العدد 4141 - الثلثاء 07 يناير 2014م الموافق 05 ربيع الاول 1435هـ

«الحق ع الطليان»

عبدالنبي العكري comments [at] alwasatnews.com

ناشط حقوقي

«الحق ع الطليان» مثل لبناني شائع يقصد به وضع اللوم على طرف متخيل ليس هو الطرف الحقيقي للتهرب في تسمية ذلك الطرف لحرج أو خوف. و»الحق ع الطليان» هو ما ينطبق على حالتنا البحرينية.

بدأت الحكاية في العام 2006 وقبيل أشهر من الانتخابات النيابية في أكتوبر/ تشرين الأول 2006، حين قررت جمعيات المعارضة إنهاء مقاطعتها للانتخابات المعلنة منذ 2002، والدخول في العملية، ما يشكل انعطافاً إيجابياً مهماً في مواقفها. وكان ذلك يستتبع بالمقابل موقفاً إيجابياً من الدولة، حتى تتيقن المعارضة أن مراهنتها على إحداث تغيير إيجابي من خلال المشاركة في الانتخابات، والوصول إلى مجلس النواب، في ظلّ انشقاق بعض أجنحتها المعارضة في تشكيكها بجدوى الانتخابات والعمل السياسي العلني بشروطه المعروفة والعملية السياسية برمتها. لكن الذي حدث عكس ذلك تماماً، فقد اعتبرته الدولة استسلاماً للمعارضة أمام سياسة الأمر الواقع الذي تخلقه الدولة، والذي يجعل من الانتخابات عملية شكلية مهندسة مسبقاً، ومعروفة منتجاتها، ومجلس نواب، غير قادر على إحداث أي تغيير حقيقي لا في التشريعات ولا الرقابة ولا المحاسبة، وهو ما ثبت لاحقاً، بل مجرد ديكور لاستكمال المظهر الديمقراطي المطلوب.

وفجأةً انكشف المستور، إذ خرج أحدهم شاهراً التقرير المشهور، وإذا نحن أمام مخطط لتدمير مكون أساسي للمجتمع واختراقه وشرذمة المعارضة وتمزيق المجتمع المدني، وتمكين المكوّن الموالي بكل السبل، وتغيير التركيبة الديمغرافية للبلاد القائمة منذ قرون، وإحداث تغيير لا سابق له في تاريخ البحرين رغم كل الاضطرابات.

المنشق اختلف مع المشروع، فما كان منه إلا أن سلمه لسفارات الدول الحليفة، ووضعه في موقع على الإنترنت، ويالهول ما فعل. ولكن بدل المحاسبة والمكاشفة، ، ، جرى الإمساك بالمنشق حسب الطريقة اللبنانية وطرده من البلاد بثياب النوم، ولولا تدخل سفارته لكان انتهى فطيسه. وفجأةً فإذا بالمرشد عن الجرم يتحوّل إلى متهم بالافتراء ونشر أخبار كاذبة وكشف أسرار الدولة (معناه ما قاله صحيح)، وحكم عليه غيابياً بالسجن، حتى دون شكليات المحاكمة، ومنع النشر في القضية، وفق مقولة «إذا «ابتليتم فاستتروا» الشائعة هذه الأيام.

من حينها أضحت الاستراتيجية العامة «الحق ع الطليان»، فإذا طالب أحدٌ بإنهاء التمييز الطائفي والقبلي المكرّس منذ عقود، اتهم بإثارة النعرات الطائفية، وتهديد الوحدة الوطنية وتمزيق لحمة المجتمع. وإذا طالب أحدٌ بوضع حد للقمع وانتهاكات حقوق الإنسان، اتهم بالإساءة إلى سمعة الدولة، والتحريض على الكراهية. وإذا طالب أحد باسترداد المال العام، قيل له أنت تشكّك في الإجراءات الرسمية، وليس من شيم العرب استرداد ما تم وهبه.

بعد أن تدهورت أوضاع المواطنين الاقتصادية والمعيشية والسكنية، وبعد أن تراكم الدين العام ليتجاوز 5 مليارات دينار، وبعد أن أضحت الدولة تتلقى معونات الأشقاء الخليجيين، كان لابد من خطة للهروب إلى الأمام، وتحميل الطليان مسئولية الخراب الذي نحن فيه. كيف؟

المعارضة وعلى رأسها التنظيم الطائفي، والموجهة من قبل رجال الدين الصفويين والمدعومة من قبل قوى إمبريالية وإقليمية، هي المسئولة عن عنف «اليهالوه» الذين عطلوا الحياة العامة الراغدة والهانئة، ويستهدفون المواطنين والمقيمين بهجمات سيكولوجية، تترك آثاراً عميقة على النفوس البشرية.

المعارضة الطائفية، بعمودها المنتظم الطائفي، وأتباعها من العلمانيين المتحوّلين والمرتدين، هي المسئول عن الوضع اللامستقر وذلك بمطالبهم المتضخمة ما ينذر بتفكيك النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي السائد. ومنذ مئات السنين، هم المسئولون عن تشويه سمعة البحرين الناصعة البياض من خلال تحالفهم مع القوى الطامعة في خيراتنا، والصحافة والمنظمات الحقوقية والمحطات الفضائية التي تجاوز عددها المئات، والبرلمانيين المتحذلقين، وحتى الأمم المتحدة وأمينها العام بان كي مون ومفوضتها السامية نافي بيلاي.

نعم أضحى الطليان شبكةً عالميةً تمتد من أستراليا حتى الأرجنتين، وما عليكم سوى مراجعة رسالة السبع والأربعين دولة التي استهدفتنا في جنيف. الطليان هم في الداخل وفي الإقليم الخليجي وفي الوطن العربي الكبير وفي العالم الفسيح، وكلهم يستهدفون البحرين التي ضربت أروع الأمثال في الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والعدالة، والمساواة، ونزاهة القضاء واستقلاله، وقوات حفظ النظام الرحيمة. لذا فجميع الطليان يحسدونها على ما هي فيه من عزة ومنعة وتقدم. ما العمل إذاً؟

بسيطة إذا كانوا هم طليان، نحن ألمان، ومعروف تفوق الألمان على الطليان، باستثناء البيتزا والمكرونة واللازانيا.

إقرأ أيضا لـ "عبدالنبي العكري"

العدد 4141 - الثلثاء 07 يناير 2014م الموافق 05 ربيع الاول 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 1:00 م

      تسلم

      يسلم قلمك النزيه

    • زائر 6 | 4:49 ص

      مقال عجيب

      بارك الله فيك وفيت وكفيت ، واختصرت المسألة ، أسلوبك رائع ومركز وأسلوب السخرية هادف وسلس ، شكرًا أستاذنا .

    • زائر 4 | 4:16 ص

      استادى

      استادى العكرى هاؤلاء الظلام لايخافون من الله ومستعدين اراقة دماء الشعب البرى لاجل مصلحتهم وهم فقط يفكرون لدنياهم لاكن رب العالمين سيتلاقهم فى الاخره وسوف يعذبهم عذاب شديد بما فعلوه ضد الشعب المظلوم والله ياخد حق الشعب المسلوب

    • زائر 2 | 12:50 ص

      اب منصور ويش بقيت ويش خليت

      ما قصرت وكلامك هو الواقع وما نعيشه فعلا من يمارس الطائفية بكل مفاصل الدولة مسكوت عنه بل عمله مرضي عنه بل هو المطلوب اثباته واما من يطالب بالانصاف والعدالة فهو طائفي وعميل ومجوسي وصفوي وعندك من هالصفات واما عن المعارضة فهي تريد اثبات امر واقع تضيع سنوات لتقول اثبتنا كذا وكذا وهو امر يمارس يوميا فماذا تريدون اثباته الشعب ليس غبيا ولا العالم غبي العنصري والطائفية والتجنيس يمارس جهارا نهارا

    • زائر 1 | 11:32 م

      عجيب !!!

      يرجى عدم الربط بين المشاركة و المقاطعة في انتخابات 2002م بمفهوم المعارضة !! .. هناك من المعارضة من شارك في 2002م -ما يشكل وعياً إيجابياً - و هناك من قاطع من المعارضة في 2002م - ما يشكل وعياً سلبياً -!!.. السؤال كالآتي : هل من شارك من المعارضة المقاطعة في 2006م يعتبر معارضة فقط ؟؟؟
      تحياتي...
      أبو إلياس الجتوبي.

اقرأ ايضاً