العدد 4164 - الخميس 30 يناير 2014م الموافق 29 ربيع الاول 1435هـ

مرحلة كشف الأوراق

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

حسب التصريحات الصادرة مؤخراً من مختلف الجهات المشاركة في الحوار، فإن على كل طرف من هذه الأطراف أن يقدم مرئياته بشأن الحوار الوطني، وبرنامج العمل، إلى الديوان الملكي، لتبدأ بعد ذلك جولات الحوار الفعلية في نسختها الثالثة، بعد أن فشلت النسختان الماضيتان من تحقيق أي شيء يذكر، سوى تفاقم الخلاف بين جميع الأطراف.

الأيام القليلة المقبلة ستكشف عن مدى جدية ومصداقية البعض، والذي ظل حتى الآن يراوغ ويتهرب من تقديم أية أفكار أو حلول، بحجة أن الوقت لم يحن بعد لكشف المرئيات «النووية».

لقد ظل هذا البعض ولنسمهم بأسمائهم (تجمع الوحدة الوطنية، جمعية المنبر الإسلامي، وجمعية الأصالة، وتجمع شباب الفاتح) متخبطاً ومتناقضاً في مواقفه وبياناته وتصريحاته، فمرةً هو يرفض رفضاً باتاً الجلوس مع «الخونة» على طاولة واحدة؛ ومرةً أخرى ينصاع لطلب الحكومة لإجراء الحوار ويقبل على مضض التحاور مع من يسميهم «الخونة» و»العملاء»، ومرةً يطالب بالتوافق على ما يتم الحوار عليه، ومرةً رابعةً يرفض تقديم أية تنازلات، ومرة خامسةً يطالب القوى المعارضة بتقديم الإعتذار، ومرة أخرى يصرح بأنه يشارك المعارضة بـ 80 في المئة من مطالبها. ومرة يتهم المعارضة بمحاولة إفشال الحوار، ويعود مرةً أخرى لينسحب من الحوار بحجة عدم رغبة الحكومة في الدخول في جدول أعمال الحوار.

هذا التخبط لم يقتصر فقط على مواقف هذه الجمعيات من الحوار والأزمة السياسية الجارية، وإنما حتى علاقاتهم الداخلية وبين بعضهم البعض أصبحت غير مفهومة لدى الشارع البحريني، فالجميع يدعي أنه من يمثل الشارع السني، ويتهم الجمعيات «الشقيقة» الأخرى بالإنتهازية السياسية، والتخلي عن المطالب الأصيلة للشارع البحريني، ولا أحد يفهم على ماذا يختلفون أو على ماذا يتفقون، بخلاف اتفاقهم على محاربة القوى الوطنية المعارضة ومناكفتها ومعارضتها في أي شيء تطرحه!

ومع أن الوضع الحالي والتطورات في الفترة الأخيرة لا تنبئ أن هناك نية صادقة للدخول في حوار جاد ينهي الأزمة، إلا أن الفترة المقبلة ستلزم الأطراف الأخرى بالكشف عن المزيد من الأوراق التي أخفتها أو التي لا تمتلكها أصلاً. فليس من المقبول أن تكتفي الجمعيات الموالية بتقديم مجرد شروط، أو الإصرار على عدم تقديم أية تنازلات، أو الطلب من القوى المعارضة أن تقدّم اعتذاراً أو تدين العنف، وإنّما المطلوب منها أكثر من ذلك بكثير.

المطلوب من هذه الجمعيات التي تضيع الوقت، أن تقدّم مرئيات جادة وحقيقية يمكنها أن تخرج البلد من هذه الأزمة وتعيد اللحمة الوطنية، وتقدّم البحرين على طريق المزيد من الديمقراطية.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 4164 - الخميس 30 يناير 2014م الموافق 29 ربيع الاول 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 3:48 ص

      كشوف حسابات بنكيه إسلاميه - برهان على عدم خلو ساحتهم من الإرهاب!

      ليس بسر لكن هذا البعض المشار الى جمعياتهم في المقال ثبت عاثوا في الأرض فسادا كما برهن أنهم من حلفاء أمريكا! فهذه الجمعيات ليست متهمه بدعم الإرهاب وإنما مدانه وهذا لا يحتاج الى دليل. ويش جحا قال هاتوا برهانكم أنكم لم تدعموا جيش النصره أو الجيش الحر؟
      وهل هذا المكون الذي دخل على شعب البحرين لقيط أو ...

    • زائر 7 | 1:11 ص

      فاقد الشيء لا يعطيه وماذا لديهم حتى يقدموه

      ماذا لديهم لكي يعطوه او يقدموه؟
      هل لديهم شيء سوى القذف والشتم والتخوين والجري وراء أوامر الفتنة وبث الكراهية والاحقاد بين الطائفتين
      واذا كان المجلس العلمائي اغلق بسبب بث الطائفية فالأولى ايقاف هذه الجمعيات وتوابعها فلا احد يشعل الفتن ويختلقها ويغديها غيرهم

    • زائر 6 | 12:41 ص

      لا والله

      لقد اعيت لو ناديت حى
      ولكن لاحياة لمن تنادى

    • زائر 5 | 12:25 ص

      مافي أمل

      قد اسمعت لو ناديت حيا لكن لاحياة لمن تنادي....اخي جميل انت تخاطب من فكرة في ديناره فقط..فلا امل فيه..الا اذا تاب واهتدى من العبودية

    • زائر 4 | 12:07 ص

      الحق و الباطل

      الحق و الباطل واضحين و لا يحتاجان الى تبيان كذلك الامر مع الحوار فإن إعادة الحقوق لأصحابها و إنصاف الناس و اعادة ما صرف او وهب بغير وجه حق ليسوا بحاجة لحوار و لكن الاصرار على عدم الرجوع الى الخط السوي هو الظاهر في الصورة و التوبة اليوم ربما تكون مقبولة و لكن غذا لن تكون و لن تنفع رب ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت

    • زائر 3 | 11:37 م

      تقديم مرئيات

      هل تعتقد انه من الممكن لمؤسسات حديثه الإنشاء والتكوين ان يكون لها رويه تستطيع تقديمها لحل سياسي بالغ التعقيد ؟ فما بالك اذا كانت تعمل تلك المؤسسات بالريموت كونترول وهل تعتقد انه من الممكن لمؤسسات لا تعيش ولا ترى معانات شعبها بل تستكثر عليه ان يعيش بكرامه ان تقدم حل سياسي لهذا الشعب؟ فكل همها علفها

    • زائر 2 | 10:59 م

      لا يمكن ان يكون لهم روئ

      عودتهم السلطة ان لا يرون الا بعينها و لا يفكرون الا بذاكرتها و لا يتنفسون الا باكسجينها و لا يصومون الا بهلالها و لا يأتمون الا بامام تزكيه لهم و لا يتحدث خطيبهم الا بما يملى عليه . اتريد منهم ان يقدمون مرئيات!!

    • زائر 1 | 10:56 م

      مفلسين والحل ليس قريبا

      الجمعيات المنضوية تحت لواء المارد او الفاتح قرارها ليس في يدها هي فزاعة تستخدم وقت الحاجة لا تأثير لها لدى اصحاب القرار الذين يتحججون بتجمع الفاتح او المارد بانهم غير موافقين عن الحلول ولكن اصحاب القرار لا يرغبون بتقديم اي تنازلات لذلك الحل بعيد حتى تحدث معجزة

اقرأ ايضاً