بعد أسبوع من حجب موقع «تويتر»، أمرت الحكومة التركية أمس (الخميس)، بحجب موقع «يوتيوب»، على إثر تسريب تسجيلات من اجتماع أمني تم خلاله بحث افتعال ذريعة لتوجيه ضربة عسكرية لسورية.

وكان حجب خدمة «تويتر» قبل أسبوع أثار انتقادات في العالم. وقبل ثلاثة أيام من الانتخابات البلدية التي تنظم (الأحد) وتعتبر حاسمة بالنسبة لحزب العدالة والتنمية الحاكم، أثارت هذه التسريبات غضب رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الذي شجب فيها «عملاً دنيئاً، وجباناً وغير أخلاقي» وتوعَّد بملاحقة الفاعلين.

على إثر تسريب محرج عن سيناريو للتدخل في سورية

بعد «تويتر»... تركيا تحجب «يوتيوب»

أنقرة - أ ف ب

بعد أسبوع من حجب موقع «تويتر»، أمرت الحكومة التركية أمس الخميس (27 مارس/ آذار 2014) بحجب موقع «يوتيوب» على إثر تسريب تسجيلات جديدة من اجتماع أمني تم خلاله بحث افتعال ذريعة لتوجيه ضربة عسكرية لسورية.

وكان حجب خدمة «تويتر» قبل أسبوع أثار العديد من الانتقادات في العالم أجمع. وقبل ثلاثة أيام من الانتخابات البلدية التي تنظم بعد غد (الأحد) وتعتبر نتائجها حاسمة بالنسبة لحزب العدالة والتنمية الحاكم، أثارت هذه التسريبات غضب رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الذي شجب فيها «عملاً دنيئاً، وجباناً وغير أخلاقي» وتوعد بملاحقة الفاعلين.

وقال أردوغان خلال تجمع انتخابي في ديار بكر (جنوب شرق) «لقد سربوا شيئاً على يوتيوب اليوم». وأضاف «كان اجتماعاً بشأن أمننا القومي... هذا عمل دنيء وجبان ولا أخلاقي. سنتعقبهم حتى مغاورهم. من تخدمون من خلال التنصت؟»، في إشارة إلى حلفائه السابقين في جماعة الداعية الإسلامي فتح الله غولن والمتهمين بأنهم وراء نشر تسجيلات ضد الحكومة الإسلامية المحافظة التي يرأسها، منذ أسابيع عدة.

واعتبر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو للصحافيين أن «عمليات التنصت التي تستهدف المسئولين الذين يتولون مهمات رئيسية في جهاز الدولة تشكل بوضوح إعلان حرب على الدولة وعلى الأمة التركية».

وفي هذا التسجيل، يناقش أربعة مسئولين أتراك كبار بينهم وزير الخارجية ورئيس جهاز الاستخبارات حقان فيدان سيناريو لتنفيذ عملية سرية ترمي إلى تبرير تدخل عسكري تركي في سورية.

وفي التسجيل يسمع صوت منسوب إلى رئيس الاستخبارات فيدان يتحدث فيه عن إرسال «أربعة رجال (إلى سورية) لإطلاق ثمانية صواريخ على أرض بور» داخل تركيا. ويضيف «إذا لزم الأمر، يمكن أن نشن هجوماً. هذه ليست مشكلة، يمكن اختراع تبرير لذلك».

ويقول صوت نسب إلى وزير الخارجية في التسجيل «بيني وبينك، رئيس الوزراء قال عبر الهاتف إنه يمكن كذلك استخدام هذا (الهجوم) إذا لزم الأمر في هذه الأجواء».

ولم يتم تأكيد صحة هذا التسجيل ولا تاريخه، ولا ظروفه. ولكن قناة «سي إن إن تورك» قالت إن الاجتماع عقد في مكتب دواود أوغلو، قبل وقت قريب.

من جانبها، لم تنفِ وزارة الخارجية في بيان هذا الاجتماع لكنها قالت إنه تم «التلاعب» بالتسجيل وشجبت في التسريب «هجوماً بغيضاً» و«عملاً إجرامياً خطيراً». وعلى إثر نشر التسجيل، طلبت وزارة الخارجية من هيئة الاتصالات التركية حجب موقع «يوتيوب» متذرعة «بتهديد من الدرجة الأولى للأمن الوطني»، كما أفادت وكالة أنباء «الأناضول». وكان رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض، كمال كيليتشدار أوغلو تحدث عن سيناريو مماثل في وقت سابق من هذا الشهر عندما قال إن أردوغان «قد يقرر إقحام الجيش في سورية قبل الانتخابات»، مضيفاً «لا تجرّوا تركيا إلى مثل هذه المغامرة».