العدد 4247 - الأربعاء 23 أبريل 2014م الموافق 23 جمادى الآخرة 1435هـ

«تيتوف»... فيلم فرنسي يدخل عالم الصغار مع طفل ذي 8 أعوام

فيلم الكرتون «تيتوف» الموجود بنسختين، فرنسية وإنجليزية، هو منتج من العام 2011، لكنه أنزل للتو في صالات العرض السينمائية في البحرين. أما «تيتوف» فهو بطل قصة كرتونية مصورة ولدت في العام 1992 للرسام السويسري «زاب» (اسمه الحقيقي فيليب شابوس)، ولقيت نجاحاً باهراً ثم تحولت إلى مسلسل تلفزيوني ومنه إلى السينما.

خلال 87 دقيقة مدة الفيلم، يعالج زاب قضية معاصرة وإن كانت أزلية، وهي المعنى الحقيقي للحب، من خلال البطل «تيتوف» المشهور بشكله المميز وخصلة شعره البارزة، والعاشق لألعاب الفيديو والألعاب الإلكترونية. ابن السنوات الثماني يحب زميلته في الفصل ناديا، لكنها لا تكترث لأمره، ولا يعرف كيف يعبر لها عن مشاعره، إلى أن تدعو ناديا زملاءها إلى عيد ميلادها ماعدا تيتوف.

المشكلة الكبرى التي يواجهها الطفل، تأتي على خط مواز لتظهر الربط بين عالمي الكبار والصغار، حيث يمر والداه بأزمة حقيقية وتقرر أمه مغادرة البيت مصطحبة معها الابنة الصغيرة إلى بيت والديها في الريف، تاركة تيتوف مع أبيه ليتمكن من مواصلة الذهاب إلى المدرسة.

بكثير من الواقعية يبرز زاب في فيلمه كيف أن الأطفال يستغلون مآسيهم العائلية أحياناً لاستدرار عواطف زملائهم وإدارة المدرسة. ويستغلون انفصال الوالدين للحصول على بعض المطالب والتحرر من قيود كانت تفرض عليهم. وتيتوف ذكي يحاول أن يستغل الظروف، لكنه على رغم ذلك يعاني نفسيّاً الانفصال، ويرى أن الحياة الزوجية ليست سعيدة، في كل المحيطين به وليس في بيته فقط .

الفيلم يمشي مع العصر بأشكال أبطاله وطريقة تفكيرهم وألفاظهم، لكنه لا ينسى الجوانب التربوية والنفسية، فيقفز إلى معالجة أزمة انفصال الوالدين بإبرازه صعوبة فهم تيتوف لكلمة «انفصال» وتكراره السؤال على أمه: «أنا لا أفهم لماذا تريدين مغادرة البيت؟» مهما حاولت تبرير الموقف. ومن إيجابيات الفيلم أنه خفيف ومملوء بالمواقف المضحكة، ونهايته سعيدة بعودة الأم إلى بيتها؛ لأنها فهمت أنها تحب «هذا الاختلاف» بينها وبين زوجها، وهو أمر طبيعي والأهم أن الحب موجود.

العدد 4247 - الأربعاء 23 أبريل 2014م الموافق 23 جمادى الآخرة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً