العدد 4135 - الأربعاء 01 يناير 2014م الموافق 28 صفر 1435هـ

آفة العصر... السمنة... أسبابها وطرق علاجها والوقاية منها

تكاد تدخل كل البيوت، فهي منتشرة بشكل كبير وخصوصاً في مجتمعاتنا العربية... السمنة مشكلة تؤرق الجميع كباراً وصغاراً، وتعرّف منظمة الصحة العالمية «فرط الوزن» على أنّه الحالة التي يبلغ فيها مناسب الجسم 25 أو يتجاوز تلك النسبة، وتعرّف «السمنة»، على أنّها الحالة التي تبلغ فيها تلك النسبة 30 أو تتجاوزها.

وتُعد هاتان النسبتان الحدّيتان مرجعاً هامّاً لتقييم فرط الوزن والسمنة لدى الأفراد، غير أنّه ثمة بيّنات تدلّ على أنّ مخاطر الأمراض المزمنة تزيد تدريجيّاً عندما يساوي منسب كتلة الجسم 21».

يعتقد الآباء أن سمنة الطفل تدل على اهتمام الأبوين به بينما الطفل الضعيف يعطي انطباع الإهمال من قبل الوالدين، ويكثر هذا الاعتقاد في مجتمعاتنا الخليجية.

لذلك تنتشر السمنة بكثرة وخاصة لدى الأسر التي تهتم بتقديم الطعام إلى الأطفال وتعتبره وسيلة للتعبير عن حبهم لأطفالهم.

بينت إحصائيات وزارة الصحة في مؤتمرها الأخير أن 13 في المئة من أطفال البحرين بدناء!

وتقدر منظمة الصحة العالمية «WHO» أن 43 مليون طفل في العالم يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، و81 في المئة منهم يعيشون في البلدان النامية. ومن المتوقع أن تزيد إلى حوالي 60 مليوناً على مدى العقد المقبل، كما يواجه 92 مليوناً على الأقل خطر زيادة الوزن.

يلقبونني بـ «المنفاخ»

هكذا يستقبله زملاؤه في المدرسة كل يوم، الطفل محمد حسين يقول: «نعم كنت أشبه المنفاخ، كنت أخجل من الخروج خارج المنزل، وطوال يومي أشاهد التلفاز إلى أن جاء اليوم الذي توجهت فيه إلى أحد الاختصاصيين الغذائيين مع والدي، حيث وضع لي برنامجاً غذائياً ساعد على تغيير حياتي إلى الأفضل».

زهراء دايت

عند محادثتنا لوالدة الطفلة زهراء مدن والمعروفة بلقب «زهراء دايت»، وسؤالنا لها عن نظام زهراء قبل الرجيم... كانت إجابتها: «كان مأساة بكل ما تحمله الكلمه من معنى، (فاست فود) بشكل يومي، المشروبات الغازية متوفرة دوما مع الشوكلاتة والاسكريمات و(الشبس)، وكل انواع السكريات».

وأضافت أنه بسبب «عدم الحركة ومشاهدة التلفزيون 24 ساعة واستخدام الكمبيوتر من دون حركة أصبح جسمي بديناً، فلقيت الويلات من زميلاتي الأطفال، فهن يبتعدن عني؛ لأن حجمي أصبح أكبر بكثير من سني، كما يلقبوني بألقاب أشمئز منها، وحتى نومي كان صعباً جدّاً؛ لانني لا استطيع التنفس ورجلاي كانتا مقوستين بشكل ملفت، فتحت كل هذه الضغوط رحبت بالعلاج الذي سيعيد لي جسمي بشكل أفضل».

أما التغييرات التي حصلت لزهراء منذ ودعت هذه الآفة، فقد قالت والدتها «قبل كل شيء الثقة، فبعد انعدام الثقة استرجعتها بعد عدة شهور من الرجيم، كما انتظم نومها وأصبحت تنام 8 ساعات متواصلة عكس ما قبل، وأصبحت تمارس الرياضة وتلبس ما تريد، فقد اصبحت حياتها أجمل واسترجعت طفولتها المفقودة».

أمراض القلب

حوراء سيدخليل وهي ممرضة في قسم القلب، تقول «تنتشر السمنة بشكل كبير بين الأطفال عادة، ويمكن التحقق من ذلك من خلال القاء نظرة بسيطة على الأطفال الذين حولنا في المجتمع لتجد أكثرهم مصابين بالسمنة».

وأضافت «يعزى انتشار هذه الظاهرة التي تصنف مرضاً بسبب تغير نمط الحياة، فالألعاب التي كانت بالأمس تعتمد الحركة تغيرت إلى الألعاب الإلكترونية التي لا يقوم فيها الطفل بأي مجهود عضلي». وذكرت «للسمنة دور كبير في الإصابة بأمراض القلب والعوامل المؤدية إلى الإصابة بها، كالضغط والسكر وارتفاع الكوليسترول، وربما نلاحظ انه خلال السنوات الأخيرة تقدم سن الإصابة بهذه الأمراض ليطول الفئة الأصغر سنّاً».

وذكرت حوراء «من المعروف ان السكر من النوع الثاني يصيب البالغين، لكن  حتى بعض الأطفال يصابون به هذه الأيام، وأعتقد أن الحل يحتاج إلى مجهود مكثف من الجميع على رغم أننا نرى أن الكثير من المؤسسات بدأت تلتفت إلى السمنة، فالمشكلة منتشرة على مستوى العالم، وشعار يوم القلب العالمي لهذا العام والعام الماضي جاء ليركز على المرأة والطفل، وهناك الكثير من التوصيات بهذا الشأن».

وقالت إن «حل مسألة السمنة يجب ان يبدأ من المنزل، فيجب على الوالدين توفير الأطعمة الصحية، وتحديد أوقات معينة لتناول الوجبات السريعة التي صارت هاجساً لا يستطيع الأطفال التخلي عنه، أو ان تتعلم الأم طرق الطهو الصحية لتقديم البدائل الصحية للأطعمة السريعة».

وأضافت يجب «أن يعمل الوالدان على خلق نشاط بدني، كالتعاون في تنظيف المنزل أو الحديقة، وممارسة المشي أو السباحة بمشاركة كل أفراد الأسرة، بالإضافة إلى ترسيخ فكرة عند الطفل ان السمنة غير مقبولة وهي سبب للكثير من الأمراض التي يظهر اثرها في السنوات المتعاقبة».

الوجبات المدمرة

ركز الاختصاصي الاجتماعي أيمن إبراهيم المعيلي على الضرر الكبير الذي تسببه الوجبات السريعة وهي منتشرة بكثرة في مجتمعنا، فقال :»نشاهد الإصرار الكبير للأبناء على إقناع والديهم بشراء مثل هذه الوجبات، ومن المعروف ما تتكون منه هذه الوجبات وما تسببه من أضرار، بالإضافة إلى العادات الاجتماعية الضارة التي يكتسبها الطفل من رفقاء السوء مثل التدخين وتناول المشروبات الغازية بكثرة...ألخ».

وركز المعيلي، على وجوب إقناع وتعويد الأبناء منذ الصغر على العادات الغذائية الصحية والابتعاد عن السلوكات الغذائية الضارة.

التفككات الأسرية

أطلقت الأخصائية النفسية زهرة عبد الحسن يوسف، مصطلح «التفكك الأسري» وما يلعبه من دور كبير في حدوث الكثير من المشكلات ومن بينها مشكلة السمنة لدى الأطفال.

فمن المعرف أن الأسرة المتفككة تكثر فيها المشاكل والمشاجرات ما يجعل الابن في حالة نفسية غير مستقرة ويغلب عليه القلق والتوتر والخوف وهي من المسببات للسمنة، فكثير ما تجد الأطفال وحتى الكبار في الظروف الحزينة والقلقة يأكل وهو لا يشعر، يأكل بقلق وخوف ويؤدي في النهاية إلى السمنة المفرطة.

ووجهت يوسف، الآباء والأمهات إلى الحرص دائماً على الاستقرار الأسري وعدم الشجار أمام الأبناء وخصوصاً الصغار لما لذالك من دور كبير في عدم تحقيق الاستقرار العاطفي، هذا فضلاً عن المسببات الأخرى للسمنة.

النظام الرياضي

عند سؤالنا الاختصاصي في التربية البدنية وهو مدرب معتمد في اللياقة البدنية محسن الغانم بين لنا أهمية ممارسة الرياضة وبصورة منتظمة، فقال: «ان تناول الوجبات الصحية والإكثار من الفواكه والخضراوات والعصائر الطازجة وممارسة الرياضة لها فائدة كبيرة في تقليل السمنة وبالتالي تقليل الأمراض الناتجة عن السمنة».

العدد 4135 - الأربعاء 01 يناير 2014م الموافق 28 صفر 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 11:13 ص

      فآطمة

      السمنة موضوع ذو أهمية بالغة .. خصوصا سمنة الأطفاال التي تغافلت عنه العديد من الجهات و الأهل تحديدا .. شكرا لصاحبة الموضوع على الطرح الموفق ،،

    • زائر 5 | 10:41 ص

      فعلا

      مقال واقعي يسلط الضوء علئ حال اغلب الأسر البحرينيه التي بات معظم مراهيقيها يعانون من السمنه شكرا لصاحبه المقال عل وعسئ عيالنا ينتبهون لروحهم

    • زائر 4 | 4:09 ص

      أبا علي

      من المؤسف جداً ما نلاحظه من قتل للطفولة وذلك لمشاهدتنا أطفال وشباب في عمر الزهور وهم لايستطيعون التحرك من شدة سمنتهم ، شكرا لصاحبة الموضوع وندعو أفراد الأسرة لمتابعة أبنائهم

    • زائر 3 | 12:01 ص

      تحقيق رائع

      شكرا لصاحب هذا المقال على تسليط الضوء على هذه المشكلة التي باتت تؤرق الكثير من البيوتات..
      تحياتي
      ابوفاطمة

    • زائر 2 | 11:37 م

      فلمنزل البدايه

      يجب ان يكون التثقيف الغذائي من المنزل اولا وتعليم الاطفال بماهو مضر بصحتهم وبما هو مفيد فلعائله وتاثيراتها اكبر من كل دراسه

    • زائر 1 | 9:09 م

      المفروض وزاره التربيه لها دور

      حصتين بالأسبوع لا تكفي لطلاب ممارسه الرياضه يجب على الوزاره أن تخصص حصه لكل يوم لممارسه الطلبه الرياضه يعني5 أيام في الاسبوع

اقرأ ايضاً