العدد 4211 - الثلثاء 18 مارس 2014م الموافق 17 جمادى الأولى 1435هـ

عمار بوقس المشلول الذي أحرج الأطباء

رجل الإرادة وقاهر المستحيل

عمار هيثم عبدالله، الملقب بـ «قاهر المستحيل»، وُلد في الولايات المتحدة مصاباً بالشلل منذ الولادة، ومع ذلك أكمل دراسته الثانوية، حاصلاً على معدل 96 في المئة، وحفظ القرآن الكريم كاملاً عندما أكمل 13 عاماً، واستغرق ذلك منه نحو عامين. وهو الآن يعاني شللاً في معظم أعضاء جسده، ويتمكّن من الكلام مستعيناً بأجهزة إلكترونية في أذنيه، ونجح على رغم ذلك في إكمال دراسته الجامعية.

عمار بوقس سعودي الجنسية من مواليد 22 أكتوبر 1986م، ولد في الولايات المتحدة الأميركية، حيث كان والده يدرس هناك، وقد أبصر النور معوقاً بشلل دماغي وارتخاء في الأعصاب، ولا يوجد جزء سليم في جسده سوى العينين واللسان.

وقد درس لمدة ثلاث سنوات في الولايات المتحدة الأميركية وغادرها وهو ابن عشر سنوات، ثم أكمل دراسته بنظام الانتساب في الثانوية حتى تخرج بنسبة 96 في المئة، وبعدها التحق بجامعة الملك عبدالعزيز وحصل على درجة البكالوريوس في الإعلام بامتياز مع مرتبة الشرف، ويعمل حالياً صحافياً ومحللاً في القسم الرياضي في صحيفة عكاظ السعودية، ويلقي المحاضرات، فضلاً عن كونه معيداً في الجامعة الأميركية في دبي، وهو متزوج ويجيد اللغتين العربية والإنجليزية بطلاقة.

وعن تجربته يروي عمار بمرارة عن دراسته في أمريكا، فيقول في مقارنة ضمنية: «عشت إنساناً طبيعياً، وبدأتُ دراستي في الولايات المتحدة الأميركية إلى الصف الثالث في مدارس عادية، غير مخصّصة للمعوقين، وبمجرد وصولي إلى وطني، لم تقبلني أي مدرسة، بل على العكس، اقترحوا انضمامي إلى مدارس المتخلفين عقلياً، لكنني أكملت بعدها تعليمي بنظام الانتساب، وكنت من أوائل المتفوقين في المدرسة والأول على الدفعة في الجامعة. وعملت صحافياً رياضياً، ومعداً ومقدماً لبرامج عُرضت على أكثر من 13 قناة تلفزيونية».

ويعبّر عمار عن أسفه على أن بعض شرائح المجتمع مازالت إلى الآن تغبن المعوق حقه في تقدير الذات، يقول: «أحمد الله على تخطي هذه الصعوبات والعقبات». ولا تتوقف طموحاته: «أسعى لإكمال الدراسات العليا والحصول على الدكتوراه من الولايات المتحدة الأمريكية، وأسعى أيضاً لتصحيح نظرة المجتمع السلبية لذوي الاحتياجات الخاصة».

لقد ألّف بوقس كتاب «قاهر المستحيل» شرح فيه قصة كفاحه مع الإعاقة، إضافة إلى أنه يقوم بإعداد وتقديم برامج تلفزيونية في المملكة العربية السعودية.

بوقس درس القرآن الكريم وهو ابن 11 عاماً وحفظه كاملاً خلال سنتين فقط على رغم أنه لا يستطيع الكتابة، وكل دراسته وكتاباته بالإملاء عن طريق والده ثم زوجته التي اعتبرها هبة له من الله سبحانه.

وذكر أن له فيلماُ على موقع اليوتيوب يتحدث فيه عن حياته وقد بلغ عدد مشاهديه أكثر من 3 ملايين مشاهد. وعن نشاطاته في مجال الإعاقة، أفاد بأنه عضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة والناطق الإعلامي الرسمي باسم الاتحاد، ويقوم بالمشاركة وإلقاء المحاضرات وعقد الندوات داخل المملكة وخارجها عن أهمية رعاية ذوي الإعاقة وتسهيل معاملاتهم وتوافر البيئة الملائمة والصحية والتعليمية الترفيهية لهم، خصوصاً أن عدد المعوقين في المملكة العربية السعودية وصل إلى نحو 150 ألف شخص.

يقول عمار: «نفتقد في المجتمعات العربية والخليجية ثقافة التوعية وفن التعبير عنها، ولبيان أن الإعاقة الحقيقية مرتبطة بالعقل فقط، وليست بالجسم، نمتلك مواد مادية وعلمية ومعنوية، لكننا لا نستثمرها في توفير موارد التوعية، فمجتمعنا لايزال متأخراً في تعزيز ثقافة التعامل مع المعوق، وتجاوز مرحلة اعتباره عبئاً، بل هو مخزون بشري ومكسب وطني، يحتاج إلى منظومة محيطة محفزة، كباقي الأشخاص السليمين جسدياً؛ لتمكينه من الإبداع والإنتاج».

وقال المغرّدون على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» عن بوقس، إنه يستحق أن يُمنح لقب «رجل الإرادة وقاهر المستحيل».

العدد 4211 - الثلثاء 18 مارس 2014م الموافق 17 جمادى الأولى 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً