العدد 4236 - السبت 12 أبريل 2014م الموافق 12 جمادى الآخرة 1435هـ

لغدٍ أكثر إشراقاً... ولسعادة من منظورٍ آخر

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

تواصلاً مع المقالة السابقة والتي ذكرتُ فيها عن الذات الإنسانية والسعادة، والتي مبتغى كل البشر، وكيفية تناولها من مناظير مختلفة وأنها جُل ما نسعى ونصبو إليه، إضافةً إلى ضرورات الحياة من الأكل والشرب والسكن... إلخ، لتصبح حياتنا شبه مُكتملة، وخاصة أن الإنسان في هذا العصر قد يمتد به العمر ثلاثين عاماً إضافية.

وأتناول اليوم الجوانب التي قد نكون قد غفلنا عنها، بما نقوم به في حياتنا من أعمال! سواء من زيادة المال، والعيال أو التمسك بالجاه والسلطان! بما فيها الأعمال الخيرية والتي من أهدافها إضفاء السعادة على وجوه الفقراء والمساكين.

وفي إحدى مقابلات الأم تريزا في الهند والتي قضت معظم حياتها للأعمال الخيرية تقول بأنها قد وجدت نفسها وسعادتها من خلال الأعمال الخيرية أولاً ثم يأتي المجتمع والعطف على الفقراء ثانياً!

بما معناه أنها لم تقم بالأعمال الخيرية لله فقط بل لأنها وجدت فيها ما يضيف إليها السعادة أولاً، وإن السعي لتفهم ذلك اللغز الذي يغيب عنا معظم البشر في ممارساتنا وانشغالنا اليومي! وهي كيفية الحصول على تلك السعادة الداخلية الكامنة وجوانبها الدافئة، والغريب أن معظم البشر مغيبون وفي نفس التوتر والوتيرة! لجمع المال! إما بالبقاء في المناصب من الشركات أو الحكومة أو الاستمرار في نفس الحرفة والمهنة! ولا يفكرون في التغيير أو الانتقال أو مغامرة أخرى عما يألفونه!

وقد تكون للرغبة في المراكز وحب السلطة (power of control) والتعود عليها رغم عدم الشعور بالسعادة.

وقد يكون مُتعباً أو تحت ضغوطٍ يومية يراها أو لايراها! ولكنه يجد نفسه جامداً عن رؤية الجانب الآخر من جمال الحياة أو بهجتها! ويعتبر ما هو فيه جزءٌ لا يتجزأ من القدر والاستمرارية، وخاصةً بعد إنهاء والواجبات العائلية ورعاية الأطفال، وقد يسيرون كمعصوبي العينين لا يرون من يومهم إلا الانشغال ومن أجل الانشغال والبعد عن الذات!

وقد يستهلكون عمراً بحاله في الغفلة! ولا يستعدون أبداً للمرحلة المقبلة أو لاستكشاف المجهول والذي قد يكمن فيه منظورٌ حياتي ذو أبعادٍ رائعة.

وتمضي الحياة وهم على نفس الوتيرة ومع مرور الأيام يزداد تخوفهم ويتقوقعون على أنفسهم! ما يَجلب الحزن أحياناً ولمن حولهم في العائلة من جراء البقاء في نفس وتيرة الحياة المملة والروتينية وقد يصيبهم بالاكتئاب والأمراض النفسية والتي تليها مباشرة الأمراض الجسدية مثل السكري والضغط... إلخ.

ويقعون فريسةً لما يُسمى بـ(safty zone) المنطقة المسالمة والمتآلفة لديهم تلك المنطقة التي لا تشجعهم على التغيير! ويستخدمون أقل من ربع إمكانياتهم وكفاءاتهم في إدارة شؤنهم حياتهم.

ولا يرون شروق الشمس ولا مغيبها أو يشعرون بجمال الطبيعة حولهم أو بفصول الشتاء وربيعها ولا ضحكات الأطفال وبراءتهم ولا زقزقة العصافير... إلخ! ولا يميزون حتى بأنهم قد تخطوا سنوات الشباب وأن لديهم كل الأوقات للتغيير ليتريثوا ويتأملوا حياتهم التي ذهبت بأحزانها وانشغالها الدائم وأن يستعدوا لإضافة التجديد من المهارات والتمتع بها دون الضغوطات والمسئوليات السابقة والعثور على السعادة أينما تكون ويضيفوها إلى حياتهم ويستمتعوا وكأنهم ولدوا بالأمس.

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 4236 - السبت 12 أبريل 2014م الموافق 12 جمادى الآخرة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 5:59 م

      شكرا

      كلام جميل ومحفز، شكرا لك

    • زائر 3 | 8:51 ص

      رياح المقاومه صعبه

      لعلنا ناخذ دروساً لكن الواحد يتملل لما مايعرف شنو يسوي والاسهل ان نسير في الطاحونه الحياة والله صعبه وانا من قرائك

    • زائر 1 | 8:48 ص

      هبه في الكلام

      كلام مفرح ومفيد الله يسلم يدك

اقرأ ايضاً