العدد 4189 - الإثنين 24 فبراير 2014م الموافق 24 ربيع الثاني 1435هـ

«أوميغا 3 »: كنز البحار ... الجزء الأول

د فايز راضي البقشي - استشاري أمراض القلب والقسطرة التداخلية - دولة الكويت 

24 فبراير 2014

«أوميغا 3» هو حمض دهني غير مشبع. وهو يعتبر من الأحماض الدهنية الأساسية كونه لا يتكون في الجسم، لذلك لابد من الحصول عليه من مصدر غذائي.

ومن نعم الله تعالى علينا أنْ جعل هذا العنصر المهم متوافراً في الكثير من المصادر الغذائية النباتية والحيوانية.

ويوجد نوعان من «أوميغا 3»؛ النوع الأول مصدره نباتي ويدعى حمض «ألفا لينولينك» ويوجد في بعض أنواع الزيوت النباتية كزيت بذور الكتان وزيت فول الصويا وزيت بذرة اللفت أو ما يعرف بالكانولا، وزيت الجوز. كذلك يتوافر هذا الحمض في بعض الخضراوات الورقية ذات اللون الداكن مثل البروكلي والرجلة وملفوف الكُرُنب والسبانخ.

والنوع الثاني هو زيت السمك، ويحتوي على نوعين من الأحماض الدهنية: (EicosaPentaenoic Acid (EPA و(DocosaHexaenoic Acid (DHA.

ويتوافر هذا النوع في الأسماك الزيتية كسمك السالمون والسردين والتونة الطرية والماكريل أو سمك الاسْقُمري والتراوت وسمك الانشوفة وسمك الرنجة.

إن فوائد «أوميغا 3» الصحية تثير الدهشة بحق، كونها كثيرة، بحيث تشمل جميع أجزاء جسم الإنسان. لقد بات من المعلوم أهمية هذا العنصر لسلامة القلب وشرايينه التاجية، فضلاً عن أهميته في نمو دماغ وعين الجنين أثناء الحمل ولصيانة ودعم الصحة في مختلف مراحل الحياة.

موضوعنا سوف يتمحور بالتحديد حول دور «أوميغا 3» في التقليل من مخاطر أمراض القلب.

يُذكر أنه في سبعينات القرن الماضي أجريت دراسات على سكان الإسكيمو القاطنين في غرينلاند بعد أن لوحظ أنّ معدل الإصابة بالنوبات القلبية تكاد تكون معدومة فيهم، وخلصت هذه الدراسات إلى أن انخفاض معدلات اعتلال القلب بالمقارنة مع غيرهم يمكن أنْ يُعزى إلى أن الإسكيمو أقل استهلاكاً للدهون المشبعة وأكثر استهلاكاً للدهون غير المشبعة والتي تتكون في معظمها من السمك.

إنّ أحد أهم البراهين على مقدرة «أوميغا 3» على حماية القلب جاءت من الدراسة التي أجريت في مدينة ليون في فرنسا. قامت هذه الدراسة في العام 1999 على اختبار مقدرة غذاء شعوب البحر الأبيض المتوسط في وقاية القلب من حدوث نوبة قلبية ثانية.

للتنويه يعتمد طعام بعض هذه الشعوب بشكل كبير على السمك والفواكه والخضراوات والحبوب إلى جانب الزيوت المفيدة، وفي هذه الدراسة كان زيت الكانولا هو الزيت المستعمل. لقد خلص الباحثون إلى الاستنتاج بأن تناول هذا الطعام مسئول عن خفض خطورة حدوث نوبة قلبية ثانية بنحو 70 في المئة.

في المقالة المقبلة سوف نتطرق بإذن الله تعالى إلى بعض الدراسات المستجدة حول أهمية «أوميغا 3» لحماية القلب والتقليل من الوفيات المرتبطة بالجلطات القلبية وسوف نتطرق إلى بعض الآليات التي من خلالها قد تفسر هذه الفوائد لهذه المادة.

وبعدها سوف نستعرض الاحتياجات الضرورية لـ «أوميغا 3» للأفراد السليمين والأشخاص المعرّضين لأمراض شرايين القلب ولمرضى القلب.

العدد 4189 - الإثنين 24 فبراير 2014م الموافق 24 ربيع الثاني 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً