العدد 4236 - السبت 12 أبريل 2014م الموافق 12 جمادى الآخرة 1435هـ

الرؤساء العرب والانتخابات المقبلة!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

ستشهد أربع دول عربية، انتخابات رئاسية حاسمة في الأشهر المقبلة، ستتسبب في حدوث زلزال سياسي عظيم على مستوى العالم أجمع، وستقلب موازين القوى والتكتلات العالمية بما فيها دول «البريكس»!

الدول الأربع كلها دول جمهورية، ذات أنظمة ديمقراطية عريقة، وستتم الانتخابات بمنتهى الشفافية واحترام أعلى معايير الديمقراطية المستوحاة من التجربة السويسرية!

الدول الأربع نصفها في آسيا ونصفها في أفريقيا: سورية ولبنان، ومصر والجزائر. وفيما عدا لبنان، حيث يتوفر أكثر من خيار، فإن الدول الثلاث الأخرى لا يتوفر فيها أكثر من خيارٍ واحد! والشعوب الثلاثة (وتعدادها أكثر من 140 مليون نسمة) ستذهب إلى صندوق الانتخابات لتختار المرشح الوحيد، الذي لم تنجب بلده رئيساً غيره!

في مصر، يتقدّم المشير عبدالفتاح السيسي إلى الرئاسة لـ «يكمل معروفه»، على الشعب المصري، وينقل مصر إلى مصاف الدول الصناعية المتقدمة. ويجب ألا ينسى الشعب المصري في المستقبل أفضال السيسي وتكرّمه عليه، حين تنازل في العام 2014، واستقال من منصب وزير الدفاع، لكي يتسلم منصب الرئاسة. إن مجرد القبول بتسلّم منصب الرئيس يعتبر من أكبر وأعظم التضحيات في التاريخ!

في الجزائر، يتقدّم الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة للترشّح للرئاسة للمرة الرابعة، وتضحيته أكبر وأعظم بكثير من تضحية السيسي، فالأخير مازال في ريعان شبابه (ستين سنة فقط)، أما بوتفليقة فقد قارب الثمانين! وهو رجلٌ يعاني من عدة أمراض، وتعرّض قبل عامين إلى جلطة، أدخلته إلى المستشفى لأكثر من تسعة أشهر، عجز خلالها عن مزاولة مهامه الرئاسية، ومع ذلك فإنه يمتلك إرادة فولاذية، وعزماً لا يلين، وهو ليس من النوع الذي يستسلم إلى مرضٍ أو عجز!

إننا قومٌ لا نتنازل ولا نستسلم، خصوصاً في الاستحقاقات الرئاسية والنيابية، وليس من شيمنا أن نترك تحمّل المسئوليات العظام، والمهمات الجسام، وقد أحسن شاعرنا العظيم حين قال: «لنا الصدر دون العالمين أو القبر»!

هذان هما الاستحقاقان الرئاسيان العربيان في شمال أفريقيا، أما الاستحقاقان الآخران ففي منطقة الشام. الأول في سورية، فقد أعلن النظام الجمهوري الديمقراطي العريق عن ترشّح الرئيس الحالي بشّار الأسد لرئاسة ثالثة، وكان قد انتخب رئيساً للمرة الأولى في 2000، بعدما غيّر مجلس الشعب الدستور ليسمح له شخصياً بتولّي الرئاسة وهو في سن 34 بدلاً من 40 سنة! وأعيد انتخابه في 2007، وها هو الاستحقاق الرئاسي قد أزف، ولابد من تنظيم انتخابات جديدة التزاماً بأسس الديمقراطية العريقة، على النموذج الفرنسي حيث يجري «إعادة» انتخاب الرئيس كل سبعة أعوام!

أما الاستحقاق الرابع فيجري على مرمى حجر، في لبنان، حيث تقدّم حتى الآن مرشّحان، الأول ميشال عون، وهو جنرالٌ سابقٌ في الجيش، أما المرشّح الآخر فداهيةٌ من دهاة الزمان ومن كبار عباقرة الاستراتيجية الدولية! وهو من أشهر قادة الحرب الأهلية التي انطلقت في 1975، فترك يومها دراسته الجامعية وانخرط في أعمال القتل والقتال، وقاد بنفسه المجازر والاغتيالات!

جعجع، حارب ضد كل الزعامات اللبنانية، بري وجنبلاط وعون وفرنجية وشمعون، وحتى حلفائه حبيقة والجميل، وقام بقتل رشيد كرامي وداني شمعون وطوني فرنجية، وعدد من القادة الدينيين والضباط العسكريين. وحُكم عليه بالإعدام، وخُفّف إلى المؤبد أيام الهراوي، وأُطلِق أيام إميل لحود الذي أقرّ بأن العفو عنه كان أكبر خطأ ارتكبه في حياته على الإطلاق!

العالم العربي مقبلٌ مع هذه الكوكبة من الرؤساء الجمهوريين والديمقراطيين، على انتخابات كبرى ستغيّر وجه التاريخ!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4236 - السبت 12 أبريل 2014م الموافق 12 جمادى الآخرة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 24 | 3:25 م

      الى محرقي

      اللي دمر سوريا و ارتكب المذابح بحق الشعب السوري هي العصابات اﻹرهابيه و الدول الداعمه لها و انت تعرفها زين يا محرقي لكن بفضل الله الجيش السوري قاعد يسحق فيهم و إن شاء الله سيطهر ارض الشام منهم و هذا اللي قاهرنكم

    • زائر 20 | 11:41 ص

      محرقي بحريني

      أقسم بالله عندما قرأت مقالك يا استاذي الكريم وأنت تتطرق الى بشار بأن أيتام هذا الطاغية المجرم الذي دمر سوريا ومن عليها واحرق الاخضر واليابس من أجل أن يضل هو وعائلتة في السلطة المطلقة هذه العائلة التي قتلت وهجرت وسجنت وعذبت الملايين من الشعب السوري لاكثر من 4 عقود بأنك سوف تتعرض لانتقاد منهم فهؤلاء يعبدون بشار ويعتبرون قدوتهم في الدنيا والاخرة وهم أنفسهم يطالبون بالحرية والديمقراطية عندنا ولكنهم لايريدونها لغيرهم بل يريدون الديكتاتنورية الابدية لشعب مقلوباً على أمرة
      وللحديث بقية

    • زائر 17 | 5:00 ص

      تحياتي

      لقائد الامه العربيه الرئيس المناضل بشار الاسد حفظه الله ورعاه ولكل المناضلين العرب والموت لداعش ومن سار فلكها

    • زائر 19 زائر 17 | 9:26 ص

      حفظ الله المقومه

      تحيه لشعب البحرين الصابر و للشيخ ابو سامي و لسيد المقاومه و قائده و للرئيس المقاوم بشار اï»·سد و لكل مقاوم و مؤيد للمقاومه

    • زائر 16 | 4:29 ص

      افضل حكام العرب

      بشار الاسد افضل حكام العرب من حيث دعمه للمقاومه في فلسطين ولبنان ضد العدو المشترك المتربص بكل العرب ولا وجد له بديل في سوريا من حيث الكفائه والقوه والحنكه السياسيه

    • زائر 15 | 4:27 ص

      حيث ما انتم

      تركنا سنة رسول الله والدستورالالهي لذلك تسلط الفاسدون

    • زائر 14 | 4:01 ص

      انتخابات قراقوشية

      دساتير كارتونية
      برلمانات ديكورية
      .........

    • زائر 13 | 3:59 ص

      لعبة

      والشعوب العربية هي التي تدفع الثمن.

    • زائر 12 | 3:59 ص

      محور المقاومه

      و الله يا سيدنا انا ما ابغى اقعد ادافع عن الرئيس المقاوم بشار الأسد لأنه مو محتاج لدفاعي عنده شعب بالملايين و جيش صلب قدموا الكثير الكثير من التضحيات ، لكن الأستبداد ليس فقط عند الحكام احنا بعد القوي فينا يأكل الضعيف و كل واحد فينا عنده رأيه هو الصحيح حتى لو تبين له الحق بل يزداد تمسك به ،
      و أخيرا اختم كلامي بحديث شريف لسيد الخلق اجمعين ص ( كيف ما تكونوا يولى عليكم )

    • زائر 10 | 1:44 ص

      الصورية في كل شيء حتى في الانتخابات

      دساتير صورية
      قوانين صورية
      انتخابات صورية
      كل شيء اصبح صوري في الدول العربية وليست الانتخابات فقط
      الدساتير مسطرة بأحلى الكلمات واهمها الشعوب مصادر السلطات ! ولا شعب من الشعوب العربية له هذه الصلاحية عدى لبنان الذي لا يراد ان يمارس هذه الصلاحية بصورة سليمة

    • زائر 9 | 1:15 ص

      أنا أصوت لبشار

      قد ينهض القول بالناس ان سمعوا ماقلته آنفا , إني لا أنكر أن بشار يستأثر بالسلطة ومضيق للحريات ولديه محاكمات دكتاتورية في بلد ذو حزب واحد فقط , قد تكون سيئاته لا تعد ولا تحصى , ولكن ليسمح لي كاتبنا أن أنبهه الى بعض أمر غاب عن رأيه وإن كان في لبه موجود.
      يقول المولى فإذا جاء وعد الآخرة بعثنا عليهم رجالا لنا اولي بئس شديد فجاسو في الديار وكان وعدا مفعولا .. سقطت جيوش العرب في أيام معدودة مع قتالهم بنو صهيون , أما بشار فمع مقاتلة العالم له في سنين ثلاث جحاف لازال يمسك بقوة جيشا عد للنائبات وللمحتل

    • زائر 7 | 12:30 ص

      وقد أحسن شاعرنا العظيم حين قال:

      «لنا الصدر دون العالمين أو القبر»!

    • زائر 6 | 10:52 م

      مالت أقول

      ما بط جبدي وحرق حمصتي ونغص معيشتي ونفسيتي غير جعجع أسمه يكفي جع جع ذكرني بهداك الشي

    • زائر 5 | 10:46 م

      الشعوب ليس لها خيار

      تساق كالبهائم والقطعان ولا يؤخذ رأيها.الرؤساء مفروضون عليها.والله مهزلة انتخابات لتنتخب شخص واحد فقط!!!!! اضحكتم العالم علينا.

    • زائر 4 | 10:44 م

      هههه

      ستغير وجه المنطقة ومسار التاريخ.

    • زائر 3 | 10:22 م

      لقد قالها الحاكم العربي لأكبر مساحة من الأرض (هارون الرشيد): الحكمُ عقيمٌ ..!!

      العالم العربي مقبلٌ مع هذه الكوكبة من الرؤساء الجمهوريين والديمقراطيين، على انتخابات كبرى ستغيّر وجه التاريخ!

    • زائر 2 | 10:02 م

      لاانتخابات ولا هم يحزنون

      إذا كانت كلها نتائجها محسومة سلفا فلماذاهذه الجهود المبعثرة والأموال المهدورة وكفاهم ضحكا على الذقون.

اقرأ ايضاً