العدد 4179 - الجمعة 14 فبراير 2014م الموافق 14 ربيع الثاني 1435هـ

شلخ... يُشلخ... تشليخاً!

سعيد محمد saeed.mohd [at] alwasatnews.com

هكذا، بيني وبين نفسي، قرّرت العودة إلى شهر أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2010... لعنك الله يا إبليس! خزاك الله يا شيطان يا رجيم! على أية حال، لعنت الشيطان واطلعت على نماذج من الكلام الذي قيل آنذاك قبل أيام وجيزة من موعد الانتخابات البرلمانية على ألسنة بعض المترشحين، ممن صاروا فيما بعد نواباً، لكن (شلخهم) ما زال يلاحقهم قطعاً.

نضحك على أنفسنا كثيراً حين ننفخ في بالون التحولات الديمقراطية والمؤسسات والقانون والتطور والرفاهية، فهي تأتي من قبيل تجاهل البيانات والإحصائيات والدراسات المحكمة للأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ونكتفي بترديد عبارات الإنشاء والنفاق! ويصبح أول من يشيد ويمدح مع شديد الأسف، هو من يفترض فيه أن يكون ممثلاً للشعب فتحوّل بقدرة قادر إلى ممثل للحكومة!

عجبًا! فواحد من أكثر الطائفيين كان يقول في تصريحاته الرنانة آنذاك: «هنالك من يتعمد أن يفرق بين الشعب من الداخل ويحاول أن يقلل من ولائه»، فمثل هذه العبارة الرنانة التي أطلقها ذلك المترشح الذي صار نائباً، ليست سوى للاستهلاك المقزز، لكنكم تعلمون بأن من السهل أن يملأ البعض المكتبات بكتب من تأليفهم أو من تأليف غيرهم... نصوص في نصوص في حبر على ورق، لكنها تخلو تماماً من الصدق والحقيقة. وكم كانت عروض تشغيل بعض «الصحافيين» نشطة ليقوموا بدور البوق لبعض المترشّحين، يكتبون لهم تصريحاتهم وكلماتهم وعباراتهم وبرامجهم وتشليخهم... عادي!

في صفحة من صفحات صحفنا المحلية في ذلك العام، ما بدا وكأنه «ديوان مظالم» لكثرة ما قال بعض المترشحين يومها أنهم لا ولم ولن وليس وما ومهما ولو.. قطعوا رقابهم لن يتخلوا عن حقوق المواطن البحريني في العيش مطمئناً على أمنه ولقمة عيشه وحقوقه مهما كان مذهبه، فيما زبد آخر على ما يبدو وهو يصرخ: «الوطن أمانة.. ودورنا أن نحافظ على الوطن! لا تهمنا المجاملات. لن نكون أداةً في يد الحكومة! الحكومة إن أحسنت سنشكرها وإن أساءت سنستخدم أدواتنا النيابية»! أقول بس استريح.. معظم أوقاتك في البرلمان (سايلنت).

أما آخر فكان في الحقيقة يعبّر عمّا في أنفسنا كمواطنين حين تحدّث عن السعي الحثيث لزيادة الرواتب والأجور والامتيازات. بل وحدّد ثلاث أو أربع فئات من الأسر المعوزة التي تستحق الدعم المالي، وغير ذلك، كان مصراً حينها على ألا يستمر العبث في المال العام وفي الثروات وفي توزيعها العادل. وذلك العادل لم نر منه إلا الغزوات! ولربما كانت له بضع مواقف لا بأس بها فيما مضى من السنين، إلا أنه سوّد صفحته بأدائه النيابي المخجل القائم فقط على التصريحات النارية الفارغة.

ولعل ما فجّره أحدهم يمثل في تاريخ البحرين القديم والحديث تحولاً لم تعرفه أية ديمقراطية في العالم حينما قال أنه سيضرب بيدٍ من حديد على المفسدين والفاسدين، وأهل الفساد وفساد الفساد، وكم أعجب الناس ذلك الكلام لا سيما حين يقول كلامه في الصحافة مرفقةً بصورة (عينه حمراء)... يا ولد.

فاز ودخل المجلس وأصبح يلعلع في غالب لعلعته ضد أية خطوةٍ في صالح المواطن!

وكم كسرت خاطري شعوب موزمبيق وتشاد ودول القرن الأفريقي وأنا أستمع لذلك المترشح الذي تظاهر بعبوسه وحزنه على «معاشات» البحرينيين المثقلين بالأقساط والالتزامات المالية، وكما كان شديداً قوياً حازماً حينما رفع صوته وسبابته (تتتلوح يميناً وشمالاً) معلناً أنه لن يتهاون مع الحكومة، ولا مع أي مسئول يتمتع هو وجماعته فيما المواطن المستحق يضيع في سيل المحسوبيات والفساد وغياب تكافؤ الفرص... يعني صدقني!

لكن الحقيقة، كان أحد المترشحين، وهو الآن يقوم بواجبه في المجلس النيابي، وجدت له تصريحاً مؤرخاً في الثالث من شهر أكتوبر 2011 تحدّث فيه عن أهل الرشا والرشاوي، خصوصاً أولئك الذين يدّعون الفضيلة والشفافية، وهذا ما وجدناه من الرجل ومعه أسماء قليلة من النواب «القلة الصادقة» الموصوفين اليوم بالمشاكسين لا يتجاوزون خمسة أو ستة نواب. يسمّيهم غالبية المواطنين بأنهم: صوت صادق، أما من يزعجه كلامهم فيعتبرهم: (ميانين)... لكن الذي ملأ رؤوس الناس بالتشليخ والكلام السخيف، فهو عندهم: مخلص محب للوطن! فيا جماعة (شلخ..يُشلخ.. تشليخاً)... كل شيء مسجّل عليكم فرداً فرداً، وكلمةً كلمة يا أصحاب السعادة!

إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"

العدد 4179 - الجمعة 14 فبراير 2014م الموافق 14 ربيع الثاني 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 5:37 ص

      محمد

      ليش تغلط على ابليس هل شفت او سمعت باك او قتل او نهب او اغتصب ؟ او هل سمعت ان ابليس رشح نفسه للانتخابات وراح ابنوب عن الحكومة او جمعية وهل سمعت انه اشتغل قاضي وحكم بهواه أو صار رجل امن وصار سبب لعدم الامن والاستقرار او جاء من بريطانيا باوهام لا تسمن ولا تغني من جوع وهل شفت ابليس تكلم وكانه لورد نزل من نار جهنم
      ابليس ما سوى هدي الاشياء ليش تغلط عليه وتلعنه ؟؟

    • زائر 14 | 4:49 ص

      شلخ شلخا تشليخا

      شلخ / فعل ماضي وهاي لايمكن الشعب والتاريخ ان يغفر لهم فيها
      تشليخ/ مفعول به وهو البرلمان الغير شرعي لانه مبني على انتخابات غالبية الشعب لم تشارك فيه وبتالي اصبح فاقدا لرادة الشعب
      شلخا/ افعال لا يمكن ان تمحوا من ذاكرة الشعب ولو بعد حين وكل المصائب هونتها مصيبة حسين ع إلا مصيبة البرلمان ووقوفه في وجهه الشعب الذي يطالب بحقوقة المسروقه
      فصدق كاتبنا الشريف عندما قال شلخ شلخا تشليخا الله اشلخهم تشليخا

    • زائر 12 | 3:38 ص

      خياييط قانون أو تفاصيل وتفصيل قرارات والكثير الكثير

      يقال التفكه ليس كما التفكر ولا التسوق كما التسول بينما لا يكون القتل وإلإعتداء على الناس والتعالي عليهم إلا من الجرائم بينما كيف تقرر المحاكم حبس المتهم؟ اليس المتهم بريء ولا تثبت إدانته إلا تلفيقا؟ ويش جنت على أهلها براقش وجابت نساء من مراكش؟

    • زائر 9 | 1:33 ص

      الحمد لله اصبحت لدينا جامعات متخصصة في الكذب والفبركات

      منذ 2011 زادت تخصصات الكذب وتضاعف الكذابون واصبحت بلدنا ملاذا لكل متخصص في هذا المجال وعن قريب سوف يفتتح في البحرين جامعات متخصصة في تدريس الكذب والفبركات

    • زائر 8 | 12:29 ص

      بلد الكذب والضحك على العالم

      تحوّلت بلدنا من بلد الايمان والمؤمنين الى بلد الكذب والكذابين لكثرة ما يحاولون تغطية سؤاتهم التي لا يغطيها الا كذبهم وكما يقول المثل حبل الكذب قصير اذا في المستقبل القريب سوف ينكشف الكذب وتبان كل الحقائق

    • زائر 7 | 12:17 ص

      (الحكومة إن أحسنت سنشكرها وإن أساءت سنستخدم أدواتنا النيابية)

      العبارة أعلاه هي عبارة اصبحت مقلوبة تماما فالحكومة هي من يتحكّم بمن يسمون بالنواب وتتلاعب بهم على كيفها وهم لا همّ لهم الا جمع المال وعلاوة البشوت

    • زائر 6 | 11:59 م

      هرهر يهرهر هريرا

      هههههههههههههههههههههههههه
      دبحتني من الضحك
      نواب الفلته كلهم هرير

    • زائر 5 | 10:38 م

      بروحهم مفسدين

      نواب الغفلة ما عدا ثلاثة يسكنون احسن لا تنشر غسيلهم يأمرون الناس بالبر وينسون انفسهم

    • زائر 4 | 10:17 م

      يكفيهم عارا قسمهم على كتاب الله بصون الحقوق وهم له حانثون

      ستلاحقكم دعوات المظلومين وما يريحنا هو قسمكم على كتاب الله الوقوف مع الحق واكثركم لم يصدق وعقابه على قسمه من رب الجلالة دنيا قبل الآخرة وخله يفيد كم وقوفكم مع من سرق وقتل وهتك الأعراض والحرمات

    • زائر 3 | 10:07 م

      دمر .. يدمر ... تدميرا

      المشكلة أن الفساد يبدأ عندهم وكذلك ظلم المواطن فكيف يكافحونه

    • زائر 2 | 9:59 م

      صباح الخير لكم ولمن يهمه الأمر ..أحدهم وعدني بانه سينظر في أمر فصلي من عملي .. وما زلت أنتظر ان يجيب على رسالتي

      وحسب ما عرفت بانه يتابع تعليقات القراء في هذه الجريدة (الوسط) حيث أنه رد على تعليقي قبل أول جلسة حوار عندما تكلم عن تفاصيل الحوار وانا علقت على تصريحه بانني تمنيت قبل بدء الحوار بأن تكون بادرة خير قبل بدء الحوار وذلك بأمنيات ارجاعي لعملي بعد فصلي منه بدون سبب ورد علي تعليقي مشكوراً وقال انه لن يرضى بما حصل لي ولغيري ودعاني للإتصال به لينظر في أمر فصلي وبعد ان بحثت عن رقم تلفونه وحصلت على عنوان بريده الإلكتروني وعملت له رسالتان ورسالة على الوتساب وإلى حد هذه اللحظة لم أحصل منه على جواب !!

اقرأ ايضاً