العدد 4163 - الأربعاء 29 يناير 2014م الموافق 28 ربيع الاول 1435هـ

القيلولة اثناء العمل تحد من أمراض القلب

الصينيون يسمُّونها «ووكسيو» أي استراحة الزوال، وقد نص عليها الدستور الصيني كحق لجميع العمال في هذا القسط من الراحة، ولذلك تتوقف الحركة في المكاتب للتمتع بها في طقوس خاصة.

وانطلاقاً من تجاربهم على رواد الفضاء، توصل خبراء وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» إلى أن السماح للعاملين بالنوم في مكاتبهم لفترة لا تزيد عن 45 دقيقة بعد الظهر (القيلولة) يزيد من كفاءة عملهم بنسبة 35 في المئة. وأحدثت شركات أمريكية عدة غرفاً خاصة للقيلولة؛ لاعتقادها بأن ذلك يمكن أن يؤثر في نشاط الفرد وإبداعه لبقية اليوم. وكانت شركة «آبل» السباقة في فرنسا، سنة 1990، إلى إحداث مرافق للقيلولة خاصة بالمستخدمين.

وأكدّ البروفيسور الألماني يورغين تسولي أن المواظبة على أخذ قيلولة في وقت الظهيرة أثناء العمل تحدُّ من خطر إصابة الموظف بأمراض القلب والأوعية الدموية، كما أنها تزيد أيضاً نشاطه وتركيزه أكثر مما لو تم قضاء فترة الراحة في ممارسة المشي.

وكي يستفيد الموظف من القيلولة على نحو أمثل، شددّ الباحث الألماني بجامعة ريغنسبورغ على ضرورة ألا تزيد مدتها على 30 دقيقة، وإلا فسيواجه الموظف خطر ألا يستطيع مواصلة مهمات عمله بشكل سليم بعد الاستيقاظ منها؛ لذا يُفضل أن يقوم الموظف بضبط منبه الهاتف الجوال الخاص به، كي لا يستغرق في النوم أكثر من هذه المدة. ولتسهيل عملية الخلود إلى النوم أثناء فترة الراحة، أوصى الخبير الألماني بأنه من الأفضل أن يتوافر للموظف مكان هادئ يحتوي على أريكة مثلاً كي يسترخي عليها، لكن إذا لم يتوافر ذلك، أشار تسولي إلى أنه يُمكن حينئذٍ إعادة استخدام المكتب للاسترخاء، موضحاً كيفية القيام بذلك بقوله: «يتم العودة بمسند الظهر قليلاً إلى الخلف ورفع القدمين على المكتب، مع العلم بأن الاستماع إلى موسيقى هادئة في هذا الوقت يُمكن أن يُساعد الموظف على الاسترخاء على نحو أسرع».

ولاستعادة النشاط بعد انتهاء القيلولة، أكّد الباحث الألماني تسولي أهمية أن يقف الموظف لفترة قصيرة بعد الاستيقاظ من قيلولته، وأن يمشي أيضاً بعض الخطوات، موضحاً: «يعمل ذلك على إعادة الدورة الدموية إلى العمل من جديد؛ ومن ثمّ يستعيد الموظف لياقته من جديد».

وقد تبين أن «30 في المئة من الناس تأتيهم أفضل الأفكار وهم على فراش النوم، مقارنة بـ 11 في المئة فقط ممن تأتيهم أفكار جيدة في أثناء جلوسهم على مقاعد العمل»، بحسب دراسة لمنظمة غرب إنجلترا للتطوير «EEDA1»، وهو ما دفع هذه المنظمة إلى مطالبة الشركات بوضع أسرّة في العمل، وهو أمر طالب به نواب في البرلمان الألماني أيضاً!

ويُروى أن أشهر من كانوا يتمتعون بنوم القيلولة في أثناء ساعات العمل هم: رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرتشل، والرئيس الأميركي جون كيندي، ومخترع المصباح الكهربائي توماس أديسون، ومخترع النظرية النسبية الأميركي ألبرت أينشتاين، والإمبراطور الفرنسي نابليون. ويبدو أن هؤلاء قد وجدوا راحة في تلك القيلولة في أثناء عملهم، لكنهم ربما لم يعلموا ما توصلت إليه الدراسات العلمية الحديثة من فوائد القيلولة للإنسان، حيث كشفت دراسة لجامعة هارفارد أنه حينما يقيل المرء «لمدة نصف ساعة في فترة الظهيرة فإن إنتاجيته ترتفع، وكذلك معدل يقظته، وفي بعض الأحيان يعتدل مزاجه». كما أن «قضاء مدة قيلولة لنحو 45 دقيقة (يومياً) يساعد على تنشيط الذاكرة».

العدد 4163 - الأربعاء 29 يناير 2014م الموافق 28 ربيع الاول 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 8:03 ص

      وإحنا متى دورنا القطاع الخاص

      مابطبقونه في البحرين له؟

اقرأ ايضاً