العدد 4190 - الثلثاء 25 فبراير 2014م الموافق 25 ربيع الثاني 1435هـ

من التهديد بـ «القاعدة وخواتها» إلى التُّبرؤ منها

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

لماذا دائماً ما يتم الحديث عن أن هناك في هذا العالم من لا يتعلم من تجارب الآخرين؟ لأنها حقيقة راسخة عندما تجد عقولاً جامدة لا تستوعب الدروس ولا العبر، ولا تتغير رغم كل ما يحدث أمامها من متغيرات، إلا وفقاً لملاءات وشروط تفرض عليها جبراً لا اختياراً.

إستراتيجيات غبية، يتبعها البعض، بدأت في مارس/ آذار 2013 من خلال التخويف بـ «القاعدة وخواتها» وهو أمر ليس بجديد، بل قديم قام به زين العابدين بن علي في تونس، ومعمر القذافي في ليبيا، وحسني مبارك في مصر، وعلي عبدالله صالح في اليمن، مع اختلاف أنواع التحذير ودرجاته.

جماعة «غبية» لجأت من قبل إلى إخافة العالم من بعبع «القاعدة» والآن تطالب بعدم الوقوع في «الفخ»، وهي لعبة أصبحت قديمة، سمجة، مكشوفة، في قبال ثورات شعبية مطالبة بالإصلاح والتغيير، وهي سياسة غبية «أكل عليها الدهر وشرب» تحاول استغباء العالم و «استحماره» بمنطق التخويف من «القاعدة»، وتؤكد أيضاً ضحالة الفكر السياسي لقائلها، أو أنه رهن نفسه ليكون جهاز إعادة ما هو مسجل عليه من مقولات حتى وإن كانت قديمة، وبالية، وفاقدة لأي تأثير عالمي في ظل إدراك الرأي العام الدولي لأهمية التغيير الديمقراطي، وتمكين الشعوب من المشاركة في إدارة السلطة.

بعد فشل سياسة التخويف بـ «القاعدة»، وربط القاعدة بالحراك السني في البحرين وما جاءت به من نتائج سلبية، لجأ البعض إلى سياسة غبية جديدة، وهي التحذير من «الفخ»، والهروب من ذلك الربط، كما حاول النائب الثاني لرئيس مجلس النواب الشيخ عادل المعاودة الهروب من لقاCه بقياديين في «الجبهة الإسلامية» وتمويلهم وتجهيزهم عسكرياً، ضمن مشروع «تجهيز غازي» للقتال في سورية، وذلك من خلال وصف «داعش» بـ «المارقة» وتغيير مسمى حملتهم من «تجهيز غازي» الموثقة على لسان الأمين العام لجمعية الأصالة عبدالحليم مراد إلى «حملة الجسد الواحد»، ضمن سياسة جديدة تقتضيها المصلحة في الوقت الراهن في ظل المتغيرات العالمية، والانقلاب العالمي من داعم لتلك الحركات «الجهادية السلفية» إلى محاربتها.

هناك أيضاً، من عاجل سريعاً للانقلاب على ما قال وهدد به في مارس 2013، عندما هدد وكتب/ كتبت بالحرف الواحد «التطرف السني الذي بدأ ينشط مؤخراً سيتسيد هو الموقف لا في مواجهة الشيعة فقط بل حتى في مواجهة المصالح الأميركية»، عبارة واضحة المعالم في رسالة دقيقة ومقصودة، وهي جاءت في سياق التهديد بـ «القاعدة» لمواجهة أي تغيير في البحرين.

ما كتب في مارس لم يستوعب ثقله لا مجتمعياً ولا سياسياً سواء محلياً أو حتى دولياً، إلا بعد نشره، لنجد أنه في يوم واحد طرح تبريراً مطوَّلاً جداً لم تستوعبه المساحة المعتادة، بل تجاوز لتفاصيل مطولة في محاولة عبثية لتفسير ما هو مفسر، ولتبرير ما هو مبرر، وللتراجع عن التحذير والتهديد بـ «استخدام تنظيم القاعدة» في حال فرضت الديمقراطية على البحرين من قوى عالمية، بحجة حفظ حقوق «الأغلبية»!

في ذلك الوقت وضمن منهجية تبرير «غبية»، قيل إن ذلك «التهديد بالقاعدة»، ما كان إلا «تنبيهاً إلى سيناريوهات مقاربة على النضوج»، ولنضع ألف خط أيضاً تحت ذلك التبرير.

بغباء مفعم، وغير قادر على التركيز، والتخلي عن سياسة «الاستحمار»، عاد ذات الكاتب/ الكاتبة لاستغباء قواعده، عندما كتب هذه الأيام ومحذراً من «الفخ»، والانسياق والانجرار إلى الحديث عن «ما لا وجود له في البحرين»، ويقصد بذلك القاعدة وخواتها من «داعش» و «الجبهة الإسلامية» و «جبهة النصرة» وغيرها، متجاهلاً أو ناسياً أنه قبل عام كان/ كانت تهدد باللجوء إلى القاعدة، وعبر دعوات صريحة لتشكيل تلك التنظيمات في البحرين رداً على تحركات المعارضة والمطالبة الشعبية، وهو نتاج عجز سياسي في مواجهة الإصرار على الاستحقاقات المطروحة من قبل المعارضة، باللجوء للتحذير ومن ثم التهديد بـ «القاعدة» كما فعل من قبل القذافي، ومبارك، وعلي عبدالله صالح.

ما طرح في مارس 2013 يساوم الشعب البحريني والنظام العالمي بين الخيارات ذاتها التي طرحت من قبل في تونس، ليبيا، مصر، اليمن، وسورية من أنه إما ما نحن عليه حالياً أو الفوضى و «القاعدة».

وما يطرح من الشخص ذاته حالياً، من عدم الانسياق وراء الحديث عن وجود القاعدة وخواتها في البحرين، لا يخرج أيضاً عن السياق العام في صفوف تلك الكيانات السياسي التي بدأت في التبرؤ من تلك الكيانات الجهادية، بعد أن تغيرت اللعبة.

المواقف المتقلبة وتغير الألوان السياسية ليست جديدة عليهم، فقبل العام 2000 كانت فكرة البرلمان بالنسبة لهم غير إسلامية رغم أنهم ليسوا من الإسلاميين، وأن الشورى هي الأفضل للديمقراطية البحرينية، ولكن بعد ذلك سرعان ما غيروا مواقفهم وبدلوا آراءهم لتغير آراء السلطة، ودخول البلاد في مشروع إصلاح العام 2000.

فلذلك لا نستغرب أبداً أن من هدد باللجوء إلى القاعدة والخلايا النائمة لرفض الديمقراطية في البحرين قبل عام، يخلع ذلك الرداء ويطالب حالياً بعدم الانجرار وراء دعوات تقول بوجود القاعدة، متناسياً أنه هدد بها وخواتها قبل عام!

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 4190 - الثلثاء 25 فبراير 2014م الموافق 25 ربيع الثاني 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 27 | 12:10 م

      يريدون تحقيق مأربهم

      التخلص من الارهابيين و التقن من استمرارهم بتنفيذ الأجندات الاستعمارية و عدم الهرب من القتال و الرجوع بالفكر المنحرف و يهدد استقرارهم و شماعة لمحاكمة اي احد غير مرغوب فيه

    • زائر 24 | 4:11 ص

      احدى عجائب البحرين السبع

      العجيب ان تحرك الجهات المعنيه لم ياتي الا بعد تصريح راس السلف وتبرأه من داعش في جريدتكم فهل كانوا في انتظار الفتوى االسلفيه

    • زائر 28 زائر 24 | 1:06 م

      الناس ثلاثة

      قال امير المؤمنين علي بن ابي طالب الماس ثلاثة : عالم رباني ومتعلم على سبيل النجاة، وهمج رعاع اتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح...

    • زائر 22 | 3:13 ص

      هذا هو حال المنافقين

      الملعونين في القرآن . يتقلبون حسب أهواء الحاكم والمصالح

    • زائر 21 | 2:52 ص

      هؤلاء الكتبة ( مرضى نفسيين )

      هؤلاء مرضى نفسيين ، لا والأعجب والمضحك انهم يحلمون بسقوط ( الوفاق المارد ) الذي هزهم وباعتراف المعاودة انها لم تلتفت لأولئك الفاشلين في كتاباتهم المريضة والتي يحلمون من خلالها ، نقول لأولئك الفاشلين من الكتبة والكاتبات الفاشلين والفاشلات بأننا اهل القرى نحلمون انكم تفرقون بيننا ولو هددتم بالقاعدة او بداعشكم او بمن يحلوا لكم من التسميات وسنظل اوفياء لمطالبنا وافعلوا ما يحلوا لكم واحلموا على كيفكم ( بس بعيد عنا لو سمحتوا ) لأنكم لاشي عندنا ايها الكتبة الفاشلين .

    • زائر 19 | 2:11 ص

      إذ لميكن لكم دين فكونوا احرارا في دنياكم

      الثبات على المبادىء والقيم يجعل الإنسان ثابتاً وراسخ كالجبال الرواسي بل يفل الجبل وهو لايفل لرسوخ وثبات وصمود قدمية والشجرة البرية أقوى عوداً وأرسخ هؤلاء لا قيم ولا مبادىء ولادين

    • زائر 18 | 2:01 ص

      منله و امثالها منافقون يتلونون كالحرباء لمصلحتهم ولما يملى عليهم .. لا دين لا مذهب لا انسانية ولا ضمير دينهم دينارهم .

    • زائر 17 | 1:46 ص

      لله درك

      قالتها من قبل اختنا الوطنية الاستاذة مريم الشروقي وكلامها مسمار في لوح

    • زائر 14 | 1:11 ص

      الكتاب المنافقين

      اية المنافق ثلاث اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا ائتمن خان يتقلبون على ظهورهم وبطونهم تعسا لهم

    • زائر 13 | 1:11 ص

      الارهاب

      هذا دليل واعتراف بأن هذه الجماعات ارهابية ولاتملك لادين ولا انسانية

    • زائر 12 | 1:07 ص

      محمد

      الفردان من جديد صباح الخير ؟ الدين يوصف بافيون الشعوب يعني ممكن اي شخص يتحول الى قاعدة ؟
      والشعوب اللي ما تعرف شنو اتريد ولا يعتمد عليه في شي ايسلطون بعضهم على بعض ؟ ويحرضون طائفة على طائفة ؟
      يعني اتوقع اي شي ؟ لكن في حسنة في البحرينيين انهم ما ايميلون للعنف والقتل

    • زائر 11 | 1:01 ص

      نعم نتذكر الكاتبة التي هددت بالقاعدة

      نتذكر الكاتبة التي هددت بالقاعدة

    • زائر 10 | 12:49 ص

      قول جميل

      الشقي من اتغض بنفسه والسعيد من اتعض بغيره . ولكن اي من يتغض.

    • زائر 9 | 12:43 ص

      ههههههههه

      عطهم مجال عاد
      دابحنهم دباح
      دايما تحرجهم وتفشلهم

    • زائر 8 | 12:42 ص

      هؤلاء كالحرباء يتلونون مع البيئة المحيطة

      ليس لهم مبادئ ثابتة
      ليس لهم بنص قرآني وديني ثابت.
      ليس لهم مواقف ثابتة
      هؤلاء مواقفهم الثابتة هو جشعهم واطماعهم ومصالحهم الخاصة
      انظر كيف يتلونون ويتبدلون من اقصى الشمال الى أقصى اليمين
      حيث تكون المصلحة المادية ستجدهم بغض النظر عن أي مبدأ

    • زائر 7 | 11:44 م

      دواهم بسيط

      هؤلاء الحثالة كل ما نحتاجه للجمهم هو وثيقة تنص على ان الراتب لن يتغير للأسوأ في حال التحول الى الدمقراطية اذا ما زاد ما بيقصر على طول بتوقف وياك اي ويش هامنهم غير الفلوس عندهم كرامة الانسان على قدر مايملك

    • زائر 6 | 11:38 م

      المشكلة

      المشكلة عندما لا يكون عند الانسان مبادئ أساسية يتخبط كل يوم يخرج بتصريح جديد وفق المتغيرات الساسية على عكس من لديه اسس ومبادئ وقيم يتمسك بها ولا يحيد عنها مهما كلفه الامر ولاسيما إذا كانت هذه القيم نابعة من الحق نفسه

    • زائر 5 | 10:58 م

      قامت تاكل أولادهه يا أستاذ

      الزبد يذهب جفاء وما ينفع الناس يمكث في الأرض

    • زائر 3 | 10:21 م

      غريب أمرهم

      هذا يسمى أستغباء أستحماري ضد الشعوب فالمتلونون منهجهم نفذ مايطلب منك فقط

    • زائر 2 | 10:02 م

      انه ملبوس العار والخزى التنكر لما صرح/صرحت بها

      عندما أعطت بنت الاجاويد مريم الشروقي لقب .....لذلك الكاتب الكاتبة لم يكن ذلك صدفة وانما متابعة حثيثة لما يقوم تقوم بها من تحريض ونشر لأفكار التعصب والكراهية في المجتمع الان بدأ التنكر لما قيل ليبان حجم النفاق والخوف ونقول على درب المطالبة بالحقوق سائرون أيها الكاتب الكاتبة وهي معروفة بحقدها

    • زائر 1 | 9:24 م

      انهم هكذا.

      نعم عندما ظهر قائدهم وقال لهم قولوا كذا وكذا قالوا اما الان فقد تغير الموقف خوفا من التقلبات الدوليه وخصوصا الاقليميه اخد يرتجف خوفا وهم تبعا له فتغير رايهم وهكذا هم قوم تبع.

اقرأ ايضاً