العدد 4235 - الجمعة 11 أبريل 2014م الموافق 11 جمادى الآخرة 1435هـ

القطان: كفالة اليتيم أفضل صور الرحمة به... والكافل موعود بالجنات

استشهد بجهود «الخيرية الملكية» في رعاية الأيتام والاهتمام بهم

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

أكد إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، أن كفالة اليتيم تُعد من أفضل صور الرحمة به، والإحسان إليه، مشيراً إلى أن كافل اليتيم موعود برفع الدرجات، وبدخول الجنات.

وقال القطان، في خطبته يوم أمس الجمعة (11 أبريل/ نيسان 2014) والتي خصصها للحديث عن اليتيم وفضل كفالته ورعايته والاهتمام به: «كفى بكفالة اليتيم أجراً وثواباً أن يكون كافل اليتيم موعوداً برفع الدرجات ودخول الجنات، من قام بحق اليتيم وكفالته وواجبه، ووصايا الله فيه رُجي أن يكون مع النبي (ص)، في الجنة صاحباً وقريناً، يتمتع بما فيها من النعيم، كما متع اليتيم بكفالته ورعايته وحسن معاملته والإشراف عليه».

وذكر أن «اليتيم في حال صغره لا يعقل ولا يفقه أمر دينه ولا دنياه، فمن دله وهداه وهذبه ورباه، وأصلح شأنه وعلمه وأرشده، ودَلَّه على الحق والطريق المستقيم، فهو موعود بهذا الخير الذي جاء في هذا الحديث».

وأوضح أن «كافل اليتيم هو الذي يقوم بأمره ويعوله ويرعاه، ويساعد في تربيته وتأديبه، فإذا حصلت هذه الكفالة للأيتام من إخوانهم المسلمين عاشوا حياة السعادة في مجتمعهم، وعرفوا أن لهم حقوقاً بين إخوانهم... أما إذا أهمل اليتيم وتركت رعايته بين المسلمين أصبح فريسة للضالين المفسدين، ولأعداء الإسلام الحاقدين».

وأشار إلى أن «هذه الرعاية الدقيقة والعناية الكبيرة بشأن اليتيم في ماله وحاله وشئون حياته من أجَلِّ محاسن الدين الإسلامي».

وأفاد القطان بأن «الإسلام سابق في الرعاية المبكرة للأطفال، فكم من قوانين أرضية، وأنظمة بشرية وضعت للمحافظة على حياة الصغار والأيتام لكنها ضلت الطريق وظل السلب والنهب والظلم شائعاً في قوانينها».

وأردف قائلاً: «كم من تشريعات وضعتها منظمات وهيئات، وكم من معاهدات أُبرمت ولكنها أثبتت فشلها وإفلاسها في رعاية الأيتام والعناية بهم. وتبقى تعاليم الإسلام ورحمة الإسلام شامخة في تحقيق المصالح لجميع العباد ودرء المفاسد عنهم».

ونوّه إلى أن «العدل في الإسلام هو الذي يحمي الضعفاء، ويحنو على الصغار ويحفظ حقوقهم وينظم علاقاتهم، فلا يستذل ضعيف لضعفه، ولا يُعتدى على عاجز لعجزه، ومن أخلاق الإسلام لين الجانب وخفض الجناح لليتيم والبائس الفقير».

وأضاف «إن الله تعالى يُبيّن لعباده عناية خاصة بشأن اليتيم في كل أحواله وأطواره في سورة النساء، حيث مهد لهذه العناية بطلب التقوى ومراقبة الله في كل حال، وأمر بالقيام له بحق الأخوة، وحق الرحم، وحفظ ماله والإحسان إليه، والإنفاق عليه، وتأديبه وتعليمه، وعدم إهماله أو إلقاء حبله على الغارب، ومن قرأ أول سورة النساء عرف ذلك، وحذر الله عباده بعقاب يقرع الأسماع ويهز الوجدان مَن يمس مال اليتيم بسوء أو بغير حق».

هذا، واستشهد إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، بالجهود التي تبذلها المؤسسة الخيرية الملكية في رعاية الأيتام والاهتمام بهم، لافتاً إلى أن «في المجتمع البحريني الآمن نجد أن لرعاية الأيتام بيننا نصيباً وافراً، على مستوى القيادة والشعب، ومجتمعنا مجتمع متراحم مترابط متماسك، يسوده العطف والرحمة والإحسان، وندرك أن من واجبنا أن نقوم على هذه الحقوق تجاه هذه الفئة الضعيفة من المجتمع وهذا هو عزنا ونصرنا ورفعتنا».

واسترسل قائلاً: «لقد انتشرت في بلادنا مؤسسات الرعاية الاجتماعية والجمعيات الخيرية، وانطلقت بمنهج خاص يستمد نهجه وسيره من تعاليم الإسلام. وعلينا - نحن المسلمون - أمانة عظمى ومسئولية كبرى في دعم هذه المؤسسات والجمعيات الخيرية ومساندتها، فهي تقوم بواجب عظيم نحو الأيتام ومن في حكمهم، فإذا فعلنا ذلك لقيت الانتشار الواسع والعطاء الممتد. إن واجبنا أن نتعاون جميعاً في الدعم والمساعدة لقضاء حوائج الأيتام، وإدخال السرور على أنفسهم، وكشف كربهم».

وبيّن أن «عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة يضرب لنا خير قدوة وأسوة في كفالة الأيتام والقيام على أمرهم والعناية بشئونهم، وتلمّس احتياجاتهم فيصدر أمره السامي إلى المؤسسة الخيرية الملكية بكفالة جميع الأيتام البحرينيين وأمهاتهم من الأسر المحتاجة، وقد استطاعت المؤسسة الخيرية بفضل من الله سبحانه وتعالى ومن ثم بفضل الرعاية الكريمة لجلالة الملك، من كفالة أكثر من 5 آلاف يتيم من مختلف محافظات البحرين، بالإضافة إلى نحو خمسة آلاف أرملة».

وذكر أن «هذه المؤسسة التي أسسها جلالة الملك، وكلف نجله سمو الشيخ ناصر بن حمد برئاستها، تقوم بتقديم الكفالة المادية لهؤلاء الأيتام والأرامل بصورة ميسرة ومستمرة للوفاء باحتياجاتهم اليومية، وتوفير المعيشة الكريمة لهم، كما توفر لهم الرعاية التعليمية والصحية والنفسية والاجتماعية».

وتابع «وما هذه الأعمال وغيرها الكثير مما يقوم به جلالته لأبناء شعبه الوفي، إلا إيماناً منه بأهمية هذه الفئة من المجتمع وعظم تأثيرها عليه، فكان بحق نعم الأب الراعي لهم الساهر على مصالحهم وشئونهم».

وأشار القطان إلى أن العالم العربي يحتفل في شهر أبريل من كل عام باليتيم، ويخصص له يوماً في كل عام، لتذكر هذه الفئة المهمة من المجتمع، لإدراكه بأهمية اليتيم في بناء المجتمعات والنهوض بها، وليذكر الناس بهذه الفئة التي كادت أن تنسى عند بعضهم، وقد سبق الإسلام المجتمع الدولي (كما سمعنا) منذ فجر الإسلام بالاهتمام باليتيم، والأمر برعايته، والقيام على أمره، فهذا أعظم خلق الله محمد بن عبدالله (ص) ينشأ يتيماً فيكون رسول الرحمة للعالمين، ولو كان اليتم سبة أو منقصة لما جعلها الله عز وجل صفة لأحب خلقه وأكرمهم عليه، فكفى بالأيتام فخراً أن يكون الرسول يتيماً.

العدد 4235 - الجمعة 11 أبريل 2014م الموافق 11 جمادى الآخرة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 3:40 ص

      شيخنه العزيز

      ما نجوف أخد كفل اليتامى الي اهلهم راحو في أزمة البحرين ومنهم اذا عندهم وجبة الغدا ما عندهم وجبة العشى هاذلين ما يعتبرون يتامى؟

اقرأ ايضاً