العدد 4211 - الثلثاء 18 مارس 2014م الموافق 17 جمادى الأولى 1435هـ

غسيل القولون.. لعبة تجارية

في زمننا هذا أصبح البحث عن المعلومة أمر سهل للغاية، خصوصاً مع تطور التكنولوجيا ووجود مواقع التواصل الاجتماعي أو التطبيقات الإلكترونية لها مثل تويتر وإنستغرام وفيس بوك والمنتديات، وللأسف أصبح أيضاً الوضع سهلاً عند بعض الأفراد لممارسة ألعابه التجارية في تضليل الناس وخداعهم واستغلال معتقداتهم الخاطئة للوصول إلى أرباح مادية بحتة، وأسوأ هذه الألعاب عندما تكون صحة الفرد طرفاً فيها.

غسيل القولون أمر شائع جداً، خصوصاً في منطقة الخليج، حيث إنه يُمارس منذ فترة طويلة، سواء من خلال اجتهادات أفراد ذوي خبرة في هذا المجال أو عن طريق بعض المراكز المخصصة لهذا الشيء. وبنيت فكرة غسيل القولون على أساس تخليص الجسم من السموم المتراكمة في الأمعاء مثل المعجنات وبقايا الطعام وبعض أنواع السكريات وغيرها من المواد التي يُعتقد أنها تتراكم خلال سنوات في القولون ولا يستطيع الجسم التخلص منها؛ فبالتالي تقلل أمراض القولون وأهمها متلازمة القولون العصبي والسرطان، وهنالك طرق عدة تستخدم لغسيل القولون أشهرها استخدام أعشاب أو حبوب مسهلة بجرعات كبيرة ولفترة قصيرة، أو إدخال أنبوب عن طريق فتحة الشرج وغسله يدوياً بالماء ورش بعض المسهلات، ويتم تحديد جلسات لغسل القولون حسب رغبة الشخص، مرة كل 3 أو 6 شهور.

طبعاً، كل ما سبق غير مبني على أساس علمي بتاتاً، وغير معترف فيه دولياً، وأظهرت الكثير من الدراسات خطورة غسل القولون من دون سبب مقنع، حيث إن هذه الممارسات قد تهدد حياة المريض، والأمر الوحيد الذي يستدعي غسل القولون هو تجهيز المريض لعمل منظار للقولون ويتم داخل المستشفيات غالباً أو في العيادات وتحت إشراف طاقم طبي متخصص.

قد يستند البعض إلى أن تخليص الجسم من البكتيريا وبعض المواد العالقة بالقولون قد يساعد على حمايتهم من تلك السموم. هذا الكلام أيضاً غير صحيح؛ لأن القولون لا ينتظر من يساعده في طرد بقايا الأكل أو غيرها من المواد السامة، وخلق الله القولون ليقوم بهذا الغرض.

رخّصت منظمة الغذاء والدواء استخدام بعض الأجهزة والأدوية لغسيل القولون، لكن الترخيص للأغراض الطبية فقط، وحذرت من أن تستخدم عملية غسل القولون لغرض الفكرة المزعومة في طرد السموم وبقايا الأكل.

ومن الأضرار الخطيرة لغسيل القولون والتي قد تسبب الوفاة:

- جفاف حاد وإرباكاً في أملاح الجسم، خصوصاً هبوط البوتاسيوم والصوديوم.

- زيادة فرص التهاب الأمعاء بسبب التخلص من البكتيريا المفيدة.

- زيادة فرص الالتهابات الطفيلية بسبب استخدام أغراض غريبة غير معدة طبياً للغسيل.

- تصدع جدار الأمعاء وتشققها (وقد يكون ذلك مميتاً).

الخلاصة؛ أنّ غسيل القولون لعبة تجارية لا أكثر، وغرضها الوحيد تجهيز المريض لمنظار القولون تحت إشراف طاقم طبي، ولا صحة علمية لفكرة طرد السموم من الجسم.

الدكتور خالد الجناعي:

أخصائي أمراض باطنية/ مستشفى العدان - وزارة الصحة الكويت

العدد 4211 - الثلثاء 18 مارس 2014م الموافق 17 جمادى الأولى 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 10:52 ص

      حيرتونا صراحه

      شكرا على الموضوع الجميل والمفيد المواطن العادي بيحتار امام اختلاف راي الاطباء في حكاية غسيل القولون ولكن فعلا الله خلقه وجعل منه جهاز قادر على التخلص من السموم بطريقة ذاتية

اقرأ ايضاً