العدد 4150 - الخميس 16 يناير 2014م الموافق 15 ربيع الاول 1435هـ

بعض النّاس!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

في الدنيا تمر بمراحل في حياتك، فيوم أنت هاديء وتكبر فتصبح مشاغباً، ثم تتحوّل أفكارك إلى التعصب، وتنضج فتهدأ، ولكن بعض النّاس لا تتغيّر شخصيّاتهم، كالكذّاب والسارق والمنافق والنمّام، وهؤلاء إن لم يتم ردعهم في الصغر لا يستطيع أحد تغيير سلوكهم أو طباعهم إلاّ بمعجزة من الرب!

وقد تستشعر ضعف البعض عندما لا يناقش فكرك وإنّما يتوجّه إلى شكلك، ولكأنّ الشكل هو السبب في أفكارك، ويبدأون بإطلاق الغمزات واللمزات عليك، وفي بعض الأحيان يصغرون أكثر عندما يطلقون أسماء عليك، وهم يعلمون في داخلهم بأنّك أفضل منهم وأعظم منهم في كثير من الأمور.

وقد لا تهتم بالصغائر، ولكن هذه الصغائر تكبر مع الأيام، فتارةً تتجاهل ما يقولون، وتارةً أخرى تضحك على ما يُقال عنك، وفي بعض الأحيان ترد عليهم بأدب، لأنّ أخلاقك لا تسمح لك أن تجرحهم كما يجرحونك أو كما يتطاولون عليك!

هؤلاء حياتهم خاوية من كل معنى جميل، ويفتقرون إلى العاطفة والحب، فيظنّون بأنّهم بالضحك على الآخرين والنميمة عليهم يستطيعون الفوز بحب من يضحك معهم، وللأسف من يضحك معهم هو أوّل من يضحك عليهم وينتقد سلوكهم.

في الأحداث تمّ إطلاق الكثير من الضحكات والنّكات والأوصاف الدنيئة على البعض، وهذا كما وصفناه سابقاً هو حيلة الضعيف، والردّ عليهم سهلٌ جداً، وجرحهم بسيط كذلك، ولكن تغاضى ذلك البعض وترفّع عما يُقال عنه، ولم يصفه قط بالشنيع أو الدنيء، بل قال هذه «جعجعة أطفال»، إلى أن وصل الأمر حدّه، فوجدنا الرد القاسي والعبارات الصريحة في شأن أولئك الخاوين!

الأوصاف وُصفت بها المعارضة، وجرحت شريحة كبيرة، ودخل الدين كالمعتاد في هذا الموضوع، ووجدنا كثيرين من البعض يرد ويصد الكلمات، وأثّرت كلمة كهذه الكلمات في المجتمع البحريني وساهمت في زيادة شرخه إلى أطياف وطوائف!

ليس هذا فقط، فالبعض راح يصوغ كلمات أشد وأشرس لا لشيء إلاّ من أجل زيادة الاحتقان، وإحراق ما تبقّى من أواصر اجتماعية، فدخلت السياسة من باب، ودخل التعصّب من باب آخر، ولكننا نسينا في هذا كلّه بأنّ من يتكلّم عن الناس وينعتهم بنعوت سيئة لمضايقتهم أو التقليل من شأنهم، يقوم بعكس شخصيّته وتربيته وسلوكه، وهو مريض مسكين يظن بأنّه المنتصر في حرب الكلمات.

طبعاً لم نجد من يردع هذه الفئة، فنمت وتكاثرت، ولكنّها منقرضة في النهاية، لأنّ القوي هو من يعامل الناس بحسن خُلقه وتربيته، ويتعالى على تلك السقطات التافهة التي يتفوّه بها الصغار، وبالتالي نجد شأنه يعلو يوماً بعد يوم، ومكانته ترتفع سنة بعد سنة! فلنبتعد عن صغائر الأفواه، ولنلتفت إلى ما هو مهم قادم إلينا، حينها فقط ستخرس تلك الأفواه المريضة، وسنجدها تُحابي وتتودّد وتطلب المغفرة! وجمعة مباركة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4150 - الخميس 16 يناير 2014م الموافق 15 ربيع الاول 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 34 | 5:01 ص

      سخرية القدر

      من المضحك جدا إن من تم وصفهم بصفات ذنيئة عند جلوسهم مع بعضهم البعض في دواوبنهم او مجالسهم وعند مزاحهم تراهم ينطقون بتلك الصفات بكل فكاهة وترفيه وهذا يثبت قوتهم وعدم تأثيرها فيهم . وهذا من يخربة القدر . صارت صفات للمطنزة والفكاهة . شعب عظيم .

    • زائر 42 زائر 34 | 10:37 ص

      اختي المجروحة

      لا تلومي نفسك ربي أولادك على حب وطنهم وحب الله والتمسك بدينهم. أدعوا ليش من كل قلبي. وبتشوفينهم ان شاء الله رافعين راسش

    • زائر 33 | 4:47 ص

      شكرا

      يا اخت مريم انتم الصحفين لكم الدور الاكبر فيما يحصل في بحرين للاسف ،يعني بالعامية شوفي تعليقات بعد كل مقال لج انتي بالذات كله ........... للاخر للاسف انكم متناسون ان الكثير من فئتين متزوجون وعلاقة اخوة و صداقة كانت موجودة بس للاسف بدات تتلاشة من وضع ديرة ومن صحافة لان مفروض يكون دوركم تقريب كما كنا في سابق. لاكن نرى العكس

    • زائر 32 | 4:43 ص

      اسد من اسود الفاتح

      دخلت امريكا ربعكم في المصيدة يفرمون روحهم التكفريين بعد الجيش العربي السوري ورجال حزب الله يكملون البارحة80تكفيري على الحدود السورية اللبنانية مفرومين وجه بوجه موسيارة مفخخة بين مدنيين صحة العقل لك

    • زائر 31 | 4:32 ص

      انا جرحت من الطرفين

      متزوجه من مذهب غير مذهبي فاذا مذهبي اسمعوني ما يجرح واذا مذهب زوجي اسمعوني ما يجرح لمن اذهب واطفالي يعانون ما اعاني هل اللوم نفسي ام اللوم من يدعون الوطنيه وبدعون الدين ويدعون لا تفرقه وهم بالاخير مدعين لا اجد الا ان اقول حسبي الله على مزامير الفتنه حسبي ربي هو اعلم بما في قلبي

    • زائر 29 | 4:29 ص

      جمعه مباركه

      سلمت وسلم قلمك الشريف يا دانة البحرين

    • زائر 26 | 3:07 ص

      شكراً

      هل يتعلم او يتعض البعض

    • زائر 25 | 2:58 ص

      احسنت

      احسنت يا بنت الاصول
      وجزاك الله الف الف خير
      نعم هذا الفكر البحريني الاصيل
      شكرا مريم

    • زائر 23 | 2:53 ص

      أبو محمد جعفر

      أختي مريم مقالاتك بلسم لجراحنا عفية على والديك وعلى تربية ربوك عليها وجزاك وإياهم على الذي لا تضيع ودائعه ودمتي وإياهم بحفظه.

    • زائر 20 | 2:15 ص

      القائل هو ابو الطيب المتنبي

      بيت الشعر المشهور( وتعظم في عين الصغير الصغائر ) هو للمتنبي و ليس ابو العلاء المعري.

    • زائر 16 | 1:43 ص

      وانا اقرء المقال تذكرت احدى برنامج الى ...و يعلق على شكل و ملابس رجل الدين السعودي المعارض الشيخ نمر

    • زائر 15 | 1:40 ص

      مريض مسكين يظن بأنّه المنتصر في حرب الكلمات

      القوي هو من يعامل الناس بحسن خُلقه وتربيته، ويتعالى على تلك السقطات التافهة التي يتفوّه بها الصغار

    • زائر 14 | 12:58 ص

      اسد من اسود الفاتح

      واضح من الكاتبه لاتقرا تاريخ ولا سلوك هؤلاء مايسمي بالمعارضه سواء بالانتخابات التي كانت تجري او سلوكهم في شتي المجالات تثبت طائفيتهم تجاه اهل البحرين ناهيك عن عقيدتهم التي أساسها التقيه لكن نحن لهم بالمرصاد كما يفعل أهلنا في الأنبار والأهواز وسوريا ولبنان واليمن

    • زائر 18 زائر 14 | 2:07 ص

      الحمدلله والشكر على نعمة العقل

      الله يهديك ويرجع لك عقلك قبل لا ياكل عقلك المريض واحقادك الدفينة ذرة الانسانية المتبقية فيك

    • زائر 21 زائر 14 | 2:33 ص

      انت فار ولست اسد

      وهذا ديدن الفئران تعيش في المستنقعات. وهذا حدك... آل اسد آل.

    • زائر 27 زائر 14 | 3:15 ص

      يا من تسمي نفسك اسد

      يبدو الانتخابات السابقة سببت لك عقدة نفسية و حقدا" بقلبك . اما المناطق الي ذكرتها من الانبار و سوريا فيجب عليك ان تذهب هناك لعلى ان تطفي حقدك الطائفي بالقتل والنحر ... الله بشافيك وجمعة مباركة لك و للكاتبة المحترمة.

    • زائر 37 زائر 14 | 5:01 ص

      يا أسد من داعش البحرين

      متى عرفت أهلك في الأنبار؟؟ ما كان مقاطعة حتى الأغاني العراقية لا توضع في تلفزيونك.. وحصار على البلاد 20 سنة.. ليش ما طرشت لهم معونة أو نطقت بإسمهم؟
      وأما أهلك في الأهواز فأنت تقتل أقربائهم بالمفخخات في بغداد والحلة وبعقوبة..
      وأما أهلك في سورية فجماعتك من النصرة تقتل داعش وداعش تقتل لواء الإسلام وهذا اللواء يقتل الجبهة الإسلامية والكل يقتل ويأكل الأكباد ويذبح الأسرى ويصرخ الله أكبر.. لقد إنكشف المستور..

    • زائر 13 | 12:51 ص

      111

      لم تبقى كلمة دنيئة ووصف خيال مريض لم يقولوه وعلى المكشوف

    • زائر 12 | 12:07 ص

      كلامك كله حكم

      شكرًا على هذا المقال الرائع . أتمنى ان تنورينا بما هي السبل للمصالحه و عودة الوئام بين الطائفتين الكريمتين في البلد

    • زائر 11 | 12:02 ص

      الاعلام الرسمي

      تلفزيون ما يسمى بالعائله هو من بدأ وشجع على مثل هذه التراهات وصارت لغته الرسميه ونسى نفسه ان تلفزيون رسمي يمثل دوله . وكنت اود ان يوجه الكلام او المقال وبتركيز على تلفزيون وإذاعة وصحف السلطه . رسخوا سياسة الحقد والكراهيه باستخدام مفردات تغاضى عنها الطرف المختلف ز فالعتب كل العتب من الاعلام الرسمي الذي فضح نفسه قبل ان يفضحه العالم

    • زائر 10 | 11:57 م

      صدقتي جمعة مباركة

      أبو العلا المعري قال وتعضم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم ودوم معاك جمعة مباركة

    • زائر 22 زائر 10 | 2:52 ص

      عزيزي

      أعتقد أن عليك مراجعة قائل أبيات الشعر. إبحث قبل ما تنسب أشعار أحد لغيره.

    • زائر 9 | 11:37 م

      في الصميم

      بارك الله فيك ...لقد أبدعت في هذا المقال

    • زائر 8 | 11:17 م

      طبتم

      طابت جمعتكم وطاب حبكم الصادق لهذا الوطن واهله نتمنى فعلا من اصحاب القلوب المريضة ان يعملوا بجد على معالجة قلوبهم وان يبحثوا عن دواء يشفي مرض صدورهم. وندعوا الله ان لايشغل الصادقين بهذه التوافه..

    • زائر 7 | 11:08 م

      ست الكل يا مريم

      أحب وصفك بست الكل لأني أشعر كأمرأة أنك ست جدعة على قول إخوانا المصريين وقد لفت نظري في مقالك صفة مريض وأضم صوتي لصوتك هؤلاء من تحدثت عنهم مرضى ومصابون بعدة أمراض الشعور بالنقص وضحالة الفكر والتملق وهم بحاجة لمن يعيد اليهم رشدهم ولكن مهما أطلقت صفات على فرد أو جماعة من قبلهم فلا تأثير لأن الحق حق والشمس لا يغطيها الغربال وأقول لهؤلاء المرضى ابحثوا لكم عن دواء يشفيكم مما أنتم فيه ولك كل التحية يا ست الكل

    • زائر 6 | 11:05 م

      أختي مريم

      طلع واحد لحية بيضاء كالقطن يبرر حرق القرآن وهدم المساجد إذا هذا كبيرهم فكيف بجاهلهم.

    • زائر 5 | 11:03 م

      أبوعلاء

      العتب ليس على هؤلاء الموتورين ولا على... التي تعسى منذ زمن بعيد إيجاد هذا الشرخ في المجتمع من باب سياسة "فرق تسد" ولكن العتب كل العتب أخوة وزملاء وأهل بسبب المصاهرة وجيران عشنا معهم على متحابين على الحلوة والمرة وجدت بضاعة هؤلاء الموتوين الرذيئة من السباب والتخوين والتسقيط والتعرض للمعتقدات الدينية سوق رائجة لديهم وصاروا يرددونها ويعينون على نشرها بدلا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا ما ندر أمثال كاتبة هذا المقال المحترمة.

    • زائر 4 | 10:41 م

      نعم الكلام

      باركك الله وسدد خطاك منهم من عرفوا الحق واتبعوه ومنهم المنافق ومنهم من ينعق وراء كل ناعق فالثاني والثالث حصلوا لهم متنفس للأسف في الاعلام الذي ساعدهم وسيطر على عقولهم وبعض من يزعمون بأنهم رجال الدين الذين لاهم لهم الا مصلحتهم شحنوا قلوبهم غلا وحقدا على اخوتهم في الوطن ولكن الحق يزهق الباطل مهما طال الوقت والله يهدي الجميع

    • زائر 3 | 10:31 م

      وين

      التذكير

    • زائر 17 زائر 3 | 1:46 ص

      زائر 3

      أعتقد حصلت على ضقوطات من الجهات المختصة لآنة التذكير كان مثل الكابوس لهم, وأللة أعلم.
      *****

    • زائر 2 | 10:13 م

      الطابور الخامس

      الطابور الخامس المجنسين هم المستفيدين من بقاء الوضع على ما هو عليه صدقيني والله

    • زائر 28 زائر 2 | 4:11 ص

      عفوا لا يجوز

      الأحترام وحفظ الألقاب واجب لايجوز الحيد عنه . نرجو من الأستاده غض الطرف لأن احترامك كبير ومكانتك كبيره لدي الجميع حتي لدي من يخالفك الرأي يا بستاده مريم . انا واثق بأن كاتب التعليق لا يقصد الأساءه وشكرا .

    • زائر 1 | 10:00 م

      لم ولن ننسى من رقص على جراحنا

      هكذا اخلاقم وتربيتهم ان ينظموا احتفالات الشماتة والتشفي في المدارس والمؤسسات والشوارع مطلقين اوصاف وعبارات بذيئة هي اقرب اليهم منا لكن وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون

اقرأ ايضاً