العدد 4158 - الجمعة 24 يناير 2014م الموافق 23 ربيع الاول 1435هـ

من وحي الملتقى الخليجي للمكفوفين

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

أن تجلس لتستمع لشهادات ناجحة في الحياة العلمية والعملية والاجتماعية لمكفوفين من مختلف دول الخليج لهو أمر يبعث الفخر والسعادة في النفس؛ فما سمعته من تجارب مضيئة صباح الخميس الماضي في ندوة التجارب الاجتماعية للمكفوفين ضمن الملتقى الخليجي الذي أقامته جمعية الصداقة للمكفوفين، سواء من المحاضِرات على المنصة أو من المتداخلين والمتداخلات جعلني أقف إجلالاً لهذا الجيل الذي تحدى كل الصعاب التي واجهته ليكمل دراسته حتى الثانوية ويتوجها بإصراره على مواصلة الدراسة الجامعية على رغم كل المصاعب التي كانت تعترض طريقه وأولها تعليقات المعلمين أنفسهم وتصرفاتهم تجاهه، في حين كان من المفترض أن يكونوا عوناً لهم.

إن مجتمعنا الخليجي يزخر بالكثير من النماذج المبهرة بنجاحات أصحابها وصمودهم وإصرارهم على تحقيق أهدافهم من دون الالتفات لأي منغص خارجي يحاول إيقافهم أو جعلهم يحيدون عمّا يحلموا بتحقيقه؛ فالخريجون من الجامعات كثيرون، والذين كوّنوا أسراً سعيدة قادرة على مواجهة المجتمع والانتصار على محبّطاته كثيرون، فهنالك مكفوفون متزوجون من مكفوفات بدأت حياتهم بالتفاهم واستمرت بالمحبة والإنجازات المكللة بالنجاح، وهناك المكفوفة المتزوجة من مبصر عرف إمكاناتها وقدّر لها طموحها ورغبتها في التطور كأية مبصرة بل ربما بشكل أكبر فأحب سيرتها وتزوجها بقناعة ووقف إلى جانبها لتحقق أحلامها فكان لها عيناً وكانت له دافعاً للنجاح والمحبة، وهناك المكفوفة المتزوجة من أصم وهو ما قد يستغربه كثيرون ظناً منهم أن لغة التواصل ستفشل، لكنه كان زواجاً ناجحاً أثمر بطفلين استطاعا أن يتفهما احتياجات والديهما ونقاط تميز كل واحد منهما، كما وُجِدَت المبصرة التي تزوجت بالمكفوف فكانت له البصر وكان لها البصيرة.

نجاحات المكفوفين لم تتوقف فقط عند الجانب الاجتماعي فقط من خلال زواجهم وبنائهم أسراً ناجحة، بل تعدى الأمر ذلك إلى نجاحهم في تعاملهم مع أقرانهم ومع المجتمع من حولهم من دون الإحساس بالدونية أو الخوف أو القلق من هذا التواصل، فنجح كثيرٌ منهم في دراساتهم وأعمالهم الموكلة إليهم، حتى أن بعضهم درس ما لم يسبقه إليه غيره فكان علامة مضيئة في مجاله العلمي، كما استطاع بعضهم الدخول إلى الوسط الإعلامي من خلال الإذاعة والتلفزيون إعداداً وتقديماً وهو ما حدث مع العماني أحمد الخراصي الذي يقدم برامج متنوعة على شاشة تلفزيون عمان، لأنه آمن بقدراته ولأن الدولة أيضاً آمنت به فأعطته الفرصة ليحقق أمنيته.

هذه النجاحات وهذه النماذج تتطلب اهتماماً خاصاً من جانب الإعلام الخليجي، ليكسر الصورة التي تكونت في أذهان الجمهور حول هذه الفئة وغيرها من الفئات من ذوي الإعاقة، فالإعلام مازال مقصراً بشكل كبير في تبيان واقع هؤلاء وإمكاناتهم ونواقصهم، لأنه مازال يظهرهم إما بالشكل الناقص تماماً الذي يثير الشفقة أو بالشكل الخارق للعادة الذي لن يصدقه عاقل.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 4158 - الجمعة 24 يناير 2014م الموافق 23 ربيع الاول 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 7:32 ص

      شكرا

      شكرا لك على هالموضوع وتسلم اناملك

    • زائر 2 | 6:53 ص

      سبحان الله

      ان نعم الله علينا لا تحصى .. الحمد لله على تتابع النعم .. شكرا لما سطرت أناملك

    • زائر 1 | 6:02 ص

      وعدنه

      وعدنه يااخت مريم مكفوفين معتقلين فى السجون ويعاملون بقسوة فى بلد الدمقراطيه المشتكى لله والله اخلصنه من الظلم الذى يجرى علينا

اقرأ ايضاً