العدد 4214 - الجمعة 21 مارس 2014م الموافق 20 جمادى الأولى 1435هـ

ماذا وراء إزالة خيام «ساحة الشرفاء»؟

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في خطوةٍ غير مسبوقة، قامت بلدية المحرق الاثنين الماضي (17 مارس/ آذار 2014) بإزالة خيم ولافتات احتوت عبارات تحريضية ضد فئات وشخصيات بحرينية ودبلوماسية، وذلك بعد أكثر من 3 سنوات من الاستعراض المستمر في مكان عام، ولأهداف سياسية، ومع ذلك لم تكشف الجهات الرسمية الأسباب الحقيقية وراء خطوتها، ولجأت لخيار الصمت.

روايات وتحليلات كثيرة صاحبت انتشار خبر إزالة الخيام التي نصبت لدعم السلطة، ومعارضة المعارضة، ورفعت شعار القصاص، وعلقت المشانق، وأساءت إلى دول ودبلوماسيين، وأقحمت نفسها في شئون دول شقيقة، ورفعت اسم «الشرفاء»!

الحقيقة تبدو مخفية، إلا أنها بدأت في الظهور، وهو أن السلطة «ملت» من هذا الوجود، الذي فقد قيمته الفعلية، وتحوّل إلى عبء لا يمكن الصبر عليه، حتى ذهب محافظ المحرق إلى القول: «لسنا بحاجة لخيام وعشيش لإبراز وطنية أهالي المحرق».

منذ فترة بسيطة شهدت مواقع التواصل الاجتماعي خلافات علنية بين القائمين على إدارة الساحة، تبادلوا بينهم نعوتاً واتهامات، من بينها «الداعشية»، وبدا الأمر وكأن هذه الساحة تحوّلت إلى منطقة يمكن أن تكون نواة «داعشية» في ظل تشدد الخطاب.

ليس خافياً على أحد أن جماعة تطلق على نفسها «طوق القادسية» وصفت العقيد المتقاعد في المخابرات بـ«الداعشي»، مطالبة إياه بالاستقالة من «ساحة الشرفاء». وورد في بيان لتلك الجماعة بالحرف الواحد: «في اليومين الماضيين رأينا أخطاء القائم على ساحة الشرفاء المدعو (العقيد السابق) تضر بالوطن والمواطنين، فبعد تهديد أحفاد عمر، وصلنا أنه استغل حفيدات عائشة أم المؤمنين ونشر صورهن في أحد الأفلام وفتح مجال لتهديداتهن».

وذكرت الجماعة في مدونتها «ائتلاف قلعة القادسية» من وصفته بـ «الداعشي»، أنها «لن تسمح له ولا لأمثاله بتحويل ساحة الشرفاء إلى ساحة داعش وتغرّر بالنشء الخروج على ولي الأمر، وتحريضهم على تكسير وتخريب الفنادق القريبة من الساحة» على حد تعبيرها.

هذا هو المشهد الأول من مشاهد حقيقة ما يسمى بـ«ساحة الشرفاء» بمنطقة البسيتين، والتي يخطب على منبرها سياسيون ونواب حاليون وسابقون، وزارها مسئولون أيضاً للحصول على الدعم الشعبي السنّي.

المشهد الثاني، ذلك الذي كشف عنه أحد قياديي الساحة من صراع خفي، واستغلال جمعيات سياسية للساحة استعداداً للمعترك الانتخابي المقبل.

وبحسب روايات ذلك القيادي التي وثقها عبر حسابه الخاص بـ «تويتر» تحت مسمى «ساكن البسيتين» وقبل أيام من إزالة الخيام، فقد كشف عن قيام تجمع الوحدة بقيادة رئيسه عبداللطيف المحمود بنصب خيمة كبيرة في الساحة لأغراض سياسية وانتخابية، وأنه بعد ذلك بيومين فقط قام شخص آخر بنصب خيمة أخرى، ولذات الهدف والغرض.

اجتماع حدث بين قيادي الساحة والمحمود لمعرفة سبب وضع الخيام، فأجاب المحمود بأن «الخيمة الأولى وضعت لإقامة فعاليات تخص التجمع في الفترة القادمة لغاية الانتخابات»، وفيما يخص الخيمة الثانية «استنكر المحمود وجودها وطلب من صاحبها الذي كان حاضراً بالاجتماع بإزالتها فوراً».

ذلك القيادي اتهم المحمود بـ «نكث الوعد»، وعدم إزالة الخيام، في ظل المتغيرات التي شهدتها البحرين بعد «تفجير الديه»!

سواءً اتفقنا أو اختلفنا مع توجهات الساحة الموجودة في البسيتين، إلا أنها كانت المكان الأكثر تقبلاً من قبل الموالين للسلطة، وأنه في ظل تراجع شعبية تجمع الوحدة وغيرها من الجمعيات السياسية الموالية، فقد أصبحت هذه الساحة مطمع الساعين للوصول إلى المقاعد النيابية وخوض الاستحقاق الانتخابي المقبل للفوز بالمقاعد السنيّة.

القائمون على الساحة اتهموا المحمود وجمعيته بـ«الإفلاس» ومحاولة الصعود على ظهر الساحة واستغلال اسمها للحصول على مكاسب سياسية وشعبية.

المشهد الثالث، وهو قريب من المشهد الثاني، والتي أساء فيها سياسيون استغلال منبر الساحة، وتحويلها من ساحة «معارضة للمعارضة» ولسانٍ للسلطة، إلى ساحةٍ قد تكون بؤرة لخلق معارضةٍ سنيةٍ وليدة جديدة للسلطة.

المشهد الثالث بدا متجلياً في خطاب المحامي عبدالله هاشم في مطلع مارس/ آذار 2014 عندما بدأ في الخروج عن المألوف أو السياق المرسوم للساحة وأهدافها، والتحريض علناً على قول كلمة «لا» والمعارضة، ورفض ما أسماه فرض «الجدار الحديدي» على أهل السنة، والتحدث عن «العزة والكرامة»، حتى ذهب إلى القول بأن «أي نائب مقبل غير مستعد للذهاب للسجن فهو لا يمثلهم».

هذا الخطاب وغيره من الخطابات أصبحت مؤرقة للسلطة غير المستعدة في الوقت الراهن لأن يكون هناك وعي لدى «الحاضنة السنية»، في ظلّ دعوة هاشم لأهل السنّة صراحةً بعدم الانخراط في الجهات العسكرية التي تمنعهم من الانخراط في السياسة.

الواقع أن ما يسمى بـ «ساحة الشرفاء» بدأت كما يبدو بالخروج عن السيطرة كما يبدو للسلطة، وأصبحت ثقلاً مؤرقاً في ظل ثلاثة مشاهد محلية أصبحت حقيقة بعد ثلاث سنوات من وجود الساحة، وهي أنها قد تكون بؤرة «داعشية» تكفيرية متطرفة بحسب أقوال منتسبيها، كما تحوّلت إلى ساحة لمعركة انتخابية لم يؤذن لها بعد، كما أنها انحرفت من نسقها «المعارض للمعارضة» إلى «معارضة للسلطة» بشكل مختلف ومخيف، فكان لابد من وقفةٍ قبل أن يستفحل أمرها، في ظلّ متغيرات خليجية وإقليمية وعالمية، لا يمكن تجاهلها وانعكاساتها على المشهد الداخلي.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 4214 - الجمعة 21 مارس 2014م الموافق 20 جمادى الأولى 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 31 | 10:42 ص

      أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله كمن أسس بنيانه على شفا جرف هار

      بقي ما بني على التقوى وهذا في الدنيا وما ينتظرهم تجار الفتنة في الآخرة أوجع وانه جد قريب

    • زائر 29 | 7:01 ص

      تحليل ممتاز

      صخوة البعض من النوم و تفريخ الإرهاب و الجدوى و التكلفة

    • زائر 28 | 6:31 ص

      دواعش

      الحمد الله فكينا من شرهم كما أراد أهل البسيتين

    • زائر 25 | 5:45 ص

      هاني اتفق معك و أزيدك

      زيارة أوباما للسعودية والتسوية الإقليمية بعد التقارب الأمريكي الإيراني، والأهم هو زيارة الوفد الإيراني الدبلوماسي للبحرين قبل نهاية الشهر الحالي وقبل زيارة أوباما للرياض فكيف تستقبل حكومة البحرين هذا الوفد وصور قيادات ورموز إيرانية معروضة في ساحات المحرق عليها عبارات طائفية وفيها قذف بغيض لا يتماشى مع التسوية القادمة
      أنصح "الشرفاء" وغيرهم بشراء وتخزين كميات كافية من البندول لمواجة الصداع وأوجاع الرأس المصاحبة لستقبال مسئولين من إيران في البحرين

    • زائر 24 | 5:30 ص

      اللهم اجعل بأسنا قوي

      سنة وشيعه نبني هذا الوطن نحافظ على مستقبل اجياله بكل مانستطيع وانا من ابناء هذا الوطن العظيم مهد الحضارات اتنقل بين قرى البحرين مرورا بالزلاق الهادئة والرفاع الشامحه وستره الصامده والمنامه الجامعه والمحرق العريقه والحد الاصيله وعراد وسماهيج ووووووووووووووووو كلهم اشم في دواعيسهم الطيبه و المحبه ومن لايشم عبق البحرين ولايحترم ابناءها فليس بحريني اصيل

    • زائر 34 زائر 24 | 2:47 م

      أهدي هاالتعليق المتزن حق أخوي زائر 4 البحرين13

      نعم اخوي العزيز، أهديك هالتعليق الطيب من اخونا زائر 24 لعل و عسى يكون فيه خير لك، واحنه ترى أهل وخوان، و نعشق كل شبر من تراب هالوطن، واحنه هل امحرق مب أحسن ولا أشرف ولا أخلص حق الوطن من إخواننا في باجي مدن و قرى البحرين، كلهم مثلنه إيحبون ديرتهم ولا يتمنون لها إلا الخير ولو إختلفو معانا في أشياء إحنه إنجوفها صح وهمه إيجوفونها غلط، فالإختلاف ما يفرق بين الإخوان في الدين والوطن. و كمواطن بحريني مخلص و محرقي اصيل آتمنى أجوف ذاك اليوم اللي يجمعنا إخوان متحابين مثل ما كنا تحت راية هالوطن، قول آمين

    • زائر 23 | 5:03 ص

      قبل ان يأتى.

      لقد ازاحوا الخيام ولافطات التحريض والتخوين قبل ان يأت اوباما ,وعندما يأت هل سيعتقل مجموعة المؤزمين والمتمصلحين ومجموعات التكفير واخوة داعش ومن تبرع بشراء البشوت والتبرع بذهب ازوجاته لمشروع (غاز")؟

    • زائر 21 | 3:18 ص

      بل إسمها خيام ساحة «الشر»!

      الخيام التي نصبت لدعم السلطة، ومعارضة المعارضة، ورفعت شعار القصاص، وعلقت المشانق، وأساءت إلى دول ودبلوماسيين، وأقحمت نفسها في شئون دول شقيقة، ورفعت اسم «الشر»!

    • زائر 20 | 3:09 ص

      إخواني في الوطن

      اخواني في الوطن لا تجعلون من أنفسكم ورقة الخريف ... نعم ورقة الخريف ... ورقة استاذ منها بعض المتصالحين من امثال الشيخ فلان بن فلان او النائب فلان بن فلان او استغلال طيبة أبناء البحرين الطيبين لصالح داعش او أنصار الشام ... نحن اهل البحرين نريد شي واحد فقط هو المواطنة الصالحة والعدل في توزيع الثروة والمساوة في ظل حكومة عادلة او حكومة منتخبة يختارها أبناء البحرين او حكومة يرتضيها أبناء البحرين بدون استثناء

    • زائر 11 | 1:14 ص

      ما بني على باطل فهو باطل

      لقد شارك الكثير في ظلم هذا الشعب المسكين، والآن جاء وقت حصاد التعاون على الإثم والعدوان
      لن تكون هذه هي النهاية بل هي البداية واخذ الله وانتقامه ليس كانتقام الناس

    • زائر 10 | 1:01 ص

      كفى

      تجمع الفاتح قائم علي أقصاء الآخر بمعني : أي جمعيه أو شخصيه تشاكس الحكومه وتسبب لها أزعاج فالفاتح لها بالمرصاد يقوم بدور التأنيب وفقط

    • زائر 9 | 12:49 ص

      ههه

      انقلب السحر ع الساحر

    • زائر 8 | 12:18 ص

      دعوة عبد الله فعلا تؤرقهم

      ان من يحاول توعية الناس لحقوقهم فهو عدو للسلطة

    • زائر 7 | 11:53 م

      شكرا لمن أزال هذه الخيام

      الحمد لله الذي خلصنا من خيام بؤر الفساد والإرهاب ونظف المحرق منهم فهم ليسوا سوى تجمع للتحريض ونشر الفتنة تحت مسمى الدين اما اللواتي كن يهددن بالحرق والقتل فنقول لهم احترمن سنين عمركن وأجلسن في بيوتكن وشكرا للبلدية على هذا الإجراء الصحيح

    • زائر 6 | 11:39 م

      بدون تعليق

      اللهم اجعل بأسهم بينهم شديد

    • زائر 5 | 11:36 م

      ليتركو السياسة الى اهلها

      ذاك التجمع وجوده لغرض طائفي محض وما تعليق المشانق إلا مؤشر على ذالك .

    • زائر 4 | 10:24 م

      البحرين13

      الكاتب قاعد يقول اللي يدور في راسه ولا يعرف اهالي المحرق .. من خلال استخدام م قصص مصطلحات غريبة

    • زائر 12 زائر 4 | 1:16 ص

      حبيبي يابحرين

      مع احترامي لك شكلك انته الي ماتدري ويش صاير في الساحه والكاتب لم ياتي بأي شئ من عنده أو من نسج الخيال

    • زائر 15 زائر 4 | 1:30 ص

      البحرين 14

      ليش يعني ما يعرف أهالي المحرق !!؟؟ شنهو فيهم أهالي المحرق زود عن أهالي البحرين !!؟؟ نازلين من كوكب غير يعني. يا أخي تنور شوي واترك عنك الغرور والعنصرية والعنجهية الفارغة.
      أهالي المحرق كرام و طيبين مثلهم مثل أهالي الرفاع مثل أهالي الزلاق مثل أهالي المنامة مثل أهالي سترة مثل أهالي البديع مثل أهالي الدراز مثل كل أهالي البحرين لا أقل ولا أكثر.

    • زائر 18 زائر 4 | 2:02 ص

      هو الواقع

      كاتب المقال قال ما هو متداول و لم يذكر شيئا من جيبه . و ما قاله هو الحقيقة التي كنا نعرفها فأوضحها لنا أكثر

    • زائر 27 زائر 4 | 5:53 ص

      ليش أهالي المحرق ساكنين بالمريخ

      اذا اهل المحرق ساكنين بالمريخ ولا اكلنا ولا شربنا معاهم يمكن يكون كلامك صحيح او يمكن انت جاي من بلد ثاني هذا احتمال يصحّ ايضا

    • زائر 32 زائر 4 | 11:38 ص

      المحرق 1965

      والنعم باهالي المحرق الشرفاء , الحمد لله اكلنا وشربنا وسافرنا ولعبنا وياهم لكن الحق ينقال بعد ان كانوا نواة الثوار والوطنيه والقوميه اصبحوا الان بعد ان دخل عليهم المجنسين من بعض الدول العربيه والاسيويه ادوات تستخدمها السلطه متى ما ارادت وللاسف ما عاد اهل المحرق كما نعرفهم عام 1965

    • زائر 33 زائر 4 | 1:31 م

      الفرق بينهما

      انا اتفق وياك اذا تقصد اهل المحرق مال اول مب الحين , لان فيه فرق بين طبيعه النفس البشريه في لمحرقيين من ايام الستينات ومحرقيين هالايام , محرقيين سمعا وطاعه يختلفون عن احرار 1965

    • زائر 3 | 10:14 م

      اشفق على القائمين على ساحة ما تسمى بالشرفاء

      ساحة يقودها احد الاشخاص يده ملطخة بدماء الكثيرين ممن وقعوا تحت يديه إبان عنفوانه وتسلطه والتي بنت له امبراطورية من المال ووضعته في خانة المليونرية عندما استقال أقيل لا تفرق وأقول من غير لحيته من خفيفة الى كثيفة لايؤمن ان يقع النشء تحت يديه فانهم سيحبون شرب الدماء بدل الحليب فعليه تحركت الجهات الرسمية لتقلم أظافره وتفلصه ليحس بها وأقول مادامت الوظيفة عسكرية لاكثر محبي هذه الساحة فلاخوف عليهم من الخروج من النص فهم مطيعين ومخلصين

    • زائر 19 زائر 3 | 2:22 ص

      معاك على نفس الخط

      هذه الخيم كانت تحوى سافك الدم والمحرض على الإرهاب وكل أنواع الفتنة لا يخافون الله والمصيبة معهم نساء محرضات حسبي الله ونعم الوكيل كلهم أشرار يسعون وراء المال

    • زائر 2 | 10:09 م

      شكرآ على تحليلك

      برئي الشخصي والي اشوف. السبب الثالث هو الصحيح، والله يحفظ البحرين من كل شر.

    • زائر 1 | 9:47 م

      لأن فاحت الريحه..

      ورقه و احترقت شيبون فيها بعد. .

اقرأ ايضاً