العدد 4187 - السبت 22 فبراير 2014م الموافق 22 ربيع الثاني 1435هـ

لا معتقلات رأي ولا مفصولات!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

قبل أن يكمل الوفد الحكومي إلى جنيف إلقاء كلمته أمام اللجنة المعنية باتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة «سيداو»، بدأت الحرب سجالاً في الفضاء الالكتروني.

كان الكثيرون يتابعون وقائع هذه الجولة الثالثة من المعركة الحقوقية الطويلة، التي جرت يوم الثلثاء (11 فبراير/ شباط 2014)، بمقر الأمم المتحدة في جنيف، وكان لافتاً أن أول تعليقٍ كان من الناشطة المصرية عزة سليمان.

ولأن (الحال من بعضه)، ولمعرفتها بأوضاع حقوق الإنسان «الحقيقية» في البحرين، حيث سبق أن شاركت بتنظيم محاضرات ودورات في المجلس الأعلى للمرأة، لذلك كان تعليقها لافتاً ومهماً جداً وله دلالة سياسية وأخلاقية كبرى.

بدأت عزة بتحية وفد الجمعيات الأهلية البحرينية ووصفتهم بأنهم «أقوياء»، وكشفت أن أعضاء لجنة «سيداو» يطرحون أسئلةً شديدة اللهجة على الوفد الرسمي البحريني، خصوصاً فيما يتعلق بأحداث مارس/ آذار 2011. وسخرت من رد اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان لقولها أنه طُلِب منهم «تقديم بيان شفوي للجنة»، وتساءلت بجملةٍ اعتراضية صارخة: (مين اللي طلب منهم)؟ إلا أن الانتقاد الأشد كان لردّ وزارة العدل، حيث وصفته بأنه «كذب صارخ»، لقولها أنه «لا يوجد أدلة على اعتقال سيدات بسبب مواقفهن السياسية».

كانت هذه خلاصة بعض التغريدات على «تويتر»، (وبعضها لا يمكن نشره)، حيث كانت تكتبها الناشطة المصرية فيجري تداولها بين الحقوقيين في البحرين والعالم العربي في الدقيقة نفسها. والدرس الأهم الذي لا يريد البعض استيعابه: انه لم تعد سياسة التعتيم والتكتيم ممكنةً في هذا الزمان، فكيف يفكّر بإمكانية نفي وجود معتقلات رأي في البحرين؟

مع ذلك، ورغم هذه الجلجلة، احتفت الصحف المحلية في اليوم التالي، بنشر خبر «انتصار» الوفد الحكومي في جنيف، تحت عنوان عريض: «لا معتقلات رأي ولا مفصولات عن العمل بسبب الرأي»! وعاد بعض أفراد الوفد ليستعرضوا إنجازاتهم وبطولاتهم التي حقّقوها في جنيف!

بعيداً عن صخب السياسة ومجادلات السياسيين، الأرقام المجرّدة تقول أنه تم اعتقال 328 مواطنة بحرينية في العام 2011 بسبب الأحداث وما اتخذنه من موقف سياسي. (وهو رقمٌ ضخمٌ جداً على مستوى دول الربيع العربي الأخرى مقارنةً بحجم السكان). بعض هؤلاء المعتقلات قضين أياماً أو أسابيع أو شهوراَ، وصدر بحق بعضهن أحكام قضائية، ومازالت هناك ست مواطنات في السجن، بعد خروج الناشطة الحقوقية زينب الخواجة الأسبوع الماضي بعد إكمال حكمها، حيث كان لقضيتها صدى كبير في وسائل الإعلام الأجنبية). كما أن هناك ثلاث مواطنات حُكم عليهن الأسبوع الماضي بالسجن، ليرتفع العدد إلى ثماني سجينات رأي، ولا يمكن أن تخرج لنا منظمات «العازة» الحقوقية، ليقولوا إنهن متهماتٌ بقضايا فساد مالي أو إداري!

هذا من ناحية أرقام المعتقلات، أما المفصولات عن العمل، بسبب مواقفهن السياسية (غالباً بسبب مشاركة في اعتصام أو مسيرة سلمية أو الذهاب للدوار وأحياناً بسبب وشايةٍ رخيصة)، فيكفي تصريح الوفد الرسمي نفسه أمام لجنة «سيداو»، بأن الحكومة أعادت 876 موظفة مفصولة وموقوفة عن العمل بسبب أحداث 2011 إلى وظائفهن»، والإعادة اعترافٌ بخطيئتي «الفصل» و«الإيقاف» عن العمل!

إنها معركةٌ حقوقيةٌ خاسرةٌ بلا ريب، لأنها لا تقيم وزناً للعقل، ولا تراعي مستجدات العصر.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4187 - السبت 22 فبراير 2014م الموافق 22 ربيع الثاني 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 8:03 ص

      sunnybahrain

      السلام عليكم ،،كان قصدهم في الاجتماع الاخير انه لا يوجد معتقلات رأي خارج السجون ،،ولكنها ترجمت بالخطأ ..يا مسهل .

    • زائر 12 | 3:16 ص

      على ناس دون ناس

      تذهب الوفود للدفاع عن البحرين ........... لترجع مع تصريحان البطولات الوهمية لكن الإنتصار الحقيقي الذي انجزوه هو في السفرة وتمويل السفرة وتذاكر السفرة على الدرجة الأولي وفنادق الخمس نجوم والتسوق في ارقى متاجر اوربا بل البعض رتب اموره سنويا للدفاع عن البحرين في متاجر التسوق العالمية كل عام

    • زائر 11 | 3:15 ص

      ما زالوا يعيشون في الماضي

      حتى الآن مب فاهمين اللي صار بهالزمن. كل شيء تغير والكذب والتضليل ما يمشي.

    • زائر 10 | 1:51 ص

      المعتقلات

      الكل يعلم بان هناك معتقلات ومعتقلين في السجون البجرينيّة بسب مشاركتهم في التعبير عن ارائهم ومهما فعل الوفد في جنيف لقلب الحقيقة ستبقى راسخة في عقول البحرينين فزمن السبعينيات والثمنينيات والتسعنيات لم يكن الفضاء الالكتروني متوفر بقوة مما ادي الي ضياع الكثير من الحقائق ام الان ونحن في القرن الواحد والعشرين ليس بمقدور ايا كان ان يطمس الحقائق فأصغر طفل لدينا بهاتفه البسيط يستطيع بضغطة بسيطّة في اقل من ثانية ان ينشر مايريد ......

    • زائر 9 | 1:15 ص

      عجبي!

      بعض الناس وجوهم بليتة، شعارهم اكذب واكذب ثم اكذب! لكن على من؟! اتقوا الله في هذا الشعب المسالم واعطوا الناس حقوقهم وكفى

    • زائر 7 | 12:51 ص

      ولا عندنا جامعات للكذب ومصانع للفبركات

      الحمد لله رغم الاموال الطائلة التي تدفع ليل نهار فإن مصانع الكذب لا تنتج كذب من النوع الجيد كذبهم من النوعية الرديئة جدا التي لا تصمد امام أي تحقيق محايد

    • زائر 6 | 12:37 ص

      حاشا لله

      واحنه ما عندنا معتقلات رأي ولا مفصولات يا علي سلمان!

    • زائر 5 | 12:05 ص

      النفي والرد

      كانت الحقوقية والناشطة عزة سليمان كلماتها قاسية ، سبقها شريف بسيوني عند زيارته للمساجد المهدمة ومن ضمنها مسجد في بربورة بمنطقة النويدرات حينما رأي ركام المسجد من الطاوب والأحجار ، وكان بجانبه ( صندقة من تنك ) لتوها وضعت للأخوة الأعزاء من الطرف الأخر ، فقال مستغربا ( الله الطوب يهدموه والتنك يسيبوه ايه ده ) هذا الحين لجنتهم الرسمية ماعندهم منطق يقنع الطفل فضلا عن حقوقي متمرس ويعرف الضحك على الذقون .

    • زائر 4 | 12:00 ص

      البحرين من اكبر الدول القمعية

      البحرين من اكبر الدول المنتهك لحقوق الانسان التي تسجن وتقمع وتعذب وتنفي وتفصل وتتفنن بالتعذيب معارضيه وتهجم على بيوت الناس في انصاف اليل وتهدم المساجد

    • زائر 3 | 11:57 م

      ستاسي

      لا معتقلات رأي و لا مفصولات و لا تمييز طائفي حتى
      حتى حتى حتى إنت يا سيد قاسم لو اعتقلوك ستكون سجين جنايات

    • زائر 2 | 11:30 م

      غباء محكم

      من فشل الي أفشل منه الأنتصار الحقيقي ليس بالبهرجه الأعلاميه الحكوميه فالواقع علي الأرض يقول عكس ذلك فأذا أردتم حل أي مشكله يجب عليكم الأعتراف بالخطأ وليس عيبآ بذلك بالدول الغربيه أذا أستقال أحد المسؤلين لتقاعسه بعمل ما يستقيل فيكبر بعيون البشر لأنه قوي العزيمه ويترك المجال لغيره أما اللي عندنا شابصين بلا حياء وخجل ......

    • زائر 1 | 10:59 م

      كذبهم لا يقوى على تخطي حدود هذه الجزيرة

      كذبهم وفبركاتهم لا تقوى على تخطي حدود شواطئ وما إن تتخطى المياه الاقليمية فإنها تسقط في ايدي المحايدين ومن دون أي تعب او جهد. هذه هي الحقيقة وهذا هو الواقع

اقرأ ايضاً