العدد 4224 - الإثنين 31 مارس 2014م الموافق 30 جمادى الأولى 1435هـ

بوصلة البحرين باتجاه فلسطين دائماً

طه محمد عبدالقادر

سفير دولة فلسطين لدى مملكة البحرين

صادف يوم الأحد الموافق (30 مارس/ آذار 2014م) الذكرى الثامنة والثلاثين ليوم الأرض الخالد، في يوم الأرض انتفض الشعب العربي الفلسطيني داخل فلسطين المحتلة العام 1948 في قرى المثلث في الجليل الفلسطيني ضد قرار السلطات الإسرائيلية العنصري القاضي بمصادرة 21 ألف دونم من أراضي قرى عرابة، سخنين، دير حنا وعرب السواعد والتي تعود ملكيتها للفلسطينيين لصالح مشروع «تطوير الجليل» كما تدعي السلطات الإسرائيلية، والحقيقة أن المصادرة كانت لصالح مشروع «تهويد الجليل»!

اجتمعت كل الأطر القيادية العربية داخل الخط الأخضر وأعلنت يوم (30 مارس 1976م) يوماً للإضراب والتظاهر والتصدي بالنضال الشعبي للقرار العنصري الجائر بمصادرة أراضيهم، وتم تنفيذ الإضراب العام الشامل، فما كان من السلطات الإسرائيلية العنصرية إلا أن هاجمت المتظاهرين بالرصاص الحي من قبل الجيش الغاشم وقوى الأمن المعززة بالمجنزرات والدبابات، فسقط أول شهيد من شهداء يوم الأرض الفتى خضر ياسين من عرابة، واشتدت المظاهرات بعد سماع الجماهير نبأ استشهاد الفتى خضر ياسين، وليستشهد خمسة شهداء آخرين في سخنين والطيبة ودير حنا، وفي هذا اليوم الخالد تعانقت دماء الفتاة خديجة شواهنة في سخنين مع دماء شقيقتها الفتاة لينا النابلسي في نابلس في الضفة الغربية الفلسطينية المحتلة.

نعم... وحد يوم الأرض الخالد الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده ووحد الجغرافيا الفلسطينية، وأثبت العرب الفلسطينيون أنهم عرب فلسطينيون لم تفلح ثمانية وعشرون عاماً من سياسة الضم والإلحاق والتهويد بتغيير قناعتهم ولا هويتهم العربية وأعلنوها للسلطات الحاكمة الإسرائيلية العنصرية أنكم أنتم من أتى إلينا بالمجازر التي اجتاحت البلاد ولم نأتِ نحن إليكم!

وأثبت العرب الفلسطينيون داخل الخط الأخضر أن وحدتهم ونضالهم الشعبي كانا الفيصل في كسر قرار مصادرة أراضيهم العنصري، وبأنهم لن يكونوا جزءا من المشروع الكولونيالي الاستعماري الصهيوني لفلسطين والأمة العربية.

في هذا اليوم الأغر يطيب لنا أن نتقدم بأسمى آيات الشكر والعرفان لمعالي وزير الدولة لشئون الإعلام الدكتورة سميرة بنت رجب، وهيئة الإذاعة والتلفزيون في مملكة البحرين الشقيقة على هذه التغطية الاستثنائية من خلال استضافتنا وأبناء الجالية الفلسطينية في مملكة البحرين ببرنامج «هلا بحرين»، والذي حمل طابع التميز والروعة والإنفراد الاعلامي، إضافة للتغطية الإعلامية طيلة يوم «30 آذار» في تناول الذكرى الثامنة والثلاثين ليوم الأرض الخالد.

وفي المساء كان برنامجكم من القدس مؤثراً وجميلاً، ولم ينتهِ اليوم حتى أتحفتمونا بسهرة القدس التي تم إحياؤها العام الماضي في الصالة الثقافية بدعوة كريمة من معالي وزيرة الثقافة البحرينية الشيخة مي بنت محمد آل خليفة من خلال أوبريت القدس، والتي كان أبطاله كوكبة من المطربين والملحنين العرب، حيث تركت هذه المبادرة أطيب الأثر في نفوسنا جميعاً.

وجاءت لتؤكد مجدداً عن عمق العلاقات الأخوية بين بلدينا الشقيقين وحرص مملكة البحرين على امتداد التلاحم القوي بين أطياف الشعب البحريني والشعب الفلسطيني لتعزيز أواصر الأخوة والتقدير المتبادل بين شعبينا الشقيقين من أجل إنهاء الاحتلال الاسرائيلي وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وهذا ليس بغريب على شعب البحرين وقيادته السياسية الحكيمة ممثلة بحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، فجلالته يقف دائماً وفي كل المحافل مدافعاً عن حق شعبنا في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة، داعياً لتوجيه البوصلة باتجاه فلسطين، وأن تبقى القضية الفلسطينية القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية وضرورة العمل على حل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً وشاملاً بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو/ حزيران العام 1967م بالقدس الشرقية عاصمة لها وعودة اللاجئين، مستذكرين بكل فخر واعتزاز ما حققته هيئة شئون الإعلام من مكتسبات وانجازات شكلت علامة بارزة وأسهمت في نهضة وازدهار الثقافة وإطلاق الحريات الإعلامية في ظل المشروع الإصلاحي الرائد والقيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، إضافةً الى الاهتمام الكبير الذي تحظى به القضية الفلسطينية في مملكة البحرين من كافة الوزارات والهيئات والمؤسسات وتعاونهم المثمر والمجدي مع سفارة دولة فلسطين.

يسعدنا ويشرفنا في هذا المقام ان نتقدم باسم شعبنا الفلسطيني وقيادته الرشيدة وعلى رأسها سيادة الرئيس محمود عباس «أبو مازن» بأسمى آيات الشكر والتقدير للشعب البحريني الشقيق وقيادته الحكيمة لمواقفه الأخوية الصادقة تجاه قضيتنا الفلسطينية وشعبنا المناضل.

على أن نلتقي وكل امتنا العربية في القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين لنصلي سوياً في مساجد القدس وكنائس القدس بإذن الله، يرونها بعيدة، ونراها قريبة، وإنا لصادقون بإذن الله.

العدد 4224 - الإثنين 31 مارس 2014م الموافق 30 جمادى الأولى 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً