أكثر من مليار شخص في 190 دولة حول العالم يحتفلون باليوم العالمي للأرض من خلال زراعة الأشجار، تنظيف المجتمع، ومناقشة التحديات البيئية التي يشهدها العصر. ويحمل اليوم العالمي للأرض في هذا العام 2014 شعار «المدن الخضراء»، في دعوة لخلق جو صحي لسكان المدينة ومحاولة للتخفيف من التغيّرات المناخية وتأثيرها على صحة البشر، فنصف سكان العالم يعيشون اليوم في المدن، والمدن مسؤولة اليوم عن 70% من الانبعاثات العالمية لثاني أكسيد الكربون.

وتعرف المدن الخضراء على أنها مدن ذات مستوى كربون منخفض جداً، إضافة إلى نسبة منخفضة جداً من غازات الاحتباس الحراري المنبعثة في الغلاف الجوي. حيث يتم بناء هذه المدن باستخدام مصادر الطاقة المتجددة والأكثر استدامة من النفط. وهذا يشمل تشييد مبانٍ خالية من الكربون، إنارة الشوارع باستخدام نظم ألليد، وأنظمة الطاقة الشمسية لتسخين المياه، ومركز لنقل التكنولوجيا.

ويوجد في أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مدينتان من المدن الخضراء هما مدينة «مصدر» في الإمارات العربية المتحدة ومدينة «بوغزول» في الجزائر. ولايزال العمل جارياً على مدينة مصدر في أبوظبي، ومن المتوقع أن يتم إنجازها بحلول العام 2016، إذ ستمتد المدينة على مساحة 6 كيلومترات، وستتسع لـ 50 ألف نسمة، بكلفة تقدر بـ 22 مليار دولار، كما أنها ستكون مقراً لكبرى شركات الطاقة البديلة في العالم.

ومن المؤمل أن تصنف مصدر على أنها أول مدينة خالية من الكربون والنفايات في العالم، إضافة إلى أول مدينة كاملة تعمل بالطاقة الشمسية. إذ تتميز المدينة بمظلات متحركة عملاقة مستوحاة من فكرة زهرة تبّاع الشمس، تقوم بمهمة تظليل الساحات والأماكن العامة صباحاً، بجانب امتصاصها لحرارة الشمس، ثم تغلق على نفسها مساءً لإطلاق الحرارة التي امتصتها. إلى جانب ذلك تشمل المدينة محطة توليد كهرباء تعمل بالطاقة الشمسية.

وتحتاج «مصدر» إلى نحو 200 ميغاواط من الطاقة النظيفة، مقابل أكثر من 800 ميغاواط بالنسبة لمدينة تقليدية بالحجم نفسه. كما تحتاج إلى نحو 8 آلاف متر مكعب من مياه التحلية يومياً، مقارنةً بأكثر من 20 ألف متر مكعب يومياً بالنسبة لاحتياجات مدينة تقليدية، كما ستتم إعادة تكرير مياهها لتستخدم في الري والزراعة.

وسيتم تخصيص 30% من مساحة «مدينة مصدر» للسكن، و24% لمنطقة الأعمال والبحوث، و13% للمشاريع التجارية بما فيها الصناعات الخفيفة، و6% لـ «معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا»، و19% للخدمات والمواصلات، و8% للفعاليات المدنية والثقافية.