العدد 4186 - الجمعة 21 فبراير 2014م الموافق 21 ربيع الثاني 1435هـ

الخطايا السبع

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

تضمن برنامج جلالة الملك في الهند زيارة ضريح الزعيم الهندي المهاتما غاندي بمنطقة راج غات بالعاصمة الهندية (نيودلهي) في 19 فبراير/ شباط 2014، وعند مدخل الضريح علقت إحدى مقولاته تحت عنوان «الخطايا الاجتماعية السبع»، كتبها في العام 1925 (قبل سنوات عديدة من اغتياله على يد متطرف في العام 1948)... وهي تعتبر مدخلاً لفهم نهج واحد من أكثر الشخصيات تأثيراً في العمل الاجتماعي والسياسي الحديث. غاندي اعتبر أن الخطايا السبع هي: سياسة من دون مبادئ، ثروة من دون عمل، لذة من دون ضمير، معرفة من دون سلوك، تجارة من دون أخلاق، علوم من دون إنسانية، وعبادة من دون تضحية.

غاندي الذي اعتمد منهج اللاعنف في تحقيق أهدافه السياسية كان يصرُّ على أن المصالح السياسية يجب ألا تغلب المبادئ، وذلك لأن من ينغمس في السياسة يقع في العادة ضمن لعبة مراكز القوى، والقرارات السهلة سياسياً هي التي ترضي من بيده القوة، أو التي تزيد مقدار السلطة لمتخذ القرار، وقد يتحول هدف السياسي إلى البقاء في موقع السلطة بأي ثمن، حتى لو كان ذلك عبر أساليب غير أخلاقية ومنافية لأيٍّ من المبادئ السامية. ولذا فإن غاندي يعتبر أن انفصام السياسة عن المبادئ من إحدى الخطايا الكبرى التي تبتلى بها المجتمعات.

ثم إن هناك الابتلاء الذي يخلق الحيرة في نفوس الناس عندما يشاهدون من يكوِّن الثروات من دون عمل، وترى بعضهم لايزال في مقتبل العمر ولكن ثروته التي جمعها لا تتأتى لأيِّ شخص اعتيادي يجتهد في حياته. وفيما لو كانت الثروة عبر اختراع أو إبداع يخدم الإنسانية فإنه ليست هناك مشكلة، إنما المشكلة في الثروة الطائلة التي تقول للإنسان إن القيمة ليست في العلم والعمل، وإنما في «الشطارة» و «الجشع» في تحصيل الثروة بأي طريقة كانت.

يتبع ذلك اللهاث وراء اللذة من دون ضمير، ومعرفة من دون أن تؤثر في السلوك، وتجارة من دون أخلاق، وعلوم من دون أن تكون لها أهداف تخدم الإنسانية، وعبادات ليس فيها تضحية بما يعزُّ على النفس وليس لها معنى مؤثر بصورة إيجابية في تنمية الفرد والمجتمع. التمعُّن في كلمات غاندي توضح لماذا لقّبه الهنود بـ «المهاتما»، والتي تعني «صاحب الروح العظيمة».

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4186 - الجمعة 21 فبراير 2014م الموافق 21 ربيع الثاني 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 32 | 3:07 م

      منهج اللاعنف هو الانجح ... ام محمود

      غاندي اتبع سياسة اللاعنف لتحقيق أهدافه السياسية و كذلك فعل الراحل نيلسون مانديلا و الاثنان يتشابهان في الصلابة والصمود و الصبر و تحمل السجن و الصعاب و القدرة على الانتصار و تحقيق الاماني و الامال و خذل من حاربهم و كانوا يدركون ان الخطايا هي منهج الفاسدين و المنحرفين في الحياة ... ان تحقيق الثروات و الحصول على اللذات و العبادة بدون تضحية او الاحساس بالاخر ليس دليل السعادة أو الكمال الانساني
      قصة قارون تكون عبرة للبشر لانه كان يملك الذهب و المال و الفضة و القصور و لكنه طغى فخسف به و ابتلعته الارض

    • زائر 23 | 3:24 ص

      النفس البشرية

      النفس البشرية قد تعلم الحق او تعرفه و لكنها تراوغ و تقنع صاحبها ان الظلم المتيقن حق و لا تتعلم من تجارب السابقين اذ انها منغمسة في الملذات و الخطيى

    • زائر 20 | 3:00 ص

      غاندي و ارتباطه بمباديء الامام الحســـــــــــين ع ....... ام محمود

      (تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فانتصر) المفكر الهندي المهاتما غاندي .. في واقعة الطف كان أصحاب يزيد يستميتون في القتل و عمل الفظائع من أجل الأموال و الغنائم و المناصب مثل الحصول على لقب الوالي ولم تكن عندهم أدنى الأخلاقيات أو المبادئ و كانوا يصلون لكن صلاتهم كانت مثل عدمها
      و كان أصحاب الامام الحسين عليه السلام يستميتون في الدفاع عنه و مستعدين للقتل و الشهادة و التضحية من أجل الدين و من أجل الدفاع عن أهل بيت النبوة و اعلاء كلمة الرسالة المحمدية
      في عصرنا هناك راية الحق و راية الباطل أيضا

    • زائر 18 | 2:51 ص

      شخصية القذافي و غيره تنطبق عليهم الخطايا و هي مثل الذنوب العظمى أو الكبائر .... ام محمود

      الخطايا السبع التي ذكرتها سياسة من دون مبادئ، ثروة من دون عمل، لذة من دون ضمير، معرفة من دون سلوك، تجارة من دون أخلاق، علوم من دون إنسانية، وعبادة من دون تضحية تنطبق على القذافي و اسرته و أبنائه و الحياة السرية و القصور و الكتاب الأخضر الذي كان يقرأ منه صباحا مساءا من فوق القصر الذي كان يملكه أيام الثورة الليبية و دعوته للجهاد و القتل و في الحقيقة ان كل ما قام به يستحق أن نطلق عليه أبو الخطـــــــــايـــــــا لكن المفاجأة التي كشفها الغرب هي غرف الجنس و استعباده ل آلاف من الفتيات و الفتيان

    • زائر 17 | 2:42 ص

      من أقوال غاندي ..لا أعرف خطيئة أعظم من اضطهاد برئ باسم الله .... ام محمود

      *يجب أن لا تفقدوا الأمل في الإنسانية أن الإنسانية محيط، وإذا ما كانت بضع قطرات من المحيط قذرة فلا يصبح المحيط بأكمله قذرا
      *الضعيف لا يسامح ابدا المسامحة هي صفه الاقوياء
      *العيش على مبداً العين بالعين سيجعل كل العالم عميان
      *النصر الذي حقق بواسطة العنف كالهزيمة لأنه لحظي
      *"أردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملك بدون نزاع قلوب ملايين البشر لقد أصبحت مقتنعا كل الاقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها اكتسب الإسلام مكانته، بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول مع دقته وصدقه في الوعود، وتفانيه وإخلاصه

    • زائر 16 | 2:17 ص

      العيب فينا أيضاً

      أليس العيب فينا أيضاً. لماذا نثور و نتكلم عن الطرف الاخر و لا نري عيوبنا و استاثارنا في ما نملك و لا نملك. لو نبدأ بأنفسنا و نصلح نفوسنا و أخلاقنا اولا لأصح الله تعالي ديننا و حياتنا و من نعيش معهم علي هذه الارض الطيبه. لنتعلن نحن اولا من غاندي و نطبق هذه المبادئ علي أنفسنا و أهلنا قبل انتقاد الآخرين. و تحياتي للجميع

    • زائر 15 | 2:02 ص

      اللبيب بالإشارة يفهم

      الرسالة واضحة ومفهومة وليتهم الحكام ينتهجونها في حياتهم

    • زائر 14 | 2:01 ص

      ملعقة من ذهب

      أكثر ما أثارني من الخطايا السبع هي "ثروة من دون عمل" وهذه الطامه أنزلت على الشعوب العربيه والخليجيه بالذات الويلات والمصائب العظام لأن من يكون في الحكم يوضع في فمه ملعقة من ذهب ولهذا يخرج علينا إنسان ليس كالإنسان وبدون مبادىء وبلا ضمير وسلوكٌ منحرف وعديم أخلاق ودينه الدينار !كم هو عظيم صاحب الروح العظيمه

    • زائر 13 | 1:01 ص

      اذا كانت اوامر الاسلام مرفوضة فكيف يقبلون بقيم غاندي؟

      لدينا في الاسلام قيما جاء بها سيد الانبياء والمرسلين صلوات الله عليه وآله وهل افضل واحسن القيم وحث عليها ديننا القويم بشتى الطرق آيات قرآنية واحاديث نبوية وقصص وسيرة نبوية عطرة ولكن هل رأيت احدا يتلو الآية (ان الله يأمر بالعدل والاحسان) ثم يقول لا نقبل بالمساواة بين المواطنين ولا نقبل بأقل المساواة وهي صوت لكل مواطن؟
      يتلون الآية في كل خطبة جمعة ثم ينزلون من على المنبر ويقولون انهم لا يقبلون بصوت لكل مواطن ولا يقبلون بعدالة اجتماعية ولا ولا ولا

    • زائر 12 | 12:43 ص

      ولدينا في البحرين خطايا تعدّت الخطايا السبع

      كوننا مسلمين لدينا من القيم الاخلاقيّة والدينية الملزمة لنا في كل درهم وكل لقمة تدخل بطوننا فإن للاسلام رأي وحكم فيها ولكن للأسف لا احنا من اسلامنا ولا من قيم الانسانية .
      اخوة لنا في الوطن اصبح هدفهم تدميرنا والتنكيل بنا بل ومن على منابر البرلمان ينادون بتصفيتنا في الشوارع وتناسوا ان كرسيهم في البرلمان نحن من دفع ثمنه
      دماء وآلام وسجون

    • زائر 11 | 12:34 ص

      الكفار

      هم كفار وليس العيب فيهم انما العيب فى من يحمل راية العروبه والاسلام والذين همهم الذات وحب الرئاسه ونهب اموال الناس

    • زائر 10 | 12:12 ص

      غاندي الانسان الا يمكن اخذ المواعظ من الوقوف عليه

      كان المهاتما غاندي يناضل من اجل كل الشعب بوذي مسلم مسيحي يهودي وغيرهم لم تكن تهمه الإثنيات العرقية ولا المذهبية صام من اجل كل الناس كل البشر في الهند فهل أخذنا منه الدرس؟ هل ما نراه في البحرين من تمييز وامور اخرى لا داعي لذكرها هل يعجب غاندي او يعجب ان انسان منصف محب للبحرين.
      انما يحصل في البحرين هو امر غريب يراد منه التدمير للأرض ومن عليها من مكوّن اساسي

    • زائر 9 | 11:52 م

      فعلا ...

      يعتبر غاندي ثروة دون مال المهاتما ذلك الانسان ذو الجسم النحيل واللباس الشعبي الهندوسي البسيط كان ثروة للهند والعالم استلهم منه اسمى المبادئ الانسانية يجذب كل من يراه دون ان يرتدي بدلة انيقة وربطة عنق فاخرة

    • زائر 8 | 11:22 م

      عبد علي البصري

      وعباده من دون تضحيه والاحسن عباده من دون علم : قال الله تعالى : إنما يخشى الله من عباده العلماء . من اشد الخساره في الدنيا والآخره هو جهلنا بكتاب الله وسنه رسوله وهل بيته ، الخساره ليست بالمعصيه فقط وإنما بالجهل ايضا ، العلم يبني بيتا لا اساس له والجهل يهدم بيت العز والكرم .

    • زائر 6 | 11:13 م

      عبد علي ابصري

      معرفه دون سلوك والاحسن معرفه دون عمل ، مصداقيه المعرفه هو العمل حتى قيل زكات العلم التعليم ، أو كما قال الله عز من قائل مثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث ، هذا القول للذين يعرفون خطأهم ويعرفون اعوجاجهم ولا يحاولون تغيير ما هم فيه ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم . تجاره من دون اخلاق , حتى قال رسول الله كل تاجر فاجر حتى يتفقه في الدين ،ما اعوزتجارنا لهذه المقوله ، لحوم غير مزكاه ومحرمه ومشروبات محرمه ورشوات ووو كل ذلك من أجل حفنه من الاموال

    • زائر 3 | 10:01 م

      واقعنا هنا معكوس في الوصايا السبع

      الكذب ديدن المتمصلحين لدينا نحن هنا في البحرين نعيش واقعنا عكس الوصايا السبع من يداهن وينافق ويشتم هو عالي المقام

    • زائر 1 | 9:01 م

      انهم

      لقد رأو ما رايت فهم ذهبوا وراو وقراو فهل يتعضوا او يفهمو معنى الحياة؟فشكرا لك.

اقرأ ايضاً