كثير من الناس، وخصوصاً الصغار، لديهم فوبيا من بلع أقراص الأدوية؛ فيلجأون إلى إذابتها في السوائل أو طحنها، ولكن أثبتت دراسات جديدة أن القيام بطحن أو إذابة الأدوية يقلل من الاستفادة من الدواء، بل قد يجلب نتيجة عكسية للمريض، كما يزيد من آثاره السلبية. وحذر مختصون من تحول الأدوية بعد طحنها أو إذابتها إلى مواد قاتلة!

غطاء محكم للدواء

وأوضحت مجموعة مؤلفة من صيادلة ومحامين أن حبوب الدواء يكون لها عادة غطاء محكم يحيط بها ويغلفها بالكامل، ويعمل على التحكم في المدة الزمنية والكيفية التي ينتشر فيها الدواء في جسم الإنسان. وبالتالي فإن طحن هذه الحبوب قد يؤدي إلى إفساد نظامها الخاص والمعقّد، الذي يعني انتشارها في الجسم بشكل أسرع بكثير مما يُفترض. وأشار مدير المجموعة دافيد رايت إلى أنه يمكن الاستعاضة عن الحبوب عند الحاجة بالعقاقير السائلة أو التي يمكن تناولها عبر أجهزة الاستنشاق.

كما حذر استشاري أمراض القلب بالمعهد القومي للقلب في مصر، الدكتور جمال شعبان، من عملية «طحن حبوب الدواء»؛ حيث قد تحمل في طياتها كثيراً من المخاطر، وتعرض المريض للإصابة بالأزمات القلبية أو الهبوط الحاد في الدورة الدموية.

ومن الدراسات التي أجريت في بريطانيا وُجد أن نحو 60 % من كبار السن في بريطانيا يجدون صعوبة في ابتلاع الأدوية، وأن 80 % من الممرضين في المنازل يلجأون إلى طحن الأدوية لمساعدة المرضى على ابتلاعها!

ومن بين الأدوية التي لا يتوجب طحنها، عقار سرطان الثدي «تاموكسيفن» والمورفين. فطحن الـ «تاموكسيفن» قد يؤدي إلى استنشاق المريض لبودرة الدواء وهو ما يُعتبر خطيراً جداً، لاسيّما إذا كانت المريضة حاملاً. أما طحن المورفين فقد يؤدي إلى انتشاره في الجسم بشكل سريع جداً وقاتل. وقد تتسبب أدوية أخرى بالصداع وبزيادة خطر النوبات القلبية في حال طحنها وقد يسبب حالات وفيات، على رغم أن هذه الحوادث ليست عامة.