العدد 4226 - الأربعاء 02 أبريل 2014م الموافق 02 جمادى الآخرة 1435هـ

أيا فلسطين

تِبرُ الشرق الأوسط يستصرخ... فسحة من أرض مقدسة انتهكت والعَبرة تخنقها.... لما أنيخ بها من ذل وبلاء... تكتنف ملايين تستنجد، ريثما تترقب أن يحل بها المُنى... صحراء النقب أقفرت أكثر من ذي قبل... العربية تستغيث بعد أن كدرتها شوائب العبرية... تلك هي حناجر فلسطين تنوح بصوت رصين، كليم ينطق بتباريحها وأرزائها وتجوب الأرجاء بعين محملقة... أمن ناصر؟ أمن معين؟... لتقابل بجواب بلغ به الاتئاد كل المبلغ بصوت أجش متقاعس الفعلة.

فلسطين... تلك من تعالى خطبها فدوّى أريج أرض الرسالة وعراقة مهد الحضارة الإنسانية التي تنطق بواحد وعشرين حكاية، والتي نحتت مكمنها بشموخ جذورها المتأصلة في الثقافة التي غرستها أيديها الغرر لتغدو شاهدا تاريخيا لكل من ترفع واتخذ من الإنكار بعظمتها تسلية له.

فلسطين، تلك المقاومة القح بعد أن وعكتها الحمى وتقاسمتها أطماع الغرب وكأنها مشعاع، وتقاذفتها سياسة إلغاء الكيان الصهيوني في مرتعها لتنضوي في دوائر ملكهم وقبضات سلطاتهم ليكون الهوان والذل منوطاً بفلسطين معرقلاً سبل الوحدة فيها، مهجراً لشذاذ الآفاق وأهلها بعيدون عنها.

وضبت حرب سيناء أمتعتها ورحلت مخلفة آثار نصر متسائلة: أين زمن العدوان الثلاثي؟ أين منظمة التحرير الفلسطينية؟ فهل لنا بها لتنتزع ما يخالج أنفاس فلسطين من خوف و ذعر، لتعيد خيار المقاومة المسلحة إلى صدارة الحلول المطروحة لعلها تفك هذه الشفرة بالغة التعقيد، تلك جهودها مكبلةً متهاويةً بين مطرقة الضربات الإسرائيلية و سندات الضغوط الأميركية.

بين نسمات هواء اختزنت ذاكرته شظايا صواريخ ولا يفارقه صدى القذائف والغوغاء وسط النزال الشرس، بين تجدد مراعيها وبراءة بروقها الغضّة، قست حملات عسكرية غاشمة أطفأت (حماس) وقطاع غزة... آه ثم آه لقد استطال الحجل والكرى. وقد حان الوقت ليهب العرب لإشعال تلك الشمعة متسلحين بوميض الأمل الذي أوشك أن يذعن لهواجس الاستسلام فقد شق على الأمة العربية ماتشهده من تألم فلذة كبدها فلسطين... وأبت مروءتها وشهامتها أن تريم عن فلسطين... انتشلوها من بين عباب الموج... أرفدوا فلسطين المعرضة للفناء... أنقذوا فلسطيننا قبل أن تجابه الردى.

هدى إلياس طاهر

(15 سنة)

العدد 4226 - الأربعاء 02 أبريل 2014م الموافق 02 جمادى الآخرة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً