العدد 4135 - الأربعاء 01 يناير 2014م الموافق 28 صفر 1435هـ

«مَرَّاخات» يؤكدن فعالية «المَرَاخ» للحمل والولادة...وأطباء يستبعدون فعالية ذلك في الحمل

شريفة سيدعلي  - حرب العمري
شريفة سيدعلي - حرب العمري

يتردد على مسامع النساء المتزوجات كثيراً، إذا كنتِ تريدين الحمل أو إذا كنتِ تجهضين أو كنتِ على وشك الولادة فعليكِ بـ «أم فلان» فهي مرّاخة ماهرة، تستطيع تعديل رحمكِ المائل أو طفلكِ الذي يأخذ وضعية خاطئة. وبعد الولادة اذهبي لـ «أم فلان» لتزيل عنكِ تعب الولادة، وتعيد جسمكِ كما كان عليه. هذا ما تربّت عليه أمهاتنا وجداتنا منذ زمن طويل.

والغريب أن هذا الموروث لم يندثر مع مرور السنين، فلاتزال هناك نساء كثيرات يحرصن على الذهاب لـ «المراخ» قبل الحمل وبعد الولادة، ضاربين بعرض الحائط رأي الأطباء الذين لا ينصحون بـ «المراخ»، لما قد ينتج عنه من مضاعفات. فما مدى فعالية «المراخ» في المساعدة على الحمل؟ وما هو رأي الأطباء في ذلك؟

تقول أم مهدي في الخمسينات من العمر ولديها سبعة أطفال: «أذهب للمراخة كثيراً سواء قبل الحمل أو بعد الولادة، حيث يساعدني ذلك على تثبيت الجنين والدليل أني حملت مرتين من دون أن أذهب للمراخ فأجهضت، بالإضافة إلى أن المراخ قبل موعد الولادة يسهل هذه العملية».

مقتنعة بدور «المراخة» لكن لا أحب الذهاب إليها

أم عمران في العشرينات من العمر لديها طفل، مقتنعة بدور المراخة في إرخاء عضلات الجسم بعد الولادة، لكنها لا تفضل الذهاب للمراخ، وكذلك أم يوسف في الثلاثينات من العمر ولديها 4 أطفال، لا تنكر دور المراخة في الحمل وتسهيل عملية الولادة ومساعدة المرأة على تخطي تعب الولادة، لكنها لا تحب الذهاب للمراخ.

لم أستفد من «المراخ»

بينما أم عبدالله في العشرينات من العمر ليس لديها أطفال (حامل حالياً)، تأخرت في الحمل في بداية زواجها فسايرت أهلها وذهبت للمراخ لكنها لم تحمل إلا بعد أشهر من ذلك، لذا فهي ترى أن المراخ لم يضرها، ولكن بالوقت نفسه لا تستطيع الجزم بأن المراخ هو من ساعدها على الحمل.

«المراخ» لتعديل الرحم المائل أو النازل

وتقول أم أحمد «مراخة» من منطقة سترة في الثمانينات من عمرها (بدأت المراخ عندما كانت في الأربعين من عمرها)، أن «المراخ يساعد النساء اللواتي لم يستطعن الإنجاب خلال سنوات طويلة من الزواج على الحمل، فأسباب عدم الإنجاب خلال هذه الفترة غالباً ما تكون نتيجة لمشاكل في الرحم تعاني منها المرأة، فأحياناً يكون رحمها مائلاً أو نازلاً للأسفل فيصعب ذلك من احتمالية الحمل، فلذلك يكون المراخ علاجاً لها، حيث إن الرحم عبارة عن عضلة يسهل تحريكها وتعديلها من خلال حركات المراخ المستمرة لمدة يومين متتاليين يتم فيهما تعديل الرحم (بيت الولد)، وبعد ذلك يتم الحمل بمشيئة الله إذا كان الزوجان طبيعيين وسليمين، وأما إذا لم تحمل المرأة بعد المراخ، فذلك يعني أن الرجل غير سليم وبه بعض الأمراض التي يجب أن يتعالج عنها طبياً أو أن المرأة عقيمة لا يمكنها الإنجاب».

وأكدت أم أحمد أن «الكثير من النساء يترددن على بيتها بشكل يومي من البحرين وخارجها لهذه الأسباب. وأن أكثر الحالات التي تمر عليها يؤكدن أنهن استفدن منها كثيراً، وتمكن من الحمل بعد انتظارهن له سنين طويلة، بالإضافة إلى أن المراخ لا يفيد للحمل فقط، وإنما يقوي جسم المرأة بعد الولادة ويساعدها على استعادة صحتها خصوصاً بعد مرور 15 يوماً من ولادتها».

حالات نادرة

والأسباب نفسها التي ذكرتها أم أحمد أكدتها «المراخة» أم سيدإبراهيم من قرية أبوقوة في الستينات من عمرها (ورثت المراخ من عمتها)، فالكثير من النساء يكون رحمهن نازلاً أو مائلاً، ولا يتمكنَّ من الإنجاب، فلذا يفضلن أن يكون علاجهن بالمراخ، ويحبذ أن تكون المرخة الأولى في اليوم الرابع من أيام الدورة الشهرية، والمرخة الثانية بعد الانتهاء مباشرةً منها.

ورغم تأكيدها على فعالية المراخ للحمل، إلا أنها تقول: «هناك حالات نادرة صادفتني لم يتم فيها الحمل بعد أكثر من ثلاث مرخات، فتأكدت حينها أن العيب ليس من المرأة لأن رحمها قد أخذ الوضعية الصحيحة، وإنما من زوجها، فأخبرتها بذلك. ليتضح فيما بعد بأن الزوج يعاني من التهابات وبعد أن تم علاجها تمكنت المرأة من الحمل».

وأوضحت أن المراخ بعد الولادة ما هو إلا مساج يريح جسد المرأة بعد عشرة أيام من الإنجاب، واستنكرت على المراخات الأخريات اللواتي يمرخن النساء بعد خمسة أيام من الولادة، حيث يشكل ذلك خطراً عليهن بسبب طراوة الرحم خلال هذه الفترة.

«المراخ» أثبت نفسه أمام الطب

وأشارت أم موسى «مراخة» من قرية عالي في الأربعينات من عمرها (ورثت المراخ من جدتها التي كانت تمارس المراخ منذ صغرها)، إلى أن «الأطباء يستحيل أن يعترفوا بفعالية المراخ سواء للحمل أو الولادة، وذلك لإيمانهم بأن الأدوية الكيميائية أفضل علاج لمشكلة التأخر في الإنجاب»، مؤكدة أن «فعالية المراخ استطاعت إثبات نفسها أمام الطب، حيث ساهم بشكل كبير في مساعدة الكثير من النساء على الحمل بعد أن قضين سنين طويلة في مراجعة المستشفيات من دون فائدة».

وفيما يعتبر المراخ بعد مرور «الأربعين» يوماً من الولادة غير نافع من وجهة نظر «المراخة» أم حسين من قرية أبوصيبع في الخمسينات من عمرها (اكتسبت المراخ من جدتها وعمتها معاً)، وذلك لأن جسم المرأة بعد الأربعين قد عاد نوعاً ما إلى طبيعته وجموده على عكس الأربعين التي يكون فيها طرياً يسهل إراحته.

الأسعار تبدأ من 5 إلى 20 ديناراً

أما بالنسبة للمبلغ الذي تتقاضاه المراخات عن «المراخ»، فهو 20 ديناراً لثلاث مرخات الولادة، و5 دنانير لمرختي الحمل. إلا أن هناك البعض منهن لا يشترطن مبلغاً محدداً للمراخ، كما يقولون «على مدت إيدهم». إلا أن فرحتهن بالحمل بعد المراخ، تجعلهم يقدمن المبالغ المرتفعة والهدايا (العطور، الملابس) وغيرها.

«المراخ» لا يساهم حتى بـ1 % في الحمل

وبهذا الشأن، يعتبر استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية والذكورة حرب العمري أن من المستحيل أن يساهم المراخ في الحمل، ولو بنسبة 1 في المئة، وذلك لوجود حالات استثنائية يصعب علاجها عن طريق المراخ. فيقول: «هناك الكثير من الحالات التي لا يمكن علاجها بالمراخ ولاسيما للحمل، فعلى سبيل المثال مشكلة الرحم المقلوب تكون وراثية في أكثر الحالات، وبالتالي من المستحيل تعديل وضعيته عن طريق مرخ منطقة البطن الخارجية» ويضيف: «المراخ لمشاكل الرحم لا يجدي أي نتيجة تذكر. فالرحم عبارة عن أنبوب يتحقق فيه الإخصاب بشكل طبيعي فقط إذا لم تكن هناك موانع. وذلك لأن الحمل يحدث في منتصف الدورة الشهرية نتيجة تغير في عنق الرحم، يسمح للحيوانات المنوية بالدخول إلى الرحم وبعدها يتم الإخصاب والحمل. وبالتالي فإن المراخ شيء ليس له وجود علمياً».

أما بالنسبة للسلبيات يؤكد العمري، أن «المراخ لا يؤثر على المرأة المتزوجة قبل الحمل، ولكن المراخ العنيف أثناء الحمل من شأنه إيذاء الطفل».

وفيما يتعلق بالمراخ قبل موعد الولادة، فيرى أنه «قد يكون نوعاً ما مفيد، وذلك لأن الزيوت الساخنة التي تستخدمها بعض المراخات للمراخ قد تساعد على زيادة التقلصات لدى المرأة المقبلة على الولادة، ما قد يساعد على تسهيل ولادتها».

طبياً لا فائدة من «المراخ» لكن نفسياً نعم

وفيما اعتبرت استشارية أمراض النساء والولادة شريفة سيدعلي، أن «المراخ لا يمكن أن يكون سبباً للحمل من الناحية الطبية، وذلك لأن المرأة التي لم تحمل بعد يكون رحمها بداخل منطقة الحوض، ومهما فعلت المراخات لا يمكنهن الوصول إليه وتعديله عن طريق مراخ البطن»، فالحمل برأيها «غير مرتبط بوضعية الرحم سواء المائل أو النازل، فطالما أن الزوج طبيعي وهناك تبويض لدى المرأة فالحمل يحدث».

وتشير إلى أن «الكثير من الدراسات تؤكد أن المراخ شبيهاً بالتدليك الذي يخلق نوعاً من الارتياح ويخفف من الضغوط، ما يجعل له إقبالاً كبير من النساء الذين يردن الحصول على قسط من الراحة العضلية والنفسية والذهنية»، ولذا ترى أن «المراخ قد يساهم في الحمل ولكن ليس بحركات المراخ نفسها وإنما بالعلاج النفسي الذي يساهم بدوره في استقرار النفسية وتنظيم الهرمونات لدى المرأة، وهذا ما يفسر حمل الكثير من النساء بعد أن فقدوا الأمل بذلك. فالمرأة عندما تلجأ للمراخ تكون غير مكترثة بالنتائج كما كانت مكترثة في السابق».

فيما لا تشجع المراخ لتسهيل الولادة لما قد يسببه من مخاطر على صحة الأم وطفلها، فتقول: «الكثير من النساء عندما نخبرهن بأن وضعية الطفل غير صحيحة ولاسيما في الأشهر الأخيرة من الحمل، يلجأون للمراخات لتعديل وضعيته، والذي قد يتسبب في التفاف الحبل السري حول رقبته ووفاته أو انفصال في المشيمة أو انفجار في الرحم، وخصوصاً للنساء الذين أجروا عمليات سابقة في الرحم».

وتواصل «للأسف اليوم الكثير من النساء يلجأن للمراخ – حتى المتعلمات منهن - حيث تشارك الأم والأهل في إقناع ابنتهما للذهاب للمراخ، وذلك للهروب عادةً من العملية القيصرية، متناسين أن المراخ قد يلحق بها أذى يفوق ألم العملية».

المراخات أزمة بالنسبة لنا

«المراخات أزمة بالنسبة لنا»، هكذا عبرت القابلة القانونية (الولادة) أم غسان عن رأيها في المراخات، حيث ترى أن «المراخة من الممكن أن تساهم في تعديل الرحم وغيره في بعض الأحيان. إلا أن بعضهن ممن لا يمتلكن الخبرة الكافية يقمن كما يزعمن بتعديل وضعية الطفل في الأشهر الأخيرة من الحمل، وذلك بشكل خاطئ للأسف. فالكثير من الحالات تأتي إلى المستشفى وهي تعاني من نزيف نتيجة انفصال المشيمة بسبب المراخ. والبعض الآخر بعد الولادة يتضح لنا بأن هناك كسراً في أحد أيدي المولود على سبيل المثال».

وختاماً، نرى أن مهنة «المراخ» كانت ولاتزال موجودة، فقد انتقلت من الجدة إلى ابنتها ثم إلى حفيدتها. وعلى رغم زيادة النساء المتعلمات إلا أن ثقافتهن لا تمنعهن عن المراخات ولا حتى رأي الأطباء.

العدد 4135 - الأربعاء 01 يناير 2014م الموافق 28 صفر 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 10:32 ص

      المراخ

      لا غنى عن المراخ قبل و بعد الولادة و تجارب النساء أكبر دليل وفي بعض الحالات يعجز الطب و المراخ هو اللي يجيب نتيجه

    • زائر 6 | 6:20 ص

      ......

      الحمل والولادة ليس بيد المراخات ولا الأطباء ولو كان المراخات يغنون عن الأطباء في الحمل وغيره لن يتطور شيء

    • زائر 5 | 1:34 ص

      المرخ ممتاز

      من يقول عكس ذلك فهو غلطان وأنا شخصيا كانت زوجتي لاتحمل فنصحوني في اخذ زوجتي للمراخه وفعلاً ذهبت زوجتي فمترخت ثلاث مرخات في أسبوع واحد فحملت وبعد الولاده بعد اخذتها وكانت الامور طبيعيه وممتازه

    • زائر 4 | 1:34 ص

      بنت عليوي

      سالفة المرخات كلها هرار، رحت قبل لكذا مراخة يمدحون فيها ربع ساعة اخذو مني 10 دينار ومراخهم ماليه داعي، وخصوصاً أني تعبت بعد الولاده وكان جسمي كله يوجعني، عقب نصحتي رفيجتي أروح مساج سويدي أو تايلندي، وفعلاً جربت المساج السويدي ساعة كاملة ب 16 دينار طلعت من عندهم حسيت أني مولوده من جديد، فنانييييين عدل ويعطون كل جزء من جسمك حقة

    • زائر 3 | 11:11 م

      موضوع جدا لطيف واشكر الاخت الصحفية

      اني منذ سنوات خسرت الالوف لدى الاطباء والعشرات لدى المراخات ولم استفد من كلاهما حتى الدورة الشهرية لم يستطيعوا حلها ،كما اني اعرف عن صديقتي ايضا المراخة قالت رحمها مقلوب ولكن لن تنجبي اطلاقا

    • زائر 2 | 10:11 م

      لاتعليق..

      في حملي الاول كل الاطباء جزمو لي بان ولادتي ستكون قيصرية لان راس الجنين يابى النزول وحجمه لايساعده على التحرك وقبل الولادة بيوم ذهبت للمراخه بعد اصرار كل من حولي على ذلك بالرغم من عدم ايماني بماتفعله ، تحملت فيه طابور الانتظار والزحمة الغير طبيعية هناك، فكانو قبلي ربما عشرون امرأة.. وماهي الا ساعات حتى احسست باعراض الولادة والحمدلله كانت الولادة طبيعية حتى الاطباء استغربو وقالو معجزة لان حالتي كانت صعبة..

اقرأ ايضاً