العدد 4181 - الأحد 16 فبراير 2014م الموافق 16 ربيع الثاني 1435هـ

مسيرة 15 فبراير 2014

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

شهد شارع البديع، الذي يقطع الكتف الشمالي لجزيرة البحرين، تنظيم مسيرةٍ دعت لها الجمعيات السياسية المعارضة يوم السبت (15 فبراير) لإحياء الذكرى الثالثة لحركة الاحتجاجات في فبراير 2011.

المسيرة جرى التحشيد لها على نطاقٍ واسعٍ، من قبل مرجعيات سياسية ودينية وحقوقية عدة، بسبب رمزية هذا اليوم، ولاستمرار جمود الوضع السياسي والاحتقان الأمني. وقد حظيت الدعوة باستجابةٍ واسعةٍ من الجمهور، حيث بدأ تدفق المشاركين من الساعة الثانية والنصف بعد الظهر، أي قبل ساعة من الموعد المقرّر لتحرّكها من دوّار الشاخورة إلى دوار الدراز.

ومع غلبة العنصر الشبابي على المشاركين، إلا أنك تلحظ وجود عددٍ كبيرٍ من الأسر التي جاءت بأطفالها للمشاركة، كما كانت هناك أعدادٌ ملحوظةٌ من كبار السن، فضلاً عن النساء اللاتي تقارب نسبتهن النصف، طفلةً وصبيةً وشابةً وامرأة وكبيرات السن.

هذه الخريطة العمرية، والموّزعة على أغلب مناطق البحرين، يكشف وجود حركةٍ جماهيريةٍ واسعة، لها أهداف ومطالب سياسية واضحة، محورها الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة، وتحقيق الكرامة الإنسانية للجميع. وهذه الحركة لا تستنكف ولا تخفي معارضتها للاستبداد والتمييز وانتهاكات حقوق الإنسان.

الحركة ليست طارئةً على البحرين، فهناك تاريخ طويل من الكفاح الذي يعتز به البحرينيون، يبدأ بأيام الغوص في العشرينيات، ويستمر مع عمّال النفط، ويتواصل مع هيئة الاتحاد الوطني في الخمسينيات، والنضالات العمالية في السبعينيات، انتهاءً بانتفاضة التسعينيات فحراكُ فبراير 2011. فأنت أمام قرنٍ كاملٍ من النضال من أجل غدٍ أفضل، خالٍ من مظاهر الظلم والتمييز الطبقي، وما مسيرة 15 فبراير 2014 إلا محطة عابرة في هذا السياق.

اللافت هذه المرة، أنه بعد ساعةٍ واحدةٍ من انتهاء المسيرة، أعلنت وزارة الداخلية على موقعها على «تويتر» بأن «ما بين 18 إلى 20 ألف شخص فقط شاركوا في مسيرة اليوم». بالمقابل ردّت الجهة المنظمة بأن المشاركين بلغوا 300 ألف مواطن، في لعبة مغالبةٍ رقميةٍ. وسواءً صحّ هذا الرقم أو ذاك، فإنه لا يلغي جوهر القضية: لماذا جاءت هذه الآلاف من بيوتها في يوم إجازةٍ أسبوعية، ليقطعوا عدة كيلومترات سيراً على الأقدام؟

العدد لاشك كان كبيراً، بما نافس مسيرة 9 مارس التاريخية، وهو ما أزعج بعض الجهات، لكن رقم الـ 300 ألف إن صحّ لن يفيد الجمعيات السياسية كثيراً، كما أن حضور 20 ألفاً (فقط) ليس مدعاةً لفرح وزارة الداخلية، فالسؤال يبقى مطروحاً: لماذا جاءت هذه الألوف المؤلفة من أغلب المناطق والمحافظات؟

المشاركون من تيارات وتوجهات سياسية وفكرية شتى، رفعوا شعارات سياسية واضحة، تدعو إلى إطلاق سراح المعتقلين السياسيين ومعالجة ملف انتهاكات حقوق الإنسان، وتنفيذ توصيات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وتحقيق عدالة انتقالية، فضلاً عن الاستحقاقات السياسية المؤجّلة، من برلمان حقيقي، ونظام انتخابي غير معطوب، قائم على مبدأ الصوت الواحد، وتطبيق المواطنة المتساوية وتكافؤ الفرص دون تفرقة أو تمييز. وهي قضايا باتت معروفةً للعالم الخارجي، الذي بات يتابع أوضاعنا بدقة، ويطالبنا بالالتزام بالتوصيات الدولية، بمن فيهم الأمين العام للأمم المتحدة، لكننا نصم عن الجميع آذاننا، ونفتح جبهات حرب خاسرة على من ينصحوننا من الأصدقاء والحلفاء، بدءًا من الولايات المتحدة الأميركية وانتهاءً بالاتحاد الأوروبي الذي اتهمه بعض نوابنا الأشاوس بأنه ينفّذ أجندة إيرانية!

إن أشد أنواع الإضرار بالنفس... المكابرة وخداع الذات.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4181 - الأحد 16 فبراير 2014م الموافق 16 ربيع الثاني 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 21 | 10:53 ص

      sunnybahrain

      السلام عليكم ،، شكرا سيد ،،موضوع في الصميم ،،لا اريد ان ازيد عليه سوى أقل من ستون كلمه ،،لو ان نظامنا به رأفة ب المواطنيين ل سمع الى نداء الحق ،،وعلى مدى تلاث سنوات إختار الناس الخروج في يوم اجازتهم ويوم راحتحم اطفال ونساء وشيوخ وشباب ،،فقط ل للفت نظر النظام ان هناك حقوق سلبت وكرامة دنست وارواح أريقت دمائها وقتلت وسجناء لا يعرفون لمصيرهم ومصير عوائلهم من مخرج ،،نسأل الله الصب والمغفره ،،يا مسهل ..

    • زائر 20 | 6:21 ص

      الحكومة

      الحكومة عايزة الاحداث تستمر ولاتريد حل للمشكلة فنحنوا شعب البحرين لا نتملل من حراكنا وتعودنه على ظلم الحكومة علينا ونحن لازلنا صموود وسنستمر والله ياخد الحق المسلوب

    • زائر 19 | 5:55 ص

      ما رات

      ماسمعت بكذب مثل كذب الاعراب واتهاماتهم للغير يخلقون الكذب ويصدقونه , فمظاهرات الذل والغدر في الرمادي والفلوجة سلمية رغم انهم مسلحون بكل شئ حتى انهم يملكون مدافع هاون و مضادات طائرات ومعامل تفخيخ سيارات ويعلنون صراحة على شاشات التلفاز انهم قاعدة ويهددون بالزحف على بغداد ويشتمون اكبر مكون عراقي بابشع انواع السب اما مظاهرات البحرين عند الاعراب فهي ارهابية وتريد قتل الشرطة وايران هي التي تؤججها !!! ان الاعراب واعلامهم امة عجبا لم يدر كنهها الا الذي خلقا
      علي جاسب . البصرة

    • زائر 18 | 4:46 ص

      أشد أنواع الإضرار بالنفس... المكابرة وخداع الذات

      «تستطيع أن تكذب على كل الناس في بعض الوقت، وتستطيع أن تكذب على بعض الناس في كل الوقت، لكنك لا تستطيع أن تكذب على كل الناس في كل الوقت».

    • زائر 15 | 3:43 ص

      ويش

      اهم شي ابو جميل كان موجود ضمن ال 300 الف لو لا

    • زائر 14 | 1:54 ص

      نسلم عليك سيدنا ,

      صباحك خير ودعاء لفك جميع الاسرى الذين هم خلف القضبان , المسيرات ما قدمت شيء والان نحن ع مشارف السنة الرابعة نرجوا من الجميع التفكير بافكار جديدة وفاعلة ف الصميم وع الارض ودمتم يا سيدنا . خاتون

    • زائر 13 | 1:12 ص

      محرقية

      وانا اويد كلام الزائر رقم 6 الاسلام هو الحل ... لكن ماذا عن هدم المساجد اليس هي بيوت الله اليس من يصلى فيها مسلمين ... ماذا تقول عن اللي وصف الشيعة بالكفار .... صحيح الاسلام هو العدل لكن تقرير الرقابة المالية صدر وفيه الكثير من التجاوزات. اني المحاسبة ...الاسلام اساس العدل اين محاسبة سارق المال العام..... والله المال العام نتركه في مهب الريح ونقول الاسلام هو اساس العدل وووووووو

    • زائر 12 | 12:36 ص

      وهل يعتقدون ان الشعب ارقاما

      الشعب ارادة قلّلوا من الارقام او سخطوها لن ينفعهم ذلك في جعل الشعب يتراجع سواء أكنّا 20 الف او كنّا الف واحدا لا يهمّ
      نحن شعب لنا مطالب نناضل من اجلها

    • زائر 9 | 12:16 ص

      مطالب مطالب عادله.....رصاصة رصاصة قاتله

      بين المعارضة و السلطة الف نقطة من القيم والاخلاق
      كل العالم المنصف ينظر الى شعبنا بكل فخر على سلميته و اخلاقه
      تحيه كبيره لكم يا شعب الصمود

    • زائر 8 | 12:00 ص

      20 الف حصيلة دائرة واحدة اذا كان عدد الناخبين فيها 16 الف

      الكذب الرسمي احيانا يكون مفضوحا الى درجة انه لا يستساغ فدائرة واحدة من الدوائر الانتخابية بها 16 الف ناخب فلنضيف لهم من ليس لهم حق التصويت من الصبية والصغار سيكتمل عددهم الى اكثر من 20 الف.
      فماذا عن باقي الدوائر اذا كان عدد الناخبين في الدائرة الاخرى 12 الف خل بالك فقط عدد الناخبين ماذا عن باقي الدوائر
      ثم تعال الى نسبة الحضور وهي قرابة 95% من سكان تلك الدوائر والمناطق بحث اننا نجد القرى خالية تماما من سكانها وحتى العجزة حضروا على كراسيهم
      فلماذا تعمّد الكذب في البيانات الرسمية

    • زائر 6 | 10:33 م

      الإسلام أساس العدل

      الدين الإسلامي هو الدين الرسمي في البحرين وهو أساس العدالة والمساواة ومع هذا هناك من يرفض العدالة والمساواة طمعاً في بعض المكاسب وهناك من يستقوى بقوات أمن اجنبية.

    • زائر 1 | 9:57 م

      وماذا بيدنا ان نفعل سلميين ومضروبين بقسوة وعنف

      هم يفتكرون باننا هواة خروج لمسيرات نرغب بالعيش بهدوء لكننا لا نعطى الفرصة سيدنا لن نمل من الخروج للمطالبة بتفعيل المواطنة الحقة وإحقاق العدل فلن نقبل مما مررنا به لأبنائنا ونحمد الله بانهم اشد بأسا منا

اقرأ ايضاً