العدد 4141 - الثلثاء 07 يناير 2014م الموافق 05 ربيع الاول 1435هـ

الأزمات تطول وتتعقد لابتعادها عن الحل العملي

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

هل يمكن حل الصراع الذي انفجر بقيادة أكبر قبيلتين في جنوب السودان أن يعالج بطريقة مختلفة، غير تلك التي أوردتها وكالات الأنباء أمس، من أن المتمردين بقيادة نائب الرئيس السابق رياك مشار (الذي ينتمي إلى قبيلة النوير) يسعون إلى التوصل إلى «مصالحة شاملة» مع رئيس الجمهورية سلفا كير (الذي ينتمي إلى قبيلة الدينكا)، بما يحقق «سلاماً جادّاً لكلا الطرفين ولكل شعب جنوب السودان».

لنتصور لو أن سلفا كير، وبدلاً من المصالحة، قرر إزالة جميع المنتمين إلى قبيلة النوير ومن معها (ولنقل إنهم يمثلون نصف المجتمع) في الجيش وفي جميع القطاعات المهمة في الدولة. ربما أن سلفا كير سيلجأ إلى اتهام أبناء قبيلة النوير بالخيانة شبه الدائمة، وأنهم مرتبطون بأبناء القبائل الذين يشبهونهم خارج البلاد، وأن يباشر بتشييد أكبر عدد من السجون في كل مكان من أجل ملئها بأبناء النوير.

فيما لو فعل ذلك، فإنه سيضطر إلى استهلاك معظم الدخل الذي ربما سيحصل عليه مستقبلاً من النفط (عندما يتم استخراجه وتصديره) من أجل إخضاع نصف المجتمع المستهدف، ومن أجل اكتشاف المؤامرات التي يحيكها أبناء نصف المجتمع ضد الحكومة، وربما سيحتاج إلى مستشارين وشركات علاقات وأناس من كل نوع ومن كل حدب وصوب لإثبات أن كل ما تقوم به الحكومة لا يهدف إلى إخضاع نصف المجتمع (كما يدّعي أبناء قبيلة النوير)، وإنما إلى حماية أمن الوطن من الخونة واتباع الأجندات الخارجية، الخ.

بالطبع فإن مثل هذا السيناريو ليس عقلانياً ولا يمكن أن يصمد مهما كانت الجهود المبذولة في هذا الاتجاه، وسيكتشف أنه ضيّع الثروات والفرص من دون نتيجة. سيكتشف، آجلاً أم عاجلاً، أن الأفضل يكمن في اعتماد إطار وطني جامع لكل أبناء الوطن على أساس المساواة، واحترام الحقوق الأساسية التي تنص عليها العهود والاتفاقيات الدولية... وهو ما نأمله لكل بلداننا المبتلاة بأزمات تطول وتتعقد كثيراً لابتعادها عن الحل السياسي العملي والعادل.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4141 - الثلثاء 07 يناير 2014م الموافق 05 ربيع الاول 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 2:28 ص

      كلام في الصميم

      هذا هو حالنا في هذا البلد ، صرنا نموذج للتفتت والتفرقة وضياع البلد ، بعقلية لي العنق

    • زائر 8 | 1:57 ص

      العاقل يفهم

      اللبيب بالإشارة يفهم ، ولكن نقول ( وقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي )

    • زائر 6 | 1:05 ص

      الى الأمام ...

      عجبني اللوك الجديد للجريدة الإلكترونية موفقين دائما...

    • زائر 5 | 1:03 ص

      الامثلة لا تصلح

      اذا كان البعض لا يفهم بالتصريح فكيف تراه سيفهم بالتلميح

    • زائر 3 | 11:17 م

      اوووه دكتور اش قصدك

      من المقالة ذى اللى تقوله يادكتور كلام خطير وكبير ومو سهل ترى وضح بالضبط الكلام لمن توجهه

    • زائر 4 زائر 3 | 12:53 ص

      فعلا اخي العزيز كلامك سليم الكلام خطير وكبير والموجه له يعرف نفسه ولكن من الواجب تذكيره بخطورة الوضع لعدم التهرب والتناسي

      شكرا ايها الجمري الشهم يجب عليك وعلى جميع من يحمل القلم ان يقوم بواجبه الوطني لتذكير المسؤل بصورة مستمرة بخطورة الاوضاع في وطننا الجريح وحثه على الانصياع للغة العقل وتحمل المسئولية تجاه هذا الوطن وهذا الشعب بجميع مكوناته وعدم الهروب والامعان في السير في الطريق المدمر والخاسر للجميع

    • زائر 2 | 10:19 م

      إياك أعني واسمعي ياجارة

      ..هلا بيك دكتور...كل الجمال ترعى وترتوي الإ جمل ....نايم في الحوي

اقرأ ايضاً