العدد 4233 - الأربعاء 09 أبريل 2014م الموافق 09 جمادى الآخرة 1435هـ

أرقام وزارة التربية والتعليم تتحدث عن نفسها!

سلمان سالم comments [at] alwasatnews.com

نائب برلماني سابق عن كتلة الوفاق

الأرقام أقوى في مدلولاتها من عشرات المقالات، حتى ولو احتوت تلك المقالات على عبارات متينة في لغتها ورصينة في بيانها ومفرداتها. ونحن نعلم أن وزارة التربية والتعليم هي من أبرز الوزارات الحكومية التي تستطيع أن توفر الكثير من الأرقام التي تدل على واقع التعليم المأساوي في البلاد، وما أصابه من تدهور خصوصاً في السنوات الثلاث الأخيرة، والذي فاق كل تصورات المهتمين بالتعليم.

وسعادة الوزير في ردّه على سؤال النيابي خالد عبدالعال، فتح الأبواب مشرعةً لكل من يريد الوصول إلى حقيقة التعليم في البحرين التي أخفتها الوزارة، بتعمدٍ أو من غير تعمد، عن الرأي العام منذ العام 2011، حيث كانت تصفه -أي حال التعليم- في الوسائل الإعلامية بأنه بخير وفي أحسن حال، على رغم تقارير هيئة ضمان الجودة التي تبين مستوى التراجع الكبير في التعليم.

سنناقش الأرقام التي أوردها الوزير بأسلوب سلس وبسيط، وبموضوعية تربوية وبعمليات رياضية سهلة جداً، ليستخلص منها القارىء الكريم بعض الحقائق:

أولاً: عدد المنتسبين لوزارة التربية والتعليم أكثر من 23000 موظف وموظفة. في البدء وجدنا وزير التربية والتعليم كأنه يريد أن يقول للرأي العام أن سعادته لا يمتلك الرقم الحقيقي لعدد الموظفين في وزارته، ولهذا استخدم عبارة «أكثر من»، ولو حاولنا التعرف على العدد التقريبي للعاملين في الميدان التعليمي سنجد الآتي:

أن عدد التربويين العاملين في المرحلة الابتدائية 7020، وفي المرحلة الإعدادية 3360، وفي المرحلة الثانوية 3000، وسيكون العدد الكلي للتربويين في المراحل الثلاث 13380. وسنجد الفرق بين العددين 23000 و13380 هو 9620 شخصاً.

وإذا قمنا بتوزيع العدد 9620 على 30 إدارة في الوزارة، سيكون نصيب كل إدارة 320 موظفاً تقريباً، هذا إذا كان عدد الموظفين في الوزارة 23000 موظف وليس أكثر كما ورد في رد الوزير.

ثانياً: عدد الموظفين الوافدين منذ العام 2010 يصل إلى 1303 وافدين، وأكد الوزير أن هذه الأعداد تشمل كذلك الذين تطوّعوا للعمل في وزارة التربية والتعليم إبان الأزمة، تم توظيفهم بعد استيفائهم شروط التوظيف.

وأشار إلى أن الأجانب يعملون في تخصصات هي: نظام فصل، اللغة الإنجليزية، اللغة العربية، اللغة الفرنسية، العلوم، تربية أسرية، تربية خاصة، بطيئو التعلم، صعوبات التعلم، تفوق وموهبة، ملابس جاهزة وأنسجة، مجالات عملية أخرى، أعمال صحية، اقتصاد منزلي، التربية الفنية، موسيقى، التصميم، التقانة، الحاسب الآلي، الرياضيات، الزراعة، السيارات، إلكترونيات صناعية، اللحام، الفبركة، النجارة والأثاث، إنشاءات صناعية، مواد صناعية عامة، تشغيل معادن، تكييف وتبريد، حساب مقايسات، رسم صناعي، كهرباء، مواد تجارية، ميكانيكا، هندسة إلكترونية.

والسؤال الذي نطرحه: كيف أصبح الوافد أو الأجنبي متطوعاً؟ هل كان يقطن في البلاد بلا عمل (عاطل)؟ ما رأي القانون في مثل هذه الحالات؟ وما رأيه في توظيف الوزارة له كمتطوّع وترك توظيف العاطلين البحرينيين الجامعيين المؤهلين المستوفين لكل متطلبات المهنة؟

أما بالنسبة للتخصصات التي شغلها الأجانب حسبما ذكره الوزير، نرى من السهل إيجادها من بين العاطلين البحرينيين دون الحاجة إلى ذهاب الوزارة إلى الخارج وبأقل التكاليف المادية، أما إذا لم يكن في استراتيجية الوزارة توظيف الكفاءات الوطنية المعطلة منذ سنوات طويلة، ولم تفكر في وضع خطة تعليمية بعيدة المدى تصون من خلالها مستقبل التعليم في البلاد، فالأمر يختلف تماماً من الناحيتين التربوية والوطنية.

ثالثاً: عدد المتطوعين الذين تم توظيفهم 3110، وتحدث عن سبب توظيفهم قائلاً: تقديراً لجهودهم في تشغيل المدارس إبان الأزمة، وللدور التربوي والوطني الذي اضطلعوا به، وقد وقعوا جميعهم على استمارة تفيد بأنهم لا يطلبون مقابل التطوع لا جزاء ولا شكوراً، بطبيعة الحال لم يتحدّث سعادته في الرد عن تخصصاتهم، هل تتناسب مع حاجة الوزارة التربوية والتعليمية أم كل ما في الأمر هو رد الجميل لهم؟ بالتأكيد إن هذا المبرر ليس له علاقة بشروط التوظيف التي فرضتها الوزارة على كل من يريد الالتحاق بسلك التعليم، ولا يمكن أن يحقق تنمية وتطوير التعليم، ولا شك أن المجاملات الطائفية و«رد الجميل» لا يسهمان في تطوير التعليم. والشيء الواضح من كلام الوزير أن الذين وظفوا من المتطوعين كانوا من العاطلين والعاطلات، وإلا كيف تم توظيفهم إذا كانوا يشغلون وظائف أخرى؟ وهذا أيضاً يكشف عن حجم العاطلين والعاطلات قبل 2011 في أوساط البحرينيين والأجانب، وعلى الرغم من أن نسبة من تم توظيفهم في قطاع التعليم منذ 2010 تعادل 20 في المئة تقريباً، إلا أن الوزارة مازالت تتعاقد مع مدرسين من الخارج.

نقول ليس من حق أحد أن يشكّك في صحة الأرقام التي أوردها الوزير في رده على السؤال النيابي، ولكن من حق المواطن أن يسأله عن الأرقام التالية: عدد التربويين البحرينيين المفصولين عن أعمالهم، وعدد الذين أوقفوا عن أعمالهم واستقطعت من رواتبهم، وعدد المعلمين والاختصاصيين الذين منعت عنهم الترقيات والحوافز والمكافآت، وعدد العاطلين الجامعيين المؤهلين ولم يوظفوا.

رابعاً: عدد طلبة كلية البحرين للمعلمين الذين فُصلوا من الدراسة الجامعية، وعدد الموظفين الذين استهدفوا طائفياً بمعهد البحرين للتدريب، وعدد الطلبة المتفوقين الذين حُرموا من تحقيق رغباتهم الدراسية الأولى، وعدد العاطلين من خريجي التربية البدنية وقت استقدام الوزارة 16 معلماً في التخصص نفسه من خارج البلاد. وإذا كانت جميع الأرقام التي طلبت متوفرة في سجلات الوزارة المعتمدة، لماذا لم يتم الافصاح عنها مادامت الوزارة متيقنةً من قانونيتها؟

إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"

العدد 4233 - الأربعاء 09 أبريل 2014م الموافق 09 جمادى الآخرة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 9:17 ص

      الكاتب المحترم

      لغة الارقام خير وسيله لبث شكوى التمييز ضد البحارنه في وزارة التربيه حيث الترقيات الان فقط للطائفه الاخرى وحبذا لو ترسل الاحصائيات للجهات الدوليه لمزيد من التوثيق حول التمييز الحاصل في البلد ولو تكلموا عن الكفاءه يعرفون ان البحارنه اكفا منهم واحنا نتحداهم والرجاء من الوسط نشر تعليقي لانهم يتهجمون علينا ليل نهار وبدون ضوابط لان الان الهجوم علينا بشكل رسمي في الاذاعة والتلفزيون والجرايد

    • زائر 17 | 6:23 ص

      كاتبنا العزيز

      نرجوا تسليط الضوء على برنامج التحسين واللي بسبب فشله احيل ناصر الشيخ على التقاعد بس الجماعة يكابرون على هذا البرنامج الفاشل حيث جل كوادره من النتردية والنطيحه وما اكل السبع

    • زائر 16 | 3:59 ص

      فعلا هو كذلك .. جزاك الله خيرا ..

      وهو المطلوب إفصاح البيانات غصبا عن الوزراء وذلك لمساعدتهم وتوعيتهم بما يحصل
      العملية التعليمية خربت من قبل عشرات السنين
      وإما حب الوطن قد فهمه الأطفال ما قبل المدرسة
      وإما التطوع فنحن جاهزون قبلهم لو فتحتم المجال
      وإما الكفائات فهي مشكلة وزارة التربية نفسها
      ولانريد التحدث كثيرا لكن نريد
      لجنة لجمع اسماء العاطلين و توضيح أعدادهم
      ذلك لفتح مشاريع حكومية مجبورة أو مشكورة عليها
      وعلى الدنيا السلام

    • زائر 15 | 1:58 ص

      الوزارة برمتها تحتاج الى تغيير جذري

      جل القائمين عليسها اخوانجية واجانب اما البحرينين مجرد ادوات لذلك ضاع التعليم وتراجع للوراء بسبب فساد القائمين عليها

    • زائر 14 | 1:51 ص

      قاعدة بيانات

      نطالب الاستاذ سلمان و جمعية الوفاق باعداد قاعدة بيانات لكل العاطلين المؤهلين و مجال دراستهم اي مؤهلاتهم و اعطاء الكشوف لخالد عبدالعال و اسامة التميمي للسعي لوقف توظيف الاجانب و احلال البحرينيين المؤهلين.

    • زائر 12 | 1:09 ص

      خواطر

      سمعتوا بمقولة رضيت بالهم و الهم ما رضا فيني، نعم تخرجت من كلية التربية نعم مضى على تخرجي ظ© سنوات الا اني لم انتظر طويلاً القبول في وزارة التربية خاصة اني عرفت المعايير المطلوبة لم تكن الكفاءة بل الواسطة زعلت اكتأبت لكن في النهاية قدمت في المداس الخاصة ههههه وما ادراك ما المدارس الخاصة عدم قبولي في مدارس الحكومة لم يسحق آمالي بل المدارس الخاصة فعلت عرفت معنى الغربة في وطني وما معنى ان لا يكون لي حق وما هو التهميش الحقيقي الان صراحة لا تهمني هذة الارقام لانها لا تعالج الواقع بل تزيد مرارته.

    • زائر 9 | 11:54 م

      طائفيه بامتياز

      يالهول الدمار الذي خلفه المتمصلحون في قطاع التعليم، التأهيل و الكفاءة لا وجود لهما الآن في قاموس التربية، الأولى عندها انتهاز هذه الفرصة الذهبية في التشفي و زج الحقد، من فترة تقارب الشهر تم جلب معلمة أردنية حديثة التعيين لمدرستنا، و الكارثة انها لا تفقه من التعليم شيئا، حتى اضطرت إدارة المدرسة إلى تكليف معلمات المادة بالدخول معها في كل حصة دراسية لتحمل مسئولية ضبط الطالبات في الصف و القيام أحيانا بشرح الدرس بدلا منها. و الله يشكون المعلمات حتى ان هذه المعلمة تحمل مؤهلا جامعيا.

    • زائر 11 زائر 9 | 12:35 ص

      وأزيدك من الشعر بيتاً

      في إحدى المدارس الإعدادية تشكو مشرفة آدارية بحرينية من تعبها كل يوم في دخول الصفوف أثناء الحصص بسبب استدعائها لضبط الطالبات في الصف بسبب سوء وضعف شخصية أشباه المعلمات وتقول ان الطالبات لا يفهمن لهجتها وبسبب سوء الشرح يؤدي ذلك إلى غضب الطالبات وصراخهن احتجاجا على ذلك والسبب أنهن غير مؤهلات وهدفهن الحصول على الراتب فقط ولا يهمهن أمر الطالبات ومدى استيعابهن

    • زائر 8 | 11:27 م

      تليفونات المدارس لم تسكت

      سأتحدث عن موضوع المتطوعين المنقذين ايام الأزمة جاءوا ليجلسوا في المدارس من اجل الأكل والشرب والثرثرة ما عدا البحرينيين منهم أما الأجانب أكل ومرعى وقلة صنعة ومن دخل منهم الفصول للتدريس لا يفقهون أي شئ وخاصة شبه المعلمات المرافقات لأزواجهن أما تليفونات أولياء الأمور فلم تهدأ بسبب الشكاوي من سوء التدريس وسوء معاملة الطالبات اي تطوع هذا وتسألون لماذا حال التعليم في الإنحدار والقادم أعظم

    • زائر 7 | 11:09 م

      نحن نتراجع لا نتقدم

      و الله ما اختربت هل وزاره الا من شخص واحد ولا راضي يتنحنح دمر المسيرة التعليمية

    • زائر 6 | 10:40 م

      الصدق الغائب

      الصحافة من طرف والوزارة من طرف آخر والبرلمان من طرف وكلام المجالس من طرف واقوال المعلمين من طرف لمواضيع لا تحتاج الى كل هذا الأخذ والعطا ، كل ما يحتاجه الموضوع زيارة لعدد من خمسة عشر مدرسة عشوائياً بمعدل ثلاث مدارس بكل محافظة (ابتدائية واحدة واعدادية واحدة وثانوية واحدة) من طرف اعضاء البرلمان لأنهم منتخبين من الشعب (متلقي الخدمة-customer) والحقيقة ستتضح !! شتقولون ؟؟

    • زائر 5 | 10:09 م

      فساد

      شكرا استاذنا الفاضل كفيت و وفيت وما تبيانك للارقام إلا دليل على الفساد المستشري في واحدة من الوزارات فما بالك بباقي الوزارات

    • زائر 4 | 10:09 م

      عاطلة - تربية خاصة

      احنا عاطلين من سنين والوزير يستقدم من الخارج لنفس الاختصاص، الله ياخذ الحق من كل ظالم.

    • زائر 2 | 10:05 م

      اقول

      بعد فخرو انتهى نهج بحرنة التعليم التي انتهجتها الوزراء السابقين سواء بخطة او ممارس .الوزير الحالي مسئول بشكل مباشر عن تدهور التعليم و انخفاض مستوى مخرجاته حتى صار المنتج الذي يدفع للسوق لا يملك مهارات طابب المرحلة الابتدائية و استبشرنا خيرا بمشروع اصلاح التعليم لولي العهد ولكن استطاع الفساد تفريغه من اهدافه و تلاشت احلام ولي العهد في رؤية تعليم يضاهي سنغافورة و اصبحنا نضاهي في تدني التعليم الاكثر فسادا في العالم باعتمادنا على كوادر من بيئات عربية سماتها الفساد

    • زائر 10 زائر 2 | 12:13 ص

      أصبت وكلامك عين الحقيقة

      نعم كان التعليم في عهد الدكتور علي فخرو في أزهى عصوره وكانت المخرجات عالية والتعليم على أصول واختيار المعلمين والمعلمات حسب الكفاءة والحاجة وليس كل من هب ودب أو لسد الفراغ لم يكن ابن الوطن يشكو البطالة كانوا أولى بالتوظيف أما الآن ففي مدارسنا أغراب وبدون كفاءة والطلبة ضائعون بين المدارس والدروس الخصوصية ولكن ما حال الغير قادر على ذلك ؟؟ رحمة بأبنائنا الطلبة ورحمة بأبنائنا القابعين في البيوت بلا وظائف والأغراب يستولون عليها هل هذا عدل ؟؟

    • زائر 19 زائر 2 | 1:36 م

      فخرو أحد أركان فساد التعليم في البحرين

      لا أدري هل ينقصكم العلم أم تتناسون سوءاته، عندنا كان الفساد مستشر ولكن للتطبيل دوره في تغييب الواقع...

اقرأ ايضاً