العدد 4170 - الأربعاء 05 فبراير 2014م الموافق 05 ربيع الثاني 1435هـ

القرار والتداعيات

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

سواءً أردنا أم لم نرد، فإن قرار حل المجلس الإسلامي العلمائي تم تسجيله باعتباره استهدافاً جديداً لطائفة رئيسية في البحرين... فهكذا تناولته وكالات الأنباء والإذاعات والفضائيات.

القرار ستكشف الأيام أنه لم يكن موفقاً، خصوصاً في هذا الظرف الذي يجري الحديث عن تهيئة الأرضية للدفع بحوارٍ مرتقب، فيأتي هذا القرار في الاتجاه المعاكس تماماً. وكما حدث في قرار هدم المساجد الذي ظلّ قضيةً ساخنةً حتى الآن، كونه استثار الحمية الدينية لدى قطاعٍ من الجمهور المتدين المسالم، ودفعه للمشاركة في الحراك العام، فإن حلّ المجلس دفع بشريحةٍ أخرى مسالمة (علماء الدين) وجاء بها إلى مقدمة الحراك.

وكما تسبّب هدم المساجد الـ 38 في طرح القضية على أكبر منبر للأمم المتحدة، وعلى لسان رئيس أكبر دولة في العالم (باراك أوباما)، فإن هذه القضية قد تأخذ المنحى نفسه بنقلها إلى الأمين العام للأمم المتحدة، فتنال نصيبها من «التدويل» الذي تسعى السلطات إلى تجنبه قدر الإمكان. فمثل هذه الإجراءات يتم التعامل معها في هذه الحقبة من التاريخ، بحساسيةٍ في المنابر الدولية، ويُنظر إليها على أنها تجاوزاتٌ غير مقبولة، ومظهرٌ من مظاهر «الاضطهاد الديني».

الضرر السياسي سيكون أكبر حين تمضي السلطة في إجراءاتها إلى الأخير بتصفية المجلس مادياًً، حيث سيعتبر العالم الخارجي ذلك إصراراًً على سياسة «الاضطهاد الديني». ولن تجدي كل الكلاشيهات التي تنشرها الصحافة المحلية بأننا بلد التسامح والتعايش المشترك، والحب والأسرة الواحدة.

هذا من الناحية الحقوقية البحتة، أمّا من الناحية السياسية، فسيجري النظر إلى هذا القرار، باعتباره إجراءً إضافياً في سياق سياسي عام، حيث يستمر التضييق على الحريات العامة، بما فيها الحريات الدينية التي بدأت باستهداف المساجد ولم تنتهِ باعتقال ومحاكمة عدد من شيوخ الدين والخطباء، وصدرت بحقهم أحكامٌ بالسجن لسنوات طويلة، بينما اعتبرهم المجتمع الدولي معتقلين سياسيين وسجناء رأي.

هذا ما يمكن أن يفهمه العالم الخارجي، الذي يتابع الوضع البحريني منذ ثلاث سنوات، وأصدر توصيات خاصة بشأن معالجة الأزمة السياسية في البحرين. كما أصدرت المنظمات الحقوقية والمهنية عدة تقارير تتعلق بالوضع السياسي والحقوقي والنقابي، وتؤكّد تراجع الحريات، وتضييق الخناق على الرأي الآخر، واستمرار انتهاكات حقوق الإنسان. ولم تكن هذه المنظمات تنطلق من موقف سياسي مسبق ومنحاز، وإنّما استندت إلى معلومات موثّقة، وأرقام دقيقة، وبالصوت والصورة.

هذا التفسير الموضوعي بشأن وجود حالة من «الاستهداف الطائفي»، سيأخذ طريقه كقناعةٍ لدى المحللين السياسيين الأجانب، وسينعكس ذلك في التقارير الخبرية التي ستنشرها الصحف الأميركية والبريطانية هذه الأيام. كما سيكون له تأثيره السلبي على أداء الوفد الرسمي في جلسات مجلس حقوق الإنسان المقبلة. كما سيسمع رداً واضحاً على ما سيقوله عن «محاولات إدماج» لبعض الفئات «المحرومة» في بعض الوظائف العامة، بالقول مجدّداً: كيف يمكن أن تدمجوا هذه الفئات ما دمتم قد قمتم تواً بحلّ إحدى مؤسساتهم الدينيةً؟

ليس المهم كيف نريد أن ننظر لأنفسنا فقط في هذا العالم المتشابك، وإنّما كيف ينظر إلينا الآخرون أيضاً. فلسنا بلداً يسبح وحده في الفضاء، وإنما نعيش في عالمٍ ينتظر منا التزاماً باحترام المعايير العامة لحقوق الإنسان؛ وحواراً منتجاً فعلاً وليس لإضاعة الوقت؛ واتخاذ خطواتٍ جادةٍ على طريق حل الأزمة السياسية بعد ثلاث سنوات من المناورات.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4170 - الأربعاء 05 فبراير 2014م الموافق 05 ربيع الثاني 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 2:06 م

      رد على زائر 14

      نعم تجمع الفاتح كيان رسمي وهو جمعية سياسية مصرح بها قانوناً ومدرجة ضمن قائمة الجمعيات السياسية المرخصة لكن المجلس العلمائي غير مصرح به

    • زائر 15 | 10:47 ص

      خلاصة القضية

      ليس هناك التزاماً باحترام المعايير العامة لحقوق الإنسان؛ ولا حواراً منتجاً فعلاً وانما لإضاعة الوقت؛ ولا خطواتٍ جادةٍ على طريق حل الأزمة السياسية بعد ثلاث سنوات من المناورات.

    • زائر 8 | 1:46 ص

      المجلس كيان غير قانوني فلماذا تدافع عن بقائه؟

      لماذا أنت مستميت في الدفاع عن كيان غير قانوني تأسّس خارج إطار القانون، وليس له شرعية؟ غريب أمرك ألست ....من أجل العدالة والمساواة؟

    • زائر 14 زائر 8 | 5:43 ص

      سؤال على قدك

      سؤال يالحبيب: تجمع الفاتح كيان رسمي؟ ووين صار؟ ما صار أمام منشاة دينية (يعني مسجد)؟ لو القانون يطبق على ناس ولا يطبق على ناس.

    • زائر 6 | 1:33 ص

      على إرتكاب الحماقات تلو الحماقات

      بدل أن يكون العمل المدبر ضد الشعب المسالم في صالحها ينقلب عليها بالسوء، وسبب ذلك التخبط ... أن الله سبحانه وتعالى يريد أن يفضحهم ويراكم عليهم اللإنتهاكات، حتى لا يكون للناس حجه بعد ذلك ويأتي الفرج.

    • زائر 5 | 12:27 ص

      شرايك

      شرايك كل واحد يسوي له جمعية ومجلس ويقعد يشتغل بدون قوانين وكانه عايش في عالم خاص فيه بروحه بدون حسيب ولا رقيب

    • زائر 7 زائر 5 | 1:33 ص

      رد على شرايك

      قوانين الله الله على قوانيك انت هدي القوانين بس على الفئة المغضوب عليها من جماعتك . اشوفها ماتطبق عليكم انتم ليش لو انتم من حروف السين ونحن الشين. بسكم لعب بالمفاهيم الى متى هذا الحقد الاعمى؟

    • زائر 9 زائر 5 | 2:27 ص

      ياهذا

      الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يحتاج الى جمعية ولا الى مؤسسة هذا فرض عين فما يصير تحصره في تكتل فالعلماء هم جزء من المجتمع وواجبهم كما غيرهم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فاذا شكلوا جمعية لذلك راح يكونوا طوع وزير العدل فهو اللي راح يحدد لهم الممنوع والمرغوب ولكن في الشرع العملية عكسية تعاليم الاسلام هي من تحد الخير من الشر كلام اعتقد فوق مستواك لانكم يغشمورنكم بقصه القانون القانون في البلد بس على البحارنه وربعكم مرفوع عنهم القلم

    • زائر 10 زائر 5 | 2:32 ص

      زائر 5

      انته بس راقب التعليقات وتثقف ارجوك لا ترد لان ثقافتك الحقوقيه لا تاهلك لذلك
      بس زين انك تجي موقع الوسط وتبتعد شوي عن صحفكم النتنه
      اي قانون اللي يقول تهدم مسجد وتقول قانون لا وتسمية منشاه دينيه لا حيا ولا خجل بعدين البحارنه جايين قبلكم في البحرين شلون اللي جاي تالي يطلب رخصه من اللي بنا المسجد قبل ما هو ينخلق عجيب امركم

    • زائر 11 زائر 5 | 3:24 ص

      إحلف

      إحلف

    • زائر 4 | 12:19 ص

      لا وبزيدك هناك من يهدد قادة هذه الطائفة بالتصفية

      هناك من سمح له بإيصال رسائل تهديد متكررة طوال الثلاث سنوات
      ولأن الطرف مغضوض عن هؤلاء اصبحوا يكرروا تهديداتهم في كل محفل

    • زائر 3 | 12:10 ص

      ما ينفع وياهم النصح

      نصيحتك ضايعه ولا احد بيفتكر فيك هدا اذا ما هاجموك بعد. على قولت المثل تادن في خرابه.

    • زائر 2 | 12:04 ص

      كما قيل ؛ حكومة أزمات

      ......من سيء إلى أسوء من قمع حريات و قوانين لجم لكل من ينتقد أحد افرادها إلى قتلمع يبق الاصرار إلى تلفيق تهم عديدة إلى اطلاق سراح موالين صدرت بحقهم احكام بالسجن إلى منع الصلاة و المماطلة في إعادة بناء بيوت لله هدمتها إلى حوارات شكلية للتضليل و غير ذلك

    • زائر 1 | 10:29 م

      الأخ قاسم

      من تؤكل علي غير الله دل فكيف تتوكل علي غير الله هذه سبب عدم التوفيق لو صار معنا جميع المنظمات إلي تعرفها

اقرأ ايضاً