العدد 4181 - الأحد 16 فبراير 2014م الموافق 16 ربيع الثاني 1435هـ

هل «الديمقراطية هي الحل»؟

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

مظاهرة المعارضة الحاشدة على شارع البديع يوم السبت (15 فبراير/ شباط 2014) امتدَّت على مدى عدة كيلومترات ورفعت العديد من الشعارات، ومن بينها شعار «الديمقراطية هي الحل في البحرين». هذا الشعار يحمل معنىً عامّاً قد لا يختلف عليه الكثيرون، لكنه أيضاً يحتوي على معانٍ عديدة، وربما متناقضة.

في تسعينات القرن الماضي، كان شعار «البرلمان هو الحل» يُرفع في المسيرات في البحرين، ويُكتب على الجدران، وحاليّاً فإنَّ البرلمان أصبح محور الخلاف بدلاً من محور الحل. فالجهات الرسمية (منذ 2002) تصرُّ على أنَّ أي شيء يجب أن يمرر من خلال البرلمان، لكنَّ المعارضة قاطعت البرلمان الحالي في دورته الأولى العام 2002، وانسحبت منه في أوج الأحداث التي اندلعت في البحرين في مطلع 2011، معتبرة أنَّ تشكيلته، من حيث طريقة الانتخاب والتعيين والصلاحيات، تناقض الأسس الديمقراطية المتعارف عليها عالميّاً. لكن ما هو المتعارف عليه عالميّاً؟

«الديمقراطية» كمفهوم عام تشير إلى النِّظام السياسي المستمد شرعيته من انتخابات تعددية وحرَّة ونزيهة (على أساس صوت لكل مواطن) تتنافس فيها أحزاب سياسية تنتظم من خلال توافق أفرادها على مجموعة من المبادئ والمصالح، وأن الانتخابات تنتج عنها سلطة تشريعية ممثلة لإرادة الشعب، وتنتج عنها حكومة تمثل إرادة الشعب بصورة مباشرة أو غير مباشرة.

لكن هناك مشكلات في ترجمة هذا المفهوم على أرض الواقع في بلداننا. فمن ناحية فإنَّ التكتُّلات السياسية في النظم الديمقراطية الناجحة تعتمد على توافق الأحزاب فيما بينها على جملة من المبادئ والمصالح التي تنضوي تحت هوية وطنيَّة واحدة، بينما في بلداننا فإنَّ التشكيلات السياسية تجتمع على الهوية الطائفية أو القبلية أو الإثنية أو المناطقية، وبالتالي، فإن القضية محسومة إما للغلبة العددية (على أساس الهوية)، أو لمن بيده القوة القاهرة (الجيش والأمن والإمكانات الأخرى). وعليه فإنَّ اللعبة السياسية قد تتجه نحو تغيير الديموغرافيا (التركيبة السكانية)، وتركيز المزيد من القوة القاهرة في جانب من المعادلة السِّياسيَّة... وفي المقابل، ستجد أن المنتمين إلى كل هويَّة تتحصن أكثر من خلال التَّضامن فيما بينها لاستشعار كل واحدة منها الخطر من الأخرى.

الحل الديمقراطي النظري يكمن في تغليب الهوية الوطنية الجامعة على الهويات الفرعية (القبلية والطائفية والإثنية والمناطقية)، لكن من الناحية العملية فإنَّنا بحاجة إلى مقاربات أكثر واقعية، ولربما تكمن بداياتها في إقناع كل هوية فرعية بأن وجودها ليس في خطر محدق... وأن نحوِّل الصراع السياسي من صراع إرادات لإنهاء أو تحجيم وجود الآخر، إلى القبول بوجود الآخر، والقبول بالاختلاف الطبيعي والتعايش معه من خلال معادلة أكثر عدلاً مما نحن فيه.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4181 - الأحد 16 فبراير 2014م الموافق 16 ربيع الثاني 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 31 | 3:49 م

      نورت الصفحة بطلتك دكتور .. نحن في زمن اللاديمقراطية .. ام محمود

      تعريف الديمقراطية في ويكيبيديا هي شكل من أشكال الحكم يشارك فيها جميع المواطنين المؤهلين على قدم المساواة - إما مباشرة أو من خلال ممثلين عنهم منتخبين - في اقتراح، وتطوير، واستحداث القوانين. وهي تشمل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تمكن المواطنين من الممارسة الحرة والمتساوية لتقرير المصير السياسي. و المصطلح أصله يوناني و معناه حكم الشعب لنفسه
      لزائر 1 نقول ان احسن شيء عملته الوفاق هو الانسحاب من البرلمان سنة 2011
      الديمقراطية لوحدها ليست الحل انما معها اشياء كثيرة ناقصة

    • زائر 30 | 3:23 م

      محمد

      الديمقراطية قد تسبب كوارث عندنا في البحرين ؟ بعده راح اتكون الديمقراطية اسوء الحلول

    • زائر 28 | 11:47 ص

      لابد من استثناء المجنسين من حق التصويت والانتخاب لانهم ليسو بحرينين وتجنيسهم غير قانوني وغير شرعي ولذلك لايحق لهم التاثير في القرار الوطني

      يذهبو من حيث اتو ويتحمل المسئوليه من جنسهم وهم يعرفو بعدم شرعيتهم وعدم احقيتهم في الجنسية وجميع تبعاتها من حقوق ولكنم وافقوا على المشاركة في الجريمة فهم طرف فيها ويجب سحب الجنسية منه وترحيلهم لانهم من سبب مباشر واذات جريمة بحق الشعب وكل ما جرى له من مأسي والام وتشطير المجتمع البحريني لذلك يجب التخلص منهم ومن اثارهم المدمرة على الوطن والشعب

    • زائر 27 | 10:38 ص

      sunnybahrain

      السلام عليكم ،،جزاك الله خيرا اخ منصور الجمري ،،هذا موضوع في غاية الاهميه ،،نرجوا التمعن في قرائته ،، والاحتساب للمستقبل القدم ،،شكرا ثانيه على هذه المواضيع الهادفه والحساسه ،،يا مسهل .

    • زائر 26 | 8:41 ص

      أين العيب في ذلك؟!

      كثيراً ما نسمع من أطراف عديدة عن تكوين الجمعيات على أساس طائفي أو "إثني"..
      حقيقة لا أفهم ما الخطأ أو العيب في مثل هذه التكوينات، فالمنطق يقول أن أصحاب الأيديولوجيات المتماثلة بالإمكان التقائهم في نقاط اختلاف لرسم أهداف معينة.. لا أجد امكانية التقاء جماعات سياسية مع بعض داخل مكون واحد مبني على أساس عقائدي. قد تكون الإمكانية محصورة في التجمعات العلمانية التي لا تتخذ من مبتديء الدين منهجها لها.

    • زائر 25 | 6:30 ص

      من

      من انتشر دين التكفيري ودخلو علينه ها الارهابيين والبحرين فى الريوس المشتكى لله والله اخلص الامة الاسلاميه من هاده الدين الشيطانى التكقيرى والله ياخد الحق وقاتل الله الجهل

    • زائر 24 | 6:06 ص

      الحل

      دكتونا العزيز الديمقراطية موجودة في الصحيفة السجادية والاصلاح تجده في قول الامام الحسين ع بقوله اريد ان اامر بالمعروف وانهى عن المنكر ولا يحتاج الانسان ان يكون تابعا لحزب اوتيار حتى يطبق ذلك المشكلة ياسيدي الناس لازالت قراراتهم. تتخذ بطريقة عاطفية دون النظر الى الكفاءة لذلك نرى مايحصل في العالم من صراعات ومشاكل.

    • زائر 18 | 3:05 ص

      كلام منطقي

      اتفق معك بشأن الهوية الوطنية الجامعة.. لكن لا اتفق معك بشأن ما سميته بالهويات فرعية. هذه الهويات والتي سميتها بالفرعية هي اصلا الاساس والذي بني عليه اسس المواطنه. فكيف ينشأ المواطن بدون اساس؟ فقبل ان تكون مواطن انت تنتمي الى دمك وهي عائلتك او قبيلتك..تنتمي الى مذهبك وهو دينك..تنتمي الى اثنية وهي عروبتك. وعلى هذه الاسس.. تبنى المواطنه الجامعة.

    • زائر 14 | 1:17 ص

      الى الأخ الياس الجتوبي

      الدكتور منصور الجمري يكتب عن فهمة الشخصي للديمقراطية فلا يجوز ان تددعي بان الدكتور اجتزا وختصر المعارضة بل انت من شط عن الموضوع وشكرآ اخ العرب

    • زائر 13 | 1:05 ص

      البحرين

      الدمقراطية ليس الحل للأمة الإسلامية الحل هو المواطنة الحقيقية .

    • زائر 12 | 12:34 ص

      المعارضة لا تريد الاستفراد

      بكل ثقة كررت الجمعيات المعارضة أنها لا تريد الاستفراد بالحكم وترفض دكتاتورية الطائفة كما ترفض دكتاتورية القبيلة وهي مستعدة لتقديم ضمانات يتم إثباتها في الدستور لتكون الديمقراطية حلا ولا تؤدي إلى مشكلة الاستفراد مجددا ولكن على أسس من المساواة والعدالة

    • زائر 11 | 12:28 ص

      صدق الاخبار

      18 الف الى 20الف

    • زائر 10 | 12:28 ص

      البارباري

      الديمقراطية من حيث هي مفهوم اجتماعي واقعي مرتبط بمستوى تطور الواقع الأقتصادي والأجتماعي والتي ولدت من رحم الصراعات التي دار رحاها بين رجال الفكر والتنوير الأوربيين ضد سيطرت رجال الدين وملاكي الأراضي والحكام وتجذرت عبر مئآت السنين بالتوافق مع التطور والتقدم الأجتماعي هل هي فعلا الحل لمجتمعات قائمة على أرضية قبلية طائفية ولا تؤمن بأهم المبادئ والأساسيات التي نصت عليها الديمقراطية ومن أولوياتها فصل الدين عن الدولة أم هي الديمقراطية انشودة نتغنى بها لا ندرك معناها ووسيلة لوصول أصحاب الأجندات الخاصة

    • زائر 9 | 12:23 ص

      عجبي عندما كنا نطالب بالبرلمان حاربونا ولم صار ركضوا عليه

      انا اتعجب لهؤلاء الذين هاجمونا وشتمونا وسبونا في التسعينات وما خلّوا كلمة قاصرة الا قالوها علينا واحنا دفعنا الدماء والآلام ولما صار البرلمان جاؤا يتراكضون على المناصب . والحين نفس الشيء يسبون فينا ويشاركوا في تعذيبنا وفي النهاية اذا حصلنا على أية حقوق سيتراكضوا ليكون في الصدارة واول المنتفعين منها يعني نحن ندفع الثمن وهم يشتمون ثم اذا حان الحصاد جاؤا يتسابقون على الغنائم

    • زائر 8 | 12:18 ص

      هل «الديمقراطية هي الحل»؟

      في البحرين ( لا لا ) تكسير الرؤوس هو الحل وهو المتبع .

    • زائر 7 | 11:55 م

      الحل في العبودية

      إذا لم تكن الديمقراطية هي الحل باعتبارها تساوي بين الإنسان وأخيه باعتبارها قيمة إنسانية فهل العبودية هي الحل؟

    • زائر 6 | 11:55 م

      دكتور من الذي هدد احد الطوائف؟

      حين اطالب ان يكون صوتي بصوت اخي السني هل هذا تهديد؟
      حين اطلب ان اكون مواطنا من الدرجة الاولى كما هو اخي السني هل هذا تهديد؟
      حين اطالب بصلاحيات لمجلس يستطيع ان يضع حدا للفساد وسرقة المال العام هل هذا تهديد لاحد؟
      حين اطالب بالمشاركة خل بالك اننا طالبنا بالمشاركة ولم يطالب احد بالاستفراد
      قلنا المشاركة في الحكم فكيف يمكننا اقصاء احد ونحن مشاركون ولسنا متفردون
      يا دكتور من يقف حجر عثرة يوجد لنفسه المبررات ولو عدمت هذه المبررات سوف يوجدون مبررات اخرى

    • زائر 15 زائر 6 | 1:38 ص

      نعم تهدده

      ربما تندهش عندما تعرف أن الجواب لأسألتك هو نعم.
      من تربى على الامتيازات لاتنتظر منه التنازل عنها لسواد عيونك.
      هناك خلل في تفكيركم (كجمهور معارضة), تفكيركم مثالي زايد عن اللزوم.
      انظر الى الطرف الآخر وكيف يتصرف بطريقة عملية وانتهازية, وأصدق مثال على ذلك البرلمان الذي قدمتم التضحيات من أجله: من يجلس فيه؟ من يرأسه؟ من هم موظفوه؟ من هو أمينه العام؟ لم يقولوا اخوتنا هم من جاء بهذ البرلمان فلنعطهم نصيب من الكعكة
      لو تتوقفوا عن مقولة أخي ...وفقط تطالبوا بحقوقكم يكون أفضل. الحياة للقوي وليس للمثاليات مكان

    • زائر 20 زائر 6 | 3:40 ص

      زائر 15

      كلامك عين الصواب هؤلاء البشر المسيطرين اليوم على البرلمان الذي ضحى من أجله الشرفاء ، هؤلاء اذا اعطيتهم اليد اكلوا الذراع ومن يقول بأن هؤلاء اخوة جاهل واقصد هؤلاء النفر المسيطرين اليوم على المقدرات في الوزارات والأماكن ذات النفوذ هؤلاء ذئاب تنهش ولا تشبع ، لا يريدون وقف فسادهم ويكفي نظرة على ابواقهم الأعلامية وما هي لغتهم الحاقدة ( فهل هؤلاء اخوة ) لا والله .

    • زائر 5 | 11:47 م

      وهل الدكتاتورية حلا؟

      وجود اصطفافات طائفية أو قبلية لا يبرر سيطرة فئة قليلة على الحكم بالنار والقهر والدكتاتورية والاستبداد.
      هل تجربة تونس التي مدحتها قبل أيام يا دكتور فاشلة أم أن الشعب التونسي له الحق في كتابة دستوره بينما البحريني لا؟!

    • زائر 4 | 11:17 م

      الايمان

      من الصعب القول الديمقراطية هي الحل لآني متأكد باني لن اجد احدا يؤمن مساواة المرأة بالرجل في الحقوق والواجبات والشهادة والإرث وهذا احد أركان الديمقراطية ، الديمقراطيات هي انتقائية لدى شعوب المسيرات ولا احد يضحك علينا رجاءا

    • زائر 23 زائر 4 | 5:54 ص

      البارباري

      أتفق معك في الرأي في ما ذهبتي اليه وما سطرتيه بخصوص حقوق المرأة وما أعتبرتيه مؤشر على مصداقية من يدعو الى الديمقراطية واستنتاجك بعدم الأمكانية في تطبيق الديمقراطية كون الديمقراطية تبنى على قاعدة المواطنة في اطار الدولة المدنية ومجتمعنا مجتمع قبلي طائفي النقيض الاساسي لمفهوم المواطنة ، الديمقراطية مفهوم واسع فيه السياسي والأجتماعي ولا يمكن أختزاله في صناديق الأقتراع بل النظر اليه من جميع الجوانب بما فيها حقوق المرأة في الميراث هذا اذا كنا نؤمن بالديمقراطية والدولة المدنية لا الدولة الدينية

    • زائر 3 | 10:36 م

      توضيح ..

      الصحيح هو أن تقول : الجمعيات المعارضة المقاطعة لانتخابات 2002م !!!... فهناك من المعارضة من شارك ، و تبيّن أنهم الأصح ، و الدليل لحاق " الجمعيات المعارضة المقاطعة لانتخابات 2002م " بهم ؟؟ ... و الانسحاب في 2011م كان خطأً و الأيام ستثبت ذلك .
      كما أرجو منك يا دكتورنا العزيز عدم اختزال المعارضة في جمعية واحدة فقط ؛ بقولك " وانسحبت منه في أوج الأحداث التي اندلعت في البحرين في مطلع 2011 " !!
      أخوك .. أبو إلياس الجتوبي

    • زائر 17 زائر 3 | 2:20 ص

      الحل

      الشعارات البراقة والخطوات الشكلية لا تنفع. الحل هو العدل والمساواة على أرض الواقع بين جميع أطياف الشعب.

    • زائر 1 | 9:51 م

      كلام منطقي وجميل ومن بيده ذلك

      ومن يستطيع ان يجمع ويحد من خوف تلك المجموعة من الاخرى هي السلطة والحكم فهل فعلوها سابقا او حاليا أوسيفعلونها مستقبلا بالتقريب بين المجموعات وأقواس اشك في ذلك

اقرأ ايضاً