العدد 4144 - الجمعة 10 يناير 2014م الموافق 09 ربيع الاول 1435هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

لبنان... أصبح الآن عندي بندقية!

لبنان بلد التفاح والزيتون والأرز... بلد التعددية في الثقافة والديانة والحضارة، الآن أصبح بلد الاغتيالات السياسية المتعددة اليومية والتي يدفع ضرائبها شعبها كل يوم، وذلك بتعدد جنائزها لمختلف أطياف تياراتها التي ما ان تواري جثمان أحد رموزها ليعود تيار آخر يواري رمزاً آخر، والفاعل هو الفاعل والمبرر هو المبرر في المكان والزمان نفسيهما، إن اختلف في شروق الشمس أو غروبها، لكن السؤال المحير، هل يعقل أن الفاعل والقاتل مجهول الهوية بعدما كثرت جرائمه، وبدلاً من معرفته يتم تدويل جرائمه لأهواء ومصالح دولية؟

بدءًا من اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري في (14 فبراير /شباط 2005) ثم تلا ذلك سمير قصير وبيارالجميل وتويني فوسام الحسن والقائمة تطول وخاتمة الاغتيالات الوزير السابق في الحكومة اللبنانية شطح!، والأغرب أن كوادر تيار المستقبل توجه أصابعها إلى حزب الله الذي هو في الوقت نفسه مفجوع برموز كثر قضوا غدراً واغتيالاً بدءًا بصانع النصر في 2006 عماد مغنية وانتهاءً باللقيس المطلوب من قبل الدوائر الإسرائيلية، على رغم أن المقاومة لم تتهم تياراً لبنانيّاً ولم تهاجمه وتوجه إليه أصابع الاتهام كما يفعل تيار المستقبل حيث في كل مرة يفقد له رمزاً أو عضواً يوجه أصابع الاتهام إلى المقاومة في حين أن كل التحقيقات لا تستدل بدليل واحد، بل إن أصابع الاتهام تدل على جنود فتح الإسلام والأسخف من ذا وذاك أن المقاومة هي التي تدفع ثمناً باهظاً لمواقفها وتضحياتها اليومية دفاعاً عن أراضي وكرامة اللبنانين وتوجه جرائم الاغتيال والقتل دائماً إلى أسرائيل بحسب كلام المقاومة وأن الحساب مفتوح!

لبنان... أصبح تماماً كما غنتها أم كلثوم في أغنيتها عند كل لبناني بندقية، بل وأكثر من بندقية، صواريخ وكلاشينكوف وغيرها يتقاتلون فيما بينهم! وخلافاً لأغنية أم كلثوم أن كل لبناني ليس موجهاً بندقيته إلى العدو الأسرائيلي بل موجهها إلى إخوانه اللبنانيين، أو من يختلف معهم في الرأي، لبنان لا يوجد عنده اليوم أشجار التفاح والزيتون والأرز بل عنده أشجار من البنادق والقنابل الموقوتة والجنائز والدماء المهدورة غدراً، والفاعل والقاتل يلهو ويعبث في الأرض قتلاً وفساداً لعدم توحدهم تحت حكومة منتخبة بسبب التدخلات الخارجية، وهكذا سخرت أميركا الأراضي اللبنانية للإسرائيلين يتوغلون كيف يشاؤون وأينما شاؤوا!

مهدي خليل


قصة تتبعها قصص من وحي الذاكرة العميقة

القصص التي رواها عبدالنبي العكري في مقالة تحت عنوان «شرطتنا وشرطتهم» ذكرتني بما حدث لي واثنين من أصدقائي عندما كنا قبل سنين كثيرة نتجول في أوروبا، ونحن نسوق سيارة صالون قمنا باستئجارها.

وأثناء التجوال في هولندا قمنا بزيارة مدينة تقع على شاطئ البحر، مشهورة بمأكولاتها البحرية، وعند وصولنا هناك قام أحد الأصدقاء الذي كان دوره في السياقة، وهو من الضباط في البحرين، بإيقاف السيارة على جانب الطريق المحاذي للشاطئ ونزلنا وقمنا بالمشي هناك، وتناولنا الأسماك المشوية اللذيذة في أحد المطاعم، ثم رجعنا إلى سيارتنا فوجدنا عليها بطاقة تشعرنا بمخالفه مرورية، لها علاقة بموقف السيارة، مكتوباً عليها قيمة الغرامة المطلوبة فسألنا المارين الهولنديين عن كيف نتصرف؟ فقالوا لنا هناك كشك للشرطة مقام بعد خطوات يمكنكم التوجه إليه والسؤال فيه.

وحين وصلنا إلى الكشك رحب بنا الشرطي المتمركز هناك، فأريناه البطاقة، فقال شكراً، عليكم دفع المبلغ المذكور في البطاقة لأختمها لكم بالدفع، فقلنا له نحن غرباء ولا نعرف الموقف المصرح به لإيقاف السيارة، ولهذا صدر منا هذا الخطأ، فقال ما معناه نحن هنا في هولندا لا نفرق بين الغرباء وغير الغرباء في مثل هذه الأمور، أي بمعنى آخر لا إعفاء عن دفع رسم المخالفة، وهنا أخذت من صديقي الضابط جوازه وأريته للشرطي الهولندي، وقلت له إنه ضابط في بلدنا، فابتسم الشرطي الهولندي قائلاً إن وظيفته سبب أكبر في أن يطبق عليه القانون ويدفع رسوم المخالفة فابتسمنا جميعاً ودفعنا المخالفة.

عبدالعزيز علي حسين


ديوان الخدمة المدنية

ذات صباحٍ مشرق محفوف بالأمل، انطلقت بسيارتي متوجهة لمنطقة الجفير بالعاصمة المنامة قاصداً ديوان الخدمة المدنية وهي الجهة الرسمية المعنية بتوظيف الشباب البحريني في القطاع الحكومي.

استغرقت نصف ساعة للوصول حيثُ الوظيفة التي تضمن لك العيشَ الكريم. حينما وصلت المبنى توجهت ناحية الجهة المختصة بتسجيل طلبات التوظيف... حقيقةً لم أتأخر، فأحد الموظفين بادر بجمع أوراقي فأعطيته الاستمارة بعد ملئها، ثمّ أعطاني ورقة صغيرة صفراء مائلة إلى اللون البنيّ وهي «الطلب» الخاص بك للوظيفة، بعد مرور شهر ونصف الشهر من الانتظار؛ اتصل بي أحد موظفي ديوان الخدمة المدنية بشأن الوظيفة، وأخبرني عن الوظيفة التي قد حصلتُ عليها وهي «مُراسل بوزارة العدل».

سَجدتُ إلى ربي شاكراً وأنا أردد «الحمد لله على هذه النعمة»، رددتها كثيراً بعد غلق سماعة الهاتف، فالحمد لله على سرعة الاستجابة في توظيف الشباب البحريني، وحمداً لله ثانية على وظيفةٍ ممتازة كهذه بالنسبة للمستوى الذي تخرجت منه؛ ثانوية عامة!

في هذه اللحظة المهمّة. تداركت الأمر، واستيقظت من سُباتٍ عميق، فأدركت جيّداً أنه مجرد حلم، فضحكتُ ضحكة حسرة وسخرية... تتحسّر على وظيفة أشبه بالحلم وتسخرُ من الواقع المؤلم... وأكملت نومي!

محمد شاكر العمران


المرأة أيقونة المجتمع

قلمي يود البوح بما أراهُ في مجتمعي، فعلى رغم كونه مجتمعاً متحضراً، مثقفاً، ومسلماً إلا أنهُ يتصف بالعنصرية، فهو يمنح الرجل فوق حقه المشرع له، وأما المرأة فقد كتب عليها المهانة، الذل، والتحقير، ينظرون إليها بعدسة واحدة فقط لا يرون فيها سوى العار والخطيئة وأما ما سِواها فهو في حال انعزال عن الرؤية تماماً، سلبوا منها حقوقها التي فُرضت من رب السّماء وحين طالبت بها اليوم قتلوها بالتّهم وقالوا بها ما لا يُقال.

فتعامل المجتمع مع المرأة وخطيئتها التي لا تُغتفر وحقوقها المسلوبة فهو تُناقض للتحضر والثقافة التي نعيشُها الآن، فما أراه من تشدد حيال المرأة يُشبه تماماً العصور القديمة وبعض الشرائع اليهودية فهم أيضاً لم يرحموها وعاملوها كحيوان معتوه حقير، ومن شدة تخلُف البعض كانوا يقتلونها خوفاً من العار! أما في عصرنا الحالي أجاد المُجتمع الكذب وتزوير الحقائق ووافق على القوانين التي توافق على الظلم إذا كان الأمر يخص المرأة وكل ذلك بسبب توارث العقلية الثقافية المتخاذلة المهينة وبسبب التمييز الفيزيائي الذي يسقط إن كان الحال في صالح الرّجل!

وكلمة أخيرة «عذراً يا رجال مجتمعي لم نخلق لنوضع باسم العار».

رباب سمير النايم


من ذكريات الماضي الجميل

أهلاً وسهلاً يا أبا عبدالله، هل تذكر في الماضي الجميل، وفي بداية عملنا، كيف كانت الحياة بسيطة، والمعيشة كانت سهلة وجميلة؟

لقد كان عملنا في الشركة محبباً لدينا، وكان يعتبر بيتنا الثاني، كنا نعمل بكل تفانٍ وإخلاص من أجل الوطن.

هل تذكر الباصات التي تنقلنا صباحاً إلى العمل، وهي عبارة عن تحف جميلة تسير على الأرض؟ وأذكر منها ما كنا نطلق عليه «سالم خطر» والباص الخشبي أيضاً، كم كانت الحياة بسيطة وجميلة.

هل تذكر تلك الليالي القمرية والهدوء أثناء الجلوس على شواطئ البحر الجميلة؟ لقد كانت أحلامنا بسيطة كبساطة العيش، فما أجملها من فترة شبابية مليئة بالحب والتواصل مع الجميع من أصدقاء وأهل ومعارف.

نعم يا أبا أحمد، أتذكر كل ما تقوله لي، فحياتنا كانت جميلة وعلاقاتنا كانت متواصلة، لقد مضت تلك الأيام، وتركتنا نجابه وتيرة العصر الحالي السريع.

هل تذكر كم كانت فرحتنا بقدوم المروحة في بيوتنا في تلك الأيام الحارة في موسم الصيف؟ لم نكن نعرف أي شيء عن المكيفات، فأنا لا أستطيع أن أنسى تلك البساتين والبرك الممتعة، التي كانت تجمعنا معاً، إنها فعلاً حياة بسيطة لا تنسى.

أبا عبدالله، هل تريد المزيد من الذكريات الجميلة، ماذا تريد اليوم وأنت متقاعد عن العمل قد سبقك الزمن، وأصبحت ذكرى في الوطن؟

مطلبنا بسيط ومتكرر منذ القدم، وهو الاهتمام بتلك المجموعة التي خدمت هذا البلد، إعفاؤهم عن نسبة من الديون الإسكانية، تأمين صحي، إعفاء أو تخفيض في فاتورة الكهرباء، والكثير من المطالب المعيشية الضرورية، علماً بأن حياة المتقاعد في معظم الدول تكون مبسطة، والحصول على هذه المطالب متوافر.

شكراً لك يا أبا عبدالله، لقد جعلتني أعيش في عبق الماضي الجميل، وأمنيات بتحقيق مستقبل أفضل لنا نحن المتقاعدون.

صالح علي


الركن المعنوي لجريمة الرشوة

تعكس جريمة الرشوة إرادة فاسدة ومعيبة لمن يرتكبها من الموظفين الحكوميين لما لها من مردود سلبي على المنظومة الحكومية وبما يبعث على عدم الثقة في إنجاز العمل الحكومي، ذلك أن الخدمات التي يقمها الموظف العام هي من صميم عمله ويتقاضى عليها أجراً من الحكومة.

وبعد أن تطرقنا في المقال السابق إلى أن الجريمة لا تقوم إلا بتوافر ركنيها المادي والمعنوي، وتحدثنا عن الركن المادي، لذلك سنتناول الركن المعنوي في هذا العمود.

فالركن المعنوي يعني توافر عنصري العلم والإرادة، ويقصد به علم الجاني بالجريمة، أما الإرادة فهي نية ارتكاب هذه الجريمة على رغم علمه بوجود قانون يعاقب عليها. وتعتبر جريمة الرشوة جريمة عمدية لذا يتخذ ركنها المعنوي صورة القصد الجنائي بعنصريه، فيجب أن يعلم المرتشي بتوافر أركان الجريمة جميعها، فيعلم أنه موظف عام، أو مكلف بخدمة عامة، أو من في حكمه، ويعلم أنه مختص بالعمل المطلوب منه، أو يدعي ذلك، وبالمقابل الذي يقدم إليه، أنه نظير أداء العمل الوظيفي وبصورة أبسط أن تكتمل الصلة بين أداء العمل والمقابل بوضوح في نفسية الجاني.

فإذا انتفى العلم بأحد العناصر السابقة انتفى القصد الجنائي كعلم الموظف أنه تم تعيينه في الوظيفة العامة، كما لو لم يتم تبليغه بقرار تعيينه أو اعتقد خطأً أنه عزل من وظيفته بناءً على كتاب مزور.

كما يتطلب القصد الجنائي اتجاه إرادة المرتشي إلى الأخذ أو القبول أو الطلب، ومن المبادئ الأساسية لتوافر القصد الجنائي وجوب أن يعاصر القصد لحظة ارتكاب الفعل، فيجب أن يتوافر القصد الجنائي لحظة القبول والأخذ والطلب، ولا يكفي أن يتوافر في لحظة لاحقة، وفي جميع الأحوال يقوم القصد الجنائي باعتباره قصداً عاماً لا خاصاً، والقصد لدى الراشي والمرتشي هو قصد اشتراك في جريمة الرشوة ومن ثم تحدد العناصر طبقاً للقواعد العامة للاشتراك في الجريمة.

يذكر أن المشرع البحريني قد توسع في تحديد مقابل الرشوة فقد تكون مادية أو معنوية، ومثال المادية هو النقود والملابس أو شيكاً أو فتح اعتماد بنكي أو سداد دين في ذمته، وقد يكون معنوياً مثل حصول المرتشي على ترقية أو مجرد رضا رئيسه عنه، كما يكون مقابل الرشوة ظاهراً أو مستتراً وقد يكون غير مشروع في ذاته كمواد مخدرة أو أشياء مسروقة أو شيك بدون رصيد أو لقاء جنسي يهيئ للمرتشي أن تسمح الراشية له بأن يأتي أفعالاً مخلة بالحياء، ولا يشترط القانون شيئاً في تناسب الرشوة بين قيمة مقابل الرشوة وأهمية العمل الوظيفي. هذا وسنكمل في المقال القادم عقوبة الرشوة.

وزارة الداخلية

العدد 4144 - الجمعة 10 يناير 2014م الموافق 09 ربيع الاول 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 4:08 ص

      أحلام الوطن

      الكاتب محمد شاكر يعزف بقلمه اجمل السمفونيات ، فها هو هذه المرة يستهدف موضوع مهم وحلم مستمر ، شكرا لكم

    • زائر 1 | 1:12 ص

      محمد شاكر العمران ووظيفة الحلم

      حقيقة ضربت على الجرح واوجعته ، ان تكون وظيفتنا هي مجرد حلم جميل ، ولا يتحقق ان تكون (الكفاءات ) من خارج الوطن ان نستيقظ على واقع مؤلم يقول لست مؤهل ان تحمل هذه الوظيفة انت مواطن. . شكرا على هذا الكابوس

اقرأ ايضاً