر – رقم 27) جاءت بعد توقف 20 يوماً عن الجلسة التي تسبقها (4 ديسمبر – رقم 26)، فيما توقف الحوار 34 يوماً بين جلستي (30 أكتوبر/ تشرين الأول) وجلسة (4 ديسمبر)، وسبق ذلك توقف 25 يوماً بين جلستي (5 أكتوبر) و(30 أكتوبر)، وسبق كل ذلك توقف بسبب شهر رمضان أيضاً.

«الصدمة» التي سنكتشفها هو أن الحوار ينضبط في إيقاعه التسلسلي بشكل أسبوعي عندما تكون المعارضة موجودة ومشارِكة على طاولة الحوار، وإن هذا الانضباط التسلسلي في انعقاد جلسات الحوار يتحول إلى فوضى عندما تغيب المعارضة عن طاولة الحوار.

عندما تكون المعارضة موجودةً على طاولة الحوار يكون هناك نقاش سياسي حقيقي، وفي بعض الأحيان تكون هناك توافقات، إلا أنه عندما تغيب المعارضة يتحول الحوار إلى «تشاوري»، بل حتى أصبح البيان الأخير الصادر عن المتحدث باسم حوار التوافق الوطني عيسى عبدالرحمن، بشأن تفاصيل جلسة الحوار الأخيرة (25 ديسمبر) لم يتجاوز عدد كلماته 94 كلمة فقط! أي أن ناتج الجلسة «لا شيء» يكتب في بيانها الرسمي.

الصدمة الحقيقية في الحوار، هو اتهام «المعارضة» بـ «الإفلاس السياسي»، إلا أننا نجد من هم «أغنياء سياسيّاً» غير قادرين على المضي بطاولة الحوار نحو بر الأمان، حتى تحوّلت جلساتهم إلى «تشاورية»، ومن ثم «مغلقة» و«سرية جداً»، بل أصبحت تنعقد كل شهر مرةً واحدة، وبياناتهم تقلصت حتى وصل حجم ما هو مكتوب فيها 94 كلمة!

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 4130 - الجمعة 27 ديسمبر 2013م الموافق 24 صفر 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 31 | 9:06 ص

      صدمات يعني اعتقالات

      يعني يا حوار يا اعتقال و قد بدأوها بالشيخ علي سلمان و مداهمات و انتهاكات قادمة و هذا اللي يقدرون عليه نواب الخيبة و حكومتهم

    • زائر 30 | 5:54 ص

      ما في امل

      عن اي صدمه يتكلم هل سوف يطالب بحكومه منتخبه او برلمان كامل الصلاحيات او ويش يعني؟ الخوف تكون الصدمه عكسيه ويعطينا كلمة اكبر من كلمة رمووت كونترول قال صدمه قال.

    • زائر 29 | 5:41 ص

      الصدمة

      الصدمة للبلد ككل. وبعدها ما يفيد الندم.

    • زائر 27 | 4:53 ص

      والله ورطه ... كل مره يورطون روحهم بكلام هم مو قده ولا يؤمنون به حتى.

      أساسا أنتم موجودون لتصييع كل مطالب الشعب. والصدمه هي التخلي عن كل شئ يعني بترجعون الامور أسوأ من قبل وهي اليوم اسوأ بكثير.
      الله يعين الشعب على صدماتكم.
      لا يمكن أبدا أن تكون هناك صدمه أيجابية منكم، هذا مستحيل ففاقد الشئ لا يعطي.
      الله يكفي الشعب شركم وشر صدماتكم.

    • زائر 26 | 4:35 ص

      نحن نشكرهم على اعلان الصدمة !!!!

      لكي نجهز البمبرات المناسبة عن لا نتعور،
      وانا اعتفد أن صدماتهم ستاتي عل مراحل واحد تلك المراحل هو صدمة تعويض المفصولين وارجاعهم الى أعمالهم. بعد ذلك سنكون بانتظار صدماتهم الناعمة. ومن يدري ربما نطلق على عام 2014 ( سنة الصدمة ) على وزن (سنة الطبعة ) !!!!!

    • زائر 25 | 4:01 ص

      الصدمة

      الصدمة يا ابن الفردان هي حل التمديد للبرلمان لاربع سنوات والمزيد من القوانين للقبضه الأمنية يعني توصيات جديدة مثل ما حصل في المجلس الوطني .

    • زائر 24 | 3:45 ص

      ياريت يحققون ماعجزت عنه المعارضة

      محال يحققون ماعجزت عنه المعارضة كلامه هرار في هرار

    • زائر 23 | 3:33 ص

      ابو حسين

      يا استاذي الفاضل, يقال فاقد الشيئ لا يعطيه هولاء الجماعة فاقدين لكل شيئ
      هم لا يملكون قرارهم هم رموت كنترول اذا كان ...........من قال انه يتفق مع
      مطالب المعارضة بثمانين بالمئة ثم هو نفسه يعتبر ابسط المطالب دوائر انتخابية
      عادلة وصوت لكل مواطن هو مطالب طائفي وانا لا اعرف ماهي المطالب المتفق
      عليها ثم لا يوجد في الواقع اي مؤشرات ايجابية لحل الازمة فلماذا الضحك على
      ذقون الناس

    • زائر 20 | 3:06 ص

      -

      علامات الصدمة التي تحدّث عنها السياسي المخضرم أحمد جمعة، بدت واضحةً في جلسة الحوار الأربعاء الماضي (25 ديسمبر/ كانون الأول 2013) عندما خرجت الجلسة «بلا شيء» من التوافقات، أو حتى خطوات مبدئية لبوادر أية صدمة حقيقية.
      ---
      هل التعبير حقيقي بكلمة سياسي مخضرم؟ أم أنها للتهكم و السخرية؟
      ممكن الرد بالريموت كنترول؟

    • زائر 18 | 1:38 ص

      قارعي الطبول !

      في الفنون البحرينية التقليدية الفرقة او ما تسمى شعبيا العدة لا تكتمل إلا بضارب الطبل وهو غالبا وأبدا أجوف

    • زائر 17 | 12:57 ص

      المفاوضات ليست مزادات

      فجأة دون سابق تهيئة اوكلت لهم القيام بدور سياسي و كان محرم عليهم قبلٌ واعتادوا ان يكونوا اوعية يفرغ فيها بقدر فان اعطوا رضوا وان منعوا ابدى امتانا ظاهريا و اذا خلا بنفسه و يحدث نفسه بعدم الرضا و كل همه ان يكون مرعي يوفر له مبلغ يشبع احتياجاته وليس معنى بالشراكة في صنع قرار هؤلاء كالسلك لا ينتج طاقة انما يحملها

    • زائر 16 | 12:56 ص

      الصدمة تكمن في امر واحد لو ارادت السلطة حل الازمة فلا وجود للريموت

      حين تصبح السلطة جادة في ايجاد حل للازمة فلا داعي حتى لوجود الريموت ولكن التعنت هو ما يؤخر الحلول

    • زائر 15 | 12:52 ص

      يا فرج الله

      واذا استمرت الجلسات التشاورية راح يوصل عدد احرف بيانها الختامي الى 140 حرف وليس كلمة.. بعدد أحرف التغريدة في التويتر..

    • زائر 14 | 12:46 ص

      هو صادق في كلامه ولكن: خلي بالك ما وراء ولكن

      السلطة هي من يملك زمام الامور وهي وحدها تعرف ان احتكارها للسلطة وهي وحدها تعرف ان الحل في اشراك المجتمع معها في السلطة وهي وحدها من يملك التنازل لهذه الحقوق للشعب وهي اكثر من غيرها تعرف ان هذا هو الحل والمخرج الوحيد من الازمة . بعد كل هذا وذاك يمكن للسلطة ان تحل الازمة بلا حوار ومن خلال الاستجابة لمطالب الشعب مباشرة

    • زائر 12 | 12:27 ص

      ذكرتني

      ولد الفردان انت ذكرتني بالريموت كنترول مال تلفزيون البيت كله الاولاد يدوسون عليه و ينكسر هو خربان الحين بشتري واحد جديد.
      فاللي في الحوار و اللي قال نتشرف نكون ريموت كترول بيد السلطة معروف و يمكن ينكسر و يبدلونه ز
      لكن تبقى المأساة التشرف بالكون ريموت كنترول

    • زائر 11 | 12:14 ص

      شكرا استاد هاني

      اعتقد انة الجلسة المقبلة ستكون الاحرف 95

    • زائر 10 | 11:51 م

      هل مفاجآت جمعة 1-2-3-4-5-6؟

      الشعب مصدر السلطات وحكومة منتخبة ودوائر عادلة ومجلس كامل الصلاحيات وقضاء مستقل وإطلاق سراح سجناء الرأي وإن لم ذلك فلا حل للأزمة ولا يخفى على أحد إن الشعب فطم العبوديى.

    • زائر 13 زائر 10 | 12:36 ص

      «صدمات» حوار أحمد جمعة

      هي بتغيير ديكور مجلس النواب ولون غلاف تقرير ديوان المحاسبة

    • زائر 9 | 11:00 م

      الصدمة

      هي بدل الرموت انبطاح تام مع عدم الحركة و التوقيع على بياض لتفعل الحكومة ما تريد

    • زائر 8 | 10:32 م

      انا مصدووووم من زمان يا جمعه

      انا اول واحد ابغي أنصدم من مخرجات هذا الحوار ... يمكن يصدمنا جمعه بإرضاخ الحكومة على الرجوع عن قرارها في زيادة سعر الغاز مع زيادة رسوم تسجيل السيارة في البريد ... وبالتالي يكون حقق انتصار ونرجع الى نقطة الصفر ... ويا زيد كأنك ما غزيت

    • زائر 7 | 10:25 م

      جمعيات الفاتح

      جمعيات الفاتح أصلا هم في الحوار لتكملة العدد وعلشان الجت يروى الحشيش بالمثل البحراني .

    • زائر 6 | 10:20 م

      عدم الحياء

      ان لم تستح فقل وافعل ماشئت يا أحمد بن جمعة. فض الله فاك. الظاهر بعدك >>>> وما تبت.

    • زائر 5 | 10:14 م

      في صميم دائما

      تسلم ايدك على مقالات الجميله من الصبح تشرح نفس

    • زائر 3 | 9:46 م

      مد رجلك على قدر لحافك

      اخ هاني. كيف لجمعيات الفاتح ان يمدوا أرجلهم إذا كان اللحاف الذي تسلموه من السلطة لا يصل حتى إلى رؤوسهم ( من قمة الرأس الى الرقبة ) . الجو هذة الايام بارد و اللحاف لا يغطيهم لذلك هم في بيات شتوي

    • زائر 1 | 8:47 م

      نعم ومن قال؟

      هم بدون المعارضه صفر نعم صفر , ومن قال سينتجون شيا فى الحوار بدون المعارضه ؟ وكيف يكون ذلك فجمعهم حكومه وموالين فأين الضد لهم؟ اما تعنتهم فلا جدوى منه.

    • زائر 22 زائر 1 | 3:25 ص

      شكرا

      ولد الفردان شكرا لك...
      احذروا... «صدمات» الحوار -- هذا عنوان مقالتك و لو استشرتني يخويك لعنوان بديل لمقالتك لأعطيتك هذا العنوان ( إحذروا " شقلبات " الريموت كنترول ) أو ( إحذروا " شقلبات " الحوار الريموتي )

اقرأ ايضاً