العدد 4148 - الثلثاء 14 يناير 2014م الموافق 13 ربيع الاول 1435هـ

البحرين تشكل سابقة في الإنفتاح والدعوة إلى التعايش بمنصة ضمت متحدثين من الأديان السماوية الثلاث

نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي الليلة الماضية بالتنسيق مع جمعية البحرين لتعايش وتسامح الأديان ندوة ثقافية كبرى تحت عنوان" تعايش الأديان وأثره على السلم الوطني"، للمتحدثين الشيخ إبراهيم مطر و القس هاني عزيز وعضو مجلس الشورى نانسي خضوري، ومن تقديم الكاتبة الصحافية بثينة خليفة قاسم.

حضر الندوة جمع غفير من كافة الأديان والأعراق والثقافات، وبحضور أهل الفكر والثقافة والصحافة والإعلام، ورغم الإختلافات الدينية والأيدلوجية، إلا أن السلام والتسامح كانا عنوان.

تخلل الندوة توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين مركز عبدالرحمن كانو الثقافي، وقعه مبارك العطوي نائب رئيس المركز، ويوسف بوزبون رئيس جمعية البحرين لتعايش وتسامح الأديان، وذلك تمهيداً لإطلاق وثيقة تسامح ديني ومذهبي ضمن إحتفالية وطنية كبرى تقام في الرابع عشر من فبراير القادم مع ذكرى ميثاق العمل الوطني.

وجاء في نص بروتوكول التعاون لإطلاق وثيقة مؤسسات المجتمع المدني للتسامح والتعايش الديني والمذهبي:"أصبح للتسامح الإنساني قيمة جوهرية في عالمنا الحديث،هي أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، فهذا العصر يتصف بالعولمة وبالسرعة المتزايدة في الحركة والإنتقال والإتصال والتكافل والتقارب بين شعوب ودول العالم المتحضر، إلى جانب هيمنة قوى تسعى للسيطرة بزرع الشقاق وإثارة النعرات والمنازعات لتفريق الجماعات وتجزئ الأوطان. ولما كان التنوع الديني والمذهبي والعرقي ماثلاً في كل بقعه من بقاع العالم، فإنه لابد من نشر ثقافة التسامح والتعايش الإنساني وتعزيز مقوماتهما خدمة للسلم الوطني والسلام في العالم.."

وقد إستهل الشيخ إبراهيم مطر حديثه ضمن ثلاثة محاور رئيسه، وهي تعايش الأديان من منظور إسلامي، الإنفتاح الإسلامي على الثقافات العالمية والتسامح بين الأديان يحارب العنف والإرهاب، مستشهداً بآيات من الذكر الحكيم التي تنص على مبدأ التعايش والتسامح بين الأديان ، كقوله تعالى:" ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون"، مشيراً إلى أن الإسلام منفتح على العالم ، ولا يدعو إلى التعلم الديني فحسب، وإنما هو منفتح على جميع العلوم الدينية والعلمية والأدبية ، لقوله تعالى:" ومن آياته خلق السموات والأرض وإختلاف ألسنتكم وألوانكم ان في ذلك لآيات للعالمين"، مؤكداً أن الأديان لم تكن في حد ذاتها عائقاً أمام التبادل والتلاقح والتثاقف ولا أمام التعايش والتسامح وإنما العائق يكمن في الذين يتوهمون أنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة ويستغلون الأديان في أقدار الناس .

من جانبه قال القس هاني كي نعيش في سلام يجب أولاً نعطي المجد لله بمعنى أن نكرم الله ونطيعه ونسلك بحسب وصاياه، فيكون لنا سلام في الأرض، فالسلام مع الآخر يبدأ بالسلام مع الله، معرفاً التعايش بأن نحيا في وحدة ولكنها وحدة متنوعة، لقول سيدنا المسيح كما جاء في إنجيل متى الأصحاح 5:19:" لذاك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بأمرأته ويكون الإثنان واحداً، ليس بعد أثنان بل جسد واحد"، مستعرضاً جوانب إستحال التعايش، ومنها فقدان الثقة، عدم قبول الآخر، فقدان السلام والجهل ، ولكي نعيش في تعايش يجب أن نتعلم التسامح ونبعد عن الإدانه وتكفير الآخر.

إلى ذلك قالت عضو مجلس الشورى نانسي خضوري في كلمتها :"أن البحرين بلدا ينعم بأبهى تقاليد الديموقراطية فهنا تجد الناس من كل الأديان والطوائف يعيشون بكامل الحرية والمساواة ونحن يهود البحرين نفتخر بأننا عرب خليجيين وبأننا نحمل صفتنا المميزة لقيمنا التقليدية وثقافتنا بعد أن أستوطنا الشرق الأوسط عبر الأجيال، مضيفة بأن الحرية الكاملة للعبادة مسموح بها بالبحرين إلا أن اليهود هنا ليسوا شديدي التدين ويميلون إلى ممارسة شعائرهم وإقامة صلواتهم والإحتفال بأعيادهم ومناسباتهم الدينية في منازلهم. ويبدي الكثير من اليهود من مختلف البلدان عند زياراتهم للبحرين إهتماماً شديداً بلقاء الجالية اليهودية هنا ويطلبوا زيارة مواقع دور العبادة اليهودية (الكنيس) التي كانت مستخدمة حتى عام 1948 م والمقبرة اليهودية التي لا زالت قائمة .

وأكدت على أن يهود البحرين لم يتعرضوا لأي أنواع من أنواع سوء المعاملة , ودائماً زوار البحرين يفاجئون عندما يعلمون بحقيقة التعايش بين المسلمين واليهود والمسيحيين والبهائيين وجميع الطوائف والمذاهب بسلام، مشيدة بما يتمتع به المشروع الأصلاحي لجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه من حيث كونه مشروع وطني جامع، تلتف حوله كافة القوى والتيارات السياسية، الدولة والمجتمع، والنخب السياسية، وجماهير الشعب البحريني ، فضلاً عن أنه يقدم الديموقراطية كنمط للحياة، وللممارسة، وأيضا كمؤسسات وأدوار تفاعلات في الحياة السياسية من خلال تعزيز المشاركة وتأكيد دور المؤسسات وخصوصاً السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية.

وفي ختام الندوة قام مركز عبدالرحمن كانو الثقافي بتقديم شهادات تقديرية لضيوف الندوة، كما قدم يوسف بوزبون رئيس جمعية البحرين لتعايش وتسامح الأديان درعاً تذكاريا للمركز.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 7:35 ص

      طائفية

      ما تنفع المساحيق ، هدم المساجد ومنع اعمارها عار لا يمحى

    • زائر 4 | 6:52 ص

      زين

      وبعدين

    • زائر 3 | 5:27 ص

      وهدم

      وهدم مساجد طائفة ونشر الفتنه وتخويف بين الطوائف. ماذا تسمونه يااهل التعايش.
      ان لم تستح فأفعل ماشئت

    • زائر 2 | 5:11 ص

      لا يغفر ما قد سبق

      الكلام ما ينفع و لا التبجح بالتسابق بينما شعوبكم يعانون من مرض افكاركم و سوابق اعمالكم

    • زائر 1 | 5:07 ص

      ايه عدل

      مفهومة
      شحوال؟

اقرأ ايضاً