العدد 4163 - الأربعاء 29 يناير 2014م الموافق 28 ربيع الاول 1435هـ

الصدمة عند أطفالنا

على رغم أنّ الاعتقاد الشائع بأن الصدمة هي استجابة انفعالية لحدث مؤلم، إلا أنها في المفهوم الطبي تشير إلى هبوط خطير في ضغط الدم, يترتب عليه عدم وصول الدم إلى أنسجة الجسم بالقدر الكافي, وإذا لم تعالج هذه الحالة بسرعة فإن الأعضاء الحيوية يمكن أن تتوقف عن أداء وظيفتها ويمكن أن يموت الطفل. وتتفاقم الصدمة بالخوف والألم اللذين يصاحبان على الأرجح التعرض لأي حادث.

في البداية يستجيب الجسم بتدفق الأدرنالين الذي يسبب سرعة النبض وشحوب الجلد المشوب بمسحة رمادية وخاصة عند الشفتين مع العرق والبرودة، ومع تقدم الصدمة قد يصبح طفلك ظمآناً وقد يشعر بالغثيان وقد يتقيأ، ومن المحتمل أن يشعر بالضعف والدوران، كما أن تنفسه سوف يصبح سريعاً وضحلاً ويصبح نبضه سريعاً وغير منتظم.

فإذا اشتبهت في أن طفلك يعاني من صدمة ينبغي أن تستدعي سيارة الإسعاف بأسرع ما يمكن، وإذا كان قد فقد كثيراً من الدم فحاولي وقف النزيف وقومي بمعالجة أي حروق أو أي سبب آخر واضح للصدمة، وحركيه أقل ما يمكن ولكن اجعليه يرقد على ظهره مع رفع ساقيه على بعض الوسائد بحيث يصبحان أعلى من صدره، فهذا يساعد على عودة الدم بسهولة أكثر إلى القلب وقومي بحل أي أربطة حول الرقبة والصدر والخصر وأديري رأسه إلى أحد الجانبين إذا ما تقيأ.

وسوف يكون طفلك قلقلاً للغاية؛ لذا فمن المهم أن تمكثي بجواره وتستمري في طمأنته والتحدث إليه، فالخوف والألم كلاهما يساعدان على تفاقم الصدمة؛ لذا عليك بإبقاء طفلك هادئاً ومستريحاً على قدر استطاعتك في ظل هذه الظروف، واحرصي على تدفئته، ولكن ليس إلى درجة السخونة، فيمكنك أن تغطي رأسه ببطانية لإبقائه معزولاً (أما إذا كان الطفل صغيراً جداً فيجب لف جسمه فقط بالبطانية)، وإذا كان طفلك يعاني من صدمة نتيجة إصابة فقد يحتاج إلى عملية جراحية عندما يصل إلى المستشفى؛ لذا لا تعطيه شيئاً ليأكله أو يشربه فإذا كان ظمآناً فيمكنك أن تبللي شفتيه ببعض الماء واستمري في فحص معدل تنفسه ونبضه وكوني على أهبة الاستعداد لإجراء الإنعاش اللازم إذا لزم الأمر.

العدد 4163 - الأربعاء 29 يناير 2014م الموافق 28 ربيع الاول 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً