العدد 4236 - السبت 12 أبريل 2014م الموافق 12 جمادى الآخرة 1435هـ

معارك في شرق أوكرانيا وكييف تندد بـ «عدوان» روسي

موالون لروسيا أمام مكتب جهاز أمن الدولة في هانسك بشرق Bوكرانيا  - REUTERS
موالون لروسيا أمام مكتب جهاز أمن الدولة في هانسك بشرق Bوكرانيا - REUTERS

سلافيانسك (أوكرانيا) - أ ف ب 

12 أبريل 2014

نددت الحكومة الأوكرانية الموالية لأوروبا أمس السبت (12 أبريل/ نيسان 2014) بـ «عدوان» روسي بعد سلسلة هجمات شنتها مجموعات مسلحة موالية لموسكو على مدن في شرق البلاد المهدد بالانفجار.

ودعا الرئيس الأوكراني الانتقالي أولكسندر تورتشينوف إلى اجتماع أمني طارئ في الساعة 21,00 السبت (18,00 ت غ) فيما تحدث وزير الداخلية أرسين أفاكوف عن اندلاع معارك في العديد من المدن.

وقال الوزير إن معارك تجري خصوصاً في مدينتي كراماتورسك وكراسني ليمان في إقليم دونيتسك المحاذي لروسيا، من دون أن يتحدث عن سقوط ضحايا.

وإذ أكد أن المهاجمين يستخدمون «أسلحة روسية الصنع من طراز إيه كاي 100، لا تملكها سوى القوات المسلحة الروسية»، ندد بـ «عدوان خارجي من جانب الاتحاد الروسي».

وفي وقت مبكر السبت، شن ناشطون موالون لموسكو هجوماً في الشرق واستولوا في شكل شبه كامل على مدينة سلافيانسك، فيما اقتحم متظاهرون من دون مقاومة تذكر مقر الشرطة في مدينة دونيتسك.

وتأتي هذه الهجمات الجديدة بعد ستة أيام من موجة هجمات أولى أعلن خلالها الانفصاليون قيام «جمهورية ذات سيادة» علماً بأنهم لم يسيطروا سوى على مقرين في دونيتسك ولوغانسك.

وحشدت روسيا التي حذرت الحكومة الأوكرانية من أي قمع دام لهذه الاضطرابات، حتى أربعين ألف جندي على الحدود بحسب الحلف الأطلسي، ما يثير مخاوف من اجتياح.

ورفع المهاجمون في سلافيانسك العلم الروسي وتلقوا دعم قسم كبير من السكان الذين احتشدوا أمام المباني هاتفين «روسيا، روسيا». وأظهر المتظاهرون عداءً شديداً حيال الصحافيين الأجانب وبينهم مراسلو «فرانس برس».

ولم يلاحظ أي انتشار للشرطة، فيما أعلنت رئيسة بلدية المدينة نيلي شتيبا تأييد السكان للمهاجمين، موضحة أنهم وفدوا من دونيتسك.

ويطالب الموالون لروسيا بالانضمام إلى روسيا أو إجراء استفتاء بشأن توسيع الحكم الذاتي الإقليمي.

وأضافت رئيسة بلدية سلافيانسك «نحن جميعاً متفقون... المدينة كلها ستقف للدفاع عن الناشطين الذين سيطروا على المبنى»، في إشارة إلى رفض أي تدخل بالقوة من قبل السلطات.

ووفقاً لوزارة الداخلية الأوكرانية فإن المعتدين استولوا على 20 بندقية وأكثر من 400 مسدس من نوع ماكاروف، وقاموا بتوزيعها على أنصارهم.

وعلى الطريق بين مدينتي سلافيانسك ودونيتسك لاحظ صحافيو «فرانس برس» متظاهرين يتجمعون أمام المباني العامة في مدينة واحدة على الأقل.

وفي دونيتسك، اقتحم نحو مئتي متظاهر موال لروسيا مقر الشرطة بعد ظهر السبت، وفق مراسلة لـ «فرانس برس». ولم يصادف هؤلاء أية مقاومة وبدا أن عناصر في قوة مكافحة الشغب انضموا إليهم. ثم غادر غالبية المتظاهرين المكان ولم يبق منهم سوى عشرين.

وفي كييف، دعا زعيم حزب «برافي سكتور» القومي، ديمترو ياروش، والذي يصفه الموالون لموسكو بأنه «فاشي»، مناصريه إلى «الاستنفار» في مواجهة «عدم تحرك السلطات».

وتأتي هذه الاضطرابات غداة زيارة قام بها رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك لدونيتسك.

ولم يجر رئيس الحكومة أي اتصال مباشر مع الانفصاليين. والتقى ممثلين للبلدية والسلطات المحلية بالإضافة إلى ممثلين للأوساط الاقتصادية وخصوصاً رينات أحمدوف الرجل الأكثر ثراءً في البلاد والذي كان لفترة طويلة من أبرز مؤيدي النظام السابق. واتفق رئيس الحكومة مع محدثيه على ضرورة التوصل إلى حل سلمي للأزمة.

وتعهد ياتسينيوك أن يقترح قبل الانتخابات الرئاسية المبكرة المقررة في 25 مايو/ أيار تعديلات دستورية بهدف «إيجاد توازن في السلطات بين السلطة المركزية والمناطق». ووعد بعدم المساس «تحت أي ذريعة» بالقوانين التي تضمن وضعية اللغات الأخرى غير الأوكرانية.

لكن الانفصاليين المدعومين من موسكو يطالبون بإدراج النظام الفيدرالي في الدستور وهو ما ترفضه كييف، وترى أنه يفسح المجال أمام تمزيق البلاد، ولذلك فهي ترفض أن تذهب أبعد من النظام «اللامركزي».

وخلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف السبت، طلب وزير الخارجية الأوكراني أندري ديشتشيتسا من روسيا وقف «الاستفزازات» في الشرق.

وتثير الاضطرابات في الشرق مخاوف الغربيين من تدخل روسي، وخصوصاً أن الرئيس فلاديمير بوتين سبق أن تعهد حماية السكان الروس «بأي ثمن».

وأجرى وزير الخارجية الأوكراني أندريه ديشتشيتسا السبت اتصالاً هاتفياً بنظيره الروسي سيرغي لافروف داعياً إياه إلى العمل على وقف «الاستفزازات».

لكن لافروف نفى أي مسئولية معتبراً من جهته أن تهديد كييف باستخدام القوة ضد أنصار موسكو «لا يمكن القبول به». ودعا السلطات الأوكرانية إلى أن «تأخذ المطالب المشروعة (للناطقين بالروسية) في الاعتبار».

وتظل الخشية الأكبر من تكرار سيناريو شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها روسيا بعد استفتاء لم تعترف به كييف والدول الغربية.

من جهة أخرى، ألقت موسكو أمس (السبت) بظلال من الشك على الاجتماع الرباعي الذي أعلنت واشنطن أنه سيعقد الخميس المقبل في جنيف في محاولة جديدة لحل الأزمة الأوكرانية.

فقد أعلنت الخارجية الروسية أنه لم يتم التوافق «لا على جدول أعمال» هذا الاجتماع ولا على «شكله».

العدد 4236 - السبت 12 أبريل 2014م الموافق 12 جمادى الآخرة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً