العدد 4242 - الجمعة 18 أبريل 2014م الموافق 18 جمادى الآخرة 1435هـ

قاسم: محاولة ترحيل النجاتي تفتقد لأي سند شرعي

طالب بالسماح لـ «مقرر التعذيب» بزيارة البحرين

الشيخ عيسى قاسم
الشيخ عيسى قاسم

هاجم خطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، الشيخ عيسى قاسم في خطبته أمس الجمعة (18 أبريل/ نيسان 2014)، محاولة ترحيل رجل الدين الشيخ حسين النجاتي إلى خارج البحرين، واعتبرها محاولة «تفتقد إلى أي سند شرعي أو وضعي».

وتحت عنوان «لماذا هذا الإكراه؟»، قال قاسم: «لماذا إكراه الشيخ حسين النجاتي على مغادرة وطنه وتهديده بالمغادرة قسراً إن لم يُجدِ الإكراه؟ هذه قضية كانت وسُكت عليها مدة شهرين تقريباً ثم استجدّت وبقوة واندفاعة ومن غير مناسبة خاصة ولا ترّقب، ولا ظروف طارئة مقتضية، لكن هل يأتي هذا اعتباطاً وبلا هدفٍ خاصٍ عند السلطة؟ هذا الاحتمال لا يملك قيمة عملية تعطي قناعة لعاقل، والمطلوب من النجاتي مغادرةٌ تأخذ صورة الاختيار وإن كانت في حقيقتها تحت الإكراه الشديد المتكرّر وإن لم تفد هذه المحاولات فقد يأتي دور القسر المكشوف الذي يتكفل عملية التنفيذ بصورة فاضحة، يأتي كل هذا من دون إشارة خضراء من دستور ولا قانون محلي، ومخالفاً لدساتير العالم حيث لا جريمة ولا ما يشبه الجريمة، وحيث الاقتصار على الدور العلمي والتثقيفي الاجتماعي النافع والصوت الإصلاحي المعتدل من دون الدخول في الممارسة السياسية المضادة والحادّة».

وأضاف قاسم أن «لهذا الإصرار على ترحيل النجاتي لغة تريد أن تقول: لا مكان على هذه الأرض للدين، لأنه وجهٌ ديني بارز. ولا لعلم لأنه رجلُ علمٍ كبير. ولا لدور علمي وثقافي واجتماعي لأنه من أهل هذا الدور. ولا لمؤسسة علمية حرّة لأنه صاحب مؤسسة من هذا النوع. ولا لصوت مخلص للوطن في مطالبته بالعدل والإنصاف واحترام حقوق الإنسان لأنه من أهل هذا الصوت. ولا لنداءٍ بلّم الصف وتوحيد المواطنين ووحدة أبناء الدين الواحد لأنه من أهل هذا النداء. ولا لشخصية يحق للوطن بأن يفخر بها لأنه من هذا النوع من الشخصيات. ثم إنّ هذا القرار وهذا التصعيد يقولان للشعب كلّه: بقاء أي منكم معترفاً بمواطنته مرهون بالإرادة السياسية وما تذهب إليه بشأنكم في تقديراتها الخاصة، فأنتم غرباء في وطنكم أو على حدّ المقيم فيه من مؤقت الإقامة».

وقال قاسم: «إن هذا القرار وهذا الإصرار فاقد لأي سند شرعي أو وضعي، وغريب على لغة الدستور والقانون وكرامة الإنسان وحق المواطنة وما عليه كل العالم المتحضر، ولا يُرى من هدفٍ لهذا الإصرار التعسفي وحملة التصعيد الأمني الذي يخضع لها الوطن إلا سد كل الأبواب والنوافذ والممرات أمام أية محاولة حوار جاد وإصلاح صادق ينقذ وضع الوطن ويخرج به من أزماته المتراكمة ويخلّصه من النفق الأسود الذي يُخاف عليه منه انطلاقاً من روح الأنا والأثرة وحبّ السيطرة الظالمة، وهنا خطابٌ على مستوى الداخل لكل ذي دين، وكل ذي ضمير حي، وكل من يحترم إنسانية الإنسان، ويحرص على رعاية الحقوق، ويرى كرامةً للإنسان وحقاً للأخوّة الإسلامية وتهمّه مصلحة أن يرفع عقيرته بالاستنكار لهذا الإجراء الظالم المستخف بكل القيم والأعراف القويمة وأن يدعو إلى عملية الإصلاح الشامل ليعطي من دوره الإيجابي الوطن والمواطنين ويحقق له الاستقرار، وخطابٌ آخر لكل ذي ضمير في العالم، وكل ذي صوتٍ حرّ وتقديرٍ لكرامة الإنسان، ولقيم الحرية والعدالة وحقوق المواطنة من أفرادٍ ومنظماتٍ حقوقيةٍ وإنسانية ودول وتجمعات دولية ومؤسسات أممية إلى الوقوف أمام هذا الإجراء وهذا التدهور المخيف في مسألة الحقوق في هذا البلد وفي أي بلد من بلدان العالم، وأن يقفوا من هذه القضية وأية قضية أخرى من قضايا الشعوب الموقف الصريح الذي ينصر المظلوم ويدين الظالم، وأن تأخذ أية جهة قادرة على التأثير النافع في وضع هذا الوطن المأزوم بالدفع الجاد الصادق في اتجاه الإصلاح الشامل المنقذ».

ورأى قاسم أن «قضية ترحيل النجاتي، واستمرار الإصرار على عدم الامتناع والتأجيل - وهو إصرارٌ متكرر - يعني مضايقته وتهديده من أجل أن يتم هذا الأمر إزعاجاً لحياته وحياة أسرته، ويمثل ازدراءً غير لائقٍ بهذا الشعب كلّه، وهو تعامل ظالم مع حق العلم والدين والمواطنة، ولا ينبغي في لغة العدل أن يبقى هذا الإيذاء وهذه المضايقة، ولا يمكن لهذا الشعب الكريم أن يفرّط في حق النجاتي، ويسلّم بقضية ترحيله كرهاً أو قسراً عن وطنه، ويرجع ذلك إلى أمور: قيمة المواطنة لأي مواطن لا يضرّ بمصالح الوطن الكبرى ولم يخنه فضلاً عن أن يكون دورٌ إيجابي في خدمته وصوتٌ يطالب بالإصلاح فيه وهي القيمة التي تتجلّى بشكل كبير في أمثال الشيخ النجاتي».

وتطرق قاسم إلى «القيمة الذاتية الخاصة للنجاتي»، من حيث «المكانة العلمية والدينية والاجتماعية والدور الاجتماعي المثمر والكلمة المصلحة والنداء الوحدوي الحريص على الوحدة الإسلامية والوحدة الوطنية».

وتابع قائلاً: «ما يشعر به المواطن من تهديد لحق المواطنة المتعلق به، وعدم اطمئنانه من سحب الجنسية والترحيل عن إكراه أو بالقسر لو تم هذا الإجراء الظالم على مثل الشيخ النجاتي، وعلى كل مواطن من المواطنين، هذا كله يدعو لأن لا يسكت هذا الشعب على هذا العمل الظالم».

وتحدث قاسم في خطبته عن التعذيب، فتحت عنوان «كيف تصدق هذه الأمور؟»، ذكر قاسم «كيف يصدق أنه لا تعذيب في توقيفٍ ولا محبسٍ أو معتقل وتمتنع السلطة المرة تلو المرة عن استقبال المقرر الخاص بالتعذيب مع المطالبة به دولياً؟، مع البراءة من التعذيب يكون الإصرار على الامتناع والتأجيل المتكرر معاكساً لغرض السلطة، وكيف يصدق ما تكرر مراراً من قول السلطة بأنه تمت الاستجابة لكل التوصيات المتعلقة بحقوق الإنسان من لجنة تقصي الحقائق ومن جنيف أو المهم منها على الأقل ولا زلنا نسمع حديثاً عن ملف العمل وأن مشكلته وصلت إلى نهايتها هذه الأيام؟ وأعظم من ذلك أن المساجد المهدمة لازالت مشكلتها قائمة، وأن تغيير موقع مسجد أو آخر والقطع من أرض مسجد والاستيلاء على أرض من المساجد ذات التاريخ البعيد والمنع من إقامة الصلاة في هذا المسجد أو ذاك، لا زال كل ذلك مستمراً، وكيف يصدق أن البلد يتمتع بالاستقرار الأمني الكافي كما تدّعي السلطة بينما يستمر قمع المسيرات والمنع منها أساساً وتستمر التوقيفات والمطاردات والمداهمات – كل هذا يحدث مع وجود أمنٍ؟ مع وجود استقرار أمني؟ إذن كل هذا ظلم، الدولة هنا تسجل على نفسها، تقول إن الشارع هادئ ولا شيء على الأرض، وثم تفعل كل هذا؟ وهذا مشهود لكل العالم، كيف ينسجم؟… وتستمر التوقيفات والمطاردات والمداهمات ومسيلات الدموع واستخدام السلاح الانشطاري والمحاكمات والأحكام القضائية المشددة.. كيف يحصل هذا؟ كيف ينسجم؟... وكيف يصدق نيل ثقة الشعب كما تعلنه السلطة وأنه إذا كانت معارضة فهي لا تمثل رقماً ذا قيمة، وإذا كانت مسيرات ومظاهرات فالمشاركة فيها ضئيلة».

وواصل «لقد صرنا من هذا كله أمام واقع ضخم من الأقوال والدعاوى من جانب السلطة التي تناقضها مواقفها العملية ممّا من شأنه أن يجعل الوطن في وضعٍ إنساني غير لائق، ولا يؤسس لأية ثقة ولا كرامة ولا نجاح... ونحن نأمل أن تكون هناك ثقة، وأن تكون للمواطن كرامة، وأن يكون نجاح، وهذا يحتاج إلى ما يحتاج إليه من تغيير شامل في الاتجاه السياسي، في توجه السياسة، في تعاملها مع هذا الشعب، نريد لهذا الوطن أن يأمل الأمن كلّه، وأن يحقق قفزات عالية في التقدّم في مختلف المسارات الإيجابية والأبعاد الصالحة الكريمة، وأن يعيش أبناؤه الأخوّة الإسلامية الصادقة، والأخوّة الوطنية المستقرة، وواقع الاستقلال والعزة والكرامة، وأن يكون بمأمن من الفتن الطاحنة والمواجهات المدمّرة، ولا نرى أية فرصة لهذا كلّه ولا طريق غير طريق الإصلاح الشامل والجدي بالسقف الذي يحقق آمال الشعب، ولذلك نجد أنه لابد من الإصرار عليه والتمسك به».

العدد 4242 - الجمعة 18 أبريل 2014م الموافق 18 جمادى الآخرة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 20 | 8:15 ص

      حفظ الله رجالات هذا الوطن

      سيبقى دور العلماء باقيا وفاعلا في المجتمع، وفرج الله هذه الغمة عن هذا الشعب والوطن

    • زائر 17 | 4:49 ص

      ويششششش

      يرضك التجار في البديع اتعطل تجارتهم يا شيخنا الفاضل والسبه الاطفال الي احرقون في الشوارع وتغلق على الناس

    • زائر 14 | 2:39 ص

      sunnybahrain

      السلام عليكم ،،حفظك الله للبحرين والامة الاسلاميه يا شيخ عيسى قاسم ،،وشكرا على هذه المواضيع الهادفه التي تصب في خدمة الوطن ورفعة المواطن ،،چزاك الله خير جزاء ،،السلام عليكم .

    • زائر 10 | 1:44 ص

      حفظك الله يا شيخ

      الله يحفظك ويطول عمرك يا شيخنا

اقرأ ايضاً