العدد 4193 - الجمعة 28 فبراير 2014م الموافق 28 ربيع الثاني 1435هـ

الرئيس الأوكراني المخلوع يظهر في روسيا... وكييف تتهم موسكو بـ «الغزو»

توافد كبير من متظاهرين على ساحة الاستقلال في كييف... وفي الإطار الرئيس المخلوع-afp
توافد كبير من متظاهرين على ساحة الاستقلال في كييف... وفي الإطار الرئيس المخلوع-afp

اتهم القائم بأعمال الرئيس الأوكراني أولكسندر تورتشينوف روسيا أمس (الجمعة) بشن عدوان على بلاده، وقال إن «موسكو تنفذ سيناريو مشابهاً لما حدث قبل أن تخوض الحرب مع جورجيا في 2008». وحث تورتشينوف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على وقف «الاستفزازات» في منطقة شبه جزيرة القرم الأوكرانية.

إلى ذلك، ظهر الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش لأول مرة منذ عزله. وقال في مؤتمر صحافي بمدينة روسية أمس إنه لن يتخلى عن النضال من أجل مستقبل بلاده.

وقال للصحافيين في مدينة روستوف أون دون إن قوات فاشية هي التي أجبرته على الخروج من السلطة وأنحى باللائمة في الأزمة على الغرب لتبنيه محتجين يسعون للإطاحة به.


الرئيس الأوكراني المخلوع من روسيا: اضطررت للفرار بسبب تهديد لحياتي

موسكو - أ ف ب

أعلن الرئيس الأوكراني المخلوع فيكتور يانوكوفيتش أمس الجمعة (28 فبراير/ شباط 2014) في أول ظهور علني له منذ فراره إلى روسيا أنه لم تتم الإطاحة به، مؤكداً أنه «سيواصل النضال» من أجل مستقبل أوكرانيا.

وعقد يانوكوفيتش مؤتمره الصحافي في مدينة روستوف أون دون بجنوب روسيا بعد ساعات على إعلان السلطات الانتقالية في أوكرانيا أنها استعادت السيطرة على مطارين في شبه جزيرة القرم متهمة القوات الروسية بالقيام بـ «اجتياح مسلح».

وأدلى يانوكوفيتش بتصريحاته أمام الإعلام في هذه المدينة الواقعة جنوب روسيا على بعد أقل من ساعتين براً من الحدود مع أوكرانيا.

وقال في أول ظهور علني له منذ أكثر من أسبوع: «لم تتم الإطاحة بي من قبل أحد، لقد اضطررت لمغادرة أوكرانيا بسبب تهديد مباشر لحياتي وحياة المقربين مني».

وأضاف «اأتزم مواصلة النضال من أجل مستقبل أوكرانيا في مواجهة هؤلاء الذين يحاولون أن ينشروا فيها الترهيب والخوف».

وأكد أنه سيعود إلى أوكرانيا ما أن يتلقى ضمانات بشأن أمنه.

وهاجم يانوكوفيتش الذي غادر أوكرانيا بعدما عزله البرلمان السبت، السلطات الجديدة المناهضة للكرملين والموالية لأوروبا.

وقال: «إن السلطة في أوكرانيا أصبحت في أيدي شبان موالين للفاشية يمثلون الأقلية المطلقة من الشعب في أوكرانيا». وأضاف «هذه هي الفوضى والترهيب».

لكن يانوكوفيتش (63 عاماً) الذي تحدث بالروسية قال إنه يريد الاعتذار من الشعب لأنه غادر أوكرانيا بوضعها الحالي. وقال: «أشعر بالخجل. أود أن أقول إنني اعتذر من الشعب الأوكراني على ما حصل في أوكرانيا وأنه لم تكن لديَّ القوة الكافية لإبقاء الاستقرار».

كما أعلن يانوكوفيتش أنه يستغرب «صمت» الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واتهم الغربيين بالمسئولية عن الاضطرابات وسقوط ضحايا في كييف.

وقال إن «روسيا يجب أن تتحرك وهي مرغمة على التحرك ونظراً إلى معرفتي بطبع فلاديمير بوتين أتساءل لماذا هو متحفظ ولماذا يلزم الصمت».

واعتبر أن الاضطرابات وسقوط ضحايا في أوكرانيا «هما نتيجة السياسات غير المسئولة للغرب». وقال إنه تحدث هاتفياً مع الرئيس الروسي بعد وصوله إلى البلاد لكنه لم يجتمع به بعد.

وكان مدعي أوكرانيا حذر أمس (الجمعة) من أن كييف ستطلب من روسيا تسليمها يانوكوفيتش المتهم بارتكاب «جرائم جماعية» في كييف أودت بنحو 82 شخصاً الأسبوع الماضي. وكانت أسوأ أزمة تشهدها أوكرانيا منذ استقلالها العام 1991 اندلعت في نوفمبر/ تشرين الثاني حين اتخذ يانوكوفيتش قراراً مفاجئاً بالعدول عن توقيع اتفاقات شراكة مع الاتحاد الأوروبي من أجل التقارب مع روسيا.

وبشأن الوضع في القرم، اعتبر الرئيس الأوكراني المخلوع أن التوتر في تلك المنطقة «رد فعل طبيعي» على عملية «استيلاء على السلطة وانقلاب قامت به عصابات» داعياً إلى إبقاء جمهورية القرم التي تحظى بحكم ذاتي ضمن أوكرانيا.

وميدانياً، استعادت السلطات الأمنية الأوكرانية أمس السيطرة على مطاري القرم اللذين كان سيطر عليهم مسلحون تقول كييف إن لهم علاقة بالجيش الروسي.

وأعلن مدير المجلس الوطني للأمن والدفاع اندريه باروبيي «حصلت محاولة للاستيلاء على مطاري سيمفروبول وسيباستوبول لكنهما عادا الآن تحت سيطرة القوات الأمنية الأوكرانية». لكن مراسلي وكالة «فرانس برس» قالوا إنهم شاهدوا عشرات الرجال المسلحين بالكلاشنيكوف يطوقون مطار سيمفروبول.

واتهم وزير الداخلية في الحكومة الأوكرانية الانتقالية آرسين أفاكوف القوات الروسية بـ «الاجتياح المسلح والاحتلال» بعدما سيطر مسلحون ليل الجمعة على المطارين وأحدهما عسكري.

وكتب أفاكوف في صفحته على فيسبوك «أعتبر ما جرى بمثابة اجتياح مسلح واحتلال في انتهاك لكل الاتفاقيات والمعايير الدولية».

وإثر ذلك صوّت البرلمان الأوكراني على قرار يدعو الولايات المتحدة وبريطانيا إلى ضمان سيادة أوكرانيا.

وفي هذا الوقت، قررت النمسا وسويسرا اللتان تشكلان ملاذين ماليين آمنين فرض إجراءات عقابية تطال أموال الرئيس الأوكراني المعزول والمقربين منه، بينما لم تطبق حتى الآن العقوبات الفردية التي أقرها الاتحاد الأوروبي.

كما اعتبرت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد أنه لا يوجد في الوقت الراهن أي سبب يدعو إلى «الذعر» بخصوص وضع اقتصاد أوكرانيا التي طلبت مساعدة المجموعة الدولية.

العدد 4193 - الجمعة 28 فبراير 2014م الموافق 28 ربيع الثاني 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً