العدد 4201 - السبت 08 مارس 2014م الموافق 07 جمادى الأولى 1435هـ

بين العدالة والانتقام فرق كبير

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

هناك فرق كبير بين العدالة والانتقام؛ فالعدالة تعني اتخاذ إجراءات عقابية تتناسب مع الجرم وذلك بالاستناد على إجراءات قانونية تلتزم بإطار قضائي مستقل عن الأطراف الداخلة بالقضية المعنية. أمّا الانتقام فهو يعني شيئاً آخر؛ لأنه يتطلب القيام بعمل أو إجراء يُحدث الضرر والألم ضد شخص مُعيّن أو فئة محددة وذلك لإشفاء الغليل.

لعلَّ البعض يعتقد بأن العدالة والانتقام أمر واحد، ولكن الواقع هو أن الانتقام كان السبيل المتاح للمجتمعات التي لم تصل إليها الحضارة، أو التي تعيش في بيئة متخلفة أو أنها من دون قوانين مكتوبة ومطبقة على الجميع، ومن دون محاكم عادلة، ومن دون شرطة ومن دون أجهزة محايدة تعمل من أجل الصالح العام. ولقد كانت ثقافة الانتقام أحد أسباب الحروب التي لا تنتهي في عصر الجاهلية، وكما يخبرنا التاريخ عن حرب داحس والغبراء التي خاضها العرب في الجاهلية لمدة أربعين سنة بسبب الغيرة والحسد والعراك والتنافس أثناء سباق جرى بين فرسين، ثم تحوَّل إلى انتقام وانتقام مضاد.

العدالة لها منهج آخر، إذ إن الهدف من إجراءاتها هو تصحيح الخطأ، وليس إيقاع الضرر والألم والخسارة في الطرف المقابل بسبب مَظلَمة حقيقية أو متصوَّرة. العدالة تؤدي إلى مجتمع ينعم بالأمن والاستقرار، أمّا الانتقام فيؤدي إلى مزيد من العنف ومزيد من الخراب والاضطراب؛ وذلك لأن الانتقام يستهدف أساساً إلحاق الألم فقط، ويعتبر ذلك هدفاً لإشفاء الغليل. أمّا العدالة فهي من أجل حماية المجتمع (كل فئات المجتمع من دون تفريق) اعتماداً على مبدأ الوقاية المستقبلية من الخطأ، وحماية الأبرياء، وإعادة التأهيل لكي لا يتكرر السلوك الخاطئ. ولذلك فإن العدالة تحتاج إلى النظام القضائي العادل وإلى سيادة القانون المطبق على الجميع من دون استثناء. أمّا الانتقام فهو لا يحتاج إلى نظام عادل ولا يحتاج إلى إجراءات ولا يحتاج إلى قانون يُطبَّق على الجميع؛ لأن الهدف من الانتقام يختلف عن الهدف من العدالة.

وعليه، فإننا ومن منطلق حرصنا على حضارية الدولة، ندعو إلى احترام سيادة القانون وتجنب سياسة الانتقام، ويتوجب ألا تكون أنظمة الأمن والعدالة مشحونة بالعداء لجهة ما، وإنما يجب أن تكون أداة محايدة للعدالة بين الجميع في بلاد يحكمها قانون ملتزم بحقوق الإنسان.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4201 - السبت 08 مارس 2014م الموافق 07 جمادى الأولى 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 35 | 12:46 م

      يعني شنو ؟؟

      بدون لف او دوران : الرهاب الذي تعيشه البحرين سببه رموز دينية وسياسية معروفة ومنهم كتاب وصحافيون ، المطلوب تطبيق القانون عليهم دون ادنى تردد وهذا هو قمة العدالة لدرء الضرر الذي سببوه للبحرين ، وليس في ذلك اي علاقة بما يعتقد البعض بانه استهداف او انتقام ، سيدىدي نحن نعيش على ارض البحرين ونشاهد الارهاب يوميا ! هل تريد ان نسكت عنه لكي نرضى تفلسف البعض . الارهاب له رد واحد فقط لا غير : قطع دابره باقسى الوسائل والاهم المحرضين

    • زائر 36 زائر 35 | 1:51 م

      سبب الارهاب هو من يقوم به والذي يحاول بكل وسيلة التهرب من الاستحقاقات لمطالب الشعب التواق للحرية والعدالة والكرامة الانسانية للجميع

      الارهاب والانتقام والتهميش والتخوين والتمييز لجهة معينة لايمكن ان يسمى عدالة اما سبب ما يدور هو محاولة التهرب بكل الطرق والوسائل الملتوية من احقاق الحق واعطاء كل ذي حق حقه من السلطة ومن المستفيدين من الواقع الذين يصطادون في الماء العكر ليعثوا في الارض فسادا من اجل مصالحهم الشخصية ولايعبهون بالوطن والحق والعدالة بل هم يريدون مزيد من الفساد والخراب لانهم المستفيد من استمراره او انهم جبناء وجهلة ومتخلفون ... لايميزون بين الحق والباطل ولا الظلم والعدل فهم كالانعام او اظل سبيلا

    • زائر 29 | 6:21 ص

      أم البنات

      العدالة لن نجدها إلا عند الحاكم العادل فأين نحن وأين العدالة ؟ زمن العدالة ولى في زمن تنصيب الإمام علي عليه السلام، المشتكى لله حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

    • زائر 26 | 5:51 ص

      !!!

      تأدن في خوابة ، فالانتقام سياسة دولة و العدالة غائبة في البلد و العوين الله

    • زائر 24 | 5:46 ص

      رد على زائر 17

      اولا انت ساكن فى منطقة لايوجد فيها تفتيش وثانيا انه بطنك شبعان ولا اتحس ابغيرك ام سمعت من اصبح ولم يهتم بامور المسلمين فليس منهم قول كلمة الحق او اسكت واترك عنك هالقول دائما الموالات للوطن حبيبى احنه بحرينيين واحنه الاصل ولا تتهمنه بالخونة الله راح ياخد الحق المسلوب

    • زائر 21 | 5:32 ص

      ياعجب الله

      غريبه الصراحه هجومكم على الاجراءآت الامنيه ، عاديه جدا بس التهويل ماله داعي ، نقاط وتفتيش شي طبيعي ، والله اشلون يعني تبونها سايبه ، والله امركم عجيب غريب

    • زائر 17 | 3:08 ص

      بدعاوي محب للبحرين

      يا دكتور .... الأمن والعدالة مطلوب من كل فئات المجتمع وهذا ما تقوم به الحكومة وتشكر عليه . يا دكتور منصور لماذا لا تتكلم عن من سلب الأمن والأمان من بلدنا المعروف بالحب والتسامح ؟ وما هذه النقاط الأمنية الا لسلامتي وسلامتك من الإرهاب . ماذا حصدنا من كثرة التسامح والعفو عن الاجرام غير الزيادة في العبث بأمن البلد والحقد بين الفئتين الكريمتين . يا دكتور محتاجين الى أشخاص تكون قلوبهم على وطنهم (البحرين) ولا شئ غير البحرين . حفظ الله البحرين وحكامها من كل شر ومكروه وحفظ الله شعبها

    • زائر 31 زائر 17 | 6:42 ص

      الأسباب الحقيقية وراء الأزمة

      ولا أظنك تجهل الأسباب الحقيقية للأزمة ثانيا لماذا عندما يدور الحديث عن الأزمة تنظرون الى من خرجوا للتظاهر في الشوارع وتنسون المتسبب الحقيقي في هذا الظلم والذي بدوره دفع الناس للثورة فمشكلتنا معكم أنكم تعلمون أين الخلل ومن هو المتسبب ولكن تغلقون أعينكم حتى لاتتبدل قيادتكم ويبقى الحال على ماهو عليه علما أنكم لستم مستفيدين بشيء فقط لايقاع الضرر بالطرف الآخر بينما نحن لنا ألسن ونجاهر بمطالبنا ومطالبكم ولانرضى بالظلم علينا أو عليكم فمبدئنا اما حياة حرة أو موت بعز فماذا تختارون

    • زائر 33 زائر 17 | 9:45 ص

      الأسباب الحقيقية للأزمة

      ولا أظنك تجهل الأسباب الحقيقية للأزمة ثانيا لماذا عندما يدور الحديث عن الأزمة تنظرون الى من خرجوا للتظاهر في الشوارع وتنسون المتسبب الحقيقي في هذا الظلم والذي بدوره دفع الناس للثورة فمشكلتنا معكم أنكم تعلمون أين الخلل ومن هو المتسبب ولكن تغلقون أعينكم حتى لاتتبدل قيادتكم ويبقى الحال على ماهو عليه علما أنكم لستم مستفيدين بشيء فقط لايقاع الضرر بالطرف الآخر بينما نحن لنا ألسن ونجاهر بمطالبنا ومطالبكم ولانرضى بالظلم علينا أو عليكم فمبدئنا اما حياة حرة أو موت بعز فماذا تختارون

    • زائر 16 | 1:58 ص

      سياسة الإنتقام الممنهجه

      ماذا لو كانت سياسة الإنتقام والتشفي سياسه رسميه منظمه من قبل السلطه على فئة من الشعب!!
      وهذا ما نعيشه في وطننا الذي نحن فيه غرباء

    • زائر 12 | 12:07 ص

      لا تتكلّم دكتور عن العدالة فلا وجود لها ونسيناها من زمان

      العدالة التي يحاربها البعض متخندقا وراء طائفته والتي يحارب من يحسب نفسه على الدين وهو لا يعرف انما الاديان المساوية انما انزلت من اجل تحقيق العدالة وهي اول واكبر اهدافها العدالة التي ينشدها كل العالم هي حرام وحرام الكلام عنها ولا ادري هل ربما تمنع كل المقالات التي تتحدث عنها بعد فقدناها

    • زائر 10 | 11:24 م

      نقاط التفتيش

      في نقاط التفتيش يسالك وين تشتغل وين بتروح ومن وين جاي وبعضهم يسالك جم زوجه متزوج وهل انته متزوج زواج المتعه والكثير من الاساله التي ليس لها داعي اصلا.

    • زائر 9 | 11:19 م

      نعم اته الانتقام

      والله ما معني نقاط التفتيش في كل ارجاء المناطق الشيعية فقط و السباب لمذهب اهل البيت والكلام الغير لائق والذي يدل علي حقد من رجال الشرطة الذين حتي لا يحسنون العربية علي الطائفة الشعية

    • زائر 6 | 10:02 م

      6

      سيادة القانون .. ام فوق القانون

    • زائر 5 | 9:58 م

      دكتورنا

      قديما قيل الخير يخص والشر يعم

    • زائر 2 | 9:18 م

      نور على نور.

      نعم كلامك يا استاذ نور على نور . ولكنهم لا يفقهون مثل هذا الكلام فهم يتشفون فقط وفقط .رحم الله أبوك.

    • زائر 1 | 8:59 م

      مقر الوفاق تعرض للاقتحام من مليشيات هددت حياة العاملين فيه للخطر ولم تعلن وزارة الداخلية

      تم اقتحام مقر الوفاق بعد حادثة الديه و كان المهاجمون مزودين باسلحة بيضاء و يمكن نارية مخبأة و خرجوا تحت مرأًى الشرطة ولم يقبض على احد و لم تعلن الداخلية عن الهجوم و كأنه حدث تافه ،

اقرأ ايضاً