العدد 4251 - الأحد 27 أبريل 2014م الموافق 27 جمادى الآخرة 1435هـ

جرائم الاعتداء لا تقارن بأحكامها!

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

«من أمن العقوبة أساء الأدب»، مقولة تفسر الكثير من الجرائم الأخلاقية المرتبطة بالتحرش والاعتداءات الجنسية، آخرها ما نشرته الصحافة المحلية الأسبوع الماضي عن تخفيف عقوبة زوج أم اعتدى على ابنة زوجته على مدى خمس سنوات (منذ العام 2009-2013)، ثمّ وقف تنفيذ العقوبة لمدة ثلاث سنوات!

إن تخفيف عقوبة متهم ثبت جرمه الذي استمر لخمس سنوات ضد طفلةٍ، من المفترض أن يقوم هو بحمايتها، يجعلنا نتوقف كثيراً أمام ضرورة سن تشريعات مشددة تجاه هذا النوع من الجرائم التي انتشرت وتعددت صورها كثيراً في مجتمعنا، حتى باتت الصحف لا تخلو في يوم من أخبار واحدة منها!

اغتصاب طفلة، اغتصاب طفل، اغتصاب خادمة، تحرش عامل نظافة بطفلة، تحرش خياط بامرأة، اغتصاب الخباز طفلة، اغتصاب طفل أو طفلة في دكان، وغيرها الكثير من الأخبار التي تكون فيها الضحية طفلاً تارة، وطفلةً تارات متعددة، لتصل أحياناً إلى البالغات من المواطنات أو الوافدات واللاتي قد يحبلن نتيجة لهذه الجريمة في حقهن، ما يؤدي إلى جرائم أخرى ضدهن من قبل المجرمين أنفسهم أو من قبل أهاليهن الذين لا ينظرون لهن باعتبارهن ضحايا بل باعتبارهن جانيات، كما حدث مراراً في السنوات العشر الأخيرة التي سمعنا خلالها بأهالي تبرأن من بناتهن بعد أن حملن نتيجة اغتصابهن!

وليس مبالغةً أبداً إن قلت إن الصحف لا تخلو كل يوم تقريباً من أخبار هذه الجرائم، فلو عملنا جرداً لما نُشر في الأسبوع الماضي من أخبار في صحيفة «الوسط» وحدها، لوجدنا أن عددها كان 7 أخبار، تنوّعت بين جرائم تحرش واغتصاب، كان المتهمون فيها والمدانون بها من المواطنين وعامل نظافة وبائعاً في برادة وخبازاً وعامل مغسلة وغيرها. سبع جرائم واحدة منها كان فيها الجاني متهماً باغتصاب ثلاث سيدات!

في الدول المتقدمة اليوم ينادي المواطنون والمشرعون بإنزال أقصى العقوبات التي تصل إلى المؤبد للمتهمين بهذه الجرائم، بينما تأخذنا الرحمة نحن المسلمون الذين من المفترض أننا نعرف عظم جريمة الاغتصاب بمتهمين اغتصبوا بناتهم أو من هن بمكانة بناتهن! فلماذا تتوالد مثل هذه الجرائم بهذا الشكل المطّرد البشع، إن لم يكن لاستخفاف المذنبين بالرادع القانوني الذي يجدونه سهلاً، بعد أن انعدم داخلهم الرادع الديني والأخلاقي؟

وإلى جانب العقوبات المخففة للجناة، فإننا اليوم، وعلى رغم كل الثقافة والتعليم المتقدم الذي وصل إليه المجتمع، مازلنا ننظر للضحية باعتبارها جانٍ أيضاً، وهو ما يجعل الكثيرات ممن يتعرضن لهذا النوع من الجرائم يسكتن عن المطالبة بحقوقهن خوفاً من الفضيحة تارةً، وخوفاً من ردة فعل أهاليهن تارة أخرى، الأمر الذي يجعل الجناة يتمادون في جرائمهم مع الضحية نفسها، أو مع ضحايا جديدة.

نحن بحاجة لحملات تثقيفية تبدأ من رياض الأطفال والمدارس؛ لتثقيف الأطفال حول ضرورة عدم السماح لأحد بلمس المناطق الحساسة في أجسادهم وتعليمهم الطرق السليمة للدفاع عن أنفسهم، مع ضرورة التأكيد على إبلاغ ذويهم من خلال منحهم الثقة والأمان بأية حادثة قد يتعرضون إليها عنوة. كما أننا بحاجة لحملات تثقيفية لأولياء الأمور تنطلق من المنابر والمساجد بضرورة عدم السكوت عن هذه النوعية من الجرائم التي قد تطال أبناءهم وبناتهم وإيصالها للمحاكم، مع ضرورة عدم النظر للضحية باعتبارها جانٍ. ولا ننسى الأهم وهو ضرورة سن تشريعات وقوانين تشمل عقوبات رادعة لكل المتهمين ممن يثبت جرمهم وألا تأخذنا الرحمة بأحد منهم.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 4251 - الأحد 27 أبريل 2014م الموافق 27 جمادى الآخرة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 5:52 ص

      صح لسانك أستاذه

      وادام الله قلمك

    • زائر 9 | 3:34 ص

      كلام

      كلام منطقي وف الصميم يحكي المعاناة الاخلاقية ف البلد الذي بات يركز ع القضايا السياسية ويصدر أشد العقوبات باصحابها ويتناسى اصحاب قضايا التحرش الجنسي وما شابه.

    • زائر 8 | 1:48 ص

      لا اهتمام بمثل هذه الجرائم

      ومع ذلك السخط الذي يبديه الناس والضحايا وأهاليهم فإنه ممنوع عليك أن تنتقد الأحكام وممنوع أن تنتقد القضاة ، وممنوع عليك الاجتجاج ، ولا أعرف لماذا هذا المنع من أن يقول الإنسان رأيه في حكم يراه الجميع بأنه غير مناسب مع الجرم الذي وقع على الضحية. لماذا يكرر الجاني فعلته مرة وثانية وثالثة دون خوف أو وجل ؟ إلا لأنه يعرف مسبقا بأن الحكم سيكون باهتا وسخفف عنه في الاستئناف ويخرج من التوقيف وكأنه لم يفعل شيئ.

    • زائر 7 | 12:45 ص

      مع الاسف كانت البحرين جميلة وحلوة بشعبها الاصيل وبعد موجة التجنيس اصبحت جرائم التحرش والاغتصاب عناوين الصحف اليوميه ثم ياتي القضاء ويحكم باقل ما يتوقعة المجني علية ويصطدم بحكم لا يتساوى مع الجريمة

    • زائر 6 | 12:42 ص

      على الجرح

      أجزم أنك قلت ما يجول في خاطر كل قارئ

    • زائر 5 | 12:40 ص

      قضايا الناس لا تعنيهم كثيرا

      هم يعرفون جيدا بأن الجرائم الأخلاقية وغيرها متفشية والقانون راخي تجاهها وغير مستعدين لتشديد العقوبة على الجناة ، والسبب : حتى تنشغل الناس بحماية أطفالها وممتلكاتها وقضاياها وتأمين قوتها ولا تنشغل بالسياسة ونقد السلطة والمطالبة بحقوقها .

    • زائر 4 | 12:19 ص

      لو كنت القاضي

      لو كنت القاضي لحكمت على هؤلاء بالاعدام او المؤبد خصوصا من يزني زنا المحارم

    • زائر 3 | 11:05 م

      ولكن لا حياة لمن تنادي

      العقوبات الشديدة تكون للسجناء السياسيين اما المجرمين فانهم ينعمون بالخير والرأفة والعفو

    • زائر 2 | 11:04 م

      احسنتي

      يجب ان يكون الحكم هو الاعدام لكل من تسول له نفسه هتك عرض احد

    • زائر 13 زائر 2 | 12:18 ص

      مقهوره

      اتفق معك

اقرأ ايضاً