العدد 4133 - الإثنين 30 ديسمبر 2013م الموافق 26 صفر 1435هـ

اعتقال المدوّنين والمصورين... ماذا بعد؟

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أصدرت مجموعة «بحرين 19» التي تضم مجموعةً من الصحافيين والإعلاميين والناشطين، الأحد الماضي، بياناً دعت فيه السلطات البحرينية إلى إطلاق سراح المصوّرين والمدوّنين باعتبارهم معتقلي رأي.

المجموعة قالت إن «من الظلم اعتقال وسجن المصوّرين على خلفية ممارستهم لعملهم وهوايتهم وحقهم في التقاط الصور لما يقع على أرضهم من أجل النشر أو التوثيق لقضايا سياسية، اجتماعية، تتعلق بحقوق الإنسان وغيرها».

اعتقال المدوّنين في البحرين وعدد آخر من الدول العربية، أصبح ظاهرةً مقلقة، لأنها تتعلق بتقليص هامش الحريات العامة المحدود أصلاً. والمستهدَفون أشخاصٌ سلميون، لم يمارسوا عنفاً ولم يخرجوا على قانون. واللجوء إلى الاعتقال يدل على وجود ضعف عن مواجهة الرأي بالرأي، وحالة الضيق الشديد بالرأي الآخر، كما يدلّ على بنية الاستبداد العميقة.

في البحرين، شاهدنا كيف كانت التلفزة الرسمية في بداية الأزمة السياسية مطلع العام 2011، تمارس التحريض على قطاع واسع من الشعب، وتدعو إلى الفتك والتنكيل به، ما سبّب انشقاقاً عميقاً في الصف الوطني، وتقطيع أوصال المجتمع. وستبقى تلك البرامج حاضرةً في ذاكرة البحرينيين، شاهدةً على حقبة مكارثية الطابع، قادت إلى اعتقال مئات المواطنين، من مختلف المهن والمناطق والأعمار، أكثرهم من النشطاء السياسيين والحقوقيين. كما أدّت تلك الحملات إلى فصل الآلاف من أعمالهم ووظائفهم، دون مراعاةٍ لأية جوانب أخلاقية أو اجتماعية أو إنسانية.

الوجه الآخر لاعتقال المدوّنين، هو ملاحقة واعتقال المصوّرين، وهم يؤدّون دوراً في هذه المرحلة من التاريخ، أشبه بدور المراسلين الحربيين في العقود الماضية. فعن طريق عدساتهم يرصدون الانتهاكات، ويوثقون التجاوزات، ويقدّمون مادةً صلدةً تصلح لإدانة أجهزة الأمن التي تتجاوز صلاحياتها، أو تتورط في ممارساتٍ غير إنسانية، أو انتهاكاتٍ لحقوق الإنسان.

هذه الفئة –المصوّرون- تمثل إحدى شرائح الحراك السياسي في هذه البلدان، وهي لا تمارس عنفاً ولا تخترق قانوناً، وكلّ ما تقوم به التقاط الصور التي تحفظ هذه الأحداث في الذاكرة. والمفارقة هنا أن هناك شريحةً عريضةً من شباب اليوم، تمارس التصوير كهوايةٍ، وتحرص على الالتحاق بدوراتٍ فنيةٍ متخصّصةٍ لصقل موهبتها، وتطوير قدراتها، على أسس سليمة. لقد أصبح التصوير من أبرز هوايات شباب اليوم، بينما كان آباؤهم يهتمون في شبابهم بهوايات جمع الطوابع والعملات أو المراسلة في نهاية السبعينيات.

لقد انتهى دور البريد اليوم، واقتصر على توزيع فواتير الكهرباء والهاتف، وأصبحت المراسلة بين الشباب تتم عبر الحاسوب واللابتوب خلال العقد الماضي. وفي الأعوام الثلاثة الأخيرة عبر أجهزةٍ ذكيةٍ يحملونها في أيديهم، ويتناقلون آخر الأخبار والأفكار والمستجدات، ويطمحون لتغيير واقعهم إلى أفق أكثر رحابةً وحريةً وكرامةً، بينما كان آباؤهم يتداولون المنشورات السياسية والكتب الممنوعة في سريةٍ ووجل. لقد تغيّر العالم من حولنا، وبقينا نقاوم موجة التغيير، ونقف عقبةً في وجه هذه المد الجديد للحريات، لصدّ هذه الموجة من الربيع العربي.

في بيانها الذي افتتحنا به المقال، أشارت «بحرين 19» أن الصحافيين والمصوّرين والمدوّنين أحمد حميدان، حسن معتوق، محمود عبدالصاحب، حسين حبيل، جاسم النعيمي، قاسم زين الدين، عبدالله الجردابي وأخيراً أحمد الفردان (الذي اعتقل فجراً من منزله)، يعتبر انتهاكاً لحرية الرأي والتعبير.

الغرب الذي يسبقنا إعلامياً بعشرات السنين، يتكلّم منذ عشر سنوات عن «صحافة المواطن»، كأمر واقع... بينما لا نزال نلاحق المواطن لالتقاط صورةٍ لمظاهرة، أو لتعبيره عن رأي، أو توثيقه لانتهاك.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4133 - الإثنين 30 ديسمبر 2013م الموافق 26 صفر 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 10:43 ص

      الله يكون في عون المصورين كانوا في دولة القانون

      صح السانك سيدنا الحقيقة توجع هذه الايام وما احد يتقبلها

    • زائر 10 | 1:27 ص

      اسمحوا لنا على الصراحة

      يؤلمنا ما يجري ،، وبكل صراحة كل ذلك يجري لأن الممسك بالأمن مع احترامنا لهم من جهة واحدة وفئة واحدة ، ليس للطرف الأخر وجود ولا يحسب له حساب وليس لديه من يدافع عنه في تلك الأروقة بعكس الطرف الأول هوكل شيء قد يتجاوز عن من ينتمي له وقد يحقق في ما يجري له ويعطيه الأعذار وقد وقد وقد ، ولكن الطرف الاخر الغير ممثل في الأمن من له ؟؟؟ اي تحريض ضده مصدق اي وشاية مصدقة اي جرم في حقه مصدق ومن سيسمعه ؟؟؟؟

    • زائر 9 | 12:14 ص

      من تم في البلد !!!

      كل الحقوقيين والمدونين والصحفيين والمصورين في السجن. اذا ما ذا تم في البلد من حضارة وإنسانية؟؟

    • زائر 8 | 12:06 ص

      sunnybahrain

      السلام عليكم ،،صبحكم الله بالخير سيد قاسم ،،إظاهر في النهايه ستفرج الدوله عن جميع الصحفيين والمصورين على ان يتعهد المصور { ان لا يحمل كاميرا طوال عمره } وكذلك المدون { ستسحب منه السلطه الاقلام والدفاتر } هذه القوانين الديمقراطيه الجديده ،،صنعت في المملكه ل اهالي المملكه ،، يا مسهل ،،

    • زائر 7 | 11:59 م

      بلد العجائب

      أنه لمن المجحف أعتقال المصوريين والمدونيين علي اساس طائفي بحت ،، فالصوره التي ينقلونا للواقع قد احرجت المتنفذون من وراء أشتعال الأزمه فهم أحرار طال الزمان او قصر

    • زائر 5 | 10:41 م

      يدخل واحد ويخرجون العشرات من المصورين الجدد ضريبة الحرية

      من يدير تلك المؤسسات المنوطة تطبيق القوانين هم اول من يخرقها صورت لتوثيق من جانبك حلال من جهتي حرام ها نحن نرى مصورين الداخلية يوثقون تجاوزات الناس امنع من تصوير تجاوزات رجال الأمن المصيبة في اعتقال المصورين هو اتهامهم في قضايا لا علاقة لها بالتصوير انتقاما

    • زائر 4 | 9:24 م

      كم هي الصورة مؤلمة كلمة الحق ايضا كذلمك

      الخوف عليكم وعلى كل من ينقل الواقع السئ ناطقا بكلمة الحق

    • زائر 1 | 9:06 م

      دوله متخلفه:

      فعلا التخلف لدينا ف البحرين فاق التصور . فأين الاموال المسروقه وخصوصا اموال البا الكوا ؟

اقرأ ايضاً