العدد 4235 - الجمعة 11 أبريل 2014م الموافق 11 جمادى الآخرة 1435هـ

الجرافيك في البحرين بوصفه فناً مختلفاً

عباس يوسف

كاتب وفنان تشكيلي بحريني

ذات فسحة صوب استرجاع للتاريخ سألت الفنان عبدالجبار الغضبان عن أول عرض له لأعماله الفنية الجرافيكية / الحفر على معدني الزنك والنحاس والليثوغراف في البحرين. فقال في سنة 1978 وضمن النشاط التي تنظمه المؤسسة العامة للشباب والرياضة آنذاك في إقامة المعرض السنوي للأندية في البحرين، وضمن مشاركة نادي النعيم الثقافي والرياضي لهذا العام المذكور أعلاه كان جناح النادي ممثلاً بأعمالي والتي كانت عبارة عن أعمال جرافيك منفذة على معدن الزنك والليثوغراف (الطباعة بواسطة الحجر) Lithograph والتي قاربت حينها العشرين عملاً، وهي أعمال من نتاج فترة الدراسة في الجامعة/ وباطلاع وعلم الفنان الرائد المرحوم ناصر اليوسف حيث تمّ تأطير هذه الأعمال في مؤسسته حيث كان يقوم بعمل براويز للأعمال الفنية.

قبل هذه الفترة لم تردنا أية معلومة بأنه كان ثمة أعمال جرافيكية مطبوعة على معدني الزنك والنحاس قبل هذا التاريخ. ولا نظن أن ثمة فناناً قد مارس هذا المجال من الفن أو عرضت أعماله في معارض أو مناسبات فنية أخرى تذكر. نحن هنا نتحدث عن فعل وممارسة فن الجرافيك المطبوع والمنفذ بواسطة المعدن أو الحجر (الليثوجراف) فقط. ولا نعني تلك الأعمال الجرافيكية المطبوعة بواسطة خامة اللاينو والتي ربما مارسها البعض من الفنانين بشكل متواضع أو أثناء الدرس المدرسي حيث كان يدرس ضمن حصص التربية الفنية وخصوصاً المرحوم ناصر اليوسف الذي كان مهتماً بهذا النوع من الفن بشكل جاد.

طبعاً الحضور لهذا النوع من الفن جماعياً في البحرين لم يتأتَ إلا بعد مشاركة بعض الفنانين/ عبدالكريم العرض وناصر اليوسف وعلي المحميد وإبراهيم بوسعد في مهرجان أصيلة حين كان بكامل قوته وركازته وأهميته تحت إشراف الفنان السوداني القدير محمد عمر خليل. تمخض عن هذه المشاركة في الورشة معرض جماعي في هذا الفن للفنانين عبدالكريم العريض وناصر اليوسف وكامل بركات وإبراهيم بوسعد في العام 1982.

توالى الاهتمام بفنون الجرافيك كرغبة في ممارسة واكتشاف والتعرف على تقنيات وأسرار نوع آخر من الفنون غير المرسوم بشكل مباشر سواء على القماش أو الورق وبغية التجريب واكتساب الخبرات التي تعضد وتقوي من تجربة الفنان الفنية فنظمت جمعية البحرين للفن المعاصر في العام 1987 معرضاً لأعمال فنية منفذة بواسطة الشاشة الحريرية (Silk Screen) شارك فيه كل من الفنانين عبدالإله البوسطة عبدالكريم العريض وعلي الشيخ بشير والمرحومين عبد الكريم البوسطة وعبدالمنعم البوسطة.

في العام 1989 وبدعم سخي واهتمام بارز وكبير من قبل جمعية البحرين للفنون التشكيلية أسس الفنان عبدالجبار الغضبان محترفاً لفن الجرافيك والذي أطلق عليه مسمى/ مرسم عشتار حيث راح يمارس غوايته... هوسه... ولعه... هيامه... جنونه، غواية فن الجرافيك وتعليمه بغية نشره بين وسط الفنانين التشكيليين ولتعريف جمهور الفن والمتابعين والمتذوقين والمقتنين باعتباره رسالة لزاماً عليه تأديتها وإيصالها إلى أكبر عدد من البشر بشكل أمين وصورة صادقة، وبوصفه فناً مختلفاً فكان من أوائل الملتحقين كطلاب درس لهذا الفن، الفنان جمال عبدالرحيم وعباس يوسف.

إقرأ أيضا لـ "عباس يوسف"

العدد 4235 - الجمعة 11 أبريل 2014م الموافق 11 جمادى الآخرة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 4:02 م

      جميل ايها الفنان ان تهتم بتوثيق بدايات هذا افن الجميل في البحربن ومن كانوا رواده..

      ولن ننسى ايضا معاصرة الفنانون جبار الغضبان و عبد الاله العرب وحضرتك لبدابات نادي التصوير الفوتوغرافي في عام 1985...كما نتمني ان تجد متسعا من الوقت لتوثيق هذه الحركة الفنية ايضا..شاكرين جهودك واهتمام ادارة الوسط بذلك

اقرأ ايضاً