بدأ البرلمان الأوكراني أمس الخميس (6 مارس/ آذار 2014) إجراء لحل البرلمان المحلي في شبه جزيرة القرم، بعد أن طلب الأخير الانضمام إلى روسيا، بحسب ما صرح الرئيس الانتقالي أولكسندر تورشينوف.
وقال تورشينوف إن «البرلمان في كييف سيبدأ الإجراء لحل» برلمان القرم الذي طلب ضم شبه الجزيرة الأوكرانية إلى روسيا وأعلن عن تنظيم استفتاء في 16 مارس للموافقة على هذا الضم.
وفي كلمة متلفزة انتقد تورشينوف قرار برلمان القرم ووصفه بأنه «جريمة» يدعمها الجيش الروسي.
وطلب برلمان جمهورية القرم الذي يهيمن عليه التيار الموالي لروسيا في وقت سابق من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انضمام القرم إلى روسيا.
وحذرت الولايات المتحدة أمس من أن تنظيم استفتاء في القرم بشأن انضمامها إلى روسيا من دون مشاورات مع سلطات كييف، سيشكل انتهاكاً للقانون الدولي.
سيمفروبول (أوكرانيا) - أ ف ب
قام برلمان القرم أمس الخميس (6 مارس/ آذار 2014) بخطوة إضافية على طريق تقسيم أوكرانيا بطلبه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلحاق شبه الجزيرة بروسيا معلناً عن استفتاء في هذا الشأن وهو ما اعتبره الرئيس الأميركي باراك أوباما انتهاكاً للقانون الدولي وللسيادة الأوكرانية.
وقال أوباما في تصريح خصه للأزمة في أوكرانيا إن الولايات المتحدة وحلفاءها متحدون في الوقوف ضد التوغل الروسي في الأراضي الأوكرانية، لكنه أضاف أن حل هذه الأزمة دبلوماسياً لايزال ممكناً.
وفي هذه الأثناء، عاد قرابة 40 مراقباً من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إدراجهم بعد أن منعهم مسلحون من دخول القرم الخاضع منذ 28 فبراير/ شباط الماضي لسيطرة قوات روسية. وسيكون على الناخبين في القرم الاختيار خلال استفتاء في 16 مارس بين الانضمام إلى الاتحاد الروسي أو تعزيز الحكم الذاتي لشبه جزيرة القرم، بحسب ما قال النائب غريغوري يوف.
وكان برلمان القرم في السابق يعمل على تنظيم استفتاء بشأن الحكم الذاتي فقط في 30 مارس. وفي موسكو، أكد الكرملين أن الرئيس درس طلب برلمان القرم. كما اعتبر رئيس المجلس الأوروبي هرمان فان رومبوي أن قرار برلمان القرم غير شرعي.
من جهته، أعلن رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك أمس أمام الحلف شمال الأطلسي أن حكومته «لا تملك خياراً عسكرياً»، داعياً روسيا إلى «القيام بالخطوة الأولى إلى الوراء».
وقال ياتسينيوك على إثر لقاء مع الأمين العام للحلف الأطلسي أندرس فوغ راسموسين في مقر الحلف في بروكسل «نحن مصممون على تسوية هذه الأزمة سلمياً».
وأضاف «لا يوجد خيار عسكري، لكن لنكن واضحين: على روسيا أن تقوم بالخطوة الأولى إلى الوراء». وقال أيضاً «هم الذين بدأوا، ويتعين عليهم أن يتوقفوا».
من جهته، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما فرض سلسلة من العقوبات لزيادة الضغوط على روسيا. وقال البيت الأبيض إن «وزارة الخارجية تفرض... قيوداً على تأشيرات الدخول على عدد من المسئولين والأفراد ما يعكس قراراً سياسياً» يهدف إلى رفض منح تأشيرات لأولئك الذين يهددون سيادة أوكرانيا.
ولم يعطِ البيت الأبيض أية توضيحات بشأن عدد الأشخاص المعنيين أو هوياتهم لكن مصدراً رسمياً أميركياً قال إن اللائحة ستضم في الوقت نفسه مسئولين من أوكرانيا وروسيا.
كما قرر القادة الأوروبيون بعد قمة في بروكسل تعليق المفاوضات بشأن تأشيرات الدخول مع روسيا، وهددوا بفرض عقوبات إضافية على موسكو ولاسيما اقتصادية إذا واصل الوضع التدهور في أوكرانيا.
وفي موازاة ذلك، لم يتوصل وزيرا خارجية أميركا جون كيري والروسي سيرغي لافروف إلى أي اتفاق على رغم عقدهما ثلاثة اجتماعات في غضون يومين. وقبل القمة، يجري وزير الخارجية الأميركي جون كيري محادثات مع نظرائه الأوروبيين، بحسب ما أعلن دبلوماسي أميركي قبل قمة في بروكسل مخصصة لبحث هذه الأزمة.
من جهتها، انتقدت وزارة الخارجية الروسية أمس قائمة نشرتها وزارة الخارجية الأميركية تشكك في تصريحات أدلى بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للصحافيين هذا الأسبوع بشأن أوكرانيا، ووصفتها بأنها دعاية إعلامية «هابطة المستوى».
وفي دونيتسك، المعقل الانتخابي ليانوكوفيتش في شرق البلاد، ازدادت حدة التوتر بشكل ملحوظ. وفي هذه المدينة، استعادت الشرطة الأوكرانية السيطرة على مقر الحكومة المحلية الذي احتل ناشطون موالون لروسيا وأوقفت عشرات الأشخاص.
العدد 4199 - الخميس 06 مارس 2014م الموافق 05 جمادى الأولى 1435هـ
