العدد 4158 - الجمعة 24 يناير 2014م الموافق 23 ربيع الاول 1435هـ

الدبلوماسية الأميركية للشرق الأوسط: توسعة الروابط التجارية (2)

آنّ باترسون

مساعدة وزير الخارجية لشئون الشرق الأوسط

مساعدة وزير الخارجية لشئون الشرق الأوسط

والكلمة ألقتها في حفل غداء أقيم في معرض المجلس المصري لتصدير الملابس الجاهزة .

إن عدم الاستقرار هو أحد التحديات الاقتصادية المهمة التي تواجه العديد من البلدان في الشرق الأوسط ويفرض عليها كلفة اقتصادية. غير أن الإمكانات الاقتصادية في المنطقة كبيرة جداً. ومن المعروف على نطاق واسع، إن لإسرائيل اقتصاداً ابتكارياً ومرِناً للغاية رفعها إلى المستوى العالمي. إنه اقتصاد بات في موقع ملائم لكي يتوسع بعد أن تفتح اتفاقية سلام نهائية أسواقاً جديدة شاسعة لمنتجاته ولخبرته المعرفية. ففي كل سنة في إسرائيل هناك أكثر من 500 عملية تمويل لمشاريع تجارية وأكثر من 1,000 عملية تمويل لمبادرات البدء بمشاريع. وهناك طلب هائل مكبوت لدى الإسرائيليين ولدى الأجانب للمشاركة في ثقافة «دولة الشركات الناشئة» الإسرائيلية. ونحن متفائلون أيضاً بإمكانات مصر، التي تنعم بموقع استراتيجي، وباقتصاد مُنوّع، وبقوة عاملة كبيرة وشابة، وبسوق كبيرة ونامية، وبالعديد من الشركات الناجحة ذات التوجه الدولي، وبقائمة مثيرة للإعجاب من الشركات الأميركية والعالمية الواثقة من مستقبل مصر على المدى البعيد.

يقول لي الرؤساء والمدراء التنفيذيون للشركات الأميركية العاملة في مصر، بصورة مُتكررة، إنه على الرغم من الاضطرابات السياسية التي حصلت خلال السنوات الأخيرة، لم يحدث الكثير من الانقطاعات في نشاطات الشركات الرئيسية. فقد استمر تسليم المنتجات إلى حد كبير وفي الوقت المحدد، ولم يكن هناك سوى القليل من الاضطرابات العمالية في هذا القطاع. وجميع هذه الشركات تقريباً تتطلع إلى فرص لتوسيع عملياتها في مصر، إلا أن مجالس إدارتها تتخوف من أن تشكل مصر رهاناً خطراً خلال المستقبل القريب. فالعديد من الشركات، بما فيها بعض الشركات من صناعتكم، قد انسحبت من مصر خلال السنة المضطربة الأخيرة. ولذا ستحتاج مصر لاتخاذ خطوات لطمأنة المستثمرين. غير أنني أقول مرة أخرى، إن التغييرات السياسية في مصر لم تؤثر كثيراً على تسليم البضائع والمنتجات.

تلعب صناعة الأزياء والملابس الأميركية دوراً هائلاً في الاقتصاد العالمي. إننا ندرك تماماً بأن الشركات الأميركية التي تشتري الملابس قادرة على نقل إنتاجها إلى أي عدد من الأماكن، لكننا ندرك أن المنتجات المصنوعة في المناطق الصناعية المؤهلة في مصر، قادرة على المنافسة إن من حيث السعر أم الجودة. ومع أن قادتكم السياسيين قد وقعوا اتفاقات كامب ديفيد، فإن صناعتكم تساعد في ضمان تلك الاتفاقات عن طريق الجمع بين المواد الممتازة الإسرائيلية والمصرية. إن قمصان التّي شيرت، وسراويل الجينز وملابس النوم والملابس الجاهزة الأخرى التي تنتجونها، تساعد في بناء العلاقات والروابط بين الشركات في إسرائيل ومصر والولايات المتحدة. هذه بالضبط هي الفوائد التي توقعها الكونغرس عندما سمح بإنشاء برنامج المناطق الصناعية المؤهلة (QIZ) الذي تشاركون فيه.

شَكّل برنامج المناطق الصناعية المؤهلة حوالى 50 في المئة من صادرات مصر إلى الولايات المتحدة السنة الماضية. وقد تفاجأت كثيراً بهذا الرقم، إلا أن تلك الصادرات كانت تتنامى بوتيرة دراماتيكية. فقد خلقت الوظائف والفوائد في مختلف أرجاء بلدكم. وتقدر الحكومة المصرية بأن هذا البرنامج قد خلق قرابة 300 ألف وظيفة. إننا نعتقد أن توسيع برنامج المناطق الصناعية المؤهلة الذي جرى العام الماضي- متيحاً بذلك لجميع المعامل الحالية والمستقبلية في المناطق الصناعية المؤهلة الحالية من التصدير دون رسوم إلى الولايات المتحدة، وتَمدّد البرنامج إلى المنيا وبني سويف في مصر العليا، ما خلق المزيد من الوظائف ووسع قدرات الإنتاج. إنني اعتزم دراسة الطرق التي تمكننا من مواصلة توسعة هذا البرنامج وغيره نظراً لتعزيزها الناجح للتجارة والاستثمارات بين مصر وبلدان الشرق الأوسط الأخرى والولايات المتحدة، لأن خبراتنا حتى الآن كانت إيجابية.

عندما ننظر إلى المستقبل، نرى أن هناك أشياء يمكن أن تفعلها الحكومة المصرية لإعداد الأرضية اللازمة لعلاقات تجارية أعمق عبر المنطقة ومع الولايات المتحدة. بإمكان الحكومة المصرية مثلاً السير قُدماً بصدد المكوّنات الثلاثة لشراكة التجارة والاستثمار في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهي اتفاقية لتسهيل التجارة، واتباع مبادئ الاستثمار ومبادئ المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات.

وبالنسبة للذين أجلّوا السفر منكم إلى مصر السنة الماضية، سوف أذكر إن وزارة الخارجية قد أعادت النظر في اللغة بالنسبة لإنذار السفر إلى مصر الذي أصدرته بعض شركات تأمين المخاطر لمنع السفر إلى مصر في البعض من صناعاتكم. إنني أشجعكم على زيارة مصر من أجل الأعمال والمتعة.

وأشجّع على وجه التحديد الشركات الأميركية الموجودة هنا اليوم على المشاركة في البعثة التجارية الرفيعة المستوى التي تنظمها غرفة التجارة الأميركية- المصرية ومجلس شركات الأعمال المصري، وغرفة التجارة الأميركية في مصر، المقررة في يونيو/ حزيران. لقد تمكّن آخر وفد تجاري أميركي كبير من لقاء أعضاء القيادة العليا في مصر وساعد في تعزيز أهمية العلاقات الاقتصادية الثنائية وتسليط الأضواء على فرص الأعمال هناك.

إنني أعلم أن بعض أعضاء هذا الوفد سيزورون واشنطن في وقت لاحق، حيث سيتم الترحيب بكم أيضاً في وزارة الخارجية. آمل بأن تتحدثوا إلى الناس عن الدور الذي لعبه برنامج المناطق الصناعية المؤهلة في تعزيز الصادرات إلى الولايات المتحدة وفي توفير فرص التصدير والوظائف في بلدانكم.

إن أبناء الشعوب في الشرق الأوسط يستحقون الحصول على دعمنا، وهم قادرون على تلبية معايير النوعية العالمية وضمان التسليم في الوقت المُحدّد. ومن خلال توسيع أسواق التصدير لملابسكم الجاهزة، بإمكان هذه الصناعة أن تساهم بقوة في السلام والأمن في الشرق الأوسط.

إقرأ أيضا لـ "آنّ باترسون"

العدد 4158 - الجمعة 24 يناير 2014م الموافق 23 ربيع الاول 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 2:50 ص

      الضروري والملح لكن لما التواجد ؟

      قد لا يكون جميلا أن تطبع أمريكا والبنوك المركزيه ورق وتقول عنها أوراق ماليه للتداول! فق أصبح زوأضحه كما أمسى كشف حسابات أمريكا وأروبا بلا ذهب وإنما أموال ورقيه لا قيمة لها ولكن بيع السلاح وشبكات التهريب والتهرب من الضرائب وإنشاء قواعد عسكريه مخالف للقانون الدولي. فتدخل أمريكا في العراق كما تدخله في اليمن والسودان والبحرين كفيل بأن يجبر الشركات أن تخلي المكان- يعني على السفراء النظر في ما ضرورة تواجدهم في البحرين؟

    • زائر 1 | 1:28 ص

      ما تسيبونا فى حالنا بقا يا سفيرة الخراب .. عليكو وعلى كل الامريكان

اقرأ ايضاً